[مرسال الحب]

مــــرســـــال الـــــحـــــب

بــيــقــدّم

عـــود كــبــريــت !

دخل إلى الغرفة .. أغلق الباب خلفه .. تلفّت يميناً ويساراً كي يتأكّد من أنّه لا أحد يراقبه .. ثمّ أخرج علبة كبريت من جيبه ..
هو صغير .. عمره صغير أيضاً .. لذا فقد أخرج من العلبة عود كبريت .. ثمّ
قبّله ..
.. وأشعله !
* * *
بعد برهة من الوقت ..
.. اشتعلت الغرفة !
* * *
وبعد برهة أخرى ..
.. اشتعل المنزل !
* * *
وبعد وقت أيضاً ..
.. اشتعل الحيّ كلّه !
* * *
الغريب أنّ الجميع بقي ساكتاً ..
لم يتحرّك أحد لإطفاء الحريق ..
كان هُناك بعض المياه حقًّا ..
كانت هناك بعض الخراطيم ..
لكنّ هذا لن ينفع ..
كلّ هذا لن يُجدي ..
.. يجب اتّحاد كلّ خراطيم المياه لإطفاء الحريق !
* * *
وبعد مزيد من الوقت ..
.. اشتعلت المدينة !
* * *
ثمّ أيضاً ..
.. اشتعل البلد كلّه !
* * *
وخلال أيّام ..
كانت رقعة كبيرة من البلاد المجاورة ..
.. قد أصبحت قطعة جحيم ملتهبة !
* * *
لم يتحرّك أحد أيضاً ..
هُناك أصوات تطالب بالتحرّك لوقف الحريق .. ولوقفِ زحف النّار على الأخضر واليابس .. ولاستخدام كل القوى من الإرادة وخراطيم الماء ..
لكن الحال بقي كما هو عليه :
الصّمت ..
.. والمشاهدة !
* * *
ازداد اتّساع الحريق ..
إنّه الآن قد أشعل ..
.. كلّ القارّة !
* * *
وما زال يمتدّ ..
ويمتدّ ..
فها هو الآن ..
وعلى مرأى من الجميع ..
.. قد امتدّ إلى القارّات المُجاورة !
* * *
والنّاس :
صمت داخليّ ..
.. وعيون تحدّق !
* * *
الأمر خطير الآن ..
فالحريق أشعل شيئاً كبيراً ..
هو الأرض !
نعم ..
الكرة الأرضيّة الآن ..
.. جذوة مشتعلة !
* * *
صمت !
* * *
الكواكب تشتعل أيضاً ..
القمر يشتعل أيضاً ..
هذا كثير ..
.. والحال بعد الآن - حقًّا - لا يجوز السّكوت عليه !!
* * *
انفجرت الشّمس ..
من شدّة الحرارة ..
.. والأشياء المشتعلة !
* * *
لم يستحمل الكون ..
انفجار شمس فيه ..
فانفجر ..
..مكملاً دائرة الاشتعال !
* * *
الحقيقة أنّه كان بإمكاننا جميعاً .. أن لا نوصل أنفسنا إلى هذه المرحلة .. لو أنّنا فعلنا شيئاً قد يراه البعض سخيفاً ..
لم لا ننهي الخطر من البداية قبل أن يزيد في بلواه أكثر وأكثر ؟!
.. لم لا نكسر عود الكبريت ؟!!
* * *