|
21-03-2008, 02:49 PM | #1 |
نائبة الإدارة |
خطبة الجمعه من المسجد الحرام بعنوان (( معالم في عظمة الاسلام ))
خطبة الجمعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة لفضيلة الشيخ : صالح آل طالب بتاريخ : 17- 6-1424هـ وهي بعنوان: معالم في عظمة الإسلام الحمد لله، الحمد لله قاصم الجبابرة قهرًا، وكاسر الأكاسرة كسرًا، وواعد من نصره من لدنه نصرًا، خلق من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصهرًا، شهدت جميع الكائنات بربوبيته، وهي على وحدانيته آية كبرى، فسبحانه من إله بذاته فوق مخلوقاته مع علوه قدرًا وقهرًا، وتقدس من متفضل بسط إنعامه برًا وبحرًا، أحمده سبحانه على نعم لم تزل تترًا، وأشكره على مننه الكبرى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تكون لنا يوم القيامة ذخرًا، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، أعز الله به بعد الذلة، وأغنى به بعد العيلة، وجمع به بعد الفُرقه، وكثّر به بعد القلة، إحسانًا منه سبحانه وبرًا، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه الذين رفع الله لهم ذكرًا، وأعلى لهم قدرًا. أما بعد: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ[آل عمران:102]، اتقوا الله وتمسكوا بما شرع لكم من الدين القويم، واشكروه على ما منّ به عليكم من ملة أبيكم إبراهيم حين ضل عن الحق من الأمة سواد عظيم، وتمسكوا بطاعة الله على منهاج رسوله ، فإن في ذلك السلامة والنجاة والعز والرفعة والجاه، وإياكم ومعاصيه فإنها توجب أليم العقاب, ووبيل العذاب. فاتقوا الله, وَٱتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ[البقرة:281]. وبعد أيها المسلمون، إن أجل نعمة أنعم الله بها على أهل الأرض عامة وعلى المسلمين خاصة نعمة الإسلام، وبعثة نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام، لقد كان أهل الأرض قبل مجيء الإسلام في ظلام دامس، وضلال طامس، عدا غُبّر من أهل الكتاب وبقايا ممن على الحنيفية ملة إبراهيم. أما من سواهم من ورثة الأديان السماوية، وصانع المعتقدات الأرضية الوثنية، فقد اغتالوا زكى النفوس وسليم الفطر فذبحوها على عتبات الوثنية, وغمسوها في لجج الجاهلية، فاستزرعوا الأصنام في جنبات الحرم, وغيبوا العقول في متاهات الظلم. وهكذا انطمست أنوار الرسالات السماوية، وتلاعب الشيطان ببني آدم، فاشتدت حاجة أهل الأرض إلى بعثة نبي رسول من عند الله، يخرجهم من الظلمات إلى النور، وأدركتهم رحمة أرحم الراحمين، فكانت بعثة محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين، فأشرقت به الأرض بعد ظلماتها، واجتمعت عليه الأمة بعد شتاتها، وجاء الإسلام العظيم يحمل للبشرية كل خير، ويزيح عنها كل شر. إنه الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل, يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر, ويحل لهم الطيبات, ويحرم عليهم الخبائث، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم. واختار الله له أنصاراً وأعواناً، هم صحابة رسول الله , أبر الناس قلوباً، وأغزرهم علماً، وأقلهم تكلفاً، فجاهدوا في الله حق جهاده، وحفظوا لنا الدين، ونقلوا إلينا الشريعة، ونشروا الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، بالعدل والرحمة حتى أظهره الله على الدين كله، وأخمد به نار المجوس، ودمّر كبرياء اليهود، وكشف ضلال النصارى، وحطّم أصنام الوثنية، وملأ الأرض عدلاً, والقلوب فقهاً وخشية ورحمة وإيماناً، وصنع قادة وسادة وأحباراً، فتحوا البلاد بالجهاد، والقلوب بالعلم والحكمة والقدوة والرحمة، وأخرجوا الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، وفجروا ينابيع العلم حتى ملؤوا مدارس العالم ومكاتب الدنيا بعلومهم ومؤلفاتهم, مما لم يعرف العالم له نظيراً من سائر الملل. هذا هو دين الإسلام الذي شهد الله تعالى به بالكمال فقال سبحانه: ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ دِيناً[المائدة:3]. أيها المسلمون، ولقد وقف الشيطان وحزبه من هذا الدين ولا زالوا يقفون موقف العدو اللدود، واستخدموا كل ما يملكون من الوسائل للقضاء عليه, أو للصد عنه، أو تشويهه, حاربوه فانتصر عليهم، حاولوا محاصرته في بلده ومنع انتشاره فاكتسح كل الحواجز والحدود، وامتد نوره ساطعاً في أرجاء المعمورة فاعتنقته القلوب السليمة والفطر المستقيمة؛ لأنه دين الله، دين الفطرة، الذي يلائم كل زمان ومكان, حاولوا الدس فيه وإلقاء الشبه على تشريعاته وأحكامه، فارتدت سهامهم في نحورهم, وبقي هذا الدين غضاً طرياً كما أنزل. كما دخل على المسلمين منافقون خادعون فكشف الله سريرتهم, وأظهر للمسلمين علاماتهم، ليحذروهم إلى يوم الدين, ولتعرفنهم في لحن القول. كما دخل أعداء الدين للفرقة بين المسلمين، لإلقاء العداوة بينهم وتمزيقهم, فخرجت فرق شتى فكان ذلك مصداق ما أخبر به النبي من افتراق أمته على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، وهذه الفرقة الواحدة هي الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة، من كان على مثل ما كان عليه النبي وأصحابه. ولا تزال ولن تزال بإذن الله موجودة إلى قيام الساعة، يقول النبي : ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك)) رواه مسلم. وبهذا يبقى دين الإسلام منتصراً، ويبقى من تمسك به منصوراً، ومن خالف ذلك فلا يضر إلا نفسه، ولن يضر الله شيئاً. أمة الإسلام، ومع اختلاف الناس وتشعبهم في دينهم وانتشار الجهل والهوى في بعض الأعصار أو الأمصار إلا أن الله تعالى رحيم بأمته، قد جعل في هذه الأمة الخير إلى قيام الساعة، فلم ينقطع من العلماء الربانيين من يدعو الأمة ويرشدها إلى العودة إلى دينها الصحيح الصافي من الشوائب والعوالق، ويردها إلى المورد العذب الأصيل، الكتاب والسنة، ليكون المجتمع على مثل ما كان عليه النبي وأصحابه، وهذه سنة الله الماضية. ومع هذا فلا يزال أيضاً أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين والعملاء والمدسوسين يواصلون حربهم ضد الإسلام الصحيح بكل ما يستطيعون من مكائد ودسائس وافتعال مواقف وتسليط منافقين، إلا أن دين الله واضح وسنة المصطفى بينة, والمحجة بيضاء ناصعة, ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وتعود السهام إلى صدور أصحابها خاسئة ذليلة, ويبقى الإسلام طوداً شامخاً, وحصناً منيعاً محفوظاً بحفظ الله، يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوٰهِهِمْ وَيَأْبَىٰ ٱللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـٰفِرُونَ هُوَ ٱلَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ [التوبة:32,31]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله كثيراً كما ينعم كثيراً، خلق كل شيء فقدره تقديراً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله شهادة تامة نرجوا بها النجاة يوم لقاه. وبعد: أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار. أمة القرآن، أمة التوحيد والإيمان، إنه لا يشك مسلم في نصر الله لأوليائه، ودفاعه عنهم إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ[الحج:38]، كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ[المجادلة:21]. وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَـٰفِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً[النساء:141]. ولكن هذا لا يكون لمن تخاذل وبدل دينه الصحيح, وحارب التوحيد والسنة، وحكم غير شرع الله، وولغ في المعاصي وعادى أولياء الله، إنما الدفاع والنصر والتمكين لمن قبض على دينه، وعض بالنواجذ على ما جاء في الوحيين, واطرح الهوى, واتبع الهدى, وأخلص قصده وعمله لربه، عند ذلك يتحقق له وعد السماء: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَـٰلَهُمْ[محمد:7، 8]، وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ[الحج:40]. وأما الناعقون والمعتدون فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، ولا يجوز لمسلم أن يتنازل عن دينه ومعتقده, أو يساوم على مبادئه وثوابته, كما لا يجوز أن تكون أخطاء بعض المسلمين, أو المتحمسين لدينهم, أو المتهورين في تصرفاتهم سبباً في ترك الحق الواجب علينا اتباعه، وَلاَ يَصُدُّنَّكَ عَنْ ءايَـٰتِ ٱللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَٱدْعُ إِلَىٰ رَبّكَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ[القصص:87]. اللهم أحينا على الإسلام سعداء، وتوفنا على التوحيد شهداء، واحشرنا في زمرة الأنبياء، ولا تشمت بنا الحاسدين والأعداء. اللهم أعز الإسلام والمسلمين ... في وداعة الرحمن شمس القوايل
|
|
|
21-03-2008, 08:08 PM | #2 |
موقوف
|
رد: خطبة الجمعه من المسجد الحرام بعنوان (( معالم في عظمة الاسلام ))
شموسة
مشكورة اختي وبارك الله فيكي واكثر من امثالك وجزاكي كل خير عنا وانار لكي دربك لما فيه الخير وجعل كل حرف مما كتبتي في موازين حسناتك |
21-03-2008, 11:21 PM | #3 |
(مراقبة مجلس حلا للصور)
|
رد: خطبة الجمعه من المسجد الحرام بعنوان (( معالم في عظمة الاسلام ))
شمس
|
|
|
24-03-2008, 07:34 AM | #4 | |||||||||
نائبة الإدارة |
رد: خطبة الجمعه من المسجد الحرام بعنوان (( معالم في عظمة الاسلام ))
|
|||||||||
|
||||||||||
07-06-2008, 01:54 PM | #5 |
نائبة الإدارة |
رد: خطبة الجمعه من المسجد الحرام بعنوان (( معالم في عظمة الاسلام ))
لحظات تفكير
شكرا غاليتي على المرور والتواجد الطيب بارك الله فيج وجزاج الله خيرا تحياتي وتقديري شمس القوايل |
|
|
07-06-2008, 01:56 PM | #6 |
نائبة الإدارة |
رد: خطبة الجمعه من المسجد الحرام بعنوان (( معالم في عظمة الاسلام ))
ضحى النهار
شكرا غاليتي على المرور والتواجد الطيب بارك الله فيج وجزاج الله خيرا تحياتي وتقديري شمس القوايل |
|
|
07-06-2008, 01:57 PM | #7 |
نائبة الإدارة |
رد: خطبة الجمعه من المسجد الحرام بعنوان (( معالم في عظمة الاسلام ))
دينا احمد
شكرا غاليتي على المرور والتواجد الطيب بارك الله فيج وجزاج الله خيرا تحياتي وتقديري شمس القوايل |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خطبة الجمعه ليوم 18-10-1424هـ بعنوان (( النصح الهادف)) | شمس القوايل | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 6 | 07-06-2008 01:53 PM |
خطبة الجمعه ليوم 10-11-1424هـ بعنوان (( طلب الحق والاذعان له )) | شمس القوايل | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 12 | 12-03-2008 04:38 PM |
خطبة الجمعه ليوم 23 رمضان 1428 بعنوان ( فضل العشر الأواخر من رمضان ) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 5 | 06-10-2007 01:45 AM |
خطبة الجمعه ليوم 16 رمضان 1428 بعنوان ( وقفة محاسبة مع انتصاف شهر رمضان ) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 7 | 01-10-2007 08:39 PM |
خطبة الجمعه ليوم 25 شعبان 1428 بعنوان ( اربعون وسيله لإستغلال رمضان ) | لطفي | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 7 | 21-09-2007 08:18 PM |