:: أتصل بنا ::

 

::+: الواجهه الرئيسيه :+:: ::+: البحث في الاقسام والمواضيع :+::

العودة   منتديات حــلا > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 17-10-2008, 02:05 PM   #1
لطفي

¨¤¨نائب الإدارة¨¤¨

 
الصورة الرمزية لطفي
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Nov 2005
رقم العضوية: 16277
المشاركات: 8,515
عدد المواضيع: 493
عدد الردود: 8022
الجنس: ذكر


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
لطفي is on a distinguished road

لطفي غير متصل
Lightbulb خطبة الجمعة ليوم 17 شوال 1429 هـ (( بين الصبر والنصر ))

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته وبعد...


بين الصبر والنصر


الحمد لله الواحد القهار العزيز الغفار، مكور النهار على الليل ومكور الليل على النهار، سبحانه وبحمده يعلم عدد ورق الأشجار وقطر الأمطار، وما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا يعزب عن علمه شيء، ولا يخرج عن سلطانه أمر، يُعز من يشاء ويُذل من يشاء، له في تدبيره وتقديره غاية العدل والحكمة، هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين، الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فاتقوا الله تعالى أيها المسلمون، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الأنفال:29]. من اتقى الله وقاه وكفاه وآواه، ومن كلّ كربٍ نجّاه. واعلموا ـ رحمكم الله ـ أنكم خُلقتم لأمر عظيم، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةفَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[لقمان:33].
أيّها المسلمون، لقد خلَق الله تعالى الجنَّ والإنس لعبادته وحدَه، وابتلاهم بحكمتِه فصاروا فرِيقين، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةهُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[التغابن:2]. ولم يزلِ الشيطان يجتهِد في الإبرارِ بقسمه لإغواءِ بني آدم مجلِبًا عليهم بخَيله ورَجلِه ممتطِيًا شياطينَ الجنّ والإنس، وما بعث الله تعالى نبيًّا ولا رسولاً إلا عودِيَ وكذّب وأوذِيَ، وهذه سنّة الله تعالى الجارِية بحكمتِه في رسلِه وأنبيائه وفي أتباعِ الرّسل، من لدن نوحٍ عليه السلام وإلى يومِنا هذا، واقرأ في التنزيل العزيز قصَصَ الأنبياءِ وأتباعِهم، كلُّهم أوذِيَ وطورد، ومنهم من قتِلَ أو أُبعد. ألم يلقَ إبراهيم الخليل في النار؟! ألم يطارَد موسى وقومُه إلى فجاجِ البحار؟! ألم تقتل بنو إسرائيل أنبياءَ الله؟! ألم يجتهِدوا لقتل وصلبِ المسيح عيسى ابنِ مريم، فأنجاه الله ورفعَه إليه وآواه؟! ثم مَاذا لقي سيِّدُ الرسل وأشرَف الخلق محمّد نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة؟! تمالَؤوا على قتلِه، ولحِقوه في دار هجرَته، وحاربوه، وقتَلوا أصحابه، وشجُّوه وكسروا رباعِيته، وخاضوا في عرضِه، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الأنفال:30]. وفي كلِّ هذه الأحوالِ تكون العاقبةُ الحسنى للمتَّقين، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة إِنَّهُمْ لَهُمْ الْمَنصُورُونَ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة وَإِنَّ جُندَنَا لَهُم الْغَالِبُونَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الصافات:171-173].
بل حتى لمّا أظهرَ الله تعالى نبيَّه محمّدًا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة جاءت جَحافلُ الروم من أقصى أراضِيها مِن غربِ شمال الأرض لتهدمَ الدين الفتيَّ في جزيرة العرب، والذي لم يحارِبهم ولم يدخُل أراضيهم. إنَّ النبيَّ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة حين تجهّز لغزوةِ تبوك لم يكن مبتدئًا بقتال بقدر ما كان مبتَدئا بالدّفاع، فما الذي أتى بالرومِ من أقصى أراضيهم لوأد الدين الجديد؟! إنه الطغيان والحِقد القديمُ والذي لا زال يتجدَّد على المسلمين إلى اليوم. وأتمَّ الله وعدَه لرسله وأتباعِهم حين نجَحوا في اجتيازِ المحن وأظهَرهم الله على أعدائهم.
ومِن لطائفِ تدبير الله أنَّ النبي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة لم يتجاوز حدودَ هذه الجزيرةِ حين كان يدافع عن دينهِ، ثم لم تمضِ ستُّ سنين حتى كان خليفته الفاروق رضي الله عنه يتسلّم مفاتيحَ بيت المقدس، ويصلي في المسجدِ الأقصى، ويأبَى البطارقة تسليمَ المفاتيح إلا للفاروق رضي الله عنه، ويعترِفون بوجود صفتِه في الكتب التي بين أيدِيهم، ويقِرّهم على أموالهم وأملاكهم، ويترك لهم كنائسَهم، ويطوِي عليهم كنفَ رحمة الإسلام وعَدله، ويشملهم بحمايتِه ورعايته.
ثم تدول الدوَل، ويفرِّط بعض المسلمين في عهد الله، فيضيع بيتُ المقدس، بل كثير من بلادِ المسلمين، بل عاثَ الأعداء في الدّماء والأموال والديارِ والتراب على طريقَةِ وحوشِ الغاب.

حكَمنا فكان العدلُ منّا سجيّةً فلما حَكمتُم سالَ بالدم أبطَحُ

وصدق الله: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاً وَلا ذِمَّةًنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[التوبة:8].
عبادَ الله، ولم تواجِه أمّةٌ من الأمَم كما واجهت أمّة لإسلام، خصوصًا في العصر الحاضر، في زمنِ عولمة المبادئ والفكر وهيمنةِ القوّة على القِيَم، تهدَّد أمَمٌ بالذّوبان وشعوب بالضّياع، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[آل عمران:140].
ولقد كانتِ المؤامرات في السّابق تُحَاك ضدَّ الإسلام وأهله، أمّا اليومَ فلا مؤامرات، بل هي حرب معلنةٌ تحرِّكها أحقاد الماضي وأطماعُ الحاضر والمستقبل، في حالٍ وصلت فيه أمّة الإسلام إلى مرحلةٍ واهنة، أصبحَ فيه الصراع صراعَ بقاء أو اضمحلال. وحالُ المسلمين اليوم ليسَ بحاجةٍ إلى شرح أو تصوير، والتباكي على واقع الأمة لن يجديَ شيئا، إنما المجدِي هو التفكير الجادّ في سببِه وعلاجه ودائِه ودوائه، ثم السعيُ الصادق المخلِص لإصلاح النفس والمجتمَع لإصلاحِ الأمة كلِّها.
أيّها المسلمون، إنَّ التنظيرَ للأمة ليس بالأمر الهيِّن، والتطبّب بعلمٍ وبلا علم في جسَد الأمة المثخَن ليس كلأً مباحًا لكلِّ أحد، ولقد خاض في لجّةِ هذا الأمر ألوفُ الأفراد والجماعات، كلُّهم يرى أنه الطبيب المداوِي، فمخطئٌ ومصيب، ومغرِب ومقارب، والحقُّ أنّ أمةً قامت برسالةٍ ذات معالم وحضارَة ذات مبادئ لن تنهَضَ من عثرتها ما لم تعُد لذات الرسالة وتترسَّم السننَ الإلهية والقواعد الربانيّة في قِيام الأمم وتعثُّرها ونهوض الدول وسقوطها، وكلُّ ذلك مبثوثٌ في القرآنِ العظيم.
أيّها المسلمون، لا يجادِل عاقلٌ في أثر الأعداءِ في تحطيم الأمة والنّيل منها والكيدِ لها والتربُّص بها، إلاّ أنَّ هذا في ميزانِ السنَن ليس هو السبَب الرئيس في الوضع التعِيس الذي وَصلت إليه كثيرٌ من أحوال المسلمين. إنَّ هنالك قانونًا إلهيًّا يجب نصبُه أمامَ العين: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الشورى:30]، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةأَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[آل عمران:165].
إنَّ الصّحابةَ الأبرارَ الذين يقدِّمون أعناقَهم وأرواحهم في سبيلِ الله ويقاتلون بجِوار رسولِ الله نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة تحوَّل نصرُهم في غزوة أحُد إلى هزيمة؛ بسبَبِ مخالفة قلّةٍ منهم في أمرٍ تأوَّلوا فيه، فنزل الرماةُ من الجبل وقد نهاهم النبي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة عن النزولِ، لكنّهم ظنّوا المعركةَ قد انتهت. فهل تقيس الأمة اليومَ مخالفاتها بهذا المقياس؟! لقد صدق الله: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة. إنَّ سنَنَ الله لا تحابي أحدًا، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الحج:40].
عبادَ الله، إن حرثَ الدنيا وعلومَها أمر مشتَرَك بين شعوبِ الأرض من شرقها لغربِها، لكنَّ رسالةَ هذه الأمة من نوعٍ آخر، لا قيام لها بدونه، ولا سعادةَ للبشرية إلا بهديِه، إنها رسالةُ السماء ودين الله الخاتم، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةكُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[آل عمران:110]، فهل قامت الأمّة اليومَ برسالتها حتى تستحقّ أن تقودَ العالم؟! إنَّ دين الإسلامِ ليس ضمانًا للآخرة فحسب، بل هو سببُ بقاء الأمّة في الأرض وإثبات هويتِها، وإلاّ فليست بشيء دونَه. ومِن خيانة الأمة أن تبردَ عاطفتها تجاه حقوق الله، وأن تجعلَ حبَّها وبغضها مرتبطًا بمصالحها لا بمبادِئها. وإنَّ الأعداءَ كَسبُوا معارِكَهم حين أفلح الغزوُ الثقافيّ في الإبحار بفئامٍ من الأمة بعيدًا عن دينهم، وتهوين قِيَمه ومثُلِه وأحكامِه أمام أعين أبنائِه، وحين أفلح في صنعِ جيلٍ يُقاد من غرائزه ويُغرَى بعبادةِ الحياة الدنيا وينسى ربَّه وآخرتَه.
عبادَ الله، لسنا أوّلَ أمةٍ ابتُلِيت وفُرِض عليها أن تكافحَ لتحيا كما تريد، وإنَّ الهزيمة تجيء من داخلِ النفس قبل أن تجِيء من ضغوطِ الأعداء. ولما أمَرَ الله بني إسرائيل بدخولِ الأرض المقدَّسة ووعدهم بالنصرِ إن هم دخلوا كما أمرَ أبوا وتعلَّلوا بقوّة العدوّ، فلم يستحقّوا دخولَها، بل كتب الله عليهم التّيهَ أربعين سنَة، حتى انقرَض الجيل الواهن الخامِل، ونشأَ جيلٌ جبَلته المعيشةُ بين الجبال أن يكون مثلَها في علوّ همّته وقوّة بأسه وثباتِه.
أيّها المسلمون، إنه يمكن تصوّرُ تضامنٍ إسلاميّ ناجح إذا التفَّ الرعاة والرعية حولَ كتاب الله وسنّة رسوله نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة، وارتَقَى العقل إلى مستوَى الشمول في القرآنِ العظيم، وسارَ علَى هديِ الوحي. والعملُ للوحدة الإسلامية شرفٌ باذِخ ومجد شامخ، لم يفلِحِ الأعداء في النيلِ من الأمة إلا حين تفرَّقت وتمزَّقت. يجب على المسلمين أن يدرِكوا هذه الحقيقة، وأن يستضيئوا في نهضَتِهم بالوَحي، ويلتَزِموا شرائعَ الإسلام وشعائرَه، وعليهم مع ذلِك كلِّه أن لا يغفِلوا الأخذَ بالأسباب المادّيّة، والتي هي من سنَنِ الله في الكون، وأن يستفِيدوا من تجارِبِ الأمم حولَهم، وما أصلَحَ بعضَ جوانب دنياهم يمكِن أن يصلِحَ جوانبَ مِثلها من دنيانا.
وثمّةَ جبهاتٌ يقتضيها شمولُ الإسلام تجِب مراعاتُها عند نُشدانِ الرّقيّ، أهمُّها جبهَةُ الأخلاق والسّلوك والتنمِية والعلم والتّعليم.
وأمامَ العامِلينَ المخلِصين لأمّتهم ميدانٌ رَحب للرقيِّ بأمّتهم ودفع السوء عنها، وإنَّ وعد الله حقٌّ آتٍ لا محالة، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًانقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[النور:55].
بارَك الله لي ولكُم في الكتابِ والسّنّة، ونفَعنا بما فيهما منَ الآياتِ والحِكمة، أقول قولي هَذا، وأستغفِر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله وحدَه وبعد: أيّها المسلمون، إنَّ مِنَ المبشِّرات والمحفِّزات أنَّ الأمّةَ مزوَّدَة بدينٍ عصِيٍّ على الفناء، له قدرةٌ على بعثِ الروح الهامِدَة وتجديدِ الأسمالِ البالية، وتِلك وعودُ لله في الكتابِ والسنة، وهي ما زالَت تستَشفي من سقامها، وتنتَقِل في مراحل العافيَة من طَورٍ إل طور، وتحاول أن تستعيدَ قواها كلَّها، وتستأنفَ أداءَ رِسالتها الأولى، وأُرَاها بإذن الله بالغةً ما تحِبَّ.
ومع تفاقُم المحَن ترى في طيّاتِها المِنَح، وسننُ تقضِي سقوطَ الطغيانِ والاستبداد والاستعلاءِ بالظلم والفساد، نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةتِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[القصص:83]. وفي سورَةِ يوسف وفي أَطواءِ فصولٍ مُثيرة منَ الغربة والسّجن والإغرارِ والظّلم يبرُز قانونان جليلان، الأول: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةإِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[يوسف:90]، والثّاني: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[يوسف:87]. ففي الآيةِ الأولى نهجٌ صارِم في الاستقامة على التّقوى الصبرِ والإحسان، وفي الأخرَى الاستنادُ إلى الله في ارتقابِ مستقبَلٍ أفضل مهما أظلَمَت الآفاق في مرأَى العين، فهل تتِمّ تنشِئَةُ الأمة على هذه القواعدِ؟!
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة عليه، فقال عز شأنه: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةإِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًانقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الأحزاب:56].
اللهمّ صلّ وسلِّم وبارك على عبدِك ورسولِك محمّد...


خطبة الجمعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة
لفضيلة الشيخ : صالح آل طالب
بتاريخ : 30- 10-1426هـ

دمتم بحفظ الرحمن
اخوكم ومحبكم في الله
لطفي
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خطبة الجمعة ليوم 08 رجب 1429 هـ بعنوان ((دعوة إلى التوبة)) لطفي ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 4 16-07-2008 09:27 PM
خطبة الجمعة ليوم 19 ربيع الثاني 1429 هـ (( في طريق النصر )) لطفي ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 4 26-04-2008 01:14 AM
خطبة الجمعة ليوم 24 محرم 1429 بعوان (( اليقين بهلاك اليهود الظالمين )) لطفي ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 8 05-02-2008 01:51 AM
خطبة الجمعة ليوم 3 حرم 1429 ( ابتغاء الدرجات العلى ) لطفي ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 6 27-01-2008 01:52 AM
خطبة الجمعة ليوم 7 شوال 1428 بعنوان (( وماذا بعد رمضان )) لطفي ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ 6 25-10-2007 11:50 AM


الساعة الآن 03:26 PM


العاب فلاش
بلاك بيري
العاب ماريو
لعبة ماريو
العاب تلبيس
العاب طبخ
العاب باربي
لعبة باربي
سبونج بوب
العاب دورا
العاب سيارات
العاب ذكاء
صور 2014
صور شباب
فيسات بلاك بيري
نشر البن
العاب بنات
صور حب
صور ٢٠١٤
صور٢٠١٤
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd