|
09-08-2005, 12:27 AM | #1 |
-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+- |
ّ¤؛°`°؛¤وســطية أهل السنة والجماعة¤؛°`°؛¤
وســطية أهل السنة والجماعة سفر بن عبد الرحمن الحوالي إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، واشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد : فنحمد الله أن جعلنا جميعا من أهل السنة ، ففي ذلك اصطفاء لنا واختيار تكريم من الله تبارك وتعالى ، لمن كان كذلك ،ونحمده أن جمعنا لنعرف بعضا من خصائصهم ومناقبهم العظيمة ، التي ميزهم الله تبارك وتعالى بها عن سائر أهل الإسلام . . . تعلمون أن الله تبارك وتعالى يخلق ما يشاء ويختار ، وقد اختار أمة محمد على سائر الأمم والملل ، يقول تعالى : { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق للخيرات بإذن الله } ، ويقول تبارك وتعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفسقون } ، ويقول تبارك وتعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } . فهذه الأمة أوتيت الكتاب واصطفيت ، وكانت خير أمة أخرجت للناس ، وهي شهيدة على الناس يوم القيامة ، حين يشهد عليها رسولها . والله تبارك وتعالى اختص واختار من هذه الأمة المصطفاة المختارة ، طائفة بعينها ، هي في هذه الأمة ، كأمة الإسلام بين أهل الأديان وسائر الملل ، وهذه الفئة والطائفة ، هي ما نسميه أهل السنة والجماعة ، ولهذه التسمية مدلولها ففيها وبها يتميز المنهج والخاصية العظمى لأهل السنة والجماعة . أهل السنة والجماعة - كما يتضح من اسمهم - أول ما يميزهم واعظم خاصية لهم هي انهم يتمسكون بكتاب الله تبارك وتعالى وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قولا وعملا واعتقادا ظاهرا وباطنا ، فلا يأخذون دينهم وإيمانهم واعتقادهم من غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، كائنا من كان ذلك المصدر ، ولا يقدمون بين يدي الله ورسوله ، ولا يرفعون أصوتهم فوق صوت رسول الله ولا يرضون أن يرفع أحدا صوته فوق صوت رسول الله بأن يحدث في هذا الدين أمرا مخالفا لهديه ، مجانبا لسنته . وبضدها تتميز الأشياء : فإذا قارنا بين هذا المنهج العظيم وبين غيره من المناهج ، فان ذلك الفرق يبدو جليا واضحا ، ولسنا في صدد تبيان تلك المناهج بالتفصيل ، ولكن لو نظرنا نظرة إجمالية ، لوجدنا أن المناهج هي في الأصل ثلاثة : المنهج الأول : هو ذلك المنهج الذي ينحى المنحى العقلي ، الذي يدعي بزعمه العقل ، وتحكيم العقل والمنطقية والنظريات العقلية . والمنهج المضاد : هو ذلك المنهج الذي يستقي ويستمد ، من الكشف أو من الذوق أو من الوجد وما شابه ذلك - أي المعايير غير العقلية - معيار العاطفة ، أو معيار الظن . وبإيجاز نقول أن الأول هو منحى أهل الكلام عموما من معتزلة وأشعرية ومن جرى مجراهم ، هذا المنحنى يجعل الدين والإيمان والعقيدة فكرة عقلية ، فالإيمان عندهم فكرة عقلية . والمنهج المضاد ، هو منهج أهل التصوف والتفهم بغير المشروع ، وهؤلاء يجعلون الإيمان والعقيدة تجربة روحية. ولهذا يصعب حصر الطريقتين ، لان العقول تختلف وتتباين ، و التجارب الروحية الذاتية اكثر اختلافا واكثر تباينا . وميز الله تبارك وتعالى أهل السنة والجماعة بالرجوع إلى الكتاب والسنة ، فعرفوا للعقل قيمته ومنزلته ، وعرفوا للحقائق والأذواق الإيمانية