:: أتصل بنا ::

 

::+: الواجهه الرئيسيه :+:: ::+: البحث في الاقسام والمواضيع :+::

العودة   منتديات حــلا > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-12-2008, 02:39 PM   #1
شمس القوايل

نائبة الإدارة

 
الصورة الرمزية شمس القوايل
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: May 2007
رقم العضوية: 35230
المشاركات: 42,377
عدد المواضيع: 1355
عدد الردود: 41022


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
شمس القوايل is on a distinguished road

شمس القوايل غير متصل
افتراضي خطبة الجمعه من المسجد النبوي بالمدينه المنوره بعنوان (( العلم بالله))

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة في المسجد النبوي بالمدينة النبوية
لفضيلة الشيخ : عبدالمحسن القاسم
بتاريخ : 23- 10-1426هـ
وهي بعنوان : العلم بالله


إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهَد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أمّا بعد:
فاتَّقوا الله ـ عبادَ الله ـ حقَّ التقوى؛ فمن اتَّقى ربه نجا، ومن أعرضَ عنه هَوى.
أيّها المسلمون، العلمُ بالله أحَد أركانِ الإيمان، بل هو أصلُها وما بعدَها تبَعٌ لها، ومعرِفَة أسماء الله وصفاتِه أفضلُ وأوجَب ما اكتسبَته القلوب وحصَّلته النفوسُ وأدركته العقول، قال ابن القيّم رحمه الله: "أطيَبُ ما في الدنيا معرفتُه سبحانه ومحبَّته".
والقرآنُ كلّه يدعو الناسَ إلى النظر في صفات الله وأفعالِه وأسمائه، قال شيخ الإسلام رَحمه الله: "والقرآن فيه من ذِكر أسماء الله وصِفاته وأفعالِه أكثَر مما فيه من ذكرِ الأكل والشّربِ [والنكاح في الجنّة]" ، والله يحبّ من يحبّ ذكرَ صفاته، وقد بشَّر النبي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة الذي كان يقرَأ سورةَ الإخلاص بأنَّ الله يحبّه لما قال: إني لأحِبّها لأنها صِفةُ الرحمن. رواه البخاري.
وأسماؤه سبحانَه أحسَن الأسماء، وصفاته أكمَل الصفاتِ، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الشورى:11]، وحقيقٌ بكلِّ مسلمٍ معرفتُها وفهم معانيها.
فربُّنا تعالى هو الرّحمن الرّحيم، وسِعت رحمته كلَّ شيء، ورحمتُه أوسَع صفاتِه، ((خلق مائةَ رحمةٍ، وأنزل منها إلى الأرضِ رحمةً واحِدة بين الجنّ والإنس والبهائمِ والهوام، فبِها يتعاطَفون، وبها يتراحمون، وبها تعطِف الوحش على ولَدِها حتى ترفَع الدابة حافِرَها عن ولدِها خشيةَ أن تصيبَه)) متفق عليه. وما مِن أحدٍ إلاّ وهو يتقلَّب في رحمةِ الله، وكلّ نعمة تراها هي مِن رحمته، وكلُّ نقمة صرِفَت فهي من آثار رحمتِه، قال ابن القيّم رحمه الله: "وكان هذا الكتابُ (إنَّ رحمتي سبَقت غضبي) كالعهد من الله سبحانَه للخَلق، ولولاه لكان للخلقِ شأنٌ آخر"، ومَن كان قريبًا مِنَ الله كانت رحمةُ الله أولى به.
وهو سبحانه الملِك، المتصرِّفُ بخَلقه كما يشاء، لا يتحرَّك متحرّكٌ ولا يسكن ساكِن إلاّ بعلمه وإرادَته، يأمُر وينهى، يعِزّ ويذلّ بلا ممانَعة ولا مدَافعة، لا يعجِزه فيهما شيء، ففوِّض إلى الملكِ أمورَك؛ فبِيَده المقاليد، وتوكَّل عليه في جميعِ أحوالِك تجِده قريبًا.
وهو القُدّوس، المنزَّه عن النقائِصِ الموصوفُ بصفاتِ الكمال، فلا إلَه معَه يُدعى، ولا وَلِيّ معه يُنادَى.
وهو السّلام، السالِمُ من جميع العيوب وخَلَل الأوصاف، جميع المخلوقاتِ تُنزِّه ربَّنا من ذلك، قال عز وجل: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةيُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الجمعة:1].
وهو جلّ وعلا المؤمِن، خَلقُه آمِنون من أن يَظلِمَهم أو يَبخَسهم حقَّهم، فتزوَّد منَ التّقوَى فالأعمالُ محفوظةٌ مضَاعَفة.
وهو المهَيمِن على خلقِه، مطَّلِعٌ على خفاياهم وخَبايا صدورِهم، فلا تأمَن مكرَ الله إن عَصَيتَه.
وهو الشّهيدُ على أقوالِ وأفعال عِباده، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[البقرة:74].
