الكل منا يحب، وهذه فطرة في البشر، ولكن تختلف من محبة إلى محبة، فذلك يحب الفنان الفلاني ولا يرضى احد ان يطعن فيه، والآخر يحب مغنية الفلانية ويدافع عنها، بل البعض يضع صورهن في البيت او في السيارة.
وهذا حتى ملاحظ في كرة القدم، فمن يحب فريق فإنه ليس فقط يحب اللاعب الفلاني بل يحب حتى لون تلك الدولة، كما نرى يرفعون الأعـلام لتلك الدور وهي على الكفـر.
فمن احب شيء احب كل شيء يذكره بذلك الشيء، حتى مع العاشقين والعاشقات، فمن احب احد فإنه يحب أي شيء يذكره بذلك الشيء، ولا يشعر بتعب او كسل او ملل من ذلك.
ومعروف عند العاشقين والعاشقات من السهر في الليل إلى أوقات متأخرة، ولا يشعرون بنوم او تعب او ملل، فمن احب شيء اكثر من ذكـره.
كذلك من يحب الغناء، فإنه يحب أي شخص يذكره بالغناء او بالمغني الفلاني، وإذا نزل شريط في السوق فإنه يتنافس لأقتناء هذا الشريط ولو كلفه الكثير.
بل ربما يذهب إلى منطقة بعيدة لشراء شريط غنائي ولا يرى المسافة بعيده، في حين المسجد ربما امتار او عشرات الأمتار، فلا يكلف نفسه للذهاب إلى الصلاة مع الجماعة.
كذلك ما يخص صالونات التجميل للنساء، الواحده من حب الصالونات قد حفظت اماكن الصالونات وتعرف أي صالون جميل ومبدع في تصفيف الشعر وعمل امور تجميلة.
هذه بعض الأمور اخواني واخواتي، وهذه المحبة تزول بزوال السبب، وربما تكون حسرة وندامة حيث لا ينفع الندم، وربما هذه المحبة اخذتهم إلى بحار الندم والتأسف على ما حصل.
وهناك محبة قل من تجد فيها، وقل من الناس من سلك هذه المحبة، وهي اعظم محبة على وجة الأرض، ألا وهي محبة الله ورسولـه.
عن أنس رضي الله عنه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟؟ قال: وما أعددت لها؟ قال لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله.
قال ( أنت مع من أحببت ) قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببت.
قال أنس: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم ) رواه البخاري ومسلم
هذا الحديث يهز القلوب لمن لديه قلب، قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل ( انت مع من احببت ) وليس المحبة انك تحب الله ورسوله بدون عمل، فهذا ما ينفع.
فهل يعقل مثلا شخص يحب المغني الفلاني ولا يسمع اشرطه له ولا توجد اشرطة معه، وهل يعقل شخص محب لكرة القدم ولا يشاهدها ويتابع اخبارها؟؟
إذن هل يعقل أن يكون أحد منا يحب الله ورسوله ولا يطيع ربه، ولا يصلي ولا يصوم ولا يذكر الله، هل يعقل ذلك اخواني واخواتي؟؟
فطوبى لمن كان من هؤلاء ( أني أحب الله ورسوله ) وطوبى لمن هم في ظل ( يحبهم ويحبونه ) إنـها محبة الصادقين والموفقين للخير.
دليل من يحب الله تعالى ان يكون متبع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فيصلي كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، ويصوم كما كان يصوم، ويحج كما كان يحج، ويذكر الله كما كان يذكر الله، ويدعوا كما كان يدعوا.
سؤال ختامي اخواني واخواتي:
في أي المحبة انت الآن؟؟ هل من الذين يحبون الله ورسوله ويطيعون الله ورسوله ولم يرتكبوا الكبائر والمحرمات؟؟ او من الذين احبوا المغنيين والمغنيات والفنانين والفنانات واللاعبين واللاعبات؟؟
ربما تقول:: كلا كلا انا احب الله ورسوله، طيب المحبة لا بد من دليل، فهل انت مستقيم؟؟ اترك لك الإجابة!!