الحقة ، قيمتها ومنزلتها ، والحكم في ذلك كله هو النص من الوحي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، كما قال الله تبارك وتعالى لنبيه محمد : { قل إنما أنذركم بالوحي }. ولا يوجد عند أهل السنة والجماعة تصور معارضة أو تضاد بين العقل الصحيح السليم ، وبين الوحي ، ولا بين الذوق الإيماني الصحيح وبين الوحي ، فضلا عن أن يقول كما قال أولئك : " عند التعرض يقدم العقل ، أو يقدم الكشف ، أو يقدم أي شيء غير كتاب الله وسنة رسوله . بل إن من أصول أهل السنة والجماعة : أن أقوال أئمة أهل السنة والجماعة ابتداء من الصحابة الكرام ومرورا بالتابعين ثم بالأئمة الأربعة والسلف الصالح أجمعين ، أقوال هؤلاء - على الرغم من قدرهم وفضلهم - لا يمكن بأية حالة من الأحوال أن يعارض بها نص من الكتاب والسنة على الإطلاق ، وانما هي في منزلة بعد منزلة النص عن رسول الله فلا يمكن أن يقدموا قول أحد ، كائن من كان على قول رسول الله وان كان صحابيا ذا فضل ، أو إماما مجتهدا ، فضلا عن أن يقدموا على كلامه أحد المبتدعة أو الضالين أو أصحاب الكلام وأصحاب الأذواق والموازين والكشوفات الباطلة . وبهذا تميز منهج أهل السنة والجماعة وينقلنا إلي الميزة الأخرى : فمنهجهم قائم على العلم: فهم في كل أمر ، وفي كل حكم يطلبون الدليل من الكتاب والسنة ، ولهذا نجد أن علماء السنة - الذين كتبوا والذين لم يدونوا - نجد انهم جميعا من أهل السنة والجماعة ، وأهل السنة والجماعة اكثر طوائف الأمة حرصا على السنة وتدوينا لها ، وحفظا ، وان وجد من غيرهم من يهتم بها فهو لخدمة هوى في نفسه ، أو ليخلط حقا بباطل ، ولا يخلوا من ذلك . أما أهل السنة والجماعة فيهتمون بكتاب الله عز وجل حفظا وتلاوة ، ويهتمون بسنة النبي حفظا وفهما ، وكذلك تصحيحا وتضعيفا ، فالحديث الضعيف ، فضلا عن الموضوع لا يعتد به ولا يعمل به ، فضلا عن الكشوفات ، أو الآراء أو المنامات التي يعتمد عليها غيرهم . فهم إذا يتميزون بالبصيرة وبالمنهج الصحيح ، وهو منهج العلم المتلقى عن رسول الله بواسطة الرجال الثقات الذين لم تشهد أمة من الأمم على الإطلاق مثلهم في الحصر والضبط والدقة والفهم والاستنباط . وما يميز أهل السنة والجماعة ويختصون به دون غيرهم من الطوائف : انهم أمة وسط : وهذه الوسطية تتجلى في أمور الإيمان والعقيدة جميعا ،وكما أن هذه الأمة - أي أهل القبلة عموما - جعلها الله تبارك وتعالى أمة وسطا فأهل السنة هم وسط أهل هذه الأمة وخيارها ، وهم أصحاب المنهج الوسط في هذه الأمة ،ولو أخذنا نضرب الأمثلة من أبواب العقيدة بابا بابا ،لطال بنا المقام ، ولكن نوجز ذلك بما يتضح به المنهج القويم ، فمثلا : في صفات الله تبارك وتعالى : نجد إن الطوائف قد ضلت ، فمنهم من اثبت وغلا في الإثبات ، حتى مثل الله تبارك وتعالى بخلقه ، وهؤلاء هم أهل التمثيل ، أو التشبيه وهؤلاء - كما عبر السلف - عباد صنم لأنهم جعلوا صفات الله تبارك وتعالى مماثلة لصفات المخلوقين ، وفي المقابل نجد أولئك الذين نفوا صفات الله تبارك وتعالى ، وغلوا بالتنزيه - بزعمهم - حتى لم يثبتوا له تبارك وتعالى شيئا من صفاته ، أو أنكروا بعضا منها ، وهؤلاء - كما قال السلف - المعطل عابد عدم ، وصفوا الله تبارك وتعالى بالعدم . الممثل عابد صنم ، والمعطل عابد عدم . فنقول - نحن أهل السنة والجماعة - - مثلا - في صفة العلو : نقول ونؤمن ونعتقد كما كان النبي وأصحابه ، أن الله تبارك وتعالى على العرش استوى وانه فوق جميع المخلوقات . فيقول هؤلاء - أي الممثلة - : استوى كالمخلوقين ! ويقول أولئك - أي المعطلة - : لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ولا يمينه ولا شماله! - نعوذ بالله من الزيغ والضلال – فأهل السنة وسط ، يثبتون لله تبارك وتعالى كلما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله من الصفات ، إثباتا لا تمثيل فيه ، وينفون عن الله سبحانه وتعالى ما لا يليق به نفيا لا تعطيل فيه ، من غير تحريف ومن غير تكييف ، وهذه هو المنهج السليم الصحيح الذي كان عليه أهل والجماعة جميعا . ولننتقل إلى باب آخر : في باب الإيمان والأحكام والأسماء : نجد أن بعض طوائف الأمة قد غلت ، حتى كفرت من يرتكب ذنبا من الذنوب دون الكفر أو الشرك ، وأخرجته من الملة ، أو حكمت عليه بالخلود في النار ، ونجد في المقابل ، من استهان وفرط في الأمر ، حتى سل أهل المعاصي والكبائر والفجور وجعلهم مؤمنين كاملي الإيمان ! فالخوارج – مثلا - وتبعهم في ذلك المعتزلة ، يقولون أن مرتكب الكبيرة كافر - كما تقول الخوارج - أو هو في منزلة بين الإيمان والكفر - كما تقول المعتزلة - فغلوا في ذلك ، فجاءوا إلي كل ما ذكر الله تبارك وتعالى أو رسوله من المعاصي والكبائر ، كالزنى وشرب الخمر والسرقة وأمثالها ، فجعلوا فاعل ذلك كافر ، خارج عن الملة مثل من عبد غير الله تبارك وتعالى ، هذا غلو ، رغم أن هذا الغلو كانت تصحبه العبادة ، ويصحبه الزهد بالدنيا ، كما سيأتي إن شاء الله فيما يتعلق في هذه الخاصية . وأما المرجئة ، فانهم قالوا أن العبد إذا قال " لا اله إلا الله " وشهد لله تعالى بالوحدانية واقر بالرسالة ، فانه مؤمن كامل الإيمان ، وان عمل ما عمل ! وأنكروا أن الإيمان يزيد وينقص . وكلا هذين الطرفين خرج عن الجادة الصحيحة وعن الصراط المستقيم ، وعن ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله فمما هو معلوم - كما لا يخفى على أحد يقرا كتاب الله عز وجل - أن الله تارك وتعالى فرق في الحكم بين من يشرك به فيعبد غيره وبين من يرتكب شيئا من هذه المعاصي ، كما فرق النبي والأدلة كثيرة ، لا تحصى ، وهو رجم الزاني وقطع يد السارق وجلد شارب الخمر . فلو كانت كل هذه الذنوب ردة وكفر كالكفر الأكبر المخرج من الملة ، لكان حكمها واحد ولا تفريق بينها . وأيضا للمرجئة : لو كان العاصي والفاجر ، كامل الإيمان ، فما معنى تلك الآيات العظيمة التي جاءت في صفات المؤمنين وفي بيان أحوالهم وما يتميزون به عن غيرهم ، وتلك الآيات الصريحة القطعية من كتاب الله تعالى في بيان أن الإيمان يزيد وينقص ، وما جاء أيضا في سنة رسول الله . فوفق الله تبارك وتعالى أهل السنة ، فكانوا الأمة الوسط بين هؤلاء وهؤلاء . |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
السنة الهجرية الجديدة..!! | mada200661 | مجلس حلا العام | 5 | 01-02-2006 01:56 AM |
حذار من رأس السنة ..!! | mada200661 | مجلس حلا للكمبيوتر والبرامج | 2 | 31-12-2005 10:59 PM |
شـــهـور السنة | لو على قلبى | مجلس حلا العام | 3 | 14-02-2005 07:44 PM |
أين ستذهب ليلة رأس السنة ..؟ | احساسـ | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 7 | 26-12-2004 02:03 AM |