|
04-04-2008, 03:30 PM | #1 |
(حلا نشِـط )
|
العاقبة ( نزف قلم : محمد سنجر )
رعد الطائرات الحربية من فوقنا اختلط بانفجارات الصواريخ المروعة التي تنهال علينا من كل حدب و صوب ،
هدير آلياتهم العسكرية تقتلع في طريقها الأخضر و اليابس ، اختلط منا الحابل بالنابل ، أمطرونا بوابل من رصاص اليورانيوم المخضب ، خيولنا تفر هاربة ، وجدت إحداها تجر فارسها المقتول من قدمه ، تغمسه بمستنقعات الأوحال الدموية ، أحاول رفع رأسي فلا أبصر إلا اللون الأحمر يصبغ الأشياء من حولي ، الدخان يتكاثف أكثر فأكثر ، أرى أحدنا يحاول يائسا تثبيت رايتنا التي تتلاعب بها الرياح ، صم أذني صرخات الفارين من النساء و الأطفال ، أرى امرأة تمسك بذراع طفلها الذي فقد جسده ، اتسعت العيون ، يحاولون الفرار من هول الكارثة ، ينزلقون في أنهار دماء الملايين من الجثث التي تكومت هنا وهناك ، يزحفون بكل ما آتاهم الله من قوة للفرار من هذا الجحيم ، انفجار هائل مزق المشهد بعيني ، تطايرت الأشلاء تلطخ وجهي المذهول بدمائهم الزكية ، أحاول الفرار ، تتعثر قدماي ، ترتطم رأسي بالأرض ، أجدني أزحف رعبا ، تدوسني أقدام الخيول الفارة ، أتحامل على ذراعي المتبقية ، أحاول عبثا النهوض ، بالكاد نجحت ، أبصر بين الدخان أخي المثخن بالجراح و قد أشهر ( منجله ) بوجه أحد الأعداء الممسك ببندقيته الآلية ، تخرج رصاصة باتجاه أخي ، أرفع سيفي الثقيل ، أهوي به على رأس قاتله ، أفلقها إلى شطرين ، تلطخ وجهي الدماء ، أرى أخي يسقط ، يرمقني بنظرة رضا ، يتوج رأسي بآخر ابتساماته اللؤلؤية ، آخذه بين أحضاني ، شد على يدي الملطخة بالدماء ، بالكاد تصل همساته إلى أذني ) ـ نلتقي بالجنة بإذن الله . ( صمت خيم على الكون ، بادرني ) ـ ماذا أصابك ؟ ألا يرضيك ما فعلنا ؟ أمازلت مقتنعا بأننا قصرنا ؟ ـ بالله عليك ما جدوى خيولنا مقابل طائراتهم و آلياتهم ؟ ما فائدة منجلك الصدئ هذا مقابل هذه الصواريخ ؟ صرخت فيكم مرارا : يجب أن نبني أنفسنا أولا . ـ هون عليك يا محمد ، فلقد فزنا و رب الكعبة . ـ فزنا ؟ أي فوز هذا الذي تخدع به نفسك ؟ ـ أفقدت بصرك ؟ ها هم إخواننا من الشهداء و قد فازوا بالجنان . ـ و ماذا تركنا لهذه الحشود من النساء و الأطفال ؟ بالله عليك ماذا تركنا لهم ؟ ـ تركنا لهم الله و رسوله . ـ بل تركنا لهم الخزي و العار ، تركنا لهم ذل الأسر و العبودية و المهانة ، لم يعنكم سوى بطولاتكم الزائفة ، و الله لن يسامحنا الله . ـ دعك من غيك القديم هذا . ـ لا لن أسكت ، نعم ، هل تذكر عندما هتفتم بأعلى أصواتكم : فلنقاطع روسيا لما يفعلونه بأفغانستان و الشيشان ؟ و بعدها هتفتم : ، و لنقاطع الصرب لما فعلوه بالبوسنة و الهرسك ، و لنقاطع أمريكا و انجلترا لما يفعلونه بالعراق و أفغانستان ؟ و لنقاطع أوربا و العالم أجمع و كل من يساند أبناء صهيون بسبب ما يفعلونه بفلسطين و لبنان و الجولان . قلت لكم : لا مانع من المقاطعة و لكن يجب أن نقوم على إنتاج البدائل العربية و الإسلامية . وضعتم أصابعكم في آذانكم و كأنني أسبكم و هتفتم : فلنقاطع فرنسا بسبب الحجاب ، و لنقاطع الدينمارك و النرويج و أسبانيا و أوربا و كل من ينشر الرسوم . ناديتكم : لا تدفنوا رؤوسكم في الرمال و بلغوا عن رسول الله و لو آية ، فلقد أمرنا ( بلغوا عني و لو آية ) قلتم : ما أدراك أنت عن هذه الألوف التي تعتنق الإسلام كل يوم ؟ صرخت فيكم : يجب علينا أن نملك قوتنا كي نملك كلمتنا ، ( ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده ) ذهبت صرخاتي أدراج الرياح ، و نشروا الرسوم ثانية ، عندها عدتم و هتفتم : فلنقاطعهم ثانية و إذا نشروها ثالثة قاطعناهم الثالثة ، و الرابعة ، و لا هوادة ، و عرضت هولندا هذا الفيلم ، و عندها أيضا هتفتم : فلنقاطع هولندا ، ظللتم تقاطعون و تقاطعون و تقاطعون و لم تفكروا و لو للحظة واحدة أن تنتجوا بديلا لما تقاطعون ، قاطعنا العالم أجمع من المشرق إلى المغرب ، لم تفكروا و لو للحظة واحدة في بناء أنفسكم ، بالله عليكم ألم تمر بأعينكم يوما هذه الآية الكريمة ؟ " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ..." (60 الأنفال). انظر ، انظر نتيجة تعنتكم ( أخذت بلحيته أحول بصره تجاه القتلى ، أغلق عينيه هربا ، فتحتها عنوة بأصابعي ) انظر هناك ، هل ترى هذه الملايين من النساء و الأطفال ؟ ماذا تركنا لهم غير الذل و الهوان و العبودية ؟ حسبي الله و نعم الوكيل ، حسبي الله و نعم الوكيل . ـ بالله عليك ما فائدة هذا الآن ؟ إنه قدرنا يا أخي . ـ إياك أن تقول قدرنا ، لو كان قدرنا لما حاسبنا الله على أي جرم اقترفناه. ـ و لماذا لم ترحل و تتركنا إذن ؟ ـ لا ، إلا كسر عصا الطاعة و الخروج على رأي الجماعة . ـ فما فائدة البكاء على اللبن المسكوب إذن ؟ لا نفع لهذا الآن ، هيــــــــــــا ، هيا لنكمل ما بدأناه . ـ نعم ، لا نفع لهذا الآن ( رفعت كفي إلى السماء أفوض أمري إلى الله ) ـ اللهم إني أبرء إليك مما فعل السفهاء من أولائك و هؤلاء . ( ربطت الراية بظهري ، تساندنا نحاول النهوض ، بالكاد نجحنا ، تدابرنا ألوح بسيفي الثقيل بينما أشهر أخي منجله ، ما هي إلا لحظة واحدة حتى تناهشتنا الحشود لإسقاط رايتنا الخفاقة، و لكن هيهات هيهات ، فالموت دونها هو السبيل . |
التعديل الأخير تم بواسطة لطفي ; 05-04-2008 الساعة 01:34 AM. سبب آخر: تصحيح الاية الكريمة رقم 60 من سورة الانفال |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قاطعوا الدينمارك ( كلاكيت عاشر مرة ) بقلم محمد سنجر | محمد سنجر | مجلس حلا العام | 16 | 10-04-2008 10:15 AM |
اقرؤوها صدقوني ستذهلون يا أمة محمد.... | تونا | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 10 | 14-12-2007 04:01 AM |
مكالمه هاتفيه فى منتصف الليل | داليا ميدو | ۞ مجلس حــلا الاسلامي ۞ | 13 | 05-12-2007 08:53 PM |