|
15-06-2006, 12:09 AM | #1 |
(حلا جديد )
|
حين يكون الذهب قبيحاً في أعيُن الذهبيين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-(1)- كتبت هذه الكلمات من فوق جبل من جبال تركيا, آخذ وأعطي وأتحاور مع طبيعةٍ أبدعها ربها وشكّلها فأحسن تشكيلها .. سبحانه سبحانه . مروج قمحيّةٌ ذهبية, و وديان مليئة بأشجار التوت البري , غابات تسرح وتمرح بين جداولها أسراب من الفراش الأزرق مكوناً لوحة رائعة مع أشعة الشمس المُخترقة لغصون أشجار الصنوبر ومع صليل ماء الجدول الصغير . . . هذا ما يُفيّض المشاعر , فتُغرِقَ الواقع , وتموت الحواس لتعيش الحواس الباطنية .. الحواس اللا شعورية . بين هذا وذاك ارتأت لي ضروبٌ من الخيال , فكنت كما كنت , وليداً للحظة وعاشقاً لها و ابنا للغد باراً به, وعاملاً مخلصاً بالحكمة : ما فات فات , وما هو آتٍ آتْ .. فانغمست بين أحضان الطبيعة كما ينغمس الخبز في إناء الفول (!) . ثم تحوّل مسار تفّكري من الطبيعة إلى من يسكن ويعيش بين ظهرانيها من أهل المنطقة ؛ من حياتهم البسيطة إلى النشاط والقوة والصحة الموجودة في شيبهم وشبابهم .. وللأمانة حسدتهم على ما هم فيه وتمنيت لو أن بلادي كهذه جنة جميلة , ولو أن بإمكاني استنشاق عطر الطبيعة مثلهم مع كل شهيق أشهقه وكل نسمة تمر أمامي . ثم إني لم ألاحظ اهتمامهم أو حتى ملاحظتهم لما هم عليه من نعمة , نعمة الجو الحسن والطبيعة الساحرة للأفئدة ونعمة الصحة والخلو من الأمراض . ومع ذلك يشكون قلة الحال وعدم كفاية الموجود , ويطلبون مننا أن نساعِدهم للوصول إلى الخليج للعمل هناك وتحصيل ما لا يمكن تحصيله عندهم . بين أُمنيتي وأُمنيتهم , وبين ما أشعر بوجوده وما لا أشعر وما يشعرون بامتلاكهم له وما لا يشعرون أيقنت بمدى حكمة القائل : (( لا يشعر بالنعمة إلا فاقدها)) . -(2)- يا سبحان الله , هم لم يستشعروا ما هم عليه لأنهم لم يجربوا غيره , ولم تحترق أوجههم من رياح السموم التي تهب في هكذا وقت في ربوع أوطاننا , وأنا لم أشعر شعوراً كافياً بما أنا فيه من راحة مادية وكفاية وزيادة لأني لم أجرب حياة الفقراء , ولم أعمل طوال يومي لكي أأكل كما يأكل أي كائن ليعيش . قرأت موضوعاً قبل أيام للعزيز خوباج , من ضمن ما فيه المقولة أو المثل أو الحكمة أو الفلسفة الواقعية التي تقول : الحياة صعبة "لايف إز هارد" .. نعم, هي بكل المقاييس صعبة في أوقات وفترات عند الكثير , بل عند الغالبية .. لكنها مع ذلك من أسهل الصعب ومن أفضل ما يمكن أن يكون , ومن الظلم -بوجهة نظر أي شخص فقير أو عليل بشكل عام- أن يقول أي فرد منّا أن الحياة صعبة ,, فمن يده على النار يشعر أن من يده في الماء الكاوي في نعيم . نحن في الواقع نضع أيدينا في ماء مع ثلج وليس في ماءٍ كاوي , قد وهبنا الله وأعطانا ما لم يعط الكثير من خلقه , بل ما لم يعط السواد الأعظم من بني آدم , وقد تلاقت نعمة الله لنا في هذا المكان مع نعمته لنا في الزمان –بنظرة حياتية بعيدة كل البعد عن الواقع السياسي - .. فمجرد العيش في هكذا زمان نعمة عظيمة لمن تفكّر ؛ من سبقنا في الزمان قد كان يعاني لإشعال نارٍ في بادية , وكان يتعب لكي يخرج خارج المدينة لقضاء حاجته , وكان يقضي الشهور الطوال متنقلاً نحو بغيةٍ نطير إليها في زماننا بين صلاة الظهر والعصر .. وكانوا وكانوا وكانوا وكانوا .. و صرنا وأصبحنا وغدينا وأمسينا وبتنا .. -ولتعذرنا إن وأخواتها لعدم وضعنا لهم مع ضرّاتهم (!)