عرض مشاركة واحدة
قديم 25-07-2006, 02:44 AM   #24
ملاكي الوحيد
(حلا متميز)
 
الصورة الرمزية ملاكي الوحيد
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 23354
الدولة: ابحث عني !!!
المشاركات: 522
عدد المواضيع: 64
عدد الردود: 458


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
ملاكي الوحيد is on a distinguished road

ملاكي الوحيد غير متصل
افتراضي مشاركة: نظرة حب ...من جديد ..من ملاكي ..ارجو التثبيت


الفصل الثاني
========
توقفت خطى خالد عند باب منزل خالته.. صمم وعقد رأيه بالتكلم مع فاتن عن ما يجول بخاطره منذ فترة ليست بالقصيرة... هذه مسألة عمر طويل.. منذ كان صغيرا.. اليوم هو يوم التحول في حياة خالد.. لابد وان يخرج من منزل خالته وهو فائزا بقلب ابنة خالته..

تقدم ناحية المنزل وهو يفرك يديه فرحا.. لا بل توترا.. فما سيقوله كبيرا جدا في حياته.. لا يعرف ماذا ستكون ردة فعل فاتن.. قد تصدم.. قد.. تدهش.. لكن.. ستوافق.. اعرف أنها ستوافق.. لن ترفضني.. لا شي يجعلها ترفضه.. كيف ترفضه وهو الرجل الوحيد الذي رأته بحياتها..

بالصدفة كانت فاتن تنزل من على الدرج وهي تبحث عن أمها..

فاتن: يمـــا.. يمـــا
تلبي الأم النداء وهي داخل المطبخ: هلا يمــة
دخلت لها فاتن المطبخ: يمه عندي كوارتين مادري وين آخذهم.. الدار ضويجة وما اعرف وين احطهم.؟؟
ام جراح وهي تفكر: روحي الكاراج يمكن في سعة هناك..
فاتن وهي تعقد حاجبيها: اخاف يختربون هناك؟؟
ام جراح تمسح يديها في المنشفة وتتحرك من مكانها: انا قايلة لاخوج يحرك لي هالكبت ابي اكنسله ما احتاجه.. بس ييبي الكارتون عشان تحطينه فوقه.. ما بياثر..

فاتن تنظر الى الكبت الذي تشير اليه امها.. لابد وانه سيسقط من كثر الاغراض التي تحتويه..

وهي تتشكك: تهقين..
ام جراح وهي تبتسم: وينهم الكوارتين؟
فاتن: الحيين بييبههم..

انطلقت فاتن خارج المطبخ وهي تسرع بخطاها.. الا والباب يدق.. لابد وانه خالد ابن خالتي.. غطت راسها بالغطاء الذي على رقبتها وفتحت الباب.. بالفعل.. كان هو...

فاتن وهي تتصنع الظيق: اووووووووه من صباح الله خير عندنا
خالد الذي كان مبتسما تجهمت قسماته منها: عنبوووووو غيرج انتي ما تخيلين.؟. الناس تسلم وانتي تاخذني بشراع وميداف؟؟؟
فاتن: ههههههههههههههههههه كيفي.. يالله ادخل وسكر الباب وراك..

وتذهب عنه..
اين ذهبت لكن؟..
ولكنه لم يكترث.. سترجع.. وسأقول لها.. وسأنهي هذا الصراع..

تحرك من مكانه وذهب الى المطبخ حيث كانت خالته.. تطبخ كما يبدو.. لا يعرف لم بدأ قلبه يدق دقات عنيفة تكاد ان تهز اركان المنزل معه.. يارب.. صبرني حتى وقت الكلام..

توقف جراح منذ قليل عند شركة الوفا للمحاماة واندهش عندما رأى كبرها وفخامة مبناها.. لا يمكن ان تكون شركة واحدة.. قد تتعدد بها الشركات.. هذا هو المنطق.. لكن.. لاذهب واتكلم مع مساعد.. وهكذا يمكنني ان التقي في نجاه الدلاهمي واستفسر منها بشكل اوسع.. على الرغم من انه قال لمساعد انه يريد فاتن من تتكلم معها الا انه يريد ان تكون حجته قوية مع اخته عندما يكلمها عن هذا الموضوع بحيث ان مقابلتها مع نجاه لن تكون ذات الاهمية..

تقدم الى مركز الاستعلامات وصدق بقوله.. ليس كل البناية لشركة المحاماة.. بل الشركة تقبع في الطابق الرابع..
وتحرك من مكانه وهو يتجه الى هناك.. ركب المصعد وهو يضغط الزر وعينيه تتجولان بلا أي هدف الى ان اغلق الباب وصوت فتاة يجذب الضجيج الى المكان...
الفتــــاة: وقفوو المصعد...
وتحركت يده تلقائيا الى الزر الذي يفتح الباب... ودخلت تلك الفتاة وهي تلهث..
الفتاة: شكرررا...
جراح: أي طابق؟
الفتاة: الرابع.. لو سمحت
جراح: ان شاء الله...
وضغط على الزر .. واغلق باب المصعد.. وجراح لم يلتفت الى الفتاة التي دخلت مذ قليل..
الاخرى كانت تهندم في لبسها وشعرها الحريري المنساب على كتفيها بدلال.. كانت جميلة وانيقة لدرجة فظيعة.. لكن ما ازعج جراح هو رائحتها.. فالعطور تفوح منها بشكل شره ومزعج.. اما عيناه فلم تجولا عليها ابدا..
ورائه كانت المرآة كبيرة والتفتت الفتاة لها لكي تهندم نفسها بشكل افضل.. وهنا.. التقت عيناها بذلك الوجه..
احست بالارتباك وهي ترتب نفسها امامه.. وهو جامد هكذا وكانها غير موجودة.. واستدارت للامام من غير ان تحدث أي ضجة.. فتح باب المصعد.. ودخل عدد من الناس.. واغلق الباب... وفتح مرة اخرى.. وخرج افراد ودخلو افراد.. وهو مازال معها.. لابد وان محطته هي الطابق الرابع..

