|
03-08-2007, 05:14 PM | #1 |
¨¤¨نائب الإدارة¨¤¨ |
خطبة الجمعه ليوم 20 رجب 1428 بعنوان ( مواعظ الزمان )
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله و بعد ... مواعظ الزمان يغفل الإنسان، ويتمكن الشيطان، وتزداد الحاجة إلى موعظة الزمان، تبصرة للعميان، وهدايةً للحيران. وفي هذه المواعظ تزكية للنفوس، وأخذ للدروس، وجلاء لصدأ القلوب، وإزالةٌ للآثام والذنوب. وكفى بالموت واعظاً، وإنما الأعمال بالخواتيم، فمن حسن ختامه فقد طاب مقامه، ومن ساء ختامه فقد حل ظلامه . الاتعاظ بالموت وبحسن الخاتمة وسوئها إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونتوب إليه ونستغفره، ونشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار، الملك العزيز الجبار، الذي قضى بزوال هذه الدار، وهدم بالموت مشيد الأعمار، وجعل في تعاقب الليل والنهار عبرة لأولي الأبصار، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، المصطفى المختار، القدوة المثلى في العمل لحسن الخاتمة وعدم الركون إلى هذه الدار، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله الأطهار، وصحبه الأبرار، وتابعيه الأخيار، إلى يوم البعث لدر القرار. أما بعد: أيها الناس! (( اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) [آل عمران:102]. عباد الله، إن مقام عبودية الإنسان لله جل وعلا وسام عز لا ينتهي، وزاد شرف لا ينقضي، فلا تحده الليالي والأيام، بل ولا الشهور والأعوام، إنه يبقي ما بقي الإنسان في كل زمان ومكان. وإن شر ما بليت به النفوس يا عباد الله! الغفلة عن هذا المقام العظيم، والتفريط في جنب الإله الكريم، والرب الرحيم، وما يسببه ذلك من انشغال وانغماس في الدنيا، ونسيان للموت والدار الآخرة، فيقع المفرط في مغبة تفريطه، وقد يصاب بسوء الخاتمة والعياذ بالله. وإن في مرور الليالي والأيام لعبراً، وفي تصرم الشهور والأعوام لمزدجراً، وإن مواعظ الزمان أبلغ من مواعظ فصيح اللسان، ومن أُعطي البلاغة والإبداع والبيان؛ ولكن ما يحس بذلك إلا الكيس الحازم العاقل العازم الذي ينشد حسن الخاتمة، ويعمل لساعة الاحتضار الحاسمة....... أهمية التذكير بحسن الخاتمة وسوئها إخوة الإيمان! ما دمنا جميعاً نوقن بأن الموت نهاية كل حي في هذه الدنيا، وأن بابه سيلجه كل أحد، وكأسه تتحساها كل نفس، وأنه خاتمة المطاف ونهاية التطواف في عالم الدنيا، فإنه يجدر بنا ونحن نودع في هذه الأيام عاماً هجرياً كاملاً، ونختتم سنة من أعمارنا، أن نقف وقفة حازمة مع النفوس، نذكرها بهذه الخاتمة، وأهميتها في حياة الإنسان، والإشارة إلى الوسائل والعلامات والصفات لحسن الخاتمة، والتحذير من أسباب سوئها عياذاً بالله. وتأتي أهمية هذا الموضوع، من أن كل إنسان يطلب حسن الخاتمة، وينشد الميتة الحسنة؛ ليفوز بما بعدها، ويخشى من سوء الخاتمة، وميتة السوء؛ لشدة ما بعدها وهوله، إضافة إلى داء الغفلة، وقسوة القلوب الذي بُلي به كثير من الناس. وأيضاً: فإن مناسبة الزمان، واختتام العام يتطلب ذلك، والله المسئول أن ينفعنا جميعاً بِما نسمع، إنه جواد كريم. أيها الإخوة في الله! لقد جاء في كتاب الله سبحانه التأكيد على أهمية حسن الخاتمة. يقول تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) [آل عمران:102]. ويقول سبحانه: (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )) [الحجر:99]. فالأمر بتقوى الله وعبادته مستمر حتى الموت؛ لتحصل الخاتمة الحسنة، وقد ورد أن الأعمال بالخواتيم، وإذا كان الإنسان لا يدري متى يفجؤه الأجل، ولا متى يباغته الموت، فإن عليه أن يستعد لهذه اللحظة المفاجئة بالعمل الصالح، لا فرق في ذلك بين الكبير والصغير، والغني والفقير، والشريف والحقير، والمأمور والأمير، والشاب والشيخ، والذكر والأنثى، الكل متجرع مرارة الموت لا محالة. فالخوف كل الخوف أن تفاجئ الإنسان هذه اللحظات القاسية، وهو