هو العزيزُ، لا يُغلَب، عزَّ كلَّ شيءٍ فقَهَره، ذلَّت الصِّعاب لعِزَّته، ولانت الشدائد لقوَّتِه، إذا قضى الأمرَ في السماءِ ضَرَبتِ الملائكة بأجنِحَتها خضعانًا لقولِه كأنّه سِلسِلة على صفوان، من دنا منه بالطّاعة عزَّ، قال سبحانه: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةمَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًانقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[فاطر:10]، ومن بارزه بالمعصِيَة ذلَّ، فلا تنظُر إلى المعصيةِ وانظر إلى من عصيتَ.
وهو العليُّ الأعلَى، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةإِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[فاطر:10].
هو الجبَّار، جبَر خلقَه على ما يُريد، لا يمتَنِع منهم أحدٌ، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةإِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[يس:82]، قال للسَّماء وللأرضِ: ائتِيا طوعًا أو كرها، قالتا: أتَينَا طائعين. وهو سبحانَه جابِرُ قلوبِ المنكَسِرين.
هو الكبير، كلُّ شيءٍ دونَه، ولا شيءَ أعظم ولا أكبر منه، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الزمر:67]، ((يجعل السمواتِ على إصبِع، والأرضَ على إصبِع، والجبال والشجرَ على إصبع، والماء والثرَى على إصبِع، وسائر الخلقِ على إصبع)) متفق عليه.
هو المتكبِّر وحدَه، ولا يليق الكِبْرُ إلاّ به، ومن تكبَّر من خلقه فمأواه سقَر، قال جلّ وعلا: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةأَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الزمر:60]. والعبدُ واجبٌ عليه التذلُّل والخضوع لربِّه والتواضعُ لعباده.
وهو الخالِقُ، أوجدَ الكونَ وأبدعه، فأبهَر مَن تأمَّله، خلاَّقٌ أتقَنَ ما خلَق، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةفَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[المؤمنون:14].
هو البارِئ، بَرَأ الخلقَ مِن عدَم؛ نجومٌ وشمس وقمَر وخَلقٌ في الأفُق، كلٌّ في فلَكٍ يَسبحون، أَدهشَت من تفكَّر فيها وتذكَّر.
وهو المصوِّر، صوَّر خلقَه على صفاتٍ مختَلفة وهيئاتٍ متباينة كيفَ شاء، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةفَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[النور:45]، وخلَق الإنسان في أحسنِ صورةٍ، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[التين:4]. هو المصوِّر وحرَّم التصويرَ على خلقه، وتوعَّد المصوِّرينَ مِن خلقِه ولعَنَهم، قال عليه الصلاة والسلام: ((لعن الله المصوِّرَ)) رواه البخاري، وقال: ((كلُّ مصوِّرٍ في النار)) متفق عليه.
وهو الغفور، يمحو ذنوبَ مَن أنابَ إليه من عبادِه وإن تناهَت خطاياه، غفَر لسحرَةِ فِرعون كُفرَهم وسِحرهم ومُبارَزَتهم لنبيِّهم بسجدةٍ واحِدة لله مقرونةٍ بتَوبة، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[طه:82].
وهو القهَّار، الخلقُ تحت قَهرِه وقَبضته، ينزع روحَ من شاء متى شاء، لا يقع في الكونِ أمرٌ إلا بمشيئتِه ولو سعَى العبد إلى تحقيقه.
هو الفتَّاح، يَفتح أبوابَ الرزق والرحمة وأسبابها لعبادِه، ويفتح عليهم المنغَلِقَ من أمورهم وأَحوالهم.
وهو الرزَّاق، يرزُقُ العبدَ من السماء والأرض، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةقُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ اللَّهُنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[سبأ:24]، عمَّ برِزقِه كلَّ شيء، فما من دابَّة في الأرض إلاّ على الله رِزقُها، رزَقَ الأجنّةَ في بطونِ الأمّهات، ورزق السِّباع في القِفار والطيورَ في أعالي الأوكار والحيتانَ في قعر البِحار.
وهو الوهَّاب، يعطِي من أراد ما شاءَ، بِيده خزائن السّموات والأرض، وهَب ذرّيّةً طيّبة لأنبياء بعد بلوغِهم عِتيًّا من الكِبَر، وسأل سليمان ربَّه الوهّاب مُلكًا لا يَنبَغي لأحدٍ مِن بعدِه، فوهبه آياتٍ وعِبرًا مِنَ العطاء؛ رِيح وجِنّ وعَين قِطرٍ مسخَّرات بأمرِه.
وهو العليم، يعلَم السرائر والخفيَّاتِ، لا يخفَى عليه قول ولا فعلٌ مما يجتَرِحُه العباد، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةإِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[العنكبوت:62].
هو السَّميع، يسمَع النّجوَى وما أعلِنَ والسرَّ وما أخفَى، إن جهرتَ بِقولِك سمِعَه، وإن أَسرَرتَ به لصاحِبِك سمعه، وإن أخفَيتَه في نفسك علِمَه.
هو البصير، يرَى خَوافِيَ الأمور وإن دقَّت، لا يعزُب عنه مثقالُ ذرة وإن خفِيَت، يرى في ظُلَم الليل ما تحت الثّرَى، ويُبصِر قَعرَ البحر في الدّهماء.
هو الظاهر والباطن، لا يخفى عليه دَبيبُ النملة السوداءِ على الصخرةِ الصّمّاء في اللّيلةِ الظّلماء، إن فعلتَ فِعلاً ظاهرًا رَآك، وإن عَمِلت باطنًا ولو في جوفِ بيتِك أبصرَك، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةإِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الفجر:14]. ومن علِم أنَّ الله مطَّلِع عليه استَحَى أن يراه علَى معصِيَة.
هو الحكيم، لا يدخُل في أحكامه ولا تشريعَاته خللٌ ولا زَلَل، وليس لأحدٍ أن يراجعَ أحكامَ الله أو ينتَقِصها أو يضَعها للجدل، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الرعد:41]، بل الواجب التسليمُ والإذعان لها والانقياد إليها، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةإِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[المائدة:1]، ولا يصلُحُ لعباده سِوى شرعه المطهَّر، ومَن سَخِر بدينه أو شرعِه أذلَّه الله.
هو اللّطيف، يَلطُف بعباده، يسوق الرزقَ إليهم وهم لا يشعرون.
وهو الخبير بأمورِ العِباد، لا يخفَى عليه شيءٌ، مطَّلِع على حقيقةِ كلِّ أمر، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةفَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًانقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الفرقان:59].
وهو الحليم، لا يعجِّل العقوبةَ على عبادِه بِذنوبهم، ولا يحبِس إنعامَه وأفضاله عنهم بخطيئاتهم، يَعصونه ويرزُقهم، يذنِبون ويمهلهم، يجاهِرون ويستر عليهم، فلا تغترَّ بحلمِ الله وكَرَمه عليك، فقد يبغَتُك العذاب، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةيَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الانفطار:6].
وهو العظيم، إذا تكلَّم بالوحي أخذَتِ السموات منه رجفةٌ أو رِعدةٌ شديدة خوفًا من الله عزّ وجلّ، فإذا سمِع ذلك أهلُ السموات صُعِقوا وخرّوا لله سجَّدًا.
وهو الشّكور، يعطي الجزيلَ على اليسيرِ منَ العمل، ويَغفِر الكثيرَ مِنَ الزَّلَل، فلا تحقِر أيَّ عملٍ صالح وإن قلَّ، فالحسنة تتضَاعَف، قال سبحانه: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الشورى:23].
وهو الحفيظ، يحفَظ أعمالَ العباد ويحصِي أقوالَهم، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةلا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَىنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[طه:52]، ويحفَظ عبادَه من المهالِكِ والمعاطِبِ، حفِظ يونسَ وهو في بطن الحوت في لُجَجِ البِحار، وحفِظ موسى وهو رضيعٌ في اليمّ، فتوكَّل على الله في حِفظ نفسك وأولادك، فلا تعاويذَ شركيّة، ولا تمائم ولا سَحَرَة ولا كُهّان.
وهو القويّ، لا يعجِزه شيء، قوِيّ في بطشِه، قال ابن جريرٍ رحمه الله: "إذا بطَش بشيءٍ أهلَكَه"، أمرَ جبريلَ بقلبِ قريةٍ عاتِيَة بالفواحش قوم لوطٍ فَعَلا بها بطَرَف جناحه ثم قلَبَها بمن فيها، وجعلها آيةً للاعتبار عبرَ القرون، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الصافات:137، 138]. ومن تأمَّل قوّةَ من عصى تركَ ما عصَى.
وهو سبحانه الشافي، يشفي ويُعافي من الأمراضِ والأسقام، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الشعراء:80]، والأدوية أسبابٌ يجب أن لا يتعلَّقَ القلب بها.
وهو المنَّان، يبدأ بالعطاءِ قبلَ السؤال.
والله سبحانه هو المحسِن، غمَر الخلقَ بإحسانه وفضلِه.
هو الكريم، يعطي ويجزل في العَطاء، ليس بينه وبين خلقِه حِجاب، فاسأل وربُّك الأكرَم، وإذا فتَح الرزقَ على عبدِه لم يمنَعه أحدٌ، قال سبحانه: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةمَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَانقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[فاطر:2]. وهو حيِيّ، ((إذا سأَلَه عبدُه عطاءً ورفع إليه يدَيه يستحِي أن يردَّهما صِفرًا)) رواه أحمد.
وهو الرقيب، لا يغفل عن خَلقِه ولا يضيِّعهم، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَمَا كُنَّا عَنْ الْخَلْقِ غَافِلِينَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[المؤمنون:17]، مطَّلِع على ما أكَّنَته ضمائِرُهم، قال الحسن البصري رحمه الله: "رحِم الله عبدًا وقَف عند همِّه، فإن كان للهِ مضَى، وإن كان لغيرِه تأخَّر". فقِف وقفةً عند كلِّ عمَل، فإن كان لله فتقدَّم، وإن كان لغيره فتأخَّر.
وهو الودود، يتودَّد إلى عبادِه بالنّعَم وترك العصيانِ، ومن ترَك شيئًا لأجلِه أعطاه المزيدَ. وهو ذو محبَّةٍ لعبادِه الصالحين، يحِبُّ التوابين منهم والمتوكِّلين والصابِرين.
وهو المجيد، ذو مَجدٍ ومَدح وثَناء كريمٍ، لا مجدَ إلا مجدُه، وكلُّ مجدٍ لغيره إنما هو عطاءٌ وتفضُّل منه سبحانه.
وهو الحميدُ، مستَحِقٌّ للحمد والثناءِ بفعالِه، يُحمَد في السراء والضراءِ، وحمدُه من أجلّ الأعمال، قال عليه الصلاة والسلام: ((والحمدُ لله تملأ الميزانَ، وسبحان الله والحمد للهِ تملآن أو تملأ ما بين السمواتِ والأرض)) رواه مسلم.
وهو سبحانه الحيُّ القيّوم، قائِم بأمرِ جميع الخلائق، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةيَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الرحمن:29].
هو أحدٌ، لم يزل وحدَه، ولم يكن معه غيرُه، وتوحَّد بجميع الكَمَالاتِ، لا يشاركه فيها مشارِك.
وهو الصّمَد، تصمُد إليه الخلائق في حاجاتِها، وتبُثّ إليه شكواها، وتضع بين يدَيه ملِمّاتها.
وهو السيِّد، إليه الملجَأ وحدَه عند الشّدائد والكرُوب.
وهو القدير، تامّ القدرةِ والنّفوذ على كلِّ شيء، قال لنارٍ محرِقة: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةكُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الأنبياء:69]، فكانت كما أمَر، وأمر بحرًا زاخرًا بالأمواجِ أن يكون طريقًا يبَسًا لموسى، ثم عادَ بحرًا على أكملِ حالٍ.
هو البَرّ، يحسِن إلى عبادِه ويصلح أحوالَهم، بَرّ بالمطيع في مضاعَفَة الثواب، وبَرٌّ بالمسِيء في الصّفحِ والتجاوُز، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةإِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الطور:28].
وهو التّوَّاب، لا يردُّ تائبًا، مَن جاء إليه في ليلٍ أو نهار قَبِلَه بل وأحبَّه، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[البقرة:222].
وهو العفُوّ، مهما أسرَفَ العبد على نفسِه بالعِصيان ثمّ تاب عفَا عن ذنوبِه.
وهو الرّؤوف بجميع خلقِه، يغدِق عليهم الأرزاق الدّارَّةَ وإن عصَوه رأفَةً منه بهم، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةإِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الحج:65].
وهو الغنيّ، لا حاجةَ له إلى خلقِه، يدُه ملأَى لا تَغيضها نفقَةٌ، سَحَّاء الليلَ والنهارَ، يقول عليه الصلاة والسّلام فيما يروِيه عن ربِّه: ((يا عبادِي، لو أنّ أوَّلَكم وآخِرَكم وإنسَكم وجنَّكم قاموا على صعيد واحدٍ فسألوني فأعطيتُ كلَّ إنسان مسألتَه ما نقص ذلك ممّا عندي إلاّ كما ينقص المخيطُ إذا أدخِل البحر)) رواه مسلم.
وبعد: أيّها المسلمون، فبأسمائه تعالى الحسنَى يُدعى، وبها وبصفاتِهِ العُلى يثنَى، والله يحبّ مَن يدعوه ويحمده، وأكمَلُ النّاس عبوديّةً المتعبِّد بجميع الأسماء والصفاتِ. وأسماؤُه تعالى لا حصرَ لها، منها تسعةٌ وتسعون اسمًا من أحصاها بالعلم بمعناها والعمَلِ بمقتضاها دخلَ الجنّة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الأعراف:180].
بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفَعني الله وإيّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذكر الحكيم، أقول ما تَسمَعون، وأستغفِر الله لي ولَكم ولجميع المسلِمين من كلّ ذنب فاستَغفروه، إنّه هو الغفورُ الرّحيم.

