الشاعر...والفراشة...وأميرة الياسمين...

[أميرة الياسمين]

رفّت فراشتي الشّقية
غطّت فوق قلمي
وبشغب وغيرة سألتني:
من هي؟ أهي من البشر؟
ابتسمتُ وقلت:
كلا!
هي جنيّة أسطورية
هربت من قصص الصغار
وخرجت من سفر الزمن
وتاهت بين الغابات
علَّّكِ صادفتها عند السنابل
والأعشاب الخضراء
وبراعم اللوز...
وشذا التراب الندي
من ذرات المطر تنهمر
حين تودّع الأرض الشتاء
وتستقبل بحبّ أفراح الربيع...
أو تختال عند الجدول
بثوبها الأبيض الناعم
تناغي فراخ البلابل
وتمسح زغبها بلطف وحذر...
تراقص الأرانب الرقيقة
والسناجب
عند شجيرات الجوز و البندق والصنوبر...
تسابق المهور العربية
الشقراء
خلف المروج البعيدة...
تتناثر من بريق تلك
العينين الذهبيتين
ابتساماتها العذبة
تسيل برقّة
من ورود وجنتيها
من وجه الطفولة ...من حُضن البراءة...
نقي كالثلوج
تتساقط بركة من السماء
فوق قمم لبنان...
ترسم بألوان الأطياف
وريشة من قوس القزح
نظرة خجولة بريئة
ترسلها إليّ
لتخترق صوّان قلبي المحجّر
فيتفتت... يذوب كالسكّر
وأهيم بها مسحوراً أنا...
أنا الفارس... المغامر
الكميّ... المجندل
أنا من اجتحتُ كلّ المدائن
وخضتُ كلّ الحروب
وسحقتُ كلّ الجيوش
وحطّمتُ كلّ صارم... وبتّار
حتى هابتني كلّ القصور والممالك
ودككتُ بكل عنف لدي
كلّ حصن... كلّ قلعة
وحين جئت
لمملكة هذه الساحرة
وحين لامست عتبات تلك المملكة
وبحثت عن قصرها
أسقط في يدي
وهزمت...
أسرتني بقيود ترانيم شدوها
وهالة أنوار طهرها... عفّتها... طيبتها
وخسرت عند أسوار قلعتها
رهاني...
وكانت يا فراشتي
آخر معركة...

آذنت الشمس على المغيب
ونشرت في الأفق
وشاحها القوقازي...
نعست فراشتي الصغيرة
واستأذنتني لترحل
لتنام...
ضاربة لي من جديد
موعداً آخر وأملا جديد
وزيارة...
وتركتني أساهر القمر
كعادتي كلّ ليلة
مع قرطاسي... بنات أفكاري...
أحلامي... وخيالاتي...
وطيف أسراري... آسِرَتي...
حبيبتي أميرة الياسمين