فصل مذيع أمريكي اتهم الإسلام بالإرهاب

[رحااال]

أقدمت واحدة من كبرى الإذاعات العاملة بالعاصمة الأمريكية واشنطن على فصل مذيع شهير بعد أن رفض التراجع عن اتهامه للإسلام بالإرهاب، وتقديم اعتذار علني لمسلمي أمريكا.

وجاء في الموقع الإلكتروني لصحيفة "سان فرانسيسكو كرونكل" الأمريكية: إن إذاعة "دبليو إم إيه إل" الأمريكية فصلت يوم الإثنين 22-8-2005 المذيع "مايكل جرام" بعد رفضه التراجع عن وصفه للإسلام بأنه "منظمة إرهابية" وتقديم اعتذار علني لمسلمي أمريكا عن هذه التصريحات المسيئة، ومحاولة التواصل معهم بعد أن شعروا بالإهانة نتيجة لتصريحاته.

وتعود بداية فصول هذه القضية إلى أواخر يوليو 2005 حين طالب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) بمحاسبة "جرام"، وهو أحد مقدمي البرامج الحوارية بالمحطة، بسبب تصريحات أدلى بها في أحد برامجه قال فيها: "الإسلام منظمة إرهابية" و"الإسلام في حرب مع أمريكا" و"المشكلة ليست التطرف.. الإسلام هو المشكلة" و"نحن في حرب مع منظمة إرهابية تدعى الإسلام".

وفي البداية ساندت "دبليو إم إيه إل" مذيعها الشهير بيد أن الإذاعة أوقفته عن العمل بعد قيام الآلاف من المستائين وعدد كبير من الشركات المعلنة لديها بمراسلتها مطالبين بعدم مساندة رؤى "جرام" المتطرفة؛ ثم ما لبثت الإذاعة أن فصلته بعد رفضه الاعتذار عن تصريحاته المسيئة للإسلام.

ورحبت العديد من المنظمات الإسلامية الأمريكية وعلى رأسها كير بقرار فصل المذيع، وقال نهاد عوض المدير العام لها: "نرحب بموقف إذاعة دبليو إم إيه إل كخطوة صحيحة على طريق خفض مستوى العنصرية في إذاعات بلدنا لكننا نشعر بالأسف لأن جرام رفض تحمل مسئولية تصريحاته المليئة بالكراهية".

وطالب "عوض" كل الأطراف التي عبرت عن استيائها من تصريحات جرام بالاتصال بالإذاعة لإظهار دعمهم لها في مواجهة أي ضغوط قد تتعرض لها من قبل بعض الجهات المتعصبة التي قد تحتج مطالبةً بإعادة جرام إلى العمل.

"عزيزي الانتحاري"

وفي سياق جرائم الكراهية ضد مسلمي أمريكا طالب "كير" الإثنين 22-8-2005 شركة "جي بي مورجان تشيز" لبطاقات الائتمان الأمريكية العملاقة بالاعتذار لأحد عملائها المسلمين (من أصل فلسطيني) بعد تلقيه دعوة بالبريد من الشركة -للحصول على إحدى بطاقات الائتمان- تشير إليه على أنه "انتحاري فلسطيني".

كما طالب مجلس العلاقات الإسلامية الشركة -التي تبلغ قيمة أرصدتها أكثر من 1.1 ترليون دولار أمريكي- بإجراء تحقيق داخلي فوري وبتنظيم دورات لتوعية موظفيها بالإسلام وبالثقافة الإسلامية.

وكان المواطن الأمريكي المسلم -54 عاما- قد تلقى خطابا موقعا من كارتر فرانك مسئول التسويق بالشركة للحصول على إحدى بطاقاتها وقد وجهت إلى "عزيزي الانتحاري الفلسطيني" بدلا من اسم المتلقي، مع العلم بأن المتلقي يعيش في أمريكا منذ 51 عاما.

صورة مشوهة

ومنذ هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة دأب الإعلام الأمريكي على تقديم المسلم في صورة الإرهابي؛ مما أدى إلى زيادة الاعتداءات على الأقلية المسلمة بدرجة كبيرة.

وقد أظهر التقرير السنوي العاشر لـ"كير" حول الحقوق المدنية لمسلمي أمريكا الصادر يوم 11-5-2005، ارتفاع جرائم الكراهية ضد المسلمين في عام 2004 بنسبة تفوق 50% عن عام 2003، إلى جانب ازدياد حوادث التمييز ضدهم خلال العام الماضي بنسبة 49%؛ وهو ما أرجعه التقرير إلى أسباب عدة، من أبرزها استمرار المخاوف الناجمة عن هجمات 11 سبتمبر، وانتشار الخطاب العدائي ضد الإسلام والمسلمين.

ومؤخرا كشف استطلاع للرأي على مستوى الولايات المتحدة -أجرته جامعة "كورنيل"- أن 44% على الأقل من الأمريكيين يؤيدون كبح الحقوق المدنية للأقلية المسلمة، ومراقبة أماكن عبادة المسلمين الذين يتراوح عددهم ما بين 5 و10 ملايين نسمة من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ عددهم نحو 296 مليون نسمة.