عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2005, 12:36 AM   #3
مــ الحزن ــلاك

-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+-

 
الصورة الرمزية مــ الحزن ــلاك
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2005
رقم العضوية: 8011
المشاركات: 30,871
عدد المواضيع: 871
عدد الردود: 30000
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
مــ الحزن ــلاك is on a distinguished road

مــ الحزن ــلاك غير متصل
افتراضي

ومن بعدهم حصل عندهم الاضطراب في ذلك ، فبعضهم مال إلى الدنيا وركن إليها ولم يتحرز في قبول أي ولاية ولم يتحرز من قبول أي منصب ولا في التوسع في الدنيا والأخذ منها ، وقالوا هذه خيرات وطيبات احلها الله فتوسعوا في ذلك توسعا أخرجهم عما كان عليه السلف من التقلل من الدنيا والرغبة في الآخرة وصدق التوجه الى الله سبحانه وتعالى.
ومنهم طائفة مالت إلى العكس : فاخذوا بالزهد وتركوا متاع الحياة الدنيا ، حتى انهم حرموا الطيبات ، أو على الأقل نظروا إلى من يأخذ شيئا من الطيبات بأنه خارج عن الصواب وعن إصابة الحق .
فهذا الأمر وان كان أمرا واقعيا عمليا - أي في التطبيق العملي - إلا انه يوصلنا ويدلنا على توسط أهل السنة والجماعة فيه .

خاصية عظمى يتميز بها أهل السنة والجماعة :

وهي انهم يدخلون في الإسلام كله ويجمعون الدين كله :
وأما غيرهم فان حاله كحال النصارى الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم : { فنسوا حظا مما ذكروا به } فهؤلاء نسوا حظا مما ذكروا به فكان { فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء } ووقع بينهم التنازع ، فالصحابة الكرام ومن سار على منهجهم من أهل السنة والجماعة جمعوا الدين كله من جميع جوانبه فكانوا كما قال الله تبارك وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة } ادخلوا في الدين كله ، آمنوا بآيات وأحاديث الوعيد وآمنوا بآيات وأحاديث الوعد ، آمنوا بالآيات والأحاديث التي تثبت صفات الله سبحانه وتعالى وآمنوا بالآيات والأحاديث التي تنفي مشابهة الله سبحانه وتعالى لما خلقه من خلقه وتثبت انه سبحانه وتعالى { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } آمنوا بالآيات التي تدل على أن صاحب الكبيرة متوعد وانه معرض للخطر ، وفي نفس الوقت آمنوا بالآيات التي تدل على أن المؤمنين المتقين المحسنين الأبرار في درجة عليا ومنزلة عظمى .

وبذلك كانوا أمة واحدة مجتمعة على الحق ومجتمعة على الهدى . . . فهم حققوا عبادة الله تبارك وتعالى التي لا تتحقق إلا بان يكون له جل شأنه كمال الحب وكمال الخضوع وان يخاف وان يرجى ، ولا بد أن تجتمع أوصاف الرجاء والحب والخضوع ، فهذه هي العبودية الحقة ، كما قال تعالى : { انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين } وكما روي عن انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه ، يقول : ( كان اكثر دعاء النبي  : { ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } ) فهذا كان شأنهم ،أما غيرهم فانهم اخذوا جزء من الدين وتركوا الباقي .

فالذين اخذوا جانب الحب وقالوا نعبده تعالى بالحب ، قال فيهم السلف : " من عبد الله تعالى بالحب وحده فهو زنديق " لأنهم قالوا أن المحب لا يؤاخذ المحب ، فلهذا فعلوا ما شاءوا ونسوا الخوف والرجاء والخضوع .
والذين عبدوا الله تبارك وتعالى بالخوف فقط ، وتركوا الرجاء وأهملوه -كما فعلت الخوارج هؤلاء الحرورية -قال السلف فيهم : " ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري " يعبدون الله بالخوف وينظرون إلى جانب الخوف فوصل ذلك بهم إلى تكفير مرتكب الكبيرة والى القنوط والى اليأس من رحمة الله سبحانه وتعالى والى سوء الظن بالله تبارك وتعالى والى إنكار شفاعة النبي  وشفاعة عباد الله الصالحين ، كل ذلك نتيجة انهم اخذوا بجانب الخوف فقط وتركوا الرجاء
والمرجئة عبدوا الله بالرجاء وحده وتركوا جانب الخوف فاصبحوا يرون أن من قال لا اله إلا الله فقد وجب الجنة ، وان عمل ما عمل ! وأهدروا جانب الخوف الذي قال عنه السلف " الخوف والرجاء كجناحي الطائر لو لم يكن له جناحان لما طار " فلا بد من وجودهما معا ، لتكون الحركة متزنة صحيحة .
ووفق الله أهل السنة والجماعة فكانوا جامعين بين الخوف والرجاء وبين المحبة والخضوع ، وهذه هي العبودية الحقة والتأله الصحيح لله تبارك وتعالى.

وظهر اثر الإيمان الحقيقي والصدق في العبودية في نصر الله تبارك وتعالى لأهل السنة وفي تأييده إياهم :
فان الله سبحانه وتعالى اظهر أهل السنة والجماعة بالحجة والبرهان فلم يوجد طائفة على الإطلاق من أهل الكلام أو من الخوارج أو من الرافضة أو المرجئة أو سائر الطوائف الضالة ، طائفة أفحمت أهل السنة والجماعة بالحجة والبيان ، بل جعل الله تعالى حجة أهل السنة ظاهرة وجعل كلمتهم هي العليا - أي من حيث المنهج ومن حيث العلم وكذلك من حيث الجهاد - فانