:: أتصل بنا ::

 

::+: الواجهه الرئيسيه :+:: ::+: البحث في الاقسام والمواضيع :+::

العودة   منتديات حــلا > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > مجلس حلا العام

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-03-2006, 04:44 AM   #1
الهاوي2006
(حلا جديد )
 
الصورة الرمزية الهاوي2006
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jan 2006
رقم العضوية: 21358
المشاركات: 7
عدد المواضيع: 7
عدد الردود: 0


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
الهاوي2006 is on a distinguished road

الهاوي2006 غير متصل
Exclamation رسالة

بسم الله الرحمن الرحيم
س : هل كل من حفظ القرآن أو درس الشريعة أصبح مفتياَ !
ولكم خالص الأمنيات وأجمل العبارات
همسه : العلمآء ورثة الأنبيآء ....
 
قديم 04-03-2006, 04:58 AM   #2
دينا احمد

نائبة الإدارة

 
الصورة الرمزية دينا احمد
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Nov 2005
رقم العضوية: 16799
المشاركات: 56,501
عدد المواضيع: 2821
عدد الردود: 53680
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
دينا احمد is on a distinguished road

دينا احمد غير متصل
افتراضي مشاركة: رسالة

الهاوي2006

طبعآ لالالالالالالالالالالالالا
لآن المفتى يجب ان يكون حافظ القرأن كامل بدقة و السنه و دارس شريعة
ويجب أن يكون قلبة قريب الى الله لأنه يتحمل مسؤلية جميع البشر امام الله
فى أى شىء أفتى فيه .
هى دى معلوماتى
تقبل تحياتى
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 04-03-2006, 03:46 PM   #3
ماكنزي
][§¤حلا ذهبي ¤§][
 
الصورة الرمزية ماكنزي
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jan 2006
رقم العضوية: 19945
المشاركات: 3,548
عدد المواضيع: 344
عدد الردود: 3204


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
ماكنزي is on a distinguished road

ماكنزي غير متصل
افتراضي مشاركة: رسالة

الهاوي 2006

أخي سؤالك يحتاج لبحث

الجواب بديهي لكن هناك صفات للمفتي حقاً و هي كما

يقول الشيخ :عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

في خطبة بعنوان: ثلاث خِصال مهلكة

((مَن أُفتِي بفتوًى غيرِ ثبتٍ فإنما إثمُه على من أَفتاه)).

أيّها المسلم، الفتوَى حكمٌ شرعيّ، والمفتي مخبِر عنِ الله في أنّ اللهَ أحَلَّ هذا أو حَرّم هذا أو أوجَبَ هذا، المفتي يخبِر عَن ربِّ العالمين، المفتي يتكَلَّم في الحلالِ والحرامِ مستنِدًا إلى دَليلٍ معتمِدًا على الدّليل، هكذا المفتي الصادِق الذي يخافُ اللهَ ويتّقيه ويعلَم أنّ اللهَ سيسألُه عمّا أفتَى فيه: أكانت تلكَ الفتوَى حقًّا موافِقةً للشّرع أم كانت فتوًى باطِلَة تخالفُ الشّرع؟ فما كانَ من فتوًى توافِق الشرعَ فالحقّ مقبول، وما كان مخالفةً للشرع فباطل، إذًا فعلَى مَن استُفتِيَ أن يراقبَ الله قبلَ كلّ شَيء، وأن يتَذكَّر الموقفَ بَين يديِ الله، وأَن يعلمَ أنّ الله سيحاسِبه عن كلّ فتوًى أفتاها، إذًا فليتَّقِ الله قَبلَ أن يقدِم، وليراقِبِ الله قَبلَ أن يقدِم، فإن كانَ ما سئِل عنه هو أمرٌ واضح جليّ يعلَم دليلَه من كتابِ الله ومِن سنّةِ رَسول الله أفتى بذلكَ مُعتمِدًا على الدّليل، علِم حكمَ المسألة ودليلَها ولا إشكالَ عندَه فليُفتِ بذلك، لم يعلمِ الحكمَ الشرعيَّ ولم يستبِن له الأمرُ فليمسِك وليحذَر أن يقولَ على الله ما لا يعلم.