وعندما وصل المصعد الى الطابق.. ضغط جراح على زر الفتح وانتظرها الى ان خرجت...
الفتاة وهي تخرج مبتسمة: شكرا..
جراح من غير ان يرفع عينيه: العفوووو..

خرجت الفتاة وهي مستغربة منه.. وهو يتبعها.. الا ان خطواته الرشيقة كانت اسرع منها وتجاوزها في ذلك الممر الظيق واختفى عن بصرها... لاول مرة بحياتها.. لا تلقى نظرات الاعجاب التي كانت تتجول عليها كل ما قبعت في مكان... غريب امر هذا الرجل.. لابد وانه ملتزم... ما احلاك ايها الملتزم .. ضحكت بينها وبين نفسها وتوجهت الى الممر المعاكس للذي توجه فيه جراح...
جراح كان يدقق بالأسماء عل كل غرفة.. لم يصل الى اسم مساعد الى الان.. لابد وان يسال احد الموظفين..

جراح: لو سمحت الاخو..
الموظف: هلا اخوي..
جراح: هلا فيك بس.. وين يصير مكتب مساعد الدخيلي؟
الموظف يشير الى الخارج: بعد امش سيدة واول لفه على اليسار.. مكتبه في ممر صغير شوي..
جراح: مشكور الشيخ..
الموظف: ولو...

وتحرك جراح من مكانه على توجيهات الموظف.. ووجد المكتب.. ممره ضيق فعلا.. كيف تمر به جثة مساعد..
اطل من النافذه الصغيرة ورأى مساعد جالسا على المكتب وهو يقرأ في الاوراق التي امامة.. وطرق الباب..
التفت مساعد له وتتوج وجه بابتسامة مشرقة وكانه كان ينتظر قدومه.. وتحرك من مكانه ليفتح له الباب
جراح وهو يبتسم: السلام عليكم
مساعد: وعليكم السلام يا هلا والله.. شرف المكتب والله..
جراح باحراج: بوجودك.. السموحه عاد يايك لعند مكتبك
مساعد: افا عليك يا بو محمد جيتك تسوى الدنيا ومافيها.. حياك الله اقلط ..
جراح: الله يبقيك..
مساعد وهو يجلس قبالته عند الكرسيين المتقابلين: كيف حالك
جراح: يجمل حالك الشيخ وانت شخبارك؟
مساعد: على حطه يدك.. زين عاد اليوم انت عندي في المكتب وانا اللي بغيتك اتيني من زمان..
جراح: ليش في شي؟؟
مساعد: لا بس انا كنت ابيك تقعد ويا نجاه الدلاهمي عشان اتكلم وياها اكثر عن الموضوع.. مع انك رفضت لكن انا كنت ابي هالشي يكون عشان تكون حجتك اقوى عند اختك ليمن تفتح وياها الموضوع..
جراح وهو يضحك: والله انك قاري افكاري.. توووني قاعد افكر في هالشي.. ومن جذي انا ييت عندك هني بلا موعد ولا شي..
مساعد:لا افا عليك المكتب مكتبك حياك الله في أي وقت.. ها شنو تشرب؟؟ جاي ولا قهوة؟؟ ولا عصير؟
جراح بحياء: لا الله يكثر جميلك يايك وانا متريق
مساعد :يالله عاد خلنا نسنعك بجاي محترم جذي...
جراح: اللي تشوفه..

بعد فترة

جراح: مثل ما قلت لك انا اليوم يايك هني ابي اتكلم ويا الاخت نجاة المسئولة وابيها بعد تفهمني بالسالفة اكثر عشان الليلة انا مقرر اني افتح الموضوع لامي ومن بعدها اختي..
كان مساعد يحترق مكانه يحاول ان يعرض زيارته لهم.. لكن: خير ما تسوي.. وعن موعد الوصية؟؟ ما حددت ويا بيتكم
جراح: ان شاء الله باجر الصبح ارد عليك خبر.. الليلة بتكلم ويا الوالدة وبرد عليك خبر اول باول..
مساعد: خير ما تسوي..

تثاقلت امور مساعد في داخله.. لا توجد فرصة سانحة لكي يزورهم في منزلهم الا بموعد الوصية.. هكذا افضل.. فلابد وان الصغيرة ترتقب زيارتي لمنزلهم.. لا اريدها ان تكون مستعدة لي.. اريدها ان تندهش.. وتنصدم... وتحتار..

مساعد: اذا خلصت نقدر نروح لمكتب ام ناصر ..
جراح يهب بالوقوف: خلصت من زمان
مساعد: يالله عيل..

توجه مساعد بتلك الهيبة الكبيرة امام الموظفين يتبعه جراح الذي بدى صغيرا امامه.. لم يكن مساعدا بالضخم او السمين.. لكن هيبته كانت مفروضة على الكل.. وقوة جسده بالغة الاثر في تلك الهيبة..

في مكتب المسئول عن هذه الشركة.. يقبع ابو زياد..هشام الكِندي رغم كبر سنه الا ان هذا غير واضح او جلي عليه.. فقوته وحدة ذكائه تغلب على سنه الكبير.. كان محاميا مشهورا انذاك.. توظف بالعديد من الشركات المرموقة ووكل باشهر القضايا.. وعندما اراد ان يرتاح.. انشأ هذه الشركة الصغيرة انما المثمرة.. وجمع فيها كادر محترما من الموظفين الكفوئين امثال مساعد..

كان كبيرا في السن .. تزوج وهو بسن متقدمة.. وانجب من زوجته الحالية ولد وفتاتان.. احدى الفتيات تزوجت من رجل اعمال وغادرت معه البلاد الى بلاد اخرى.. وابنه يدرس في احدى جامعات اميركا المرموقة.. وبقيت له ابنه واحده تعتبر حبل وريد ابيها.. فهو لا يطيق بعادها وهي كذلك..
في ذلك الوقت كانت هي جالسة معه في مكتبه تسامره.. اسمها غزلان .. وكانت كالغزال من جمالها البليغ.. توصفت بملامح امها الجميلة وبعيني ابيها اللامعتين الحادتين.. الا ان رقتها كانت متفردة بنوعها لا يشابها احد فيها..

