![]() |
|
![]() |
![]() |
#10 |
(حلا نشِـط )
![]() ![]() |
![]()
تـــــــــــــــــابع
اتسعت حدقتا الفتاة التي أطلت من فتحة الباب ... و ألقت علينا جميعا نظرة مذهولة و قالت : " سيد وليد ! " وليد قال : " مساء الخير.. هل العم إلياس موجود ؟؟ " ردت الفتاة : " خالي في طريقه إلى هنا .. " ثم عاودت النظر إلينا أنا و دانة ، ثم قالت : " ما الأمر ؟؟ " قال وليد : " فررنا من القصف الجوي... نجونا بأعجوبة " الفتاة وضعت يدها على صدرها و شهقت .. ثم قالت : " أ ... أنت ... تقيم في المدينة الصناعية ؟؟ " أجاب وليد : " نعم ، مع عائلتي .. " و أشار إلينا.. ثم قال : " تدمرت مدينتا.. و الآن.. أصبحنا بلا مأوى.. " سرعان ما فتحت الفتاة الباب على مصراعيه و قالت : " هلموا بالدخول " وليد قال : " سننتظر العم إلياس.. " ألا أن الفتاة أصرت : " تفضلوا رجاء ... " ثم التفتت إلى الداخل و أخذت تنادي : " أمي ... " وليد الآن التفت إلينا و قال : " تعالا" ترددنا قليلا ألا أننا سرنا معه إلى الداخل ... و في النور استطعت أن أرى وجه الفتاة الذي لم يكن جليا قبل قليل... فتاة شديدة البياض و الشقرة... زرقاء العينين حمراء الخدّين.. أجنبية الملامح.. أقبلت سيدة أخرى نحونا و حين رأت وليد تهللت و رحبت به بحرارة.. السيدة كانت شديدة الشبة بالفتاة.. قالت الفتاة : " هربوا من المدينة الصناعية يا أمي ! " امتقع وجه السيدة ثم قالت : " أوه ربّاه ! حمدا لله على سلامتكم " و أخذت الفتاة تكرر ذلك أيضا .. قال وليد : " سلمكما الله ، شكرا لكما و أعتذر على حضوري إلى هنا ..لكننا بحاجة لمكان آمن نبات فيه ليلتنا هذه " السيدة الكبرى أشارت إلى وليد بالتوقف عن الحديث و عادت ترحب من جديد .. و التفتت إلينا أنا و دانة .. وليد قال : " شقيقتي و ابنة عمّي " قالت السيدة : " و أين أبواك ؟ " قلت : " لم يعودا من الحج بعد .. أو .. لا أعرف ما حصل معهما ! " قالت السيدة و هي تشير بيدها نحو المقاعد : " تفضلوا رجاء .. تفضلوا " أنا و دانة كنا ممسكتين بيد بعضنا البعض .. واقفتين بحذر و تردد.. وليد تحدّث إلينا قائلا : " تعالا .. لنجلس هناك " و سرنا معه إلى المقاعد.. و جلست دانة ملتصقة به و أنا ملتصقة بها.. وليد ألقى نظرة علينا ثم قال مخاطبا الفتاة : " هل لنا ببعض الماء من فضلك ؟؟ " " فورا " و ذهبت الفتاة و عادت تحمل قارورة كبيرة من الماء المعدني و كأسين اثنين.. ملأتهما ماءا و قدّمت الأول إلي و الثاني إلى دانة.. فشربنا بنهم شديد... المزيد و المزيد و المزيد... و وليد و الفتاة و السيدة يراقبوننا بشفقة ! ذهبت الفتاة و أحضرت قارورة أخرى و كأسا ثالثا و دفعتهما نحو وليد ... " تفضّل " وليد تناولهما و بدأ يشرب الكأس بعد الآخر حتى أفرغ معظم محتويات القارورة في جوفه.. أيّكم جرّب عطشا كهذا العطش ؟؟ ألا لعنة الله على الظالمين ... قالت السيدة مخاطبة الفتاة : " اذهبي و حضّري بعض الطعام.. حضّري الحساء و الشطائر " و أسرعت الفتاة منصرفة إلى حيث أمرت .. وليد قال : " نحن آسفون يا سيدة ليندا .. إننا" فقاطعته السيدة و قالت : " لا .. لا داعي لقول شيء يا بني .. ألف حمد لله على نجاتكم .. " ثم سمعنا صوت الباب ينفتح ، و يدخل منه رجل عجوز ... ما أن دخل حتى وقف وليد فوقفنا أن و دانة تباعا .. الرجل ذهل ، و قال بتعجب : " وليد ؟؟ " و أقبل وليد نحوه فصافحه ثم أخبره عما حصل معنا ما دعانا للحضور إلى هنا.. و العجوز لم يقل كرما عن السيدة و الفتاة .. بل رحب بوليد و عانقه و حمد الله كثير على سلامته.. حتى هذه الساعة لازلت بين الإدراك و إلا إدراك .. بين الحقيقة و الحلم ، و التصديق و التكذيب... و لازلت أشعر بتعب لا يسمح لي بالوقوف أكثر من ذلك.. خصوصا على قدم جريحة متألمة.. لذا فإنني هويت على المقعد و ألقيت برأسي على مسنده.. دانة جلست إلى جواري و ربتت على كتفي و قالت : " رغد.. أأنت بخير ؟؟ " أنا تنهّدت و أننت .. وليد أقبل هو الآخر نحوي قلقا .. و قال : " أأنت على ما يرام ؟؟ " أشرت إلى قدمي .. أنا أتألم.. وليد قال مخاطبا الرجل العجوز : " أيوجد لديكم مطهرا و ضمادا للجروح ؟؟" السيدة غابت ثوان ثم عادت تحمل ما يلزم .. وليد قال : " يجب غسلها أولا .. " السيدة قالت : " دورة المياه من هنا " ألا أنني هزت رأسي ممانعة.. و لزمت مكاني.. دانة قالت بصوت هامس تكلم وليد : " أنا أريد استخدام دورة المياه " وليد أستأذن أصحاب المنزل ، ثم نهضت دانة واقفة ، تغطي معظم وجهها بالقميص الموضوع على رأسها... اعتقد أن الرجل العجوز انصرف هذه اللحظة .. أما السيدة الأخرى فعادت تشير إلى ناحية الحمام : " من هنا .. " ~~~~~~~~~~ |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هذي حياتي | NOOR ELHOODA | الإرشيف الأدبــي | 14 | 15-03-2006 05:37 AM |
هذه حياتي | هلوول | مجلس حلا لعذب الكلام | 9 | 03-01-2006 10:11 AM |
قصة حياتي / قصيدة | وردة الحب | مجلس حلا للشعر وهمس القوافي | 12 | 26-10-2005 06:50 PM |
أمنية حياتي | dark angel | مجلس حلا للشعر وهمس القوافي | 4 | 10-04-2005 03:30 AM |
هذه حياتي | حلاه الكون | مجلس حلا لعذب الكلام | 4 | 28-01-2005 06:30 PM |