المستَفتَى أيضًا إذا سُئل فلا بدّ أن يؤسِّسَ المسألةَ ويعلمَ ما هي المسألةُ التي سئِل عنها، ثم ليعلمْ أيضًا حالَ هذا السائلِ؛ أكان سؤالُه عن أمرٍ يهمّه في أمرِ دينه ودنياه ليعملَ به فليخبِره، أم كانَ هَذا السائلُ سَأل سؤالاً لا مَصلحةَ له فيه، أو سَأل سؤالاً الجَوابُ لا يتَحمَّله عقلُه ولا يدرِكه فهمه، بل قد يكون في الإجابةِ فتنةٌ له، فإنّ المطلوبَ منَ المفتي أن يلاحظَ هذه الأمورَ كلَّها، والفُتيا في غيرِ الأمورِ النازلةِ لا ينبغي التشاغُلُ بها عن الأمور النازلةِ.

أيّها المسلم، القولُ عَلى الله بِلا عِلمٍ أَعظمُ الذّنوب وأَكبرُها، قالَ جل وعلا: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33]، فانظُر إلى تدرُّج هذه الكبائر، أولاً حَرّم الفَحشاء، قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وحَرّم الإثمَ والبغيَ بغيرِ حقّ، ثمّ قال: وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ، إذِ الشِّركُ بالله أسَاسُه القَولُ على الله بِلا علم، وكلّ كفرٍ وضَلالٍ فأساسُه القولُ على الله بِلا علم، وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [يونس:18]. الإفتاءُ بخلاف الحقِّ كبيرةٌ من كَبائرِ الذنوب، جريمةٌ نكراء، قال الله جل وعلا: وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ [النحل:116].

أَيّها الإخوةُ، كَم مِن فَتاوًى ضلَّ بها مَن ضلّ، زلّت بها أقدامٌ وضلّت بها أفهام، يُفتي من لا بَصيرةَ عندَه، ومن لا علمَ عنده، ومَن لا يوازن بين الأمور، ولا مَن يقدِّر الأشياءَ قدرَها، فيفتي فتاوًى لا يُدرِك ضررَها ولا يتصوَّر أخطاءَها ولا ما يترتَّب على مَن سمِعها مِن تصرّفاتٍ خاطِئة وتَصوّرات خاطئة وتأويلاتٍ ضالّة، كم بِسببِ هذه الفتيا المخطئة، كم بها سُفِكت دماء ودُمّرت بها أموال ورُوِّع بها آمنون، كم سبَّبت تلكَ الفتاوَى المبنيَّة على غير هدًى التي اتَّبع أربابها فيها الهوَى، ولم يقارِنوا بين المصالحِ والمفاسِد، ولم يدرِكوا مقاصدَ الشريعة فيما يقولون، فظنَّ الظانُّ أنه إذا أفتَى وقال فقد كان كذا وكذا. لا يا أخِي، ليس المهمّ أن تفتيَ ولا أن ينقَلَ قولُك، المهمّ أن تكونَ أقوالُك موافقةً للشَّرع وفتاواك موافقةً للشّرع مطابقةً لشرع الله. المستفتَى يتبصَّر في الأمور وينظُر مِن قربٍ ومٍن بعد حتى لا تكونَ الفتوَى مستغَلّة في أمورٍ لا خَيرَ فيها، وليعلَم حقيقةَ هذا السائلِ والمستفتي. المستفتَى لاَ بدَّ أن يُصغيَ إلى من سَأله، ويتبصَّر في الأمورِ، ويدرِك الغايةَ من هذا السؤالِ، والغايةَ من هذا الموضوع الذي طرِح، هل يقصِد به المستفتي خيرًا، هل يريد به نفعًا، هل يريد به مصلحةً للأمة، أم أنّه يريد به ضَررًا وشرًّا.

إنَّ المفتي يخافُ اللهَ ويُراقِبه، وينظُر الأمورَ مِن كلّ الجوانب، ويجنِّب الفتوَى مَن لا يحسِنها ولا يعمَل بها حقَّ العمَل، ولا سيَّما الفتوى في الأمورِ المتعلّقةِ بعمومِ الناس، فلا يبتُّ فيها ولا يتحدّثُ فيها إلاّ من هو مسؤولٌ عنها، وأمّا أن يتحدَّث من يتحدّث ويفتي من يفتي بلا عِلمٍ ولا بَصيرةٍ فإنّ تلكَ مصيبة، قد يكون حقًّا، لكن من يستفتي قد لا يكون مقصودُه الحقّ، وقد يسخِّرها ويحوِّرها إلى أمورٍ يكون فيها ضررٌ على الأمّة في الحاضر والمستقبَل، فالعِلمُ أحيانًا يحجَب عمّن لا يحمِلُه بحقٍّ ومن لا يدرِك غورَه بحقّ.

إنّ المفتيَ لا بدَّ أن يتّقيَ الله فيمَا يفتي به، ويتبصَّر في الأمور، ويعلمَ المصالحَ من المفاسِد، ويقارن بينها، ويعلم أنّ مِن قواعدِ الشرع أنّ درأ المفاسِد مقدَّم على جلبِ المصالح، وأنّ البعضَ من النّاس قد لا يناسِبهم أن يعطَوا علمًا في بعضِ الأشياء لأنّ عقولهم لا تدرِك ما يقالُ لهم ولا يتصوّرون حقيقةَ ما يُقال لهم، فيأخذون الأمورَ على غيرِ وجهها الشرعيّ، وعلى غير المقصودِ الشرعيّ، وهذا بلا شكّ أنه سبَّب ضرَرًا على المسلمين.

فليتَّقِ الله المفتون في الأمور الشرعيّة، وليحاسبوا أنفسَهم قبلَ أن يحاسبَهم الله، وليراقِبوا اللهَ فيما يقولون، ولتكن الفتوَى بعدَ التأنّي والبَصيرة، ولا يفتي في أمورٍ عامّة إلاّ الجهاتُ التي وكِل إليها، فإنّ في ذلكَ راحةً للأمة وطمأنينة حتى تكونَ الأمورُ تنطلق منطلقًا شرعيًّا مبنيًّا على أصولٍ شرعيّة، وأمّا أن يتحدَّث في الأمورِ العامة من لا يحسِنها ولا يقدِّر الأمورَ قدرَها فهذا قد يضرّ بالأمةِ مِن حيث لا يشعُر، فإنّ القولَ على الله مصيبةٌ عظيمة، ولقد كَان سلفُنا الصّالح يتوقّفون في كثيرٍ من الفتيَا، لا جهلاً ولكِن ليبيِّنوا للناسِ عظمةَ أمرِ الفتيا، يقول ابن مسعودٍ رضي الله عنه: (إنكم لتفتون في مسائلَ كانَ عمر بن الخطاب يجمَع لها المهاجرين والأنصارَ)[3]، وكان الإمام مالكٌ رحمه الله إمامُ دار الهجرة معروفٌ علمُه وفضلُه ومكانَته، كان من أشدِّ النّاس في هذا الباب، أتاه آتٍ فوجّه له أربعين مَسألة، فأجابه عن ثلاثٍ وامتَنع عن الباقي، فقال: يا مالِك، أنت إمامُ دار الهجرة تتعذّر أن تجيبَ على المسائل كلِّها! قال: لا أدري، قال: أمثلُك يقول: لا أدري؟! قال: نعم، اخرج إلى الناس وقل: إنَّ مالكًا لا يدري. عُدّت تلك من مناقبه وفضائله وورَعه وزهده وخوفِه من الله وعِلمه بحقيقةِ المسائل وأنّ ما كلٌّ يعطَى وما كلّ يفتَى إذا لم يقصِد العمَلَ والاتباع، وإنما يقصِد بما يأخذ أمورًا تخالِف الشّرع، وربما يعودُ الضّرر عليه، وفي الحديثِ: ((إذا حدّثتَ قومًا بحديثٍ لا تحمله عقولهم فإنّ ذلك فتنةٌ لهم))[4].

فليتَّق اللهَ من يُفتون، ليتَّقوا الله في أمورِهم كلِّها، وليحاسِبوا أنفسَهم، وليقيِّموا الأمور، وليضَعوا كلَّ التصوّرات أمامَ أيّ فتيًا لا سيّما في الأمورِ العامّة التي تتَعلّق بمصالحِ الأمّة حتى لا تزِلَّ أقدامُ أقوامٍ قصُرت عقولُهم، وقلَّ إدراكهم، ولم يحيطوا بالنّصوصِ، ولم يفهَموا الأمورَ على فهمِها الصحيح، فيقعوا في الخطأ من حيث لا يشعرون.

أعوذُ بالله من الشّيطان الرجيم: إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَاذِبُونَ [النحل:105].