غزلان: يبااا متى بتطلع من هني
الاب وهو يكتب في الاوراق: يبا توه الدوام بادي يعني توها الساعه 11
غزلان: خلنا نروح البيت يبا شلك بالشغل والله لازم ترتاح انت هني
هشام بابتسامة: يابوج ان انا خليت شغل المكتب من له؟ لا تنسين انا المسئول هني
غزلان: خل لك موظف بدالك.. انت يبيلك ترتاح يبا.. شرايك.. نسافر باجي الصيف أي منطقة تبيها؟
يترك هشام ما بيده ويلتفت لها: انتي فاضية يبا؟
تهز راسها المسكينة باستسلام: وايد وايد يبا.. من زود الملل مادري شسوي؟
هشام: زين روحي بيت يدتج سلمي عليها دومها متولهة عليج..
غزلان: رحت لها لكن مو هناك.. في بيت خالتي سلوى..
هشام: روحي بيت خالتج سلوى.. روحي شوفي بنت خالتج وسامريها مسكينة تلاقينها ملانه مثلج
غزلان وهي تغوص في الكرسي: بروحها تملل يبا.. صغيرة وانا ما أحب ارافج البنات الصغار..
هشام: ههههههههه والله تحيرنا معاج.. يعني الا انا الحين يعني؟
غزلان تبتسم: أي انت.. اصلا انت لازم تحس على دمك وتعرف اني مغرمة فيك ولازم لازم تطيب بخاطري الحين
هشام: والله يا بنتي مادري شقول لج.. زين وين تبينا انسافر
غزلان: أي مكان اهم شي نطلع من بره الكويت...
هشام: نروح جنوب افريقيا؟
غزلان بنظرة غبية: يبا يعني نطلع بره الكويت ماله داعي نروح هالاماكن اللي مانفهم لهم.. خلنا نروح لبنان... اليونان.. تركيا..
هشام: بس انا ودي في جنوب افريقيا
غزلان: مابي اركب على فيل لا تحط هالشي في بالك
بو زياد: ههههههههههههههه من قال انج بتركبين على فيل الحين
غزلان: ههههههههههههههههههههههههه يالله يبا عاد شقلت.. نروح تركيا؟
هشام: والله انا ما عندي مانع يابوج.. شاوري امج وردي علي خبر..
غزلان: زين يالله الحين اعزمني على الريوق
هشام: بسسسسسسج يا بنتي.. ردي البيت احسن لج وقعدي ويا امج تراها اهي بروحها بعد
غزلان بدلال: افا .. تطردني يا بو زياد.. الله يسامحك..
وتهب واقفة..
غزلان: لكن ستندم على هذه العملة يا بو زياد..
هشام: يالله حبوبه ديري بالج على نفسج وهالله هالله في الشارع..
غزلان: افا عليك يبا راعيتها انا... تامرني بشي؟
هشام: تحملي في روحج وبس..
غزلان: بس.. افا عليك.. من العين هذي قبل العين هذي..
والتفتت قبل خروجها: يبا..
الاب من غير ان ينظر اليها: هلا يبا...
فكرت بذلك الشاب الذي راته بالمصعد.. تريد ان تعرف.. هل هو يعمل هنا؟؟: يبا.. انت موظف احد هالايام؟؟
التفتت اليها ابيها وهو يعقد حاجبيه: على ماذكر لا.. ليش؟؟
غزلان: لا يبا ولا شي بس.. انا شفت واحد هني اليوم اول مرة اشوفه قلت يمكن موظف عندكم..
ابتسم ابو زياد: يابوج يمكن موكل ولا هالشغلات مو لازم كل اللي هني موظفين..
غزلان بسرحان: هاااااا...اوكي يبا.. تامرني بشي.. أي صج.. ادير بالي على حالي.. اوكيك يالله تشاااو يبا..
هشام: يقولون في امان الله
تقف غزلان بادب امام ابيها: في امان الله يا ابتااااه
هشام: ههههههههه في حفظه ورعايته..

وعلى هذا غادرت الاميرة الجميلة من مكتب ابيها وهي تتمايل بخطواتها.. كانت تبتسم لكل الموظفات فكلهن على معرفة بها.. لكثرة ترددها على ابيها وزياراتها التي لا تنقطع..

على كل هذا فغزلان لا تدرس المحاماة كما تمنى ابيها ان تفعل.. هي تدرس الادب الانجليزي وتخصصها هو الترجمة.. تحب هذا المجال كثيرا.. وتلقى نفسها به اكثر.. كانت حججها قوية وغير مشكوك بها.. تعلمت هذا من ابيها المحنك.. ولكنها استغلت هذه الميزة باشياء كثيرة.. الا ان الطيش وتصرفات الاطفال لم تفارقها.. ولازمتها ميول الشباب الفاشلة وان كانت هي التي تمتلك العقل الكبير..
عندما خرجت من الطابق متوجهة الى الاسفل تصادفت مع ذلك الشاب الذي رأته قبل قليل.. هل هو متفق معي.. يصعد معي وينزل معي.. يا لهذه الصدف
كان لقاء جراح مع نجاه الدلاهمي قصيرا جدا فهي كانت منشغلة قليلا وما شرحته له كان جيدا والاوراق التي اعطته اياه كانت افضل من أي شي.. وهكذا هو مستعد لان يتكلم مع امه هذا المساء وبالغد... يحلها الف حلال..
وعندما كان سيدخل المصعد ناداه احدهم فرجع اليه..
ياااااااااااا للخسارة
وهاهو المصعد يغلق بابه.. الا ان غزلان امسكت بالزر الذي يفتح الباب بلا أي تفكير.. تنتظره ان يدخل... لا تريد ان تكون وحيدة بهذه الرحلة..

مساعد: شوف جراح انت خذ الوالدة بالهوادة واهي ان شاء الله بتساعدك
جراح: لا انت لا تحط الوالدة في بالك انا اللي متوجس منه اهي فاتن.. ما شاء الله راسها يابس وصعب انها تغير فكرها.. ان شالله الوالدة تكون اهي الورقة الرابحة عندنا
مساعد يمسك بجراح : شوف يا جراح.. حط في بالك شي مهم.. ان هالبعثة اهي مستقبل اختك اللي ابوك بنى حياته عشانها.. حرام نشوفها تضيع هالحلم
جراح وهو يبتسم: افا عليك انا قدها وقدود.. وان شاء الله ما يصير بخاطرنا الا الطيب..
مساعد يبتسم: ما هقيت شي ثاني.. يالله عيل سلم على الاهل...
جراح: يبلغ.. (اراد ان يسلم على اهله.. وان يخصص السلام لمريم.. حبيبه قلبه) وانت بعد سلم على الاهل..
مساعد: يبلغ..
وعلى هكذا غادر مساعد ليرى عمله وهو يحس بالحماس في داخله.. واخيرا ستقعين في قبضتي يا فاتن.. وسابعدك عن منزلك وعن ذلك التافه.. وستكونين لوحدك.. بمقابلتي..

اما جراح فهو توجه للمصعد ليجد بابه مفتوحا وفتاة ما تنتظره... انها تلك الفتاة التي كانت معي قبلا... لكنه لم يطيل النظر اليها واخفض راسه وهو يدخل
جراح: شكرا..
غزلان بحيا: ولووو هذا الواجب
ابتسم جراح واخفض بصره منتظرا وصولهم الى الطابق السفلي..

اثناء رحلتهم القصيرة رنين مزعج عكر صفو الجو .. كان هاتف غزلان يرن باغنيه (( اه يا هوا لو تجمعنا سوا وتاخذنا لبعيد.. تحلى ايامي.. تتحقق احلامي وفي قلبي الفرحة تزيد..))

توترت غزلان والهاتف يرن هكذا بضجيج مزعج.. وتوجهت نظراتها الى ذلك الشاب الواقف.. لكنه لم يعر هاتفها أي اهتمام وهكذا اخرجته من حقيبتها واصمتته..

وصفى الجو مرة اخرى... ليعيد الهاتف الرنين المزعج... وتضايقت مرة اخرة منه.. وهذه المرة رفعته لانها تعرف مزاج المتصل عندما لا يرد على الهاتف

بارتباك: الو... هلا سناء.. هلا حبيبتي شخبارج
الطرف الاخر: اشفيج ما تردين؟؟؟؟ وينج فيه؟؟
غزلان: انا بخير.. انتي شخبارج.. شمسوية؟؟
الطرف الاخر: ويا ابوج في الشركة؟
كل كلمة وعينيها تجولان على ذلك الشاب الصلب: أي انا في شركة بوي.. اذا خلصت بدق عليج اوكي..
الطرف الاخر: اوكي بس لا تتاخرين..
غزلان: ان شالله.. يالله باي..
الطرف الاخر: بايات..

اسرعت غزلان لتغلق الهاتف.. وفتح باب المصعد ليخرج منه جراح بكل رشاقة وهي تتبعه واضطرت قليلا لتسرع خطاها..

خرج جراح وهي خلفه وتوقفت عند سيارتها الفاخرة المركونة أمام المبنى الكبير الفخم... وهي تتبعه بعينيها لتراه يركب سيارة جيب قديمة بعض الشي وبكل مهارة يحرك السيارة من ذلك الموقف ويبتعد عن عينيها... الى حيثما اتى منه..

ابتسمت وهي تضحك على حالها.. لاول مرة بحياتها تمر بهذه التجربة.. ان لا تكون هي الطريدة.. بل المٌطارِدَة.. ما اغباني.. ههههههههههههههههههههههه

دخلت السيارة.. وحركتها.. وغادرت مبتعدة... وكان هذا هو مفترق الطريق بينها.. وبين الشاب القوي..
*****************
في منزل ابو جراح كان خالد جالسا وهو يهز رجليه بعصبية.. فمنذ ان وصل فاتن وخالته منشغلتان.. توضبان اغراضا بالمطبخ ولا تعيرانه أي اهتمام... وعندما عرض عليهم المساعدة رفضتا.. انهما غريبتان.. لم تتركا ما بيديهما لتاتيان وتجلسا معي. هئ هئ .. سابكي الان ..

وانتهت فاتن مع خالتها من الذي كان بيديهما وتوجهتا الى الصالة ليجلسن بتعب..
ام جراح: ااااااااااااااااااااه شحاطه في هالكوارتين يا فتوون
فاتن: يمه اغراض زاحمة داري قلت ارتبهم وشوي الدار يتوسع علي..
ام جراح: الحمد لله بعد كان سبب اننا انحرك شويه من الخمام اللي حاطينه في المطبخ
فاتن: ههههههههههههههههه والله اني بلعت كيلو غبار اليوم..
ام جراح تبتسم: اسم الله عليج عاد انا قلت لج خليه عنج انا اللي بشوف ما رضيتي
تدنو عند امها بحنان: وانا يطيع قلبي اخليج انتي بس اللي اتاذين.. اللي يصيبج يصيبني..
تقبل ام جراح ابنتها: يا عمري بنتي والله..

خالد كان جالسا يراقب ملكة ايامه واحلامه وهي تتدلل عند خالته الحبيبة.. يا ويلي.. ان كنت متوترا قبلا فبهذه الابتسامة الناصعة.. عاد كل هدوئي الى نفسي.. وها انا مقبل على الخطوة المهمة... وسالقي بالقنبلة..
تلتفت ام جراح لخالد: وانت علامك صاير لي معصقل؟؟ ما تاكل؟؟؟
خالد يبعثر بنظراته بعيدا عن عيون فاتن: لا خالتي بس شوي ماكل زين هالايام..
ام جراح: انا بشوف ويا جراح يقلبون الكاراج غرفة لك عشان تقعد عندي.. ما يطيعني قلبي اشوفك تسكن بروحك في بيتكم لحالك..
احس خالد ان هذا هو الخيط الذي سيشده ليصل الى ما يريده: لا خالتي جريب ان شاء الله.. سنة ولا سنتين.. بالكثير ثلاث وما كون بروحي
تبتسم فاتن له وهذا ما زاد من يقينه...
ام جراح بنبرة جميلة: ناوي تتزوج؟؟
خالد ينظر الى اصابعه خجلا: يقولون؟
ام جراح: هاذي الساعة المباركة اللي اشوفك بها معرس.. بس عاد قول لي (وهي تغمز) من هي العروووس؟

توجهت عيني خالد مباشرة الى عيني فاتن المبتسمة.. وبقي يتمعن بها بطريقة شابت في قلب فاتن.. واحسن لاول مرة بحياتها بعدم الامان من خالد... واخفضت عينيها..

ام جراح: هلا والله بوليدي...
ووصل جراح الى المنزل .. وحاجبيه المعقودان ينبهان بعدم راحته...
التفت خالد الى جراح الواقف وهو ينظر.. وسلم عليه: هلا جراح
جراح: هلا فيك خالد... (مازال حاجباه معقودين) الا هني من الصبح؟؟
احس خالد بالاحباط.. : لا بس ما عندي شي قلت..( ترتطم عيناه بفاتن) قلت اسلم على خالتي وبنت خالتي... (يلتفت الى جراح) وانت وينك فيه؟؟
جراح : هني وهناك.. اسوي لي اشغال معينه... شخبار الشغل؟؟؟
خالد: وينك ووين.. للحين فاضل ما راح قال لهم ولا ردو علينا خبر. ان شاءالله ان شاء الله بعد سبوعين انا مداوم
فاتن بنبرة مهتمه ولكن متحفظة: ناوي تشتغل؟
التفت اليها خالد وبعينيه لمعان غريب: اكيد .. انا وراي مستقبل ابنيه وحياه لازم ارتبها عشان اللي في بالي يصير..
لقد كانت واضحة.. كالسهم في منتصف الدائرة.. انها تلميحات غريبة من خالد اليوم.. ما باله.. هل ارتطم راسه بالارض وهو ينهض هذا الصباح؟؟ هذا السؤال كانت يتبادر في ذهن فاتن.. وهي تحس بالانزعاج البسيط..

فاتن: عن اذنكم..
عندما غادرت فاتن جلس جراح مكانها مقابلا خالد.. والام همت بالنهوض..
ام جراح: بقوم اسوي لهالمعصقل لقمة ياكلها.. والله انه كاسر قلبي..
جراح: يمه انا بعد سويلي شي ميت من اليوع..
ام جراح: طالع لي بلا لقمة ولا شي يجيس بطنك..
جراح: تعرفيني يمه انغث لو اكل من الصبح...
ام جراح: ان شاء الله حبيبي دقايق والريوق زاهب..

عندما غادرت الام واصبحت بعيدة عنهما.. تبادلا الاثنين نظرات مشوبة بالشك...
جراح: خالد...
خالد: سم
جراح: سم الله عدوينك.. بس.. بغيتك في كلمة راس

كان يعرف خالد ماذا يريد جراح ان يقول له.. فهو ان لم يحس بتلميحاتي.. فهذا معناه انه صخر لا بل اعمى..وجراح بعيد كل البعد عن صفات الغباء والعمى.. فهو حاد البصيرة وذكي ويفهم الحركات وهي " طايرة"

خالد: قول..
جراح: مو هني.. بعد شوي.. ابي استشيرك بشي ما دامك موجود.. واخذ رايك في هالموضوع وبعدين نشوف احنا الاثنين..
خالد: اوكي...

وبقي خالد متشككا مما سيقوله له جراح.. اما جراح فكان ينظم الكلام في باله ليقدمه لابن خالته بطريقة مفهومة حتى يكون ضامنا لردة فعله ويحبس رغباته تجاه اخته.. وهكذا سوف يضرب عصفورين بحجر.. تأييد خالد.. وابتعاده عن اخته في الوقت الحالي..
**********
مشعل الذي كان جالسا في المنزل بغرفته يسمع لاحد الاشرطة الموسيقيه ويحاول ان يدخل التعديلات بها.. هواياته المفضلة.. دمج الاغاني والتغيير فيها.. كثير من اعماله تحتوي الغربي والشرقي.. او القديم المعدل بالجديد.. وهذا شي يفخر به امام الكل.. رغم تدينه والتزامه الا ان حبه للطرب فضيع ومستحيل..

كان يصنع شريطا جديدا يبقيه معه الى ان يحين الوقت ليقدمه الى فاتن لتسمعه.. عبارة عن رسالة حب اليها .. يبين لها مدى حبه ومدى شغفه بها.. يا حبيبتي يا فاتن .. كم احبك..
واثناء عمله هذا دق باب غرفته.. ورد عليه وعينيه مغمضتين.. ومقطوعه شهرزاد مدارة..

مشعل: تفضــل

ادخلت تلك النحيلة راسها الجميل وابتسمت بعذوبة لاخيها الذي كان مغلقا عينيه.. واستغربت من وضعه وانتبهت الى جو الغرفة الشاعري.. مسكين انت يا روميو يا اخي... ههههههههههه
ودخلت الغرفة واغلقت الباب من خلفها..

سماء: ماقدر انا صراحة اويلييييييييييييي...ههههههه
مشعل: اوووووووص...

وضعت يديها على فمها وتمت باقية وهي صامتة تستمع لهذه الموسيقى.. ولكن ليس منها ما يجذب انتباهها.. فهي تحب الاغاني السريعة ذات الضربات القوية.. وهذه الاغاني ليست من ذوقها..

وانتبه لها مشعل: خير انسة سماء.. فيج شي؟
سماء وهي تتمطط على السرير: مافيني شي بس .. ملانه وقلت.. اروح اقعد ويا اخوي الحبيب..
مشعل يبتسم بدهاء.. اخيها الحبيب.. لا.. انها تضمر شيئا: بس حبيبتي انا مشغول شوي... روحي وبعدين انا اييج
سماء: مشعل من زمان ما طلعتني بسيارتك
مشعل: اوه هههههههههههههههههههههههههههههه (ينظر الى ساعته) حطمتي الرقم القياسي في الضغط يا سماء.. قطيتها مباشرة
تغمز الصغيرة: مافي فايدة من المذلة.. يا أي ويا لاء.. غيرووو مافيش...
مشعل: ههههههههههههههههههههه .. بس انا حبيبتي ماقدر اطلعج اليوم ..
سماء بحزن: لييييييش؟ قسما بالله انا بنتحر هني قبل لا تبدي المدرسة.. بتذبحوني انتووو بهالصيف.. لا بالصيف اللي فات حبستوني باميركا وهالصيف هني.. مو حاله هذي معاكم ياخي..
مشعل بدهشة: اوب اوب اوب.. شوي وي .. عدال على عمرج يا بعد الغالين لا يصيبج شي. ولا يهمج.. هاتي عقالي وغترتي وخلاص بنطلع.. بس وين تبين تروحين؟
سماء: مادري.. طاقة جبدي خذني بيت خالتي ام زياد
مشعل وكان نفسه ضاقت به: وين؟؟ سموي تدري بي ماحب اروح هناك وايد..
سماء: عاد مادري انت اخبر مني في هالديرة.. خذني وين ما تقدر.. ( تنزل عنده وكانها تترجاه) لو نااااار جهنم بعد حلوة.. اهم شي بره هالبيت...
مشعل يدعو ربه: ياربي يا ساتر الاحوال استرنا ويا هالبنت.. ( يلتفت لها) قومي.. قومي اطلعج لا تنتحرين علينا وتيرينا لدروب احنا بغنى عنها..
سماء بلهجه سينمائيه: أي ترى اقول لك انا خطر على المجتمع.. احمو الناس مني .. هاهاهاهاي
مشعل: قلبي ويهج.. بقول لج.. ماكو طلعة معاي بلبسج الماصخ هذا.. لبسي عباه وشيله وتعالي..
سماء بصدمة: شنو؟؟ عباه.. وشنووو؟
مشعل: وشيله او لفافه اوو شاورما اللي تلبسونه عل راسكم.. ماطلع وياي بنات مفاصيخ.. شكو ما عندي غيره اطلعج جذي جدام الناس.. لا حيا ولا مستحى من رب العالمين
سماء: انا ادري ان اخرة الشي مذله بس يالله.. اهم شي اطلع من هالبيت.. والباجي الله يحله.. مشعل: يالله بسرعة كاني زهبت وان تاخرت بمشي عنج..
سماء وهي تطير: دقاااااااااااايق وانا عندك...

ابتسم مشعل لاخته المجنونة.. مسكينة .. ملت كما مللت انا من المنزل ومن هدوئه.. لو كان اهلنا مختلفين.. لما احسسنا بهذه الوحدة وهذا الفراغ..

في مجلس منزل ابو جراح كان كل من خالد وجراح جالسين.. احدهما يتكلم والاخر يستمع.. ويستمع بالم وبضيق في صدره.. يستمع الى اشياء هوو لا يريد ان يعرفها.. يعرف اشياء من شأنها ان تحرق قلبه على محبوبته الوحيدة..
لم يصدق ما يسمعه من جراح.. وكم تبدو لهجته عادية وهادئة.. وكان الدنيا لا تموج بعينيه كما هي بعيني.. تبتعد عني فاتن؟؟ لاربعة اعوام.. لبلد قد لا اصل لها ولا بعد الف سنة.. فاتن بعيدة عني وعن قلبي وعيني.. تعيش هناك بالغربة؟؟ سمعت عن هذا الموضوع لكن لم اظن ان فاتن قد تقوم به.. ان تبتعد.. وتهاجر.. وترحل...
اااااه على قلب خالد الحزين.. فبكل كلمة يلفظها جراح له ينزف منه الف جرح ومن كل جرح الف اخر.. مسكين قلب العاشق عندما يسمع كلاما من شانه ان يشيب القلب قبل الراس..

احس جراح لمدى سوء حاله ابن خالته.. وكم يبدو حزينا ومتجهما وكم الحرقة بالغة الاثر في قلبه.. لابد وانه متالم لما اقوله.. لكن.. لابد له وان يعرف.. لا بد له وان يفهم ان فاتن لها مستقبل عليها ان تتبع خطوات محددة لكي تسير على الوجهه الصحيحة.. اسف يا خالد.. ااسف على حالك الصعب.. فانا والله لا اتمنى ان اكون مكانك.. لا اتحمل .. ولا اظن اني ساتحمل لو تبتعد مريم عني هكذا.. على الرغم من بعدها.. الا علمي بوجودها بالقرب من قلبي وتتنفس الهواء الذي اتنفسه كافٍ لكي اجدد عهد الحياة كل يوم بصحوتي..

ظل خالد ساكتا بعد ان انهى جراح ما كان يقوله... ويبدو عليه الانتظار.. انتظار لردة فعل او لكلمة من خالد تبين له أي جانب هو يشجع..

جراح: شرايك يا خالد في اللي قلته لك..

كان خالد يتالم واخر ما كان يوده هو الكلام..

جراح: انا ماقلت لك هالكلام عشان تسكت لي.. انا ييت وخبرتك عشان اعرف رايك في هالموضوع..

ولكنه ظل ساكتا..
وهنا احس جراح انها الفرصة المناسبة لكي يفهمه...

جراح: يا خالد.. لا تظن اني مو حاس لك.. ولاني عارف لمشاعرك تجاه فاتن.. انا مو من زمان اعرف.. توني الا من يومين فاهم هالشي.. لكن.. هاليومين.. فتحت عيوني عليك وعلى تصرفااتك طول هالسنين ويا فاتن.. وقدرت افهم.. وقدرت اعرف فاتن شنو بالنسبة لك.. واسالك بهالمشاعر اللي انت موجهها لاختي.. انت شنو تتمنى لها بهالدنيا؟؟
خالد: كل الخير والعافية..
جراح: وهالخير و العافية؟؟ تظنه بييها بهالشي؟
ينظر اليه خالد والدمع يتلألأ بعينيه: جراح حرام عليك بسك .. ذبحتني..
تلوم جراح على نفسه ولكن.. القسوة مطلوبه.. : يا خالد.. انا ادري بمشاعرك واحس لك والله وقلبي معاك.. لكن انت افهم مسئوليتي تجاه اختي.. انا ملزوم اني استمر بهالشي ولو كان على اني ادوس على مشاعرك ولا على مشاعر فاتن او امي اوحتى انا... مصلحة فاتن بهالوقت اهي اهم شي بالنسبة من كل شي.. لانها جزء من وصية ابوي الله يرحمه.. والوصيه دين يا خالد على رقبه الواحد..

اطرق خالد مفكرا... ولا يعرف لم سالت الذكريات في باله وتوجهت الى ابو جراح.. يتذكر محاضراته الطويلة العريضة على مائدة الطعام.. في الرحلات.. في المساء عندما يجلسون امام التلفاز.. تعبه وكده.. حتى وصلت ذكرياته لذلك اليوم المشئوم عندما توفى ابو جراح .. واحس بالدين الذي يتكلم عنه جراح.. وغصبا عنه.. احس به في رقبته هو الاخر.. هذا حق ابو جراح عليهم.. ان يضمنو مستقبل بناته.. فالبنات.. هم مجرد ودائع يحتفظون بها لكي ياتي يوما ما احدهم ليستلمها.. ويكمل مسيرة الحفظ.. والصون..

مسح دمعه الذي كان على وشك ان يسيل.. وتكلم .. بصعوبة

خالد: لا تشغل بالك يا جراح.. ولا تحط اهميه لهالشي.. لان انا وياك.. وان شاء الله لو كلمت خالتي بعد اهي الثانية بتكون وياك.. مستقبل فاتن مثل ما قلت دين في رقابنا.. لازم نوفيه لابوك الغالي.. الله يرحمه

ابتسم جراح بفخر... ياااااااه.. كم كان العبء ثقيلا على رقبته.. وكم كانت المسئولية كبيرة.. والان.. بمشاركة خالد.. اصبح كل شي بسيطا وسهل المنال.. لا بل سهل التحقيق.. الحمد لله رب العالمين

وقف جراح ووقف معه خالد
يمسك بكتف خالد: يا خالد.. انت ما تقدر تتصور شكثر انت ريحتني بموقفك هذا.. وابي اقول لك شي ثاني بعد.. انت اذا حسيت ان لك حق بفاتن.. لا تخلي مصلحتك اللي نصب عيونك.. انتو اثنين.. مو واحد.. لازم تفكر بمصلحتكم انتو الاثنين.. واذا انت من صجك تحبها وتظن انا مالك في هالدنيا غيرها واهي منيتك.. محد راح يغير هالشي ولو هد جبال العالم كلها..

نظر خالد الى عيني جراح.. فكما ذبحه منذ قليل.. ها هو يعيد له الحياة بهذه الامال العريضه ولكن .. اين..

خالد: هذا الوقت اختك صارت دختورة وبتشوف حالها علينا
جراح: شدعوة.. يبا احنا ما عندنا دختورات اللي تطيح من جيمتنا.. جانها دختورة.. انت صير مهندس.. لا تنسى.. انت عندك نسبتك اللي تدخلك الجامعة.. وبشهادة الجامعة انت راح تقدر تسوي كل شي.. كل شي يا خالد
خالد: مو صايده قال جبه علىويهه.. لكن يالله.. اتوه الناس على هالحجي.. انا خلني اشتغل الحين.. وبعدين يحلها الف حلال... لكن تعال قول لي..
جراح: هلا
امسك خالد ياقه جراح بكل قوة هزته وصدمته بعض الشي: ان ضاعت فتون من يدي بسبتك .. والله لا ذبحك واشرب من دمك...
جراح: اويييييه من عاشق الغبرا.. هد ياقتي لا اهد بطنك اهني..
اخل سبيله خالد وهو ما يزال يتوعد: انا ادري ان فاتن الحين يعتبر مستواها افضل من مستواي.. لكن انا بكبر من نفسي وبكون احسن منها.. ترى الكويت تسوى اميركا وطوايف اميركا كلها..
جراح: افاري عليك.. انت جذي تعجبني..

ابتسم خالد.. وكيف لا اعجبك.. كل انسان عندما يبيع عمره لاحدهم يكون محط تقدير الناس.. انا اموت.. والناس تفرح.. الحمد لله .. ربنا تقبل منا صالح الاعمال..

خالد: يالله انا اخليك الحين
جراح: وين
خالد: تعبان شوي ابي انام.. والعصر اكون عندكم ان شاء الله
جراح: مو تقطع عاد (يبتسم) ماقدر ماشوفك... اييني مغص..
خالد: شرب اينوووو.. ههههههههه يالله في امان الله
جراح وهو ينظر اليه مغادرا: في حفظه ورعايته...

بمغادرة خالد المجلس تصاعدت الدموع بعينيه حارقة كل بقعة في جسده.. النار تشتعل في قلبه والحرارة الغريبة تسري في كل عرق وفي كل جزء من عقله.. يا ربي..كيف رضيت بهذا الشي؟ كيف وافقت على ابتعاد فاتن؟؟ انا احبها فكيف انى لي ان اقبل ببعادها.؟؟ حبيبتي فاتن؟ استبتعدين عني..؟ تتركيني لغربتي وحيدا.. ؟ انا وحيد في هذه الدنيا.. ولم اشعر بهذا يوما بفضلك.. والان.. انتي من ستغادر دنيتي... يالله.. صبرك يا رحمان.. اكاد اموت مكاني ولا استطيع ان افعل شيئا..
دخل خالد السيارة وهو يحس بالالام تتصاعد في قلبه.. والدموع الخائنة سالت على وجناته حزنا وقهرا.. ما اقسى هذه الدنيا.. كيف ستبعدني عن حبيبتي الوحيدة.. وانا.. كيف قبلت بهذا الشيء؟؟ يا الله...
اخفض خالد راسه وهو يبكي بحرقة قلب..
وفي تلك اللحظه عند باب منزل النهيدي
مشعل: نص ساعة وانتي اتعدلين .. حشى عليج شمسويه.. كلها الا عبايه لابسته وخلاص
سماء: اهي عبايه ولا فاندايشن احطه في ويهي ولا شرايك انت؟؟ لازم البنت تكشخ بكامل كشختها واهي طالعة والا ما تحلى طلتها..
مشعل وهو يمتعض من رائحتها: نعنبوووووو صابه العطر صب عليج.. نعنبووووو هالريحة.. تدرين ان الملائكة تلعنج
سماء: لا تتبلى على الملائكة.. شكو الملائكة تكرهني.. لاني متعدلة؟
مشعل: أي.. تدرين ان المتبرجة ملعونه من اول عتبه تطئها ليمن ترد بيتها؟
سماء بدهشه: وي مادريت.. خلني اروح ابدل ملابسي واطير شويه من ريحة العطر
مشعل: بعد.. اقول .. خلج خلج مكانج... العصر نظهر منالبيت.. الحين وقت صلاه وانتي وحدة فاظية..
سماء تتذمر وتضرب برجليها واهي تقف عند الباب: العصر يعني ماكو هئ هئه هئ يااااه مشعلوووو باذبحك والله بذبحك
مشعل: اووووووووووص سكتي فظحتينا انتي هني.. يالله دخلي داخل الحين انا بروح اصلي والعصر بطلع وياج والله العظيم
سماء: احلف مرة ثانيه
مشعل: والله العظيم ورب الكعبة بطلعج خلاص عاد لا تفظحينا اكثر..
سماء تقفز فرحا: هي هي هي بطلع هياااا هيااا ايوا ايوا
يدفعها لتدخل: أي هيا هيا بتطلعني
تكلمه وهي موليه ظهرها وتلتفت وهي ترقص فرحا: من صجك وعد..
مشعل يضحك: هههههههههههههه ايه ايه وعد وعد..
سماء: فديت مشعليييييييييي يا بعد المشاعل والله
مشعل: قسم بالل هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

دخلت فاتن وغادر مشعل متوجها للمسجد للصلاه.. وخرجت فاتن خلفه وهي تركض..

مشعل: شفيج بعد
سماء: عطني مفاتيج السيارة جنطتي نسيتها داخل..
مشعل: هاج وحطيه بعدين في درج الكومودينوو
سماء: اوكيك يا كيك

رمى المفتاح وغادر .. وهي توجهت عند السيارة لتخرج حقيبة يدها.. وعندما اغلقت الباب استدارت لتدخل المنزل ولكنها توقفت... واستدارت مرة اخرى للامام.. لعند منزل فاتن.. كانت هناك عيون تراقبها.. وتنظر اليها.. لم تعرف عيون من.؟. وبقيت تنظر اليها الى ان تعرفت عليها..
مذ خرجت سماء لاول مرة من المنزل منذ قليل حتى هذه اللحظة وعيون خالد لا تفارقها.. كانت المشهد الحي امامه ينظر اليها غير مصدق هذه الفتاة المعتوهة.. كيف تتحرك في الشارع وكانه لا حسيب لها ولا رقيب.. ولكنها ترتدي عباءة.. والجميل.. الذي اندهش منه هو احساسه بالفخر بها .. قبل ايام .. كانت ترتدي ملابسا فاضحة.. والان.. العباءة.. الحق يقال.. تبدو انسانة صحيحة بهذه الملابس.. ولكن الجنون مصيبة..

اما سماء فراقبته وهو داخل السيارة.. وعندما تحركت لسيارة متقدمة ناحيتها لم تتحرك وانما وقفت وكانها تنتظر منه ان يمر ناحيتها.. وبالفعل

مرت سيارة خالد ناحية سماء الواقفة وهو ينظر اليها مبتسما.. وابتسامته هذه كانت كالسهم القاتل الذي طار في قلب تلك الشقية... محدثة الاثر الكبير الذي من شانه ان هدم كامل اركان ثباتها في تلك اللحظه..

احست بالدوار.. ما هذا الاحساس.. ما هذه المشاعر الغريبة.. لم هذه الحرارة في وجهي..؟؟

هذا الغبي.. ما باله يبتسم كالاهبل.. غريب امره .. احيانا يضحك واحيانا يصرخ واحيانا ينتقد... ما اغباااااه..

وظل خالد يسوق السيارة وفكره اعاد التوجه الى فاتن ليشعر بالحزن.. لكن .. عادت ذكرى تلك الفتاة بالعباء ة السوداء تطرق ابواب فكره.. هذه الفتاة.. ما امرها معي؟؟؟ لم هي بفكري هكذا...؟؟

سبحان الله.. لا يطيح بعباده أي ظلم.. انما العبد من يظلم نفسه.. والا ربنا فهو لكريم معطاء..
يا ترى يا خالد.. هل سماء هي العطية من ربك .. لكي تتخلى عن افكارك تجاه فاتن...؟؟
ويا ترى يا خالد.. هل هي حبك الحقيقي.. وفاتن تظل الاعجاب الغير منتهي..؟؟

جراح واصبح له العديد من الحلفاء على اخته في مساله السفر.. هل سينجح بهذا مع امه..؟
هل ستوافق؟؟
ام سترفض؟

فاتن؟ كيف ستكون ردة فعلها؟؟؟ ما ذا قد تفعل..؟؟

مساعد... ما هي الخطط التي يرسمها في موعد القاء وصيه الاب.؟؟

ومشعل.. ماذا ستكون مشاعره عندما يعرف بسفر فاتن؟؟
هل سيظل العاقل الفاهم الذي لا يريد الخراب لعلاقته مع اخيها؟.
ام ان الحب سيهوره ويلقيه في دروب " الشتات" (( هيهيهيهيهي مقطع الاغنيه((
التوقيع:
عدت ...ولكن جـــسد بـــلا روح !سلبوني حتى فتات الذكريات!
....ســــامحني ياقلبي فلم اقدر وجودكــ بداخلي الا هذه اللحظة!