- . -(3)- عندما يخون أحدنا حظه ويشتري –مثلاً- سيارة من الوكالة ويتفاجئ بعد أسبوعين بأن الموديل الذي اشتراه قد تم تجديده بالكامل , سيكون من البديهي, طبعاً, أن يندب صاحبنا حظه ويرمي عليه سباباً تسع الشيطان الرجيم نفسه بالإضافة إلى مجموعة من صفوة أبناءه المخلصين ؛ لكن من حاول أن ينظر بنظرة عامة, شاملة, عميقة, دقيقة, لوصل إلى القول أنه بشكل عام محظوظ أيما حظ !! , يكفينا أن نستشعر نعماء ربنا في كل شيء لنعلم كم نحن محظوظين , أعني في كلمة كل شيء كل شيء بلا استثناء . فأنت –أيها القارئ- الآن تقرأ هذا المقال , وغيرك الكثير من بني آدم لا يمكنهم قراءة ما قرأت .. بل لا يمكنهم النظر ! , استشعر هذه .. كم نحن -أنت وأنا- محظوظين . أنت حين تخرج راكضاً من بيتك نحو سيارتك يؤدي فعلك هذا إلى ألم صنفين من البشر , مشلول لا يمكنه تحريك يده حتى وفقير لا يملك ما يسد بطنه عوضاً عن ملئه .. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : نعمتان مغبون عليها صاحبها , الصحة والفراغ . أنت عندما تتناول وجبتك مع أبيك أو أمك تكون بنظر الكثير محظوظ لأنك لازلت تحت جلباب أبيك أو أمك , وغيرك قد نَزَعَ عنه جلبابهما أو جلباب أحدهما نازع الأرواح . أنت كذلك لم تشعر في الغالب بنعمة المسكن لأنك لم تجرب النوم في براميل النفايات كما هو حاصل في شوارع كلكتّا وكراتشي وفي أزقة ساوباولو , حاول تدارك هذه الصورة حين تسب فراشك الـ"ِشبه قديم" . حينما تأكل التفاحة , البرتقالة , الفراولة .. يجب على نفسك أن تسترجع صور غالبية سكان العالم الذين يتمنون مجرد تمنى أن يأكلوا مثل هذه التفاحة ؛ فقد ملّوا من الخبز مع الشاي . وفوق كل هذا , وفي مقدمة ما يمكن أن يكنى بنعمة , نعمة عظيمة جداً , جداً .. لا يمكننا أن نشعر بها الآن , ولكن موعدنا معها في يوم تشخص فيه الأبصار ... نعم , هي نعمة الإسلام التي هي –لمن حاول التفكر فيها- منحة لا تساويها منحة .. فهم قد عاشوا على دين آبائهم من عابدٍ لبوذا إلى ساجدٍ لبقرة مروراً بحامل صليب وحامل نجمة سداسية , وهذا الدين بلا شك سيخلّدهم في النار , وإيماننا وعملنا للصالحات مع الاقتران بإيمان سيخلدنا إن شاء الله في الجنة .. ولنا أن نتفكّر في معنى خلود .. أي ضع لتخيل عدد سنوات الخلود رقم 1 مثلاً بهذا الحجم , وضع نقاطاً تحيط الكرة الأرضية . ثم ما سيكون من هذا الرقم الهائل هو بالنسبة لمعنى خلود (لاشيء) . فالحمــد لمن جعلنا على البيضــاء ليلها كنهـارها لا يزيغ عنها إلا هـ ـا لـ ـك . -(4)- في الواقع , لا يشعر الإنسان بما هو فيه إلا بعد أن يفقده , ودائما ما نشعر بألم المرض ولا نحسّ بمتعة الصحة , وننظر بعين عوراء للأمور .. يقول تعالى : (وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون) . لعلّي لا أكون مخطئاً حين أقول أن قلة حمدنا لربنا جريمة نستحق عليها عقابه ! , فنحن دائماً نرى الشر ولانستشعر النعمة , نتألم ولا نفرح ؛ أليس هذا برأيكم جريمة , وعقوق , ونذالة , وقلة حياء ؟! . فكم نحن مقصرون في حقك يا الله , وياما نخطئ وأنت تزيد من خيرك فينا . خلاصة القول : على كل فرد منّا أن يكون منصفاً , وعليه أن يحاول أن يستذكر نعمة الله عليه بقدر ما يتذكر مصائبه .. فمهما كانت مصائبه عظيمة فهو يستحقها , ومهما كانت نعم الله عليه كثيرة فنحن في الغالب لا نستحق مكارم ربّانية , ومن فقد أمراً فليحمد الله الذي عوّضه بغيره من الأمور .. والناس ناكري جميل , وقلّما تجد رجلاً أنصف حق الله في الشكر له . لك الحمد ربي حتى ترضى , ولك الحمد إذا رضيت , ولك الحمد على رضــوانـك , الحمد لله على ما أعطيت , ولك الشكر على ما وهبت ؛ الحمد لله الذي خلق فأحسن الخلق , ورزق فأجزل في الرزق , وأعطى فكان كما هو , كريم رزّاق وهّاب معطيٍ .. رب عاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله , رب عاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله , رب عاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله . هذا كلام قراءته فأعجبني فـ نقلته لكم ولكم اجمل التحيه |
15-06-2006, 12:35 AM | #2 |
نائبة الإدارة |
مشاركة: حين يكون الذهب قبيحاً في أعيُن الذهبيين
كاتم العبرات
(وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون) كل الشكر لك اخى الكريم نقل مميز جدااا لا تحرمنا من جديدك دمت فى حفظ الرحمن |
|
|
15-06-2006, 01:09 AM | #3 |
(حلا جديد )
|
مشاركة: حين يكون الذهب قبيحاً في أعيُن الذهبيين
مشكوووووووووووووره اختي
دينا احمد على مرورك المميز |
|
|
15-06-2006, 02:30 AM | #4 |
موقوف
|
مشاركة: حين يكون الذهب قبيحاً في أعيُن الذهبيين
كاتم
مشكور اخى على النقل الرائع للموضوع الهام الجميل تسلم ايدك ننتظر جديد ابداعاتك الرقيقه معنا قريبا دمت فى رعايه الله وامنه الروك |
15-06-2006, 02:59 AM | #5 |
موقوف
|
مشاركة: حين يكون الذهب قبيحاً في أعيُن الذهبيين
السلام عليكم
كاتم العبارات مشكور اخي الكريم على اطرح الريق والمجهود المتميز تحياتي لك |
15-06-2006, 09:50 AM | #6 |
(حلا متميز)
|
مشاركة: حين يكون الذهب قبيحاً في أعيُن الذهبيين
مشكور اخوي كاتم العبرات على الموضع الرائع والمميز..
لاتحرمنا جديدك .. تقبل مروري ..ملاكي الوحيد |
|
|
15-06-2006, 12:35 PM | #7 |
-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+- |
مشاركة: حين يكون الذهب قبيحاً في أعيُن الذهبيين
•.••◙» كاتم العبرات «◙••.• مشكــــور أخـــوي علــى المشــاركة المميــزهـ يعطيـــكـ ألـــف عــافيـــة دمـــتـ بســـعادهـ,,, أختــــكـ ,,, |
|
|
15-06-2006, 08:22 PM | #8 |
][§¤حلا لامِـــع¤§][
|
مشاركة: حين يكون الذهب قبيحاً في أعيُن الذهبيين
&** كاتمـ العبراتـ **&%
موضوع غايـه في الإبداعـ تسلم يمينك اخي الغالي أشكركـ جزيل الشكر على ماقدمتـ لنا من فائدهـ دمت ودام إبداعـــك تقبــــــــلـ مروريـ المتواضــعـ أخـــــــــــوكـ $$$عز$$$ |
|
|
16-06-2006, 05:46 PM | #9 |
مراقب قسم الكمبيوتر والموبايل
|
مشاركة: حين يكون الذهب قبيحاً في أعيُن الذهبيين
مشكوووووووووووووور اخى كاتم
موضوعاتك روعه |
|
|
16-06-2006, 06:25 PM | #10 |
مراقب قسم الكمبيوتر والموبايل
|
مشاركة: حين يكون الذهب قبيحاً في أعيُن الذهبيين
مشكوووووووووووووور اخى كاتم
موضوعاتك روعه |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|