المرأة وقضايا الشرف

[اسيرالحب]

المرأة وقضايا الشرف


كثيرا ما ارتفعت الأصوات وطرحت الأسئلة حول قضايا المرأة وابرزها تلك المتعلقة بقضايا الشرف ومسبباتها..التي تكون المرأة ضحية لها في اغلب الاحيان..واتخذت هذه القضايا ابعادا كثيرة ومتشعبة نأت بها عن جوهر واسباب انتشارها...فاذا كان الغرض من طرح السؤال هو الاجابة السطحية ..فالاجابة نعم..فـ "هي" اكثر اسباب مشاكل الشرف ولكن لم يخطر ببالنا لماذا "هي" دائما اساس انتشار مثل هذه القضايا؟؟
ان اردنا الاجابة ولتكون منصفة يجب ان تكون صادرة عن كافة المسئولين والسبب في ذلك...بداية من المجتمع وافرازاته من مشاكل متباينة..كثيرا ما تفتقر الى فلسفة واضحة في النظر الى المشكلة من جوانبها الصحيحة..فالمجتمع الذي نعيش فيه هو مجتمع الرجل بمعنى ان الرجل لا يعيبه شيء من ارتكاب الفواحش ولا تطاله يد العدالة الا في حالات الجرم الممقوت الذي يرفضه القاصي والداني في تركيبة البنية الاجتماعية..اما المرأة فأقل شيء يعيبها..نظرته اليها نظرة مغلوطة توضع في ميزان خاص غير عادل فيحكم عليها بدون استقصاء ولا دلائل تدينها في أية قضية..وما اكثر وأسوأ من التجني في مثل هذه القضايا وكأنها شماعة لجرائم آدم يعلق عليها اخطاءه..حتى وان كانت بريئة فان ذلك لا يعني ان تلك القضية قد انتهت فهناك كثير من العقول التي ينقصها الوعي الكامل والتي تشير بأصابع الاتهام اليها..ولا يرحمونها اينما ذهبت..وتقفل في وجهها كل الأبواب وتكون النتيجة دفعها قصرا الى طريق نهايته متاهة وربما مأساة...انني هنا بصدد طرح مشكلة ما تزال تتفاقم في مورثات المجتمع ويندى لها جبينه ...المرأة فيها دوما هي كبش الفداء الذي يقدم على مذبح الرجل...فتاة بريئة دون سن الحلم..تستدرج دون ارادتها الى المأذون لعقد قرانها ..ويصحو ضمير المأذون حيث يدرك بحسه رفضها وصغر سنها فيتحايل الاهل من اجل الاغتصاب "المشروع" ويبدلون البنية الجسمية بأخرى حتى يمرروا العقد..ويأتي الاغتصاب المشروع وننتظر طويلا فتعلل الأمور نفسها...وتصبح النبتة التي خلقها الله طاهرة شجرة عجفاء لا روح لها ويكتمل الحلم ويأخذ كل شيء مساره في النماء وكمال الخلق..ونصحو على جريمة شنعاء ارتكبها المجتمع ونفذها اولو الأمر ونسارع الى المحاكم..بغية التخلص من الاستعمار الجسدي والنفسي لهذه الفتاة..ويكون التحرر..وتظهر مأساة جديدة تكون بطلتها دوما تلك الفتاة البريئة التي اراد المجتمع ان يشكلها كما يريد لتكون مطية لمصالح شخصية وبنية عائلية هشة..وتقع ضحية لقضايا كثيرة كانت بدايتها الاستدراج للاغتصاب المشروع.
اين القضاة من الجريمة ومرتكبيها؟!
اين المغتصب واين الحكم الصادق الذي يساعد هذه الفتاة وغيرها على النهوض مرة اخرى دون عذابات جديدة تكون هي الضحية؟!! فاثارة هذه القضية التي يقوم بها المجتمع بقتل معنويات وحياة المرأة اينما ذهبت ..في مجال الدراسة والعمل وهما من أبسط الحقوق التي شرعها لها الله ففي هذا المجال على الرغم من ان كلا منا يعلم جيدا ان ذلك حق لها تمارسه وقتما شاءت..الا ان النظرة العشائرية والاجتماعية تمنع الفتاة من ممارسة الخروج من المنزل او البلد طلبا للعلم او العمل...فنادرا ما نقرأ في وسائل الاعلام ان هناك فتاة خرجت من بلدها طالبة العلم..وذلك بسبب رفض عاداتنا وتقاليدنا لاختلاط الفتاة بالشاب سواء في مجال الدراسة او العمل او في الشارع..فلا يسمح لها بالتعبير عن نفسها بالفكر الذي تحمله او بالتحدث عن طبيعة عملها وما تريده كامرأة ناضجة وبالرغم من ذلك كله فنحن نعلم جيدا انها تتعلم وتعمل لتكون امرأة صالحة مثقفة قادرة على تحمل المسئولية وواعية في تربية اجيال جديدة تكون بمثابة ثمار تفيد المجتمع وتكون اساسا في تكوينه.
فمثلا ثمة عائلة فقيرة..معيلها الوحيد توفاه الله فلجأت الى احدى بناتها لتقوم بمد يد المساعدة..فأطاعت هذه الفتاة عائلتها غير مدركة لما يخفيه لها القدر من جرائم بحق نفسها وكرامتها فخرجت للعمل وبدأت مشوار حياتها وكما هو متوقع وبحكم اختلاطها بالجنس الآخر في حياتها العملية ..بدأ مجتمع العادات المناقضة للمعلومة الفكرية الناضجة والقناعة الشخصية يطاردها فبدأ يخلق مشاكل كثيرة لها لمنعها من مزاولة عملها وحياتها بالشكل الصحيح الذي اختارته لنفسها والذي يحميها من كل شيء حولها.
فبداية يتهمونها بانها على علاقة بهذا الشخص او ذاك..وتتفاقم هذه الاتهامات وتطاردها..اينما ذهبت وتكون هذه الأساليب بمثابة ارض خصبة لأصحاب العقول المريضة التي تحاول ان تفزع هذه الفتاة وتثبت في دماغها بأنها محاصرة بالذئاب..فاينما ذهبت تشعر انها عمياء فان اردنا اثارة قضايا الشرف مع أي شخص فانه سيرد بالمفهوم الحضاري ولكن ان جعلناه يعايش مثل هذه القضايا فاننا نجد النقيض في تعامله..وما كان يقوله لنا..ليس كما يفعله في الرد على مثل هذه القضايا..وعلى خلفية كثرة المضايقات وسلسلة الأسئلة التي لا تنتهي ..تصدم هذه الفتاة المسكينة التي خرجت من منزلها حتى تساعد في تأمين قوت اهلها بأنها كانت ضحية لما فكرت به خيرا لعائلتها ولنفسها..خرجت لتلمس الصعوبات والمواجهات مع اشخاص يخلقون لها قضايا مختلفة تحت ستار الشرف وليس ذلك فقط بل ان هي احبت فلا يجوز لها...وان كرهت عاقبوها...وان تحدثت وابدت برأيها أهانوها وان انطوت على نفسها ظلموها وطعنوها بعقلها او بشرفها ...
فبالله عليكم ماذا تفعل مثل هذه الفتاة لتحفظ نفسها وكرامتها وسمعة عائلتها من هذا الطغيان القاتل؟
فهل تضيع سنوات عمرها وهي تحاول دراسة كيفية التعامل مع مثل هذه العقول؟؟
ام تسجن نفسها وتنهي حياتها ارضاء للطغاة؟
علما بانها لو فعلت ذلك فهي في كل الاحوال لن ترحم ولن يدعوا رحمة الله تحل بها؟!
وتتواتر الأحداث ضمن تركيبة معقدة لقضايا جديدة تضفي كثيرا من السلبية على مسار حياة المرأة الضحية سواء على مستوى العائلة او المجتمع الذي يقفز على المشكلة التي نسج خيوطها السوداء تحت ستار بعض المورثات البالية التي لا تعرف الا العصبية والهمجية والقبلية ونعرة الجنس والتي دوما لا توظف لقهر الفساد والظلم بل هي متحفزة للانقضاض السلبي على ذويها ...غير مهتمة بردود الفعل ...لأنها في الحقيقة بعيدة عن المسار الديني والمبدأ الأخلاقي المرتكز على حقائق الأمور..لا على التناقض النفسي والشخصي..ورغم ذلك ورغم معرفتنا الكاملة بحقوق كل فرد في مجتمعنا..ستظل المرأة ممقوتة في المجتمع لا يحق لها ما يحق للرجل..وهي المتهمة الاولى بكل الجرائم مهما عظم او قل شأنها..
فاليكم اترك الأمر ..لتعرفوا من هو المسئول عن كل هذا والى متى ستظل هذه النظرة الظالمة للمرأة؟؟
سهير عبد السلام

ايها الشرف.. كم من الجرائم ترتكب باسمك!!

** طفلة عمرها 21سنة قتلها والدها وشقيقها لانها خرجت الى الشارع؟
** حاولا قتل شقيقتها لانها رقصت في مطعم!!
لا يكاد يمر اسبوع او حتى يوم الا وتسمع او تقرأ في وسائل الاعلام عن وقوع جريمة قتل او اعتداء على امرأة او فتاة باسم "الشرف"..ويبدو ان ما اصطلح على تسميته بـ"جريمة الشرف" اصبحت ظاهرة في مجتمعنا خاصة وان هذه الظاهرة تجد سندا قانونيا يدافع عنها ويبيحها في القانون حيث تقع هذه الجرائم ضمن "ثورة الغضب"والتي تستفيد من الاعذار الواردة في القانون.
ومن المعروف ان معظم جرائم القتل التي ترتكب باسم "الشرف"لا تقوم على الدليل القاطع الذي يثبت بان المرأة او الفتاة ارتكبت الفاحشة حتى يتم تصفيتها جسديا تنظيفا للعار او غسلا للشرف كما يدعي مرتكبو هذه الجرائم لكنها تقوم على"شبهة"ارتكاب المرأة او الفتاة لفعل يعتبر خطوطا حمراء لا يجوز تجاوزها او حتى الاقتراب منها وذلك من خلال تواجدها في مكان عام برفقة بعض الاشخاص او نتيجة لمعلومات تصل الى ذويها بان سلوك ابنتهم غير سوي الامر الذي يدفع اهل الفتاة الى التسرع في تنفيذ الاحكام دون وجود دليل على ان هذه المرأة او الفتاة ارتكبت فعل "الزنا".
نماذج
فتاة لا يتعدى عمرها 12 سنة ربطت وضربت حتى الموت من قبل والدها "54 عاما" وشقيقها "13 عاما" وذلك لتصرفاتها المشينة وحسب المصادر فانها ربطت من قبل ذويها بسلاسل من الحديد ثم ضربت حتى الموت وبعد ان تم الاجهاز عليها قامت العائلة باجراءات دفنها ليلا حتى لا يكتشف امرهم ودون اعلام الجهات المعنية..الا ان عملية الدفن تم اكتشافها من قبل احد المارة بجانب المقبرة والذي قام بدوره باعلام السلطات وافاد والد الفتاة في التحقيقات انه وابنه قاما بضرب ابنته حتى الموت لانها كانت تخرج وتتمشى دون اذنهم..وحسب ما نقل عن الطبيب الشرعي الذي قام بتشريح الجثة ان الفحوصات اثبتت بان الطفلة لم يكن لها أي نشاط جنسي وان الطفلة توفيت اثر تعرضها للضرب الذي نتج عنه نزيف متواصل..وفي حلقة اخرى من حلقات مسلسل جرائم الشرف والتي اقدم فيها شقيقان على محاولة قتل شقيقتهما اثناء تواجدها في احد المطاعم وتفاصيل هذه الجريمة انه واثناء وجود المشتكية في المطعم الذي تتردد عليه باستمرار وكانت ترقص على المسرح مع مجموعة من الشبان والنساء حيث حضر صدفة اخواها المتهمان الى المطعم وفجأة شاهدا المجني عليها وهي ترقص على المسرح وكانت تلبس لباسا غير محتشم عندها ثارت حفيظة اخيها المتهم وهجم عليها "بشبرية" كانت بحوزته وعندما شاهدته المجني عليها هربت الى المطبخ ولكن الجاني لحق بها وتمكن من طعنها عدة طعنات في الرقبة ويمين الصدر والبطن وظاهر الساعد الايسر وكانت هذه الطعنات بمجملها من حيث الموقع والطبيعة شكلت خطورة على حياة المصابة ان وكان برفقة المتهم شقيقه حيث كان يقوي من عزيمته ويقول"اضرب..اضرب..اقتلها..اقتلها" وكان يقول للمتواجدين "اتركوه..هذه ..اخته" وهذه اختي انتم اللي خربتوها وليش تسمحوا لها "...ولكن بعد ذلك تمكن المتواجدون من تخليص المجني عليها من المتهم حيث تم اسعافها وبعد ذلك هرب المتهمان وقد تم القاء القبض عليهما وضبطت "الشبرية" المستخدة في الاعتداء وجرت الملاحقة." "

[اسيرة الصمت]

اسير الحب




بارك الله فيك



يعطيك الف عافية


مع التحيــــــــــــــــــة

[اسيرالحب]

شكرا الك اختي على اهتمامك