على حال سيئة، ولذلك كان السلف الصالح رحمهم الله يخافون من سوء الخاتمة خوفاً شديداً مع كثرة أعمالهم الصالحة رضي الله عنهم، قال بعضهم: خوف الصديقين من سوء الخاتمة عند كل خـطْرة، وعند كل حركة، وهم الذين وصفـهم الله بقـوله: (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ )) [المؤمنون:60]. وينبغي أن يكون الخوف من سوء الخاتمة ماثلاً في كل لحظة أمام عين الإنسان؛ لأن الخوف باعث على العمل. وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وغيره: {من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنـزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة }. لكن إذا أحس العبد بدنو أجله، فينبغي أن يغلب جانب الرجاء لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه : {لا يموتن أحدكم إلا وهو يُحسن الظن بالله عزَّ وجلَّ } وبهذا يُعْلَم يا عباد الله أنه من الخطأ والإفلاس أن يعتمد بعض الناس على سعة رحمة الله، وعفوه ومغفرته، فيدفعهم ذلك إلى الاسترسال في المعاصي، والاستمرار على المحرمات، فيندمون عند مفاجأة الأجل ولات ساعة مندم. أسباب حسن الخاتمة وعلاماتها معاشر المسلمين! إن من أعظم الوسائل لحسن الخاتمة: صفاء العقيدة، وقوة الإيمان، والحرص على السنة، والمحافظة على الصلوات، والإقبال على القرآن، والمداومة على ذكر الله سبحانه ويجمعها: المحافظة على الطاعات والبُعد عن المحرمات، وكثرة الاستغفار، وملازمة التوبة، والإلحاح على الله بالدعاء بحسن الخاتمة. كان عامر بن ثابت بن عبد الله بن الزبير إذا صلى رفع يديه قائلاً: اللهم إني أسألك الميتة الحسنة قال أبناؤه: وما هي الميتة الحسنة؟ قال: أن يتوفاني وأنا ساجد فقام وصلى، فقبض الله روحه وهو ساجد. ألا ما أحسن هذه الخاتمة! هذا وإن لحسن الخاتمة يا عباد الله! بشائر وعلامات، أفصحت عنها السنة المطهره، منها: النطق بكلمة التوحيد عند الموت، فقد روى أبو داود و الحاكم عن معاذ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة }. ويا لها من بشارة طيبة وفعل حسن، أن يموت الإنسان على التوحيد والشهادة، ولكن هذا لا يتأتى إلا لأهل هذه الكلمة العظيمة، العاملين بمقتضاها، والعالمين بمعناها. وأما غيرهم فإنهم قد يُحال بينهم وبين نطقها عياذاً بالله، فيصاب بسوء الخاتمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. قال بعض السلف: أحذركم (سوف)؛ فإنها أكبر جنود إبليس. نماذج من سوء الخاتمة أيها الإخوة في الله، إن من أسباب الخاتمة السيئة: استمراء طول الأمل، وهو سبب شقاء كثير من الناس، فيزين الشيطان لهم أن أمامهم أعماراً طويلة، يبنون فيها آمالاً شامخة، وحظوظاً كثيرة، فينسون الآخرة، ولا يتذكرون الموت. وقد أورد العلامة ابن القيم رحمه الله أن من عقوبات الذنوب والمعاصي: أن قلب الإنسان ولسانه يخونانه عند الاحتضار والانتقال إلى الله جل وعلا، فربما تعذر عليه النطق بالشهادة. وأورد رحمه الله نماذج من ذلك، منها: أنه قيل لبعضهم عند الموت: قل: (لا إله إلا الله)، فجعل يهذي بالغناء والعياذ بالله، إلى أن مات. وقيل لآخر: قل: (لا إله إلا الله)، فقال: يا رُبَّ قائلة يوماً وقد تَعِبَـتْ أين الطريق إلى حمام منجابِ؟ وأخذ يرددها حتى مات عليها والعياذ بالله. وأورد عن بعض التجار أنه احتُضِر، فجعلوا يلقنونه (لا إله إلا الله)، فلا يزيد على قوله: هذه القطعة رخيصة، هذا مُشْتَرَىً جيدٌ، هذا ...، وهذا ...، إلى آخره. ثم قال رحمه الله: سبحان الله! كم شاهد الناس من هذا عِبَراً؟! وكيف يوفق لحسن الخاتمة من أغفل الله سبحانه قلبه عن ذكره وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً. فبعيدٌ مَنْ قلبه بعيدٌ عن الله تعالى، غافل عنه، متعبد لهواه، مدلل لشهواته، ولسانه يابس عن ذكره، وجوارحه معطلة من طاعته، مشتغلة بمعصيته، بعيد عن هذا أن يوفق لحسن الخاتمة. بشائر حسن الخاتمة ومن بشائر حسن الخاتمة: الشهادة في سبيل الله، والموت دفاعاً عن ضرورة من الضرورات الخمس التي حفظتها الشريعة، وهي: الدين والنفس والعقل والعرض والمال، وأن يموت الإنسان على عمل طاعة، أو يموت صابراً محتسباً بسبب مرض قدر عليه، كالطاعون ونحوه، أو بسبب ابتلاء من هدم، أو غرق، أو حرق، أو نحوها. أسباب سوء الخاتمة أيها الإخوة في الله، أما الأسباب التي تنشأ عنها سوء الخاتمة والعياذ بالله، فهي كثيرة جداً، فمن أهمها: مواقعة الذنوب والمعاصي. التسويف في التوبة، فتمر الأيام تلو الأيام، بل الشهور والأعوام، والإنسان على حاله، يُمَنِّي نفسه بالتوبة كل عام، أو كلما تقدم به العمر، فيا سبحان الله! من يضمن له أن يعيش ولو لحظة واحدة؟! ألا نعتبر بالحوادث والمفاجئات؟! ألا نصور أنفسنا محل من يباغتهم هادم اللذات، ومفرق الجماعات؛ ولكن نجح الشيطان أعاذنا الله منه في تزيين التسويف عند كثير من الناس، فالشاب سيتوب في الشيخوخة، والصغير في الكبر، وهكذا والعياذ بالله. فاتقوا الله عباد الله، واعملوا على حسن الخاتمة، وخذوا بأسبابها (( فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ )) [لقمان:33]. روى البخاري و الترمذي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال: {كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل }. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: [[إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك ]]. لقد كان مكحول رحمه الله إذا رأى جنازة قال: اغدوا، فإنا رائحون. موعظة بليغة، وغفلة سريعة، يذهب الأول، والآخر لا عقل له. فلنتق الله يا عباد الله، ولنحرص على حسن الخاتمة، ولنسأل الله ذلك دائماً وأبداً. اللهم إنا نسألك أن تجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أعمارنا أواخرها، وخير أيامنا يوم نلقاك. اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وارزقنا اللهم حسن الخاتمة، وأعذنا من سوئها، يا حي! يا قيوم! وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، واختم لنا عامنا هذا بالتوبة، والتوفيق لما تحبه وترضاه، يا رب العالمين! أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم. محاسبة النفس فيما مضى وما بقي الحمد لله، هو الأول؛ فليس قبله شيء، والآخر؛ فليس بعده شيء، أحمده تعالى وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره. وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فاتقوا الله عباد الله! وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة:281]. اعملوا لهذا اليوم العصيب، وتذكروا ما فيه من الأهوال والشدائد. خطب علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: [[ألا إن الدنيا قد ولت مدبرة، والآخرة قد أسرعت مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عملٌ ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل ]]. فتذكروا رحمكم الله حلول ساعة الاحتضار بكم، وحاسبوا أنفسكم: ماذا عملتم فيما مضى؟! وماذا عساكم أن تعملوا فيما بقي؟! وتذكروا: كم ودعتم في هذا العام المنصرم من إخوة وأحبة وأقربين؟! وكم واريتم في الثرى من أصدقاء وأعزة ومجاورين؟! واعلموا أن الموت الذي تخطاكم إليهم سيتخطى غيركم إليكم، فإلى متى الغفلة يا عباد الله؟! والله إن مرور عام كامل مضى وانقضى بما أودعناه من خير وشر جدير بأن ينبه الغافل، ويعلم الجاهل. فلا تنخدعوا بهذه الحياة الدنيا، فما هي والله إلا سراب خادع، وبريق لامع، صفوها كدرٌ، ومَعينها مشوبٌ، كم أذاقت بؤساً؟! وجَرَّعت غُصَصا، وأذاقت نغصا. فالعاقل من فتح صفحة جديدة من الأعمال الصالحة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {والكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني }. هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة نبينا محمد بن عبد الله، كما أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً )) [الأحزاب:56]. اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وسيدنا وقدوتنا محمد بن عبد الله. وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين وعن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين, واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق إمامنا إلى ما تحب وترضى، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك، وارزقه البطانة الصالحة، يا حي يا قيوم، اللهم وفق جميع ولاة المسلمين للعمل بشريعتك، واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، اللهم إنا نسألك أن تختم لنا عامنا بخير، وأن تجعل كل أعمارنا وأعمالنا إلى خير، يا رب العالمين. اللهم اجعل في هذا العام الجديد عام عز ونصر وقوة للمسلمين، في مشارق الأرض ومغاربها، يا قوي، يا عزيز. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان. اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، يا رب العالمين. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعـُونَ....... الخطبه للشيخ : عبد الرحمن السديس دمتم في حفظ الرحمن
اخوكم و محبكم في الله لطفي |
التعديل الأخير تم بواسطة لطفي ; 03-08-2007 الساعة 05:36 PM. |
|
03-08-2007, 05:26 PM | #2 |
موقوف
|
رد: خطبة الجمعه ليوم 20 رجب 1428 بعنوان ( مواعظ الزمان )
لطفيـ
جزاااااااااك الله خير الجزااااء وجعله في موازين اعمالك الصالحه دمت في حفظ الرحمن تقبل مروري اخوووووووووك في الله فلانتينو |
03-08-2007, 06:41 PM | #3 |
مراقب الضحك والفرفشة
|
رد: خطبة الجمعه ليوم 20 رجب 1428 بعنوان ( مواعظ الزمان )
ا لحمد لله تفرد بالبقاء، والعظمة والكبرياء، وسع خلقه رحمة وحلما، وأحاطهم معرفة وعلما، وأشهد أن لا إله إلا الله، كاشف الكرب، ومزيل الهم ومثبت الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة بالقول الثابت، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أنذر وبشر، ونصح وجاهد، حتى ترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيراً
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) ______________________ علامات حسن وســوء الخــاتمه في الساعات الأخيرة من عمر الانسان, تظهر علامات ودلائل على خاتمة ذلك الانسان, فإن كانت خيراً فخير, حيث يستبشر بها صاحبها خيراً، وتطمئن بها نفسه, وإن كانت سوى ذلك, والعياذ بالله, فقد غوى. طاعة الله سبحانه وتعالى, وعبادته حق عبادته, لا تخذُلان صاحبهما عند الموت, وإنما تكونان له نوراً وبشرى في لحظاته الأخيرة, فتظهر عليه علامات حسن الخاتمة. أما ارتكاب الذنوب والمعاصي, واتباع الشهوات فإنهما من الأفعال التي تخذل صاحبها عند الموت, مع خذلان الشيطان له, فتظهر على الإنسان آنذاك علامات سوء الخاتمة والعياذ بالله. وأُحب أن أوضح, أن من كثُر عمله الصالح, ووفقه الله إلى حُسن طاعته وعبادته في حياته الدنيا, فإن الله سبحانه وتعالى يحسن خاتمته, إذ يجتمع لديه عمله الصالح, مع قوة الإيمان فتحسن خاتمته, وتكون لذلك علامات ودلائل أخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكون ذلك للعبد, الذي صلح ظاهره وباطنه مع الله, وصلحت نفسه وعمله بذكر الله ومحبته، فيسعد سعادة إلى الأبد. أما من عظُم شره في حياته، وتعذرت توبته, ولم يوفَّق قبل مماته لعمل صالح يمحو به ما قد قدم في حياته, فهذا الإنسان يُخشى عليه من سوء الخاتمة, والعياذ بالله, ومن فتنة الشيطان له عند الموت. فإنها معركته الأخيرة, حيث يجمتع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان, فيقع في سوء الخاتمة, قال تعالى: { وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً } . وسوء الخاتمة أعاذنا الله منها, لا يقع فيها من صلح ظاهره وباطنه, مع الله, وصدق في أقواله وأعماله, وانما تقع لمن فسد باطنه وظاهره, قلبه وعمله, فتجرأ على المعاصي والكبائر, وغلبت عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة. علامات حسن الخاتمة: من علامات حسن الخاتمة نطق الانسان بالشهادة عند موته, وفي ذلك أحاديث كثيرة, منها حديث عن معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة » رواه أبو داود والحاكم, وقال صحيح الاسناد. ومن علامات حسن خاتمة العبد الموت برشح الجبين, لحديث بريدة بن الخصيب, رضي الله عنه: ( أنه كان بخراسان فعاد أخا له وهو مريض, فوجده بالموت, وإذا هو بعرق جبينه, فقال: الله أكبر, سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم, يقول: « موت المؤمن بعرق الجبين » ). والعلامة الثالثة هي الموت ليلة الجمعة أو نهارها, لقوله صلى الله عليه وسلم : « ما من مسلم يموت الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر ». والرابعة: الاستشهاد والموت في سبيل الله لقوله صلى الله عليه وسلم : « ما تعدون الشهيد فيكم؟» قالوا : يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد, قال: « إن شهداء أمتي إذن قليل » قالوا فمن هم الشهداء يا رسول الله, قال: « من قتل في سبيل الله فهو شهيد, ومن مات بالطاعون فهو شهيد, ومن مات في البطن فهو شهيد, والغريق شهيد ». وقد أضافت أحاديث أخرى أن صاحب الهدم شهيد, والمرأة التي تموت أثناء الوضع شهيدة, والحريق شهيد, والميت بداء السل شهيد, والميت دفاعاً عن دينه أو نفسه أو عرضه أو أهله فهو شهيد. والخامسة موت الإنسان على عمل صالح يقوم به, لقوله صلى الله عليه وسلم : « من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها, ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها, دخل الجنة ». والمقصود أن من كان مشغولاً بذكر الله ومحبته في حال حياته, وجد ذلك أحوج ما يكون إليه عند خروج روحه إلى بارئها تبارك وتعالى, ومن كان مشغولاً بغير الله في حال حياته وصحته فيتعسر عليه انشغاله بالله عند الموت، ما لم تدركه عناية ورحمة من ربه. ولأجل هذا, كان جديرا بالعاقل أن يلزم قلبه ولسانه ذكر الله وطاعته حيثما كان لأجل تلك اللحظة. والسادسة ثناء الناس من ذوي الصلاح والعلم بالخير على الميت، فذلك علامة من علامات حسن الخاتمة, وفي ذلك أحاديث, فعن أنس رضي الله عنه, قال : مَرُّوا بجنازة, فأثنوا عليها خيراً, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « وَجَبَت », ثم مَرُّوا بأخرى فأثنوا عليها شرا, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « وَجَبَت » فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟ قال صلى الله عليه وسلم: « هذا أثنيتم عليه خيراً, فوجبت له الجنة, وهذا أثنيتم عليه شراً, فوجبت له النار, أنتم شهداء الله في الأرض » متفق عليه. علامات سوء الخاتمة: وسوء الخاتمة والعياذ بالله له أسباب يجب على المؤمن أن يحترز منها, أعظمها الإقبال على الدنيا، ومنها العدول عن الإستقامة أو ضعف الإيمان أو فساد العقيدة أو الإصرار على المعاصي, فإن من أصر على المعاصي اعتادها وألفها, وجميع ما ألفه الإنسان واعتاده وأحبه في حياته, يعود ذكره عند موته, فإن كان حبه وميله إلى الطاعات أكثر يحضره عند الموت ذكر الطاعات, وإن كان حبه وميله إلى المعاصي أكثر ما يحضره عند الموت ذكر المعاصي. ومن علامات سوء الخاتمة كذلك، أن ينجح الشيطان في غواية ابن آدم، فيفتنه عن دينه في لحظاته الأخيرة والعياذ بالله, مثل الرجلان اللذان يسكنان في منزل واحد، أحدهما في الطابق الأرضي والآخر في الطابق العلوي, الأول مؤمن وصالح يعبد الله منذ أربعين سنة والآخر عاصي وفاجر يعصي الله منذ أربعين سنة. وفي يوم ما، قال المؤمن: أنا أعبد الله وأطيعة منذ أربعين سنة أظنها كافية, أستطيع أن أعصي اليوم. وقال الفاجر: أنا أعصي ربي منذ أربعين سنة يكفيني بعداً عن الله وأتوب اليوم, أتدرون ما الذي حصل؟ المؤمن أتاه الموت ولكن للأسف كانت نيته معصية الله فخسر الدنيا والآخرة, والعاصي أتاه الموت وهو على توبة فكسب الدنيا والآخرة!!! نتعلم من هذه القصة الثبات على طاعة الله, من الضروري أن ندعو الله كل يوم بالثبات, إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الله أن يثبته إلى آخر لحظة في عمره لأنها لحظة خطيرة جداً, وهي التي تحدد مصير الميت, إما الجنة أو النار, وكان عليه الصلاة والسلام يكثر من هذا الدعاء « اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك » ويكثر منها في السجود فالدعاء مستجاب في السجود. ونتعلم من هذه القصة أيضاً، إخلاص النية لله عز وجل وترك الرياء. أحياناً يكون العمل الصالح صغيراً، ولكن النية الخالصة لله تجعله عملا كبيرا في أجره وثوابه،كالاستحمام بنية أن النظافة من الإيمان وبنية إظهار الإسلام بأنه دين نظافة وطهر، وكذلك زيارة الأقارب بنية صلة الرحم. وأحيانا يكون العمل كبيراً، كالتصدق بألف دينار أو درهم أو ريال، ولكن نية المتصدق أن يقال له كريماً أو مؤمناً. أسأل الله ذو الجلال والإكرام أن يحسن خاتمتنا وأن يجعلنا من عباده الصالحين الثابتين على طاعته، وأن يجعلنا من الفائزين برضاه وبالجنة والحمد لله رب العالمين، وصلي اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. لطفي .. اخي الغالي بارك الله فيك وجزاك عنا خيرأأ وجعله في موازين اعمالك وزخرا لك يوم العرض يوما تأتي كل نفسٍ بما كسبت فلا ينفع مالأ ولا بنـــون الأمن اتي الله بقلب سليم.. اخوك في الله كنافه |
03-08-2007, 07:45 PM | #4 |
مراقبة الأرشيف الأدبي
|
مشاركة: خطبة الجمعه ليوم 20 رجب 1428 بعنوان ( مواعظ الزمان )
لطفي
جمعة مـبـاركـة عليك وعلى جميع المسلمين بارك الله فيك على ما تفضلت به وجزاك عنا كل خير أسأل المولى تبارك وتعالى ان يجعله في موازين اعمالك لاتـحرمنا من حضورك أخي الغالي دمت بحفظ الله |
03-08-2007, 08:47 PM | #5 |
عضو مميز
|
مشاركة: خطبة الجمعه ليوم 20 رجب 1428 بعنوان ( مواعظ الزمان )
لطفــــــــــــــــــي
بارك الله فيك اخي الكريم وجزاك عنا خيــــــــــــر الجزاء جعل الله اجتهادك هذا في ميزان حسناتك ورزقناا واياك الفردوس |
|
|
03-08-2007, 08:54 PM | #6 |
نائبة الإدارة |
رد: خطبة الجمعه ليوم 20 رجب 1428 بعنوان ( مواعظ الزمان )
لطفي
بارك الله فيك وجزاك عنا كل الخير وجعله في ميزان حسناتك |
|
|
06-08-2007, 03:49 PM | #7 | |||||||||
نائبة الإدارة |
رد: خطبة الجمعه ليوم 20 رجب 1428 بعنوان ( مواعظ الزمان )
|
|||||||||
|
||||||||||
09-08-2007, 11:45 PM | #8 |
-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+- |
رد: خطبة الجمعه ليوم 20 رجب 1428 بعنوان ( مواعظ الزمان )
•.••◙» لطفي «◙••.• بارك الله فيك وجعلها بموازين اعمالك اخي الكريم ويجعل كل كلمه سطرتها هنا حجه لك لا عليك موضوع رائع تشكر عليه يعطيك العافيه دمت بكل موده // |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خطبة الجمعه ليوم 13 رجب 1428 بعنوان ( بدعة شهر رجب ) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 11 | 31-07-2007 08:12 PM |
خطبة الجمعة ليوم 6 رجب 1428 (( التمسك بالإسلام هو طريق الفطرة والنصر )) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 10 | 25-07-2007 12:10 AM |
خطبة الجمعه ليوم 28 جماد الاول 1428 بعنوان (( سمة الاعتدال والوسطية )) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 6 | 14-07-2007 06:12 PM |
خطبة الجمعة ليوم 21 جماد الاخر 1428 (( المخدرات والمسكرات آفة العصر )) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 5 | 09-07-2007 02:48 AM |
خطبة الجمعه ليوم 14 جماد الاخر 1428 (( مفاهيم صحيحة للإجازة )) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 5 | 30-06-2007 02:42 PM |