أرجوا أن أكون أفدتك

تحياتي
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 04-03-2006, 03:46 PM   #4
ماكنزي
][§¤حلا ذهبي ¤§][
 
الصورة الرمزية ماكنزي
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jan 2006
رقم العضوية: 19945
المشاركات: 3,548
عدد المواضيع: 344
عدد الردود: 3204


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
ماكنزي is on a distinguished road

ماكنزي غير متصل
افتراضي مشاركة: رسالة

الهاوي 2006

أخي سؤالك يحتاج لبحث

الجواب بديهي لكن هناك صفات للمفتي حقاً و هي كما

يقول الشيخ :عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

في خطبة بعنوان: ثلاث خِصال مهلكة

((مَن أُفتِي بفتوًى غيرِ ثبتٍ فإنما إثمُه على من أَفتاه)).

أيّها المسلم، الفتوَى حكمٌ شرعيّ، والمفتي مخبِر عنِ الله في أنّ اللهَ أحَلَّ هذا أو حَرّم هذا أو أوجَبَ هذا، المفتي يخبِر عَن ربِّ العالمين، المفتي يتكَلَّم في الحلالِ والحرامِ مستنِدًا إلى دَليلٍ معتمِدًا على الدّليل، هكذا المفتي الصادِق الذي يخافُ اللهَ ويتّقيه ويعلَم أنّ اللهَ سيسألُه عمّا أفتَى فيه: أكانت تلكَ الفتوَى حقًّا موافِقةً للشّرع أم كانت فتوًى باطِلَة تخالفُ الشّرع؟ فما كانَ من فتوًى توافِق الشرعَ فالحقّ مقبول، وما كان مخالفةً للشرع فباطل، إذًا فعلَى مَن استُفتِيَ أن يراقبَ الله قبلَ كلّ شَيء، وأن يتَذكَّر الموقفَ بَين يديِ الله، وأَن يعلمَ أنّ الله سيحاسِبه عن كلّ فتوًى أفتاها، إذًا فليتَّقِ الله قَبلَ أن يقدِم، وليراقِبِ الله قَبلَ أن يقدِم، فإن كانَ ما سئِل عنه هو أمرٌ واضح جليّ يعلَم دليلَه من كتابِ الله ومِن سنّةِ رَسول الله أفتى بذلكَ مُعتمِدًا على الدّليل، علِم حكمَ المسألة ودليلَها ولا إشكالَ عندَه فليُفتِ بذلك، لم يعلمِ الحكمَ الشرعيَّ ولم يستبِن له الأمرُ فليمسِك وليحذَر أن يقولَ على الله ما لا يعلم.

المستَفتَى أيضًا إذا سُئل فلا بدّ أن يؤسِّسَ المسألةَ ويعلمَ ما هي المسألةُ التي سئِل عنها، ثم ليعلمْ أيضًا حالَ هذا السائلِ؛ أكان سؤالُه عن أمرٍ يهمّه في أمرِ دينه ودنياه ليعملَ به فليخبِره، أم كانَ هَذا السائلُ سَأل سؤالاً لا مَصلحةَ له فيه، أو سَأل سؤالاً الجَوابُ لا يتَحمَّله عقلُه ولا يدرِكه فهمه، بل قد يكون في الإجابةِ فتنةٌ له، فإنّ المطلوبَ منَ المفتي أن يلاحظَ هذه الأمورَ كلَّها، والفُتيا في غيرِ الأمورِ النازلةِ لا ينبغي التشاغُلُ بها عن الأمور النازلةِ.

أيّها المسلم، القولُ عَلى الله بِلا عِلمٍ أَعظمُ الذّنوب وأَكبرُها، قالَ جل وعلا: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33]، فانظُر إلى تدرُّج هذه الكبائر، أولاً حَرّم الفَحشاء، قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وحَرّم الإثمَ والبغيَ بغيرِ حقّ، ثمّ قال: وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ، إذِ الشِّركُ بالله أسَاسُه القَولُ على الله بِلا علم، وكلّ كفرٍ وضَلالٍ فأساسُه القولُ على الله بِلا علم، وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [يونس:18]. الإفتاءُ بخلاف الحقِّ كبيرةٌ من كَبائرِ الذنوب، جريمةٌ نكراء، قال الله جل وعلا: وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ [النحل:116].

