الوزيرة الفلسطينية التي تتحدى جهاز الشاباك الاسرائيلي

[رحااال]

نجحت الوزيرة الفلسطينية لشؤون القدس هند خوري، في إقناع مجلس الوزراء عقد اجتماعه الأسبوع المقبل في بلدة ابو ديس شرقي القدس، وهي مسقط راس ومكان إقامة رئيس الوزراء احمد قريع (أبو العلاء).
ولم يكن اختيار أبو ديس، بالنسبة لخوري على الأقل، جزافا، وإنما كجزء من معركتها التي تخوضها ضد ممارسات الاحتلال في القدس ومحيطها، وكانت خوري زارت البلدات حول القدس واهما بلدة أبو ديس التي يجري فيها بناء الجدار الفاصل.
ورأت خوري في جلب مجلس الوزراء إلى هذه المناطق مناسبة ليستمع إلى مطالب المواطنين الفلسطينيين التي تقف خوري يوميا على معاناتهم، بينما تراقب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وعلى رأسها جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) نشاط خوري المتزايد في القدس.
وهو نشاط لم يكن متوقعا من خوري، التي ظهرت في الوزارة الفلسطينية التي شكلت خلال ساعات قبل عدة اشهر وسميت (حكومة التكنوقراط)، وقبل وجود خوري في هذه الحكومة كانت مجهولة من غالبية الفلسطينيين.
وخوري ولدت في مدينة بيت لحم لعائلة تنتمي للطائفة السريانية ذات الحضور المؤثر في بيت لحم والقدس، وتربت في ظروف تقليدية، وتلقت تعليمها في بيروت وأميركا، ولم تظهر في عمل عام أو نشاط نسوي نقابي مثل غالبية النشيطات الفلسطينيات، لذا كان وجودها في الوزارة مفاجأة حتى لها، وعندما عينت وزيرة دولة في الحكومة الفلسطينية الأخيرة، لم تكن تعرف ما هي مهام وزير الدولة.
ولكن بعد فترة أصبحت وزيرة دولة لشؤون القدس، ولا يعرف الملابسات التي تم فيها إسناد هذا المنصب لها، الذي لم يكن موجودا في الوزارات السابقة، ربما لإيجاد مهمة لها، ولكنها أخذت الأمر جديا، وبدأت تنشط في القدس، معيدة بعض سيرة فيصل الحسيني، الذي كان العنوان الفلسطيني الرسمي في المدينة المقدسة.
وبدأت تظهر خوري في كل نشاط وطني في القدس، وتلتقي أصحاب المنازل المهددة بالهدم، وتطلع أعضاء السلك الدبلوماسي على ما يجري ونشاطات أخرى شبيهة.
وخطت خطوة أخرى، بتشكيل لجان تخص العمل الحكومي في القدس، ولجان مدنية أخرى، ووضع آليات لمساعدة أهالي المدينة على الصمود، من خلال لجان قانونية وميدانية ومالية، وأخرى لمكافحة المخدرات ومعالجة المشاكل.
ووضعت خوري خطة متوسطة المدى وافقت عليها الحكومة، وبدأت العمل بصمت وسط المقدسين الذين ضاقوا بالوعود التي يتلقونها ولا تنفذ.
وستنظم خوري غدا الجمعة جولة لأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في القدس إلى مواقع الأراضي المصادرة في محيط القدس والى مقاطع جدار الفصل العنصري في حدود المدينة المقدسة.
وأعلنت عن عقد مؤتمر وطني يجري الإعداد له يخصص لبحث تحسين الجهود السياسية والإعلامية والميدانية لمقاومة الجدار وضد الاستيطان.
وفي حين أن نشاط خوري لا يستوقف الكثير من الفلسطينيين، الذين يعانون إحباطا مزمنا من الأوضاع، فان الشاباك يتابع خوري بدقة.
واعد الصحافي الإسرائيلي في صحيفة يديعوت احرنوت، تسفي مالكوف، تقريرا عن ما اسماه عودة النشاط الفلسطيني في القدس قال فيه "للمرة الأولى منذ إغلاق بيت الشرق قبل أربعة أعوام تعود السلطة الفلسطينية للعمل داخل حدود مدينة القدس".
وأضاف "النشاط الفلسطيني يشمل لقاءات مع دبلوماسيين وقناصل أجانب إلى جانب النشاط الواسع للأجهزة الأمنية الفلسطينية التي أحيت من جديد دائرة المعلومات التي عملت في السابق من خلال بيت الشرق".
وأشار التقرير إلى خوري بشكل مباشر "الوزيرة الفلسطينية لشؤون القدس هند خوري عقدت الأسبوع الماضي في فندق الامباسدور الواقع في منطقة الشيخ جراح اجتماعا ضم العديد من الدبلوماسيين والقناصل الأجانب".
ونقل الصحافي الإسرائيلي عن غرشون بسكين، رئيس مركز الدراسات الإسرائيلية –الفلسطينية، قوله "ان النشاط الفلسطيني في هذه المرحلة يسير على نار هادئة".
أما مستشار رئيس بلدية القدس لشؤون الطوائف موطي ليفي فادعى، فزعم في حديثه للصحيفة عدم خشيته من عودة السلطة الفلسطينية إلى المدينة وقال "أنهم يشبهون أغنية (التم) التي ينشدها الإوز قبل موته وسوف يختفون مع استكمال الجدار حول القدس، عندها سيجرؤ سكان المدينة على الاشتراك في الانتخابات البلدية".
ونقلت الصحيفة عن الشرطة الإسرائيلية بان قسم الأقليات التابع لها يعمل بتعاون تام مع جهاز الشاباك على التصدي لأي محاولة من هذا النوع وأكدت أنها تلاحق كل فلسطيني يحاول ممارسة نشاط سلطوي داخل المدينة.
وربما تكشف الأيام المقبلة، عن الإجراءات التي قالت الشرطة أنها ستتخذها ضد النشاط الفلسطيني بالقدس، وأبرزه ما تفعله الوزيرة الشابة المثابرة، التي لم تخطط لممارسة عمل سياسي، ولكن عندما وجدت نفسها فيه، مارسته بجدية.

" منقوووووووول "