الخطبة الثانية:
الحمدُ لله على إحسانه، والشّكر له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحدَه لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمّدًا عبده ورسولُه، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا مزيدًا.
أمّا بعد: أيّها المسلمون، مِفتاح دَعوةِ الرّسلِ وخُلاصة رسالتهم معرِفَة المعبودِ بأسمائه وصفاته وأفعالِه، ومعرفةُ الله وما يستحِقّه من الأسماء الحسنى والصفاتِ العلى والأفعال الباهِرَة يستلزِم إجلالَه وإعظامَه وخَشيتَه ومهابَتَه ومحبَّته والتوكّلَ عليه والرضا بقضائِه والصبرَ على بلائه، وعلى قَدرِ المعرفة يكون تعظيم الربِّ في القلبِ، وأعرفُ الناس به أشدُّهم له تعظيمًا وإجلالاً، ومن عرَف أسماء الله وصفاتِه علِم يقينًا أنَّ المكروهاتِ التي تصيبُه والمحنَ التي تنزل به فيها مِن ضروبِ المصالح التي لا يحصِيها علمُه، والله يحِبُّ موجِبَ أسمائه وصفاتِه، فهو كريمٌ يحبّ الكريم من عبادِه، حليم يحبّ أهلَ الحِلم، عليمٌ يحبّ العلَماء، شكور يحبّ الشاكرين.
ثمّ اعلموا أنَّ الله أمركم بالصلاةِ والسلام على نبيِّه، فقال في محكم التنزيل: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةإِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًانقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الأحزاب:65].
اللّهمّ صلِّ وسلِّم وبارك على نبيِّنا محمّد، وارضَ اللّهمّ عن خلفائه الراشدين...







