|
11-01-2008, 05:33 PM | #1 |
¨¤¨نائب الإدارة¨¤¨ |
خطبة الجمعة ليوم 3 حرم 1429 ( ابتغاء الدرجات العلى )
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله و بعد... ابتغاء الدرجات العلى الحمد لله الذي يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، أحمده سبحانه نهى العباد عن سلوك كل طريق يُفضي إلى نار الجحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، الداعي إلى طريق الجنة دار النعيم، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله وراقبوه، واعلموا أنكم ملاقوه؛ فيجزي كل نفس بما كسبت، يوم لا تُظلم نفس شيئاً، إنما هي الأعمال، فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:7-8]. أيها المسلمون: إن طموح المرء إلى بلوغ الدرجات العلا وابتغاءه الفضائل، وسعيه إلى اكتساب المحامد، وتطلعه إلى الأفضل والأكمل والأمثل في حظوظ الدين والدنيا: برهان ساطع، ودليل واضح، وآية بينة على طيب جوهره، وكرم معدنه، وسلامة بنائه النفسي والعقلي، واستحقاقه الظفر بكل خير في العاجلة والعقبى، يرتفع بمقامه عن منازل ومسالك ساقطي الهمة، القاعدين عن طلب الخيرات، المحتضنين لرذيلة التواكل والكسل، المرتضين لأنفسهم بالعيش على هامش الحياة. وعلى العكس من طموح أرباب الجد والمعالي: طموح فريق من الناس إلى ما لا يصح أن يطمح إليه الأريب، ولا يجوز أن تصبو إليه نفسه، أو يمتد إليه بصره، أو يتجه إليه سعيه، أو تنصرف إليه همته، كمثل من يطمح إلى اجتراح السيئات، واقتراف الخطايا، ومواقعة المحرمات التي حرمها الله ورسوله ، وحذرا من استباحة حماها، والتردي في وهدتها، وكمثل من يطمح إلى ما في يد غيره مما حباه الله من فيض النعم، ووافر الخيرات فيتمنى زوالها عنه، وانتقالها إليه بغير جد ولا عمل، بل حسداً وظلماً وعدواناً. ولذا كان من رحمة الله بعباده وجميل إحسانه إليهم ما منّ به عليهم في هذا الدين من المناهج والشرائع التي أوضح بها معالم الطريق للسالكين، فوجّه الأنظار إلى أقوم السبل، وأعدل الطرق، وبين لهم أكمل الخصال، وأرفع المثل؛ للتجافي عن هابط المنازع ووضيع المناحي وقبيح الخلال؛ فنشر ألوية السلام الاجتماعي بين أفراد الأمة المسلمة بتهيئة الفرص لكل منهم مع النظر إلى التكوين والمواهب والقدرات التي يتفاوت فيها الناس وتتباين حظوظهم منها. وبذا كان في مُكنة كل ذي عقل أن يستيقن أن في السعي إلى المطامح التي لا مشروعية لها إيذاءًا بالغًا للنفس، بتكدير صفو العيش وتنغيص متع الحياة وازدراء نعمة الله بالتنقص لها، وعدم الشكر لواهبها، ثم ما يتبع ذلك غالبًا من اصطلاء بسعير الصراع المدمر لكل المرتكزات والثوابت، الباعث على كل الشرور والبلايا. وفي ذلك كله من إضاعة العمر الشريف والزمان الغالي بالأماني والأحلام التي لا طائل من ورائها في ذلك ما لا يذهب عن أولي الألباب. ولذا فإنه حين استشرف بعض النساء في عهد النبوة إلى الحظوة ببعض ما خُص به الرجال فتمنين أن يكون لهن نصيب من الجهاد؛ لحفظ الذمار والذود عن الحق، ونشر الهدى وأن يكون لهن مثل ما للرجال من الميراث، وتمنى الرجال أن يفضلوا على النساء بحسناتهم كما فضلوا عليهن بالميراث، صرف سبحانه كلا الفريقين عن هذه الأماني إلى ما هو أنفع لهما، وذلك هو الكسب في المضمار الصالح الملائم لكل منهما في حدود ما اختُص به، وجعل لهما نصيبهما من حسن الثواب، وحثهما على سؤاله سبحانه من واسع فضله، فإنه الكريم الوهاب، فقال سبحانه، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ لّلرّجَالِ نَصِيبٌ مّمَّا ٱكْتَسَبُواْ وَلِلنّسَاء نَصِيبٌ مّمَّا ٱكْتَسَبْنَ وَٱسْأَلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلّ شَىْء عَلِيماً [النساء:32]. نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وبسنة نبيه ، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه. أما بعد: فيا عباد الله: لقد ظن فريق من الناس أن النهي الوارد في قوله سبحانه: وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ [النساء:32] الآية؛ مُعارضٌ لما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له، فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالاً فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل)). والحق -يا عباد الله- أنه لا تعارض بينهما، فإن المراد بالحسد في الحديث: الغبطة، وتمني مثل ما للمنعم عليه، وذلك مباح لا حظر فيه، أما المنهي عنه في الآية فهو تمني نفس النعمة وانتقالها عن صاحبها وزوالها عنه، وذلك هو المحظور الذي حظرته الآية، فاتفقت بذلك الآية والحديث واجتمعا. ألا فاتقوا الله -عباد الله- واحرصوا على الاستمساك بهدي الوحيين تكونوا من المفلحين. وصلوا وسلموا على خير خلق الله محمد بن عبد الله فقد أمرتم بذلك في كتاب الله حيث قال سبحانه: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56]. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلى، وعن سائر الآل والصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزة الدين، ودمر أعداء الدين، وسائر الطغاة والمفسدين، وألف بين قلوب المسلمين، ووحد صفوفهم، وأصلح قادتهم، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد وعبادك المؤمنين، اللهم انصر المجاهدين لنصر دينك وإعلاء كلمتك في كل مكان، اللهم انصرهم في فلسطين وكشمير والشيشان، اللهم عليك باليهود الطاغين، اللهم اشدد وطأتك على اليهود، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم منزّل الكتاب ومجرى السحاب وهازم الأحزاب اهزم هؤلاء اليهود الطاغين وزلزلهم واجعل الدائرة عليهم، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه واجعل تدبيره تدميره يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح ووفق أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا وهيئ له البطانة الصالحة ووفقه لما تحب وترضى يا سميع الدعاء، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءت نقمتك وجميع سخطك، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالاحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ[النحل:90 ، 91]. فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون. خطبة الجمعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة لفضيلة الشيخ : أسامة خياط بتاريخ : 26- 6-1422هـ دمتم في حفظ الرحمن
أخوكم و محبكم في الله لطفي |
|
|
11-01-2008, 06:07 PM | #2 | |||||||||
نائبة الإدارة |
رد: خطبة الجمعة ليوم 3 حرم 1429 ( ابتغاء الدرجات العلى )
|
|||||||||
|
||||||||||
11-01-2008, 06:31 PM | #3 |
(حلا متميز)
|
رد: خطبة الجمعة ليوم 3 حرم 1429 ( ابتغاء الدرجات العلى )
لطفى
تسلم اخى ع الموضوع القيم والمفيد وجزاك الله كل الخير وجعله فى ميزان حسناتك يا رب تقبل مرورى اختك اسمــــــــــــــــــــــــــــــاء |
11-01-2008, 07:13 PM | #4 |
موقوف
|
رد: خطبة الجمعة ليوم 3 حرم 1429 ( ابتغاء الدرجات العلى )
اخي في الله لطفي مشكور اخي وبارك الله فيك واكثر من امثالك وجزاك كل خير عنا وانار لك دربك لما فيه الخير وجعل كل حرف مما كتبت في موازين حسناتك |
12-01-2008, 02:35 PM | #5 |
نائبة الإدارة |
رد: خطبة الجمعة ليوم 3 حرم 1429 ( ابتغاء الدرجات العلى )
لطفي
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وجعله في موازين اعمالك ان شاء الله مجهود مميز يعطيك العافيه تقبل مروري |
|
|
26-01-2008, 10:29 PM | #6 |
-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+- |
رد: خطبة الجمعة ليوم 3 حرم 1429 ( ابتغاء الدرجات العلى )
-=¤§لطفي §¤=- اسل رب العباد ان يسكنك فسيح جنانه بارك الله فيك وفي مداك اخي الكريم وجعلها بموازين اعمالك سلمت يداك ع طرحك المميز والمفيد ننتظر جديدك // ملاك الحزن |
27-01-2008, 01:52 AM | #7 |
موقوف
|
رد: خطبة الجمعة ليوم 3 حرم 1429 ( ابتغاء الدرجات العلى )
لطفى
----- مشكــور اخى للموضوع المميز والفكره الرائعه منك مـل الزياده والمزيد من التواصل الدينى جزاك الله خيرا تقبل ارق تحياتى // شريف ==== |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خطبة الجمعة ليوم 26 ذو الحجة 1428 ( التفريط في الأعمال الصالحة ) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 5 | 05-01-2008 11:49 AM |
خطبة الجمعة ليوم 5 ذو الحجة 1428 (يوم الحج الأكبر) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 4 | 16-12-2007 12:23 AM |
خطبة الجمعة ليوم 20 ذو القعدة 1428 بعنوان ( دروس مستفادة من الهجرة النبوية ) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 7 | 15-12-2007 04:15 PM |
خطبة الجمعة ليوم 13 ذو القعدة 1428 بعنوان ( الكسب الحلال ) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 6 | 01-12-2007 12:44 AM |
خطبة الجمعة ليوم 6 ذو القعدة 1428 بعنوان (( الموت وعظاته )) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 4 | 18-11-2007 10:35 PM |