من نعم الله على عباده ومنحه التي لا تعد ولا تحصى، نعمة الأخوة في الله، والتحاب فيه سبحانه، والتآخي على طريق الدعوة إليه، وهي طريق شاقة محفوفة بالمكاره والمخاطر، ولا مناص فيها من صبر وتواصٍ عليه، ومن حق وتواصٍ بالاستمساك به؛ وهذا التواصي لا يكون إلا بأخوة صادقة خالصة متمحضة الغاية. وقد ألَّف الله بهذا الدين بين قلوب متنافرة، وردم عدوات متوارثة، وأنهى ثارات باطلة، لو أنفق الناس مثل الأرض ذهباً لما استطاعوا تحقيق هذا التأليف والإصلاح، وإزالة تلك الإحن والضغائن، وهي نعمة جليلة جديرة بالذكر والترداد، ولذا امتن الله بها على عباده في غير ما موضع من كتابه، كما في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} ﴾ (آل عمران 103)، وقوله جل وعلا: ﴿ {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم} ﴾ (الأنفال 42). والأخوة التي ربما يعبر عنها في بعض الأدبيات بالصداقة أو الرفقة أو الزمالة ضرورة بمقتضى الطبيعة الإنسانية، ولامناص منها لأي تجمع بشري، ويكمن الفرق الكبير بينها وبين هذه المعاني أنها علاقة عمادها الحب في الله، والتعاون على البر والتقوى، والانخلاع من مصالح الدنيا وشهواتها، فيكون الاجتماع على حق ولأجل حق، يتشارك الأخوة فيه عمل الصالحات، ويتواصون بالحق، ثم يتواصون بالصبر على فعله، وترك ما يخالفه، ويتواصون أيضاً بالصبر تجاه ما يتبع أي دعوة للحق من أذى ومضايقة، مصداقاً لما جاء في سورة العصر من وصف وتوجيه، يمثل خارطة طريق ومنهج عمل لعباد الله الصالحين، ولذلك قال الإمام الشافعي رحمه الله لو لم ينزل الله على عباده غيرها لكفتهم! وفوق ذلك فإخوة الإيمان عروة لا تنفصم، ورابطة لا تنحل حتى وإن نأت الدار، أو أدركت المنايا بعضهم؛ بل هي ممتدة عبر الحقب والعصور، فالمؤمن في عصرنا يرتبط بإخوة إيمانية مع مؤمن آل فرعون، ومع الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى، ومع الصحابة والتابعين والرعيل الأول من أجيال هذه الأمة رضوان الله عليهم جميعاً، ويواليهم بالمحبة والدفاع عنهم، ويذكرهم في دعائه ومناجاته، ويرنو ليوم يراهم في جنان الخلد، فاللهم أقر أعيننا برؤية نبينا صلى الله عليه وسلم، ورؤية إخواننا من المؤمنين الذين سبقونا، لنكون كما جاء في الوصف القرآني: ﴿ {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} ﴾ ( الحجر 47). ولهذه الأخوة فوائد تتجاوز الدنيا التي تتحات فيها ذنوبهم بالمصافحة، وتعلو منازلهم بالتزاور، فتستمر هذه المزايا إلى الحياة البرزخية، حين يطلب الأحياء رحمة الله لإخوانهم الأموات ويستغفرون لهم، ويسألون الله لهم العفو والفسحة والنجاة من هول القبور، وفي الآخرة تجلب الشفاعة بين الإخوة، ولا يتبرأ منها أحد كما يفعل خلان الباطل وأخوة الشر والفساد، ويالها من خسارة حينئذ؛ فهذا التابع أو المتبوع يصير حسرة ووبالاً على صاحبه، وأما من كانت أخوتهم لله؛ فينفعون ولا يضرون، وتصير العلاقة معهم ثقلاً في الموازين والحسنات.
سكس رومانسى - سكس الثلاثينيه - الثلاثينيه المتناكه - نيك ساره جاى - سكس ساخن سحاق - نيك ساخن محارم
سكس ساخن اجنبي - نيك ساخن رومانسى - سكس الرقاصه دينا - نيك ساخن 2019 - سكس سحاق ساخن - سكس جماعى ساخن