نُناديكُمْ.. نَشُدُّ على أياديكُمْ

[الدكتور البربرى]

نُناديكُمْ.. نَشُدُّ على أياديكُمْ




أناديكم..
أشُدُّ على أياديكمْ..
أبوسُ الأرضَ تحتَ نعالكم
وأقولُ أفديكُمْ.


نعم.. يا أحرارَ وحرائرَ شعبنا العظيم في غزة وفي كل بقعة من فلسطيننا المُحْتلة.
يا منْ تُسطّرون بوقفتكم البطولية الباسلة وصمودكم الأسطوريّ أروعَ ملاحم العزّ والكرامة والإباء في التاريخ العربيّ.
يا منْ تغسلون بدمائكم الطاهرة الزّكيّة عن جبين هذه الأمة عار الهزيمة والذُّلّ والخنوع والاستسلامِ المهين.
يا من تُسْقطون بتضحياتِكم الغالية وبطولاتكم المُعجزة خرافة العدوّ الصهيونيّ وتقوّضون أساس بنيانه وتكشفون زيْفَ مقولاته وأكاذيبه ودعاواه.
يا منْ تُبَدّدون وَهْمَ المُتشبثين بسلام الحِمْلانِ وسياسات الاستجداءِ والاستخذاءِ والمهادنة.

لا أحد منّا يُصدّقُ أن جحافل البَرْبَرِ والهمج ودباباتهم ومدرّعاتهم وطائراتهم وآلات الموت القادمة معهم قد جاءت ـ فقط ـ لاستعادة الجنديّ الأسير، وإنما هي عصا التأديب الصهيونية الغليظة التي اعتادت ممارسة العدوان والصلف والتسلط والغرور ـ دون رادعٍ ـ على حكوماتٍ عربية أدمنت الخنوعَ والتخاذل ورهنت مصائر شعوبها بأيدي سماسرة الوطن وتجار المبادئ والشعارات.
جاءت جحافل التتار الجُدد لتفرض عقاباً جماعيّاً على شعبنا الفلسطينيّ لأنه مارسَ حقه الطبيعيّ والمشروع وانتخب حكومته الوطنية انتخاباً حُرّاً نزيهاً، فكان خياره تجسيداً لإرادة الصمود والمقاومة والنضال لتحرير الأرض المحتلة واستعادة الحق المسلوب. كان خياركم هو خيار الإباء والكرامة الوطنية والعزة القومية الذي أفقد العدوّ الصهيونيّ توازنه وألّبَ قوى العدوان والغطرسة لشنّ هذا الهجوم الإجراميّ الذي عجزَ حتى الآن عن تحقيق أهدافه فركّز كل طاقاته لترويع الآمنين وتدمير البنية الأساسية من جسور وماء وكهرباء.

سوف يفشلُ هذا الهجوم الغاشم ويتكسّرُ على صخرة صمودكم ومقاومتكم الباسلة، كما اندحرتْ من قبل كل موجات الغزو والعدوان التي استهدفت كسْر إرادة المقاومة في العقل العربي.
وسوف تخرجُ فلول السفاحين ومصاصي الدماءِ مهزومة عاجزة مُهانة كما خرجت من قبل كل حملاتهم المسعورة.

النصر لكم.. فالحق والتاريخ وكل قوى الخير والتحرر والكرامة معكم.
ونحن معكم.. نناديكم.. ونشُدُّ على أياديكم.. ونواصل مسيرة التحرر والاستقلال والكرامة بكم.. فأنتم طلائع النصر لهذه الأمة التي طال عليها ليلُ الهزيمة