أَيّها الإخوةُ، كَم مِن فَتاوًى ضلَّ بها مَن ضلّ، زلّت بها أقدامٌ وضلّت بها أفهام، يُفتي من لا بَصيرةَ عندَه، ومن لا علمَ عنده، ومَن لا يوازن بين الأمور، ولا مَن يقدِّر الأشياءَ قدرَها، فيفتي فتاوًى لا يُدرِك ضررَها ولا يتصوَّر أخطاءَها ولا ما يترتَّب على مَن سمِعها مِن تصرّفاتٍ خاطِئة وتَصوّرات خاطئة وتأويلاتٍ ضالّة، كم بِسببِ هذه الفتيا المخطئة، كم بها سُفِكت دماء ودُمّرت بها أموال ورُوِّع بها آمنون، كم سبَّبت تلكَ الفتاوَى المبنيَّة على غير هدًى التي اتَّبع أربابها فيها الهوَى، ولم يقارِنوا بين المصالحِ والمفاسِد، ولم يدرِكوا مقاصدَ الشريعة فيما يقولون، فظنَّ الظانُّ أنه إذا أفتَى وقال فقد كان كذا وكذا. لا يا أخِي، ليس المهمّ أن تفتيَ ولا أن ينقَلَ قولُك، المهمّ أن تكونَ أقوالُك موافقةً للشَّرع وفتاواك موافقةً للشّرع مطابقةً لشرع الله. المستفتَى يتبصَّر في الأمور وينظُر مِن قربٍ ومٍن بعد حتى لا تكونَ الفتوَى مستغَلّة في أمورٍ لا خَيرَ فيها، وليعلَم حقيقةَ هذا السائلِ والمستفتي. المستفتَى لاَ بدَّ أن يُصغيَ إلى من سَأله، ويتبصَّر في الأمورِ، ويدرِك الغايةَ من هذا السؤالِ، والغايةَ من هذا الموضوع الذي طرِح، هل يقصِد به المستفتي خيرًا، هل يريد به نفعًا، هل يريد به مصلحةً للأمة، أم أنّه يريد به ضَررًا وشرًّا.

إنَّ المفتي يخافُ اللهَ ويُراقِبه، وينظُر الأمورَ مِن كلّ الجوانب، ويجنِّب الفتوَى مَن لا يحسِنها ولا يعمَل بها حقَّ العمَل، ولا سيَّما الفتوى في الأمورِ المتعلّقةِ بعمومِ الناس، فلا يبتُّ فيها ولا يتحدّثُ فيها إلاّ من هو مسؤولٌ عنها، وأمّا أن يتحدَّث من يتحدّث ويفتي من يفتي بلا عِلمٍ ولا بَصيرةٍ فإنّ تلكَ مصيبة، قد يكون حقًّا، لكن من يستفتي قد لا يكون مقصودُه الحقّ، وقد يسخِّرها ويحوِّرها إلى أمورٍ يكون فيها ضررٌ على الأمّة في الحاضر والمستقبَل، فالعِلمُ أحيانًا يحجَب عمّن لا يحمِلُه بحقٍّ ومن لا يدرِك غورَه بحقّ.

إنّ المفتيَ لا بدَّ أن يتّقيَ الله فيمَا يفتي به، ويتبصَّر في الأمور، ويعلمَ المصالحَ من المفاسِد، ويقارن بينها، ويعلم أنّ مِن قواعدِ الشرع أنّ درأ المفاسِد مقدَّم على جلبِ المصالح، وأنّ البعضَ من النّاس قد لا يناسِبهم أن يعطَوا علمًا في بعضِ الأشياء لأنّ عقولهم لا تدرِك ما يقالُ لهم ولا يتصوّرون حقيقةَ ما يُقال لهم، فيأخذون الأمورَ على غيرِ وجهها الشرعيّ، وعلى غير المقصودِ الشرعيّ، وهذا بلا شكّ أنه سبَّب ضرَرًا على المسلمين.

فليتَّقِ الله المفتون في الأمور الشرعيّة، وليحاسبوا أنفسَهم قبلَ أن يحاسبَهم الله، وليراقِبوا اللهَ فيما يقولون، ولتكن الفتوَى بعدَ التأنّي والبَصيرة، ولا يفتي في أمورٍ عامّة إلاّ الجهاتُ التي وكِل إليها، فإنّ في ذلكَ راحةً للأمة وطمأنينة حتى تكونَ الأمورُ تنطلق منطلقًا شرعيًّا مبنيًّا على أصولٍ شرعيّة، وأمّا أن يتحدَّث في الأمورِ العامة من لا يحسِنها ولا يقدِّر الأمورَ قدرَها فهذا قد يضرّ بالأمةِ مِن حيث لا يشعُر، فإنّ القولَ على الله مصيبةٌ عظيمة، ولقد كَان سلفُنا الصّالح يتوقّفون في كثيرٍ من الفتيَا، لا جهلاً ولكِن ليبيِّنوا للناسِ عظمةَ أمرِ الفتيا، يقول ابن مسعودٍ رضي الله عنه: (إنكم لتفتون في مسائلَ كانَ عمر بن الخطاب يجمَع لها المهاجرين والأنصارَ)[3]، وكان الإمام مالكٌ رحمه الله إمامُ دار الهجرة معروفٌ علمُه وفضلُه ومكانَته، كان من أشدِّ النّاس في هذا الباب، أتاه آتٍ فوجّه له أربعين مَسألة، فأجابه عن ثلاثٍ وامتَنع عن الباقي، فقال: يا مالِك، أنت إمامُ دار الهجرة تتعذّر أن تجيبَ على المسائل كلِّها! قال: لا أدري، قال: أمثلُك يقول: لا أدري؟! قال: نعم، اخرج إلى الناس وقل: إنَّ مالكًا لا يدري. عُدّت تلك من مناقبه وفضائله وورَعه وزهده وخوفِه من الله وعِلمه بحقيقةِ المسائل وأنّ ما كلٌّ يعطَى وما كلّ يفتَى إذا لم يقصِد العمَلَ والاتباع، وإنما يقصِد بما يأخذ أمورًا تخالِف الشّرع، وربما يعودُ الضّرر عليه، وفي الحديثِ: ((إذا حدّثتَ قومًا بحديثٍ لا تحمله عقولهم فإنّ ذلك فتنةٌ لهم))[4].

فليتَّق اللهَ من يُفتون، ليتَّقوا الله في أمورِهم كلِّها، وليحاسِبوا أنفسَهم، وليقيِّموا الأمور، وليضَعوا كلَّ التصوّرات أمامَ أيّ فتيًا لا سيّما في الأمورِ العامّة التي تتَعلّق بمصالحِ الأمّة حتى لا تزِلَّ أقدامُ أقوامٍ قصُرت عقولُهم، وقلَّ إدراكهم، ولم يحيطوا بالنّصوصِ، ولم يفهَموا الأمورَ على فهمِها الصحيح، فيقعوا في الخطأ من حيث لا يشعرون.

أعوذُ بالله من الشّيطان الرجيم: إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَاذِبُونَ [النحل:105].

أرجوا أن أكون أفدتك

تحياتي
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 04-03-2006, 06:14 PM   #5
rock
موقوف
 
الصورة الرمزية rock
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Aug 2005
رقم العضوية: 8291
المشاركات: 11,297
عدد المواضيع: 385
عدد الردود: 10912


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
rock is on a distinguished road

rock غير متصل
افتراضي مشاركة: رسالة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخى الفاضل
لان اضيف على ما طرحت الاخت ماكنزى غير ان المفتى يتبع افاه كل المسلمون ولابد ان يحرص على ما يفتى به مشكور يا الغالى على ماطرحت دمت بود وحب
الروك
 
قديم 04-03-2006, 06:51 PM   #6
NOOR ELHOODA
عضو مميز
 
الصورة الرمزية NOOR ELHOODA
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2005
رقم العضوية: 6028
المشاركات: 8,150
عدد المواضيع: 969
عدد الردود: 7181


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
NOOR ELHOODA is on a distinguished road

NOOR ELHOODA غير متصل
افتراضي مشاركة: رسالة

الهاوي2006

يعطيك العافيه

ولا حرمت من تواصلك

ودمت بود
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
**رسالة الي من ترك شيء لله** انا انا انا ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 23 18-03-2006 04:17 AM
رسالة الى جراح الصمت مجلس حلا العام 2 11-03-2006 08:47 PM
رسالة انة المجروح مجلس حلا للشعر وهمس القوافي 4 27-07-2005 07:29 PM
رسالة حب lost angel مجلس حلا للشعر وهمس القوافي 1 16-04-2005 07:21 PM
رسالة إلى رجل ما اسيره في قلب دامع مجلس حلا للشعر وهمس القوافي 16 01-02-2005 06:52 PM


الساعة الآن 03:18 PM


العاب فلاش
بلاك بيري
العاب ماريو
لعبة ماريو
العاب تلبيس
العاب طبخ
العاب باربي
لعبة باربي
سبونج بوب
العاب دورا
العاب سيارات
العاب ذكاء
صور 2014
صور شباب
فيسات بلاك بيري
نشر البن
العاب بنات
صور حب
صور ٢٠١٤
صور٢٠١٤
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd