الحرية

[ميدومشاكل]

الحريه..كلمه من اربعه احرف معرفه بألف لام.. ماذا تعنى وعلى ماذا تشيروكيف نشعر بها؟

هل سأل احد منا نفسه ما معنى تلك الكلمه... انا سألت وسألت.. سألت الكثيرين وقرأت للكثير ممن كتبوا

ودرسوا الحريه ومعناها وعلاقاتها بالشعوب والمجتمعات..ولكن للاسف لم اهتدى من خلالهم لمعنى واضح

يدل على تلك الكلمه او تدل هى عليه..واصبح معنى الكلمه اكثرتعقيدا مثلها مثل الكثير من الامور حولنا

والتى نراها من كثره تكرارها بسيطه وعاديه مع اننا بأقل مجهود من التأمل لظهر لنا ان كل ما يحيط بنا

ويدور حولنا هو من التعقيد لدرجه عدم الاحساس به وبأشكالياته.. نحيا ونموت ولا نعرف..

بعض من ناقشتهم او قرأت لهم عن معنى الحريه اختزل الحريه فى القدره على الاختيار !

غريبه.. الحيوان له القدره على الاختيار فهل معنى هذا انه اكثر منا حريه.. وان كانت تعنى القدره

على الاختيار فلماذا نلوم على من يختار ان يكونا جبارا او قاتلا .لماذا نلوم على من تختار ان تكون بغى

او عاهره...وان كانت تعنى القدره على الاختيار فهذا يعنى ان من نزعت منه تلك الخاصيه فهو ليس بحر كالمريض

او المسجون..فكيف نفسران الكثير من المرضى والمساجين ترى فى وجوههم حريه لا تراها فى وجوه الاصحاء والطلقاء.

البعض قال ان الحريه تعنى التحرر من كل القيود والشرائع وان تفعل كل ما تمليه عليك نفسك وان تشبع كل رغباتك...

لا اعلم كيف يفكر من يقول كل هذا الكلام... الحيوانات تفعل هذا ايضا... فهم المثال فى هذا النوع من التحرر..بل ان الحيوانات

تعف عن بعض الامور من التى يراها اصحاب هذا التعريف .. قمه الحريه.. والبعض قال كلام اخر فما بين انتزاع الحريه واعتبار

الانسان مسير فى كل افعاله وبين اعطاء الانسان كل الصلاحيات والصكوك وتجعل من نصف اله .كانت الاجابات والتعريفات

فما بين اقصى اليمن الى اقصى اليسار كانت التفسيرات....لم افهم ولم اعرف.. لذلك كان لابد من العوده للوراء

وهذا منهجى فى كل ما ابحث عنه.. عندما احتار ارجع الى الوراء الى حضارتى التى ملأت الدنيا نورا فى اقصى عصور الظلام

اعود الى الحضاره الاسلاميه وما مر بها من احداث... ولم يخذلنى ابدا رجوعى اليها محتارا فدائما ارجع غانما...

بدايه الحريه ككلمه ..علم.. يدل على نوع من النشاط الانسانى بمعنى اوضح يجمع بين خيوطه كل النشاط الانسان

كما انها تطلق على الافراد ( رجل حر.. وامراءه حره ) والحريه فى مفهومها الشرعى مضاده للعبوديه..فالحر يقع امامه العبد

والحضاره الاسلاميه كانت كثير الروافد وكان علامائها وما زالوا حذاقا..وكانوا فى كل علم لهم باع

وكان علماء الفقه يتندور بأبتكار مشكلات فقهيه حتى يجدوا لها الحلول... كسؤال بعضهم البعض عن الوضوء الذى

لا ينقضه بول او براز او لمس مراءه اجنبيه.. او أمراءه كانت تمسك تمره فى يدها فقال لها زوجها ان اكلتيها فأنت طالق

وان لم تأكليها فأنت طالق..ماذا تفعل.. وهكذا..

ومن ضمن ما قراءت عن تلك الامور مسأله غريبه جدا

(امراءه زنى بها خمس اشخاص ) فكان حد الاول القتل والثانى الرجم والثالث الجلد والرابع نصف الجلد والخامس لا شىء عليه

..امر غريب .. الفعل واحد لكن العقوبه اختلفت لاختلاف حال الشخص

فلاول كان كافر زنى بمسلمه فكان حده القتل والثانى ثيب(متزوج ) فكان حده الرجم والثالث بكر(لم يتزوج)كان حده الجلد

والرابع كان عبدا فكان حده نصف الجلد والخامس طفل لط يبلغ الحلم فكان لا شىء عليه....

ومراعاه الحال فى تقرير العقوبه من خصائص الشرع الحنيف ومن اعجزاته الكثيره .. المهم

ما يلفت النظر فى تلك المسأله ( العبد ) لماذا كان عقابه نصف عقاب الحر...وجدت هذا امر حقيقى واقع

فى الشرع الاسلامى فالحره عندما تخطىء يكون عاقابها كاملا اما الامه او الجاريه فعليها نصف الحد

وقد شغلتنى كثيرا تلك المسأله ولماذا هذا التفريق فى العقوبه على الرغم من وحده الخطاء...

ولكنى بعد التمحيص وجد الخلاصه فى ان الحر يملك زمام نفسه اما العبد فيباع ويشترى وليس له

اراداه..وكأن هناك مجتمعين يعيشون فى بلد واحد.. مجتمع الاحرار ومجتمع العبيد وكل مجتمع تحكمه

الكثير من القوانين والعادات فمن عادات الاحرار العزه والكبرياء والانفه لانهم يملكون زمام انفسهم اما العبيد

فمجتمعهم مجتمع الانتهازيه والمصلحه وهذا لانهم لا يملكون الاختيار... فكأن العقوبه تقول للحر انت اهل للعزه

فعندما تزل وتقع فى الخطاء فلا مبرر لك..اما العبيد فالخطاء عندهم كالقانون والعقوبه عليهم حتى لا يكرروا الخطاء

فالحريه تعنى من هذا المدلول فقط القدره على اختيار العزه والكرامه الحريه تعنى ان لا يقبل الانسان على نفسه اى

نقيصه او خطاء..... الحريه تعنى فقط ان تكون انسانا...لا حيوان

ا

فأنظر عندما يتحررالانسان من ملابسه رجل كان او امراءه عليه ان يعلم ان الحيوانات تعيش عرايا

عندما يتحرر الانسان من مبداءه وعندما يكون ميكافللى المذهب فهو اقل درجه من الحيوان..الحريه

فى ان تكون انسانا.. او تختار حيوانا من الحيوانات لتتشبه به وتعيش عيشته .. كالخنازير فى الاختلاط والعراء

او الكلاب فى الخضوع والموالسه او الاسود فى التجبر والطغيان او القرود فى التسليه والخداع...

انا عن نفسى اخترت ان اكون انسانا.. بكل ما تحمله تلك الكلمه من مسؤليه.. فكونى سأعيش كأنسان

داخل مجتمع كونى يميل بالتشبه بالحيوانات ويترك اعظم الهبات الربانيه (كونه انسانا)... لن يكون سهلا

اوبسيطا ولكنه الاختيار والحريه...وتحضرنى هنا قصه على لسان انيس منصور فى كتابه الضخم

عن الاستاذ العقاد.. وهى حكايه الرجل اليهودى المصرى المتفلسف المعتنق لنوع غريب من الفلسفه

والتى تنزع من الانسان كل صفاته وتتعامل معه كأله تحتاج لما تحتاجه الماكينه لتعيش .. قال له الاستاذ

كيف تفسر ان رجل عُرض عليه ان يذبح كل ابنائه ثم يصير ملكا.. فيرفض المُلك والنعيم مقابل حياه ابنائه

فقال اليهودى يا استاذ ليس كل الناس تفعل ذلك.. انا نفسى كنت سأذبح كل ابنائى ثم اصير ملكا واتزوج مره

اخرى وانجب اطفالا اخرين..فقال له العقاد.. كنت اعلم ان اجابتك ستكون هكذا فأنت لست انسانا.. فيا حضره

الحيوان عندما تصير انسانا فلتأتى لتناقشنى..

اسف للاطاله.. لكن الحريه هى ان تكون انسانا معتز يأنسانيته.. فأنظر الى افعالك هل هى من خصائص

الانسان اما انك تتشبه بها بالحيوانات.. فعلى قد انسانيتك فأنت حر.

[النجم سعيد]

كلامك زي العسل مشكور اخي الكريم

[نزيف الفكر]

ميدو ياغالي
موضوعك عن الحرية رائع بكل المقاييس
تقبل مروري
واعجابي بموضوعك
دمت اخي
*
*
*
نزيف الفكر

[الساجده لله]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
موضوع رائع من انسان واعي دمت ودامت مشاركاتك
تقبل مروري ولك الشكر

[زلبيااا]

ميدوووووووو

موضووووووووعك جامد جدااااااااااااااااا

تسلم ايدك

وننتظر مزيدك

[masria]

فعلا موضوع جامد جدا جدا

بحييك عليه ومستنيه اكتر
يسلموو الايادي