في وداعة الرحمن

شمس القوايل
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 26-12-2008, 02:49 PM
SSA600
تم حذف هذه المشاركة بواسطة شمس القوايل. سبب آخر: مشاركه للاداره
قديم 30-12-2008, 11:15 AM   #2
مسك الحبيب
(حلا جديد )
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Dec 2008
رقم العضوية: 46385
المشاركات: 4
عدد المواضيع: 11
عدد الردود: -7


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
مسك الحبيب is on a distinguished road

مسك الحبيب غير متصل
افتراضي رد: خطبة الجمعه من المسجد النبوي بالمدينه المنوره بعنوان (( العلم بالله))

يسلموووووووووووووو حبيبي
 
قديم 30-12-2008, 03:27 PM   #3
دينا احمد

نائبة الإدارة

 
الصورة الرمزية دينا احمد
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Nov 2005
رقم العضوية: 16799
المشاركات: 56,501
عدد المواضيع: 2821
عدد الردود: 53680
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
دينا احمد is on a distinguished road

دينا احمد غير متصل
افتراضي رد: خطبة الجمعه من المسجد النبوي بالمدينه المنوره بعنوان (( العلم بالله))

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
شمس القوايل
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أسالك اللهم بخير من خيرك
الذي لا يعطيه غيرك
ان تجعل هذا الموضوع
فى موازين حسنات كاتبة هذا الموضوع
جزاك الله كل خير اختى الغالية
ننتظر كل جديد لكى ان شاء الله

فى امان اللله مشمشه


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خطبة الجمعه من المسجد النبوي بعنوان (( صيانة اللسان عن الغيبة )) شمس القوايل ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 6 15-11-2008 05:40 PM
خطبة الجمعه من المسجد النبوي بعنوان (( المداومه على الطاعات بعد رمضان )) شمس القوايل ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 3 04-10-2008 02:11 AM
خطبة الجمعه من المسجد النبوي بعنوان (( العشر الأواخر من رمضان )) شمس القوايل ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 2 27-09-2008 04:19 PM
خطبة الجمعه من المسجد الحرام بعنوان (( منهج السلف في الاخلاق والسلوك )) شمس القوايل ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 5 09-07-2008 12:39 PM
خطبة الجمعه من المسجد النبوي بعنوان (( المحاسبه الجاده )) شمس القوايل ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 6 07-06-2008 02:01 PM


الساعة الآن 06:15 AM


العاب فلاش
بلاك بيري
العاب ماريو
لعبة ماريو
العاب تلبيس
العاب طبخ
العاب باربي
لعبة باربي
سبونج بوب
العاب دورا
العاب سيارات
العاب ذكاء
صور 2014
صور شباب
فيسات بلاك بيري
نشر البن
العاب بنات
صور حب
صور ٢٠١٤
صور٢٠١٤
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd