:: أتصل بنا ::

 

::+: الواجهه الرئيسيه :+:: ::+: البحث في الاقسام والمواضيع :+::

العودة   منتديات حــلا > +:::::[ أقسام الأسرة والمجتمع ]:::::+ > مجلس حلا للأسرة والطفل

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-05-2005, 02:45 PM   #1
أميرة الياسمين
(حلا نشِـط )
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2005
رقم العضوية: 4675
الدولة: لبنان _ طرابلس
المشاركات: 74
عدد المواضيع: 21
عدد الردود: 53


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
أميرة الياسمين is on a distinguished road

أميرة الياسمين غير متصل
افتراضي المدرسة والطفل

يكبر الطفل الصغير، في منزله رغداً، تناغيه أمه في الصباح، ويلاعبه والده في المساء.
ويوم يحين الجِدّ، وينمو الطفل وتكبر معه مداركه، يقرر الوالدين إرساله بعد مشاورات ومداولات للمدرسة.
وكم وقفت أتابع ذلك المشهد، وكأن الطفل غنمة تساق للمسلخ، يبكي ويصرخ محاولاً ومدافعا عن حقه في البقاء في حضن أمّه، التي تحاول عبثاً تهدئته، ثم تقسو وتدعه للمعلمة، وتمضي.
للأسف واقع المدارس في بلادنا العربية أفظع من واقع زنازين سجون الاحتلال، بل أشنع من معتقلات العدو الأمريكي في غوانتامو والعراق وأفغانستان.
وكم آلمني مشهد الأطفال الصغار يصرخون عند أبواب المدارس في أول يوم دراسي، ثم يكبرون ليكتشفوا رداءة الطرق التعليمية، فلا هم يتعلمون، ولا هم يكتشفون، ولاهم يخترعون، بل يكبرون مجرمين أو شبه ذلك، وقد غُرِسَت في عقولهم العتاهة والبلاهة زرعاً، وفي نفوسهم نَمَت بذور العنف والشر نموا مطّرداً سريعاً.
لو درى المعلم أيّ أمانة هذه التي يستودعها الأهل إياه، عندما يقدمون إليه ليضعوا بين يديه جيلاً هو المسؤول، بعد الأم والأب، عن تنشئته وتربيته، لخاف الخوف العظيم وحسب لها الحساب الكبير، ولكن أكثر معلّمينا اعتمدوا الإرهاب وسيلة للتعلّم، وألزموا الطفل الصغير أن يتخلّى عن حبّ اللعب، والبراءة والاكتشاف، ليدخل في معمعة الجدّية، والنوم المتواصل داخل الفصل، والقلق والخوف الدائم من المعلّمة والمدرسة، فتزوره في الليل وكأنّها غولة ترعبه وتخيفه، فيكره العلم والتعلّم، ويشتم المدرسة والمعلمين والمعلمات، وكلّ هذا «بفضل أستاذه» الذي تحوّل بالنسبة للطفل الذي لم يبلغ بعد الأعوام العشر إلى دراكيولا سيمتص دماءه، أو غول أو شيطان بشع، وكم ردَّد الأطفال على مسمعي:نكره معلّمتنا لأنها دائمة الصراخ، أو دائمة العقاب، ومما أذكره في طفولتي أني كنت أكره مادة الفيزياء لأن أستاذها كان يستعيض عن شرح الدرس بأحاديث فارغة، ومعلمة الكيمياء لأنها كانت قد كبرت وخرّفت.
أما اليوم وبالرغم من تحديث المناهج التربوية، وإدخال التعديلات عليها، ومن خلال التدريب المفروض علينا من قبل الكلية في المدارس، اكتشفت هول وفظاعة ما يجرى بالتلاميذ وكأنّهم فعلا جرذان تجربة، أو أسود داخل زنازين تنتظر المدرب الذي سيدربها بالسوط وليس بالحرف.
بالإضافة إلى رتابة طريقة شرح الدرس، مما يجعل الطفل ينام ويغفو بامتياز داخل الصف، وخاصة عندما تكتفي المعلمة بالكتاب أو باللوح على سبيل المثال كوسيلة في شرح الدرس.
ولكي لا أطيل عليكم الحديث، كنت في زيارة لإحدى قريباتي، العائدة من كندا، وكانت تعمل معلّمة هناك، فكشفت لي من خلال ما احتفظت به من تحضير للدروس، الفرق الشاسع والبون الواسع بين طرق تعليمنا، وطرق التعليم هناك، وخاصّة أن الحكومة الكندية تحظّر على المعلّمين النهر بالطفل، فكيف بالصراخ به، أو ضربه.
ومما كشفت لي من طرائق التعليمية، وسائل لا نستخدمها نحن في بلادنا، ولعلّ أهمها تلك الطرق التي تستخدم التعلّم تحت الشعار الذي يقول: التعلّم مع حبّ المتعة والاكتشافapprend avec plaisire. إذ تصبح المدارس منزلاً آخر للطفل ينسيه أنه في مدرسة وأن المدرسة ليست سجناً، فيتعلّم الطفل وفي نفس الوقت يلعب، ونحن حين نعني هنا استخدام اللعب نعنيه ليس في صفوف الحضانة بل الصفوف الأساسية العليا ابتداءً من الصف الأول الأساسي وحتى الصفّ السادس الأساسي، فتنمو شخصيّة الطفل وتكبر بل ويحبّ التعلّم، كما تحرص الأمّهات قبل إرسال طفلها للمرة الأولى إلى المدرسة إلى تهيئته نفسياً ومعنوياً، بالإضافة لحضورها في اليوم الأول مع طفلها لتشجيعه، ومن ثمّ مصادقة الطاقم التعليمي، بالإضافة إلى التواصل المستمر بين المدرسة والأهل، وحين سألتها هل هناك طفل يبكي حين دخوله المدرسة للمرة الأولى، أجابتني لا، لأن الأهل هناك يعون هذه المرحلة جيداً فيبدؤون بالتحضير لهذا الأمر منذ الصيف، وعندما سألتها بأن طريقتها تعتمد اللعب أكثر من الجمود والكتابة، فهي تعتمد بكثرة الوسائل البصرية والسمعية، فسألتها: ألا تدفع هذه الطريقة إلى الفوضى وخاصة أن الحكومة تحظّر المساس بالطفل بأي وجه من الوجوه؟، أجابتني: كلا، فالمعلم حين يشعر أنه سيفقد السيطرة على الصف يستخدم وسائلاً خاصة ومنها الإملاء كعقاب.
ومن بعض تلك الأساليب التي كانت تستخدمها تلك المعلمة:الألعاب بشكل خاص، فيتحوّل درس القواعد إلى لعب وفرق تتنافس حول الاكتشاف والفوز والمعرفة، من تلك الألعاب «لعبة الصندوق» ?«لعبة جلوس وقوف» ولعبة «البطاقات المفككة» وغيرها الكثير من اللعب والتي كانت تستخدمها في تدريس صفوف صفّ الخامس، بالإضافة إلى الرحلات التعليمية في حال كان الطقس الكندي يسمح بذلك، بالإضافة إلى وضع الخطّة التعليمية في بداية العام الدراسي وشرحها للأطفال، وبل وحتى الاتفاق مع الأطفال على وسائل المكافأة والعقاب أثناء العام الدراسي وهذا الاتفاق يتم منذ بداية العام وتلتزم به المعلمة التزاماً كلياً أثناء العام الدراسي، فتذوب الفروقات بين المعلمة والتلاميذ الصغار، حتى يبدؤوا باعتبارها أُمَّاً بديلة عن أمّهم التي تركوها في المنزل.
هذا هو التعلّم في الغرب:لعبٌ، وتسلية، وتعلّم، واستفادة،وحرّية وتفاهم من دون أن يحسّ الطفل أنه فقد حرّية اللعب والاكتشاف.على عكس بلادنا التي تسجن الطفل ست ساعات وتجلده سرداً، وإملاءً وكأنّهم يريدون منه أن يتعلّم كلّ شيء دفعة واحدة بالرغم من صغر سنه عبر سجنه داخل المقعد، وإرهاقه بالمنهج إرهاقاً، فلا هو يتعلّم ولا هو يكتشف بذلك شيئاً.
وقبل أن أختم بأهمية العلم وفضله، أترككم مع ما قاله الكواكبي في هذا المجال:
«إن التربية غير مقصورةٍ ولا مقدورةٍ في ظلال الاستبداد؛ إلا ما يكون بالتخويف من القوة القاهرة، وهذا النوع يستلزم انخلاع القلوب، لا تزكية النفوس، وقد أجمع علماء الاجتماع والأخلاق والتربية على أن الإقناع خيرٌ من الترغيب فضلاً عن الترهيب،وأن التعليم مع الحريَّة بين المعلم والمتعلم أفضل من التعليم مع الوقار، وأن التعليم عن رغبة في التكمُّل أرسخ من العلم الحاصل طمعاً في المكافأة أو غيرةٍ من الأقران، وعلى هذا بنوا قولهم إن المدارس تقلِّل الجنايات لا السجون، وقولهم:إن القِصَاص والمعاقبة قلَّما يفيدان في زجر النفس كما قال الحكيم العربي:
لا ترجع الأنفسُ عن غيِّها ما لم يكن منها لها زاجرُ.»
لذا أيّها المعلّم العربي، هذي مني لك نصيحة ورجاء، لا تحوّل قاعة صفّك أو فصلك لسجن وزنزانة تسجن بها الطفل خلف مقعده جامداً لا يفكر بأكثر مما تلقّنه إياه من معلومات، بل حوّل الصف لحديقة معرفة وملعب طفولة جميل، لأنه بيديك يكبر الطفل مهندساً أو كاتباً أو عالماً أو مبدعاً أو فقيهاً، فالعلم له فضل عظيم في تربية النفوس فقد قال الشاعر فيما قال:
علم العليم وعقل العاقل اختلفا أيّ الذي منهما قد أحرز الشرفا
فالعلم قال أنا أحرزت غايتهُ والعقل قال أنا الرحمن بي عرفا
فأفصح العلم إفصاحاً وقال له بأيِّنا الله في فرقانه اتصفا
فبان للعقل أن العلم سيده فقبَّل العقل رأس العلم وانصرفا
فكيف وبين يديك أمانة تعليم طفل ليصبح ذا شأن في المستقبل، وأنت من دون أن تدر تخون هذه الأمانة، وتجعل الطفل كارهاً لذلك السجن الذي من المفروض أن يكون واحة بنّاء تزرع في نفسه القيم والأخلاق، فليس العبرة بأن تقف للمعلم وتفه التبجيلا، بل العبرة بأن يقف المعلم هو فخوراً بحبّ أطفاله الصغار له، وبنبوغهم حين يكبرون، يقف فخوراً بأنه بواسطته كَبِر ذلك الأديب أو ذلك الطبيب أو ذلك المخترع أو العالم.
فمن المقاعد الأولى تكبر المؤسسات الكبرى ويقوم الوطن.
التوقيع:
اميرة الياسمين
 
قديم 05-05-2005, 03:54 PM   #2
ღاوراق الوردღ
شخصية هامة
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Sep 2004
رقم العضوية: 1657
المشاركات: 11,316
عدد المواضيع: 613
عدد الردود: 10703


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
ღاوراق الوردღ is on a distinguished road

ღاوراق الوردღ غير متصل
افتراضي

يعطيك العافية اميرة الياسمين

على مجهودك الرائع

ومشاركتك المهمة

يسلمووووووووووو

تحيتى وتقديرى
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 07-05-2005, 01:48 PM   #3
أميرة الياسمين
(حلا نشِـط )
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2005
رقم العضوية: 4675
الدولة: لبنان _ طرابلس
المشاركات: 74
عدد المواضيع: 21
عدد الردود: 53


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
أميرة الياسمين is on a distinguished road

أميرة الياسمين غير متصل
افتراضي

يسلموا يا بدور عل المرور الكريم
لك سلامي
التوقيع:
اميرة الياسمين
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
~®§§][][ماما ماما اليهود طخوني وأنا لا أحبهم ، قصة الطفلة ملاك والطفل عمار][][§§®~ مــ الحزن ــلاك مجلس حلا للقضايا العربية 17 02-02-2006 02:55 PM
المدرسون السعوديون يهربون من المدرسة ................... سوبر ستار مجلس حلا العام 3 28-01-2006 12:59 AM
15طريقة مضمونة للفصل من المدرسة dark angel مجلس حلا للضحك والفرفشة 7 11-04-2005 10:45 PM


الساعة الآن 10:49 AM


العاب فلاش
بلاك بيري
العاب ماريو
لعبة ماريو
العاب تلبيس
العاب طبخ
العاب باربي
لعبة باربي
سبونج بوب
العاب دورا
العاب سيارات
العاب ذكاء
صور 2014
صور شباب
فيسات بلاك بيري
نشر البن
العاب بنات
صور حب
صور ٢٠١٤
صور٢٠١٤
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd