--!☼ فضيحة: هل تصدق أن هؤلاء يعيشون في السعودية؟!! .. توثيق بالصور ☼!--

[مــ الحزن ــلاك]

نشرت صحيفة الوطن تقرير عجيب مكوّن من خمس حلقات سأعرض فقط الحلقة الأولى كاملة فهي أول التقرير وإلى الآن لم تخرج باقي الحلقات .

هل تصدق؟؟؟؟
نحن في نعمة كبيرة ولله الحمد وإخواننا يعانون الجوع والفقر المدقع والعيش في العراء

وهذه المرة لا نتكلم عن إخواننا في أفريقيا بل هنا في السعودية .. أترككم مع التقرير والصور
..
..

"الوطن" بحثت عنهم في الأودية والجبال والسهول (1 - 5 )

متوسط دخل فقراء أملج وحقل من ريالين إلى 7 ريالات يوميا للفرد

أملج، حقل: نايف البرقاني، سعود الزايدي

الزائر لقرى محافظتي أملج وحقل بمنطقة تبوك يشعر للوهلة الأولى أن الحياة العصرية بكافة أشكالها وصورها لا وجود لها بل إن أبسط مقومات الحياة مفقوداً لدى هؤلاء الفقراء الذين يعيشون في تلك القرى والهجر.

وفي جولة "الوطن" داخل قرى وهجر المحافظتين رصدت الكثير من صور المعاناة التي تصل إلى حد قد لا تصدقه العين. وكشفت الجولة التي بدأت في محافظة أملج عن غياب الجهات المعنية في الأجهزة الحكومية المختلفة والجمعيات الخيرية باستثناء دور محدود للمستودع الخيري بأملج لقلة إمكاناته المادية، حسبما ذكر أولئك الذين لم نجد بينهم مواطنا واحدا يذكر أن لجنة أو متطوعين في الأعمال الخيرية جاؤوا في يوم من الأيام لبحث حالتهم، والتعرف على ظروفهم التي لا يعلم مدى قسوتها غير الله.

ولوحظ أن عددا كبيرا من القرى والهجر التابعة لمحافظة أملج الواقعة على من الساحل الغربي للسعودية تفتقد إلى الخدمات والمرافق الأساسية بشكل يوحي إلى الزائر بأنها تقع في بلاد أخرى تنتمي إلى عصور أخرى.

ولا يجد أكثر من 25 ألف نسمة هم عدد سكان هذه المناطق من يحمل صوتهم إلى الجهات المعنية. كما رصدت الجولة صور الفقر والعوز والحاجة إلى أبسط ضروريات الحياة من المأكل والمشرب والسكن، التي تجاوزت قضية انعدام الخدمات الضرورية كالمياه الصالحة للشرب والرعاية الصحية والكهرباء والهاتف والطرق المعبدة والتعليم وغيرها.

وأجمع كل من التقت بهم "الوطن" في قراهم وهجرهم وصنادقهم وخيامهم على أنهم يعيشون على مساعدات الضمان الاجتماعي التي يتسلمونها سنويا ليسددوا منها ديونهم المتراكمة. واعتبروا ذهاب " الوطن" إليهم بارقة أمل يمكن أن تفتح لهم الأبواب إلى حياة كريمة وعزيزة.




وقد بدأت الجولة من قرى الشمال عاقر الحصان وتولة وفشيغ ومرخ والعنبجة وحنبق والحائل وسمنة، حيث كانت السمة الغالبة عليها هي الفقر المدقع، فأغلب السكان يسكنون خياما لا تقي من برد أو تحمي من حر، والقليلون جدا يسكنون بيوتا مبنية بالبلوك وأسقفها من الأخشاب، فيما يرتدون جميعا الملابس رخيصة الثمن نتيجة الظروف المادية التي يعانون منها، واعتمادهم في حياتهم على مساعدات الضمان الاجتماعي التي يحصل عليها رب الأسرة وتتراوح بين 12500 ريال (للفردين) و28 ألف ريال (لـ8 أفراد فأكثر)..

فإذا كان عدد أفراد الأسرة مثلا 10 أشخاص، فإن متوسط ما يحصل عليه الفرد يبلغ حوالي 7 ريالات يوميا، وذلك بعد زيادة مخصصات الضمان الاجتماعي اعتبارا من 1/1/1427هـ. وبالطبع، كلما زاد عدد أفراد الأسرة قل نصيب الفرد.

..
..
مركز صحي وحيد


أما الخدمات الصحية فهي مفقودة في جميع هذه القرى ماعدا قرية فشيغ حيث يوجد مركز صحي مما يضطر أهالي القرى الأخرى لقطع مسافات طويلة للوصول إليه.

ولا تختلف الكهرباء عن الخدمات الصحية فهي معدومة إلا من بعض المولدات الخاصة التي يستغل أصحابها حاجة المواطنين للكهرباء ليفرضوا عليهم رسوما تصل إلى 300 ريال شهرياً مقابل تشغيل عدد محدود من مصابيح الإضاءة وثلاجة. كما تفتقد هذه القرى للمياه الصالحة للشرب فأغلب مصادر المياه هي الآبار الجوفية التي بينت آخر دراسة أجريت عليها أن مياه 85% منها غير صالحة للشرب.

..
..


انتشار البطالة


ويؤكد المواطنون مسعد عواد الفايدي ومبارك سلامه الفايدي ومحمد سليم الفايدي أن البطالة تنتشر في هذه القرى والهجر بشكل مخيف، ويرجعون الأسباب إلى عوامل منها أن أبناء القرى والهجر كانوا يعملون في الرعي والتحطيب لكن مع انعدام المراعي واعتماد الأهالي على الشعير وانعدام الاحتطاب نتيجة التصحر انتهت هاتان الحرفتان. وأرجعوا وجود بعض المعاقين الذين لا تقدم لهم أي خدمات نتيجة عدم توفر دار مخصصة لهم بالمحافظة إلى زواج الأقارب ونقص الوعي الصحي. وأشاروا إلى الدور الغائب للجمعية الخيرية.

وبالانتقال إلى قرى الشرق المقرح والرويضات وقصر عليثة والغوط والسهلة والنويبعة والمطيوي والواسطة وأم غواشي وجدنا أنفسنا أمام حالات محزنة لأرامل ومطلقات وكبار سن ومعاقين يفتقرون إلى خدمات إنسانية بالدرجة الأولى تقدم لهم في منازلهم كالضمان الاجتماعي والمساعدات. أما الخدمات الضرورية في هذه القرى والهجر فلا يختلف حالها عن حال قرى الشمال إذ لا مراكز صحية ولا كهرباء ولا هاتف ثابت أو جوال ولا خدمات بلدية، والسكن في الغالب بيوت مبنية بالبلوك بطريقة غير هندسية وأسقفها مغطاة بالأخشاب، ويعتبرونها لمجرد ستر الحال للأسر التي يبلغ متوسط عدد أفرادها 9 ومعدل الدخل اليومي 5 ريالات وغالبا مصدره الضمان الاجتماعي.

..
..


الإسكان الشعبي مطلب جماعي


وطالب المواطنان عليثة صالح المحياوي ولطيف محمد الجهني بشمول هذه القرى والهجر بالإسكان الشعبي الذي اعتمد له مبلغ 10 مليارات ريال هذا العام وتوفير جميع الخدمات التي لا يوجد أي شيء منها في هذه القرى والهجر دون استثناء.

أما قرى الجنوب التي تشمل الشبعان والحسي والشدخ وصروم وأم سلمة والقواق القصيبة وأم الحيران ونعظه وسمر فهي ليست بأحسن حالاً من قرى الشمال والشرق باستثناء الشبعان والحسي اللتين شملهما مشروع مؤسسة الملك عبد الله لوالديه للإسكان. وسيتم إنشاء مجمعين سكنيّين فيهما مع توفير أغلب الخدمات الصحية والكهرباء والهاتف والمياه المحلاة وغيرها بينما تغرق باقي القرى والهجر في الفقر المدقع الذي وصل ذروته في هجر وسد وأم الحيران والرمضة التابعة لقرية الشدخ التي يفرض صاحب المولد فيها على السكان مبلغ 410 ريالات شهرياً كرسم على استهلاك الكهرباء.

..
..

الحياة في شبك



والتقت " الوطن" عائلة بأكملها يبلغ عمر عائلها 85 عاماً تسكن في شبك مخصص للأغنام، وعند سؤال رب الأسرة عن أحواله قال: الشكوى لله وأمانة عليكم أن توصلوا معاناتنا هذه إلى ولاة الأمر ليروا سوء وضعنا، فأنا لا أقدر على العمل وأفراد أسرتي بنات، ومصدر دخلنا الوحيد هو الضمان الذي ما إن أتسلمه حتى أوزعه على الدائنين لأن حياتنا على مدار العام تعتمد على الديْن.

وعن سبب سكنه في هذا الشبك قال: ما باليد حيلة فهذه قدرتنا وحالتنا لا تحتاج إلى شرح.

وخلال الجولة التي شملت الكثير من القرى والهجر، أدهشنا أن سكانها البسطاء الذين يعانون من الفقر وضيق الحال لم يتخلوا عن كرم الضيافة وروعة الترحيب بالضيوف وحسن الاستقبال في البيوت الطينية الآيلة للسقوط والخيام والصنادق والشبك والأكواخ.

المدهش أن متوسط عدد أفراد الأسر يصل إلى 19 فردا بمتوسط دخل يقارب ريالين يومياً للفرد، ولا يقل عدد العاطلين عن أربعة في الأسرة الواحدة. كما يوجد معاقون وأرامل ومطلقات ومرضى وكأن لا هم لهؤلاء الناس إلا الإنجاب وزيادة النسل بالرغم من حياتهم القاسية والافتقاد إلى الخدمات الصحية والكهرباء والهاتف والطرق المعبدة بين القرى والهجر والمدن الرئيسة، وتعرضهم للخطر خاصة عند الحالات الحرجة التي تتطلب مراجعة المستشفى، وعدم وجود ماء صالح للشرب باستثناء جهود متفرقة لفرع وزارة المياه بأملج لتزويد بعض القرى والهجر بالماء النقي.

..
..

تحت خط الفقر


وتواصل "الوطن" جولتها إلى محافظة حقل، لترصد مزيدا من صور البؤس الفادح والحياة العسيرة للكثير من سكان قرى المحافظة. وعلى الرغم من تباين الأوضاع واختلافها من منزل إلى آخر، إلا أنها تتفق على عنوان واحد هو الفقر ثم الفقر بجميع مستوياته وتحديدا ما تحت خط الفقر الذي يبدو جليا وواضحا من المشاهدة الأولى.

وقد التقت "الوطن" عددا من الأهالي البائسين فتحدث بعضهم واعتذر البعض الآخر بحجة الستر.


وقال خضر العميري الذي يعيش هو وعائلته في منزل شعبي متهالك: إنني بالكاد أدفع أجرة هذا المنزل على الرغم من أنها زهيدة وهي 200 ريال فقط لأن دخلي من عملي كحارس ليلي محدود للغاية وهو 1200 ريال فقط.

ويتساءل: هل يكفي هذا المبلغ لتصريف أمور عائلة مكونة من 11 شخصا بالإضافة إلى فاتورة الكهرباء؟ وأنهى حديثه قائلا: تصور أن بناتي قطعن دراستهن لأنني لا أستطيع تأمين احتياجاتهن من المستلزمات المدرسية.




..
..

الحرمان من التعليم والضمان


وفي منزل آخر يضم عائلة تتكون من 10 أشخاص قالت أم سلامة (68 سنة): بعد أن طلقني زوجي ترك لي 9 من البنات والأولاد، فتوليت رعايتهم على قدر استطاعتي على الرغم من عدم وجود مصدر دخل ثابت إلا أن ضيق ذات اليد يقف عائقا دون أن يكملوا دراستهم، فأنا لا أستطيع أن أوفر لهم كل ما يحتاجون إليه.

وعن استفادتهم من مساعدات الضمان الاجتماعي، قالت أم سلامة: نحن لسنا مسجلين في الضمان. وأشارت إلى أن الجمعية الخيرية بحقل تقوم بصرف مبلغ مالي لهم بين الفينة والأخرى وهو لا يتجاوز 1000 ريال. وعند مغادرتنا منزل أم سلامة سألتنا: هل ستصل الإعانات قريبا؟

بعد ذلك، انتقلنا إلى منزل عبدالله العمراني الغارق في مياه الصرف الصحي والذي لا يمكن الدخول إليه إلا عبر قطعة حديد اتخذناها جسرا لنعبر إليه فيما تضطرك الرائحة الكريهة إلى تغطية أنفك بطرف شماغك.

يقول العمراني: مضى على هذه الحال ما يزيد على العامين لأنني لا أستطيع القيام بصيانة هذه البيارة المفتوحة إذ ليس لدي نقود كي أنفقها على هذه "الكماليات"، فأنا وزوجتي وبناتي الخمس وأولادي الثلاثة نعيش على ما يصلنا من إعانات وصدقات من أهل الخير. وأشار إلى أن إحدى البنات توقفت عن الدراسة بمجرد حصولها على الشهادة الثانوية، وهناك بنت أخرى توقفت عن الدراسة نظرا لحال الأسرة المزرية وكذلك فعل أكبر أولادي للبحث عن عمل يؤمن به دخلا للعائلة.




..
..


الظلام أرحم من الفاتورة



ويعاني المواطن عيسى علي (40 سنة) من انقطاع التيار الكهربائي عن منزله منذ مدة طويلة لأنه ببساطة لم يستطع سداد الفاتورة، ولولا أن أحد الجيران مد له سلكا للحصول على إضاءة قليلة لمنزله المستأجر الذي تسكنه عائلته ووالدته المسنة لظل هذا المواطن الفقير أسير ظلام دامس هو وسائر أفراد عائلته.

ويؤكد عيسى أنه ليس لديه عمل ولا مصدر دخل ثابت، وأنه رزق بطفل معاق عقليا اسمه رائد يمثل عبئا آخر يتحمله بإيمان عميق مع أنه غير مسجل في الضمان الاجتماعي بحجة صغر سنه. وأشار إلى أن دخله الوحيد يأتي عن طريق جمعية حقل الخيرية، ويتمنى الحصول على أي عمل يكفل له ولأسرته حياة كريمة.

أما المواطن سليم العبيدي (60 سنة) فقال: أنا رجل كفيف وأعول أسرة تتكون من 4 أشخاص، ودخلي الوحيد من الضمان الاجتماعي وما تجود به أيادي أهل الخير وما يصلني أحيانا من جمعية حقل الخيرية. وأضاف قائلا: لم تسمح حالتي الصحية وظروفي المادية السيئة لإنهاء مسكني، ولهذا قامت الجمعية الخيرية بتوصيل التيار الكهربائي إلى منزلي على نفقتها.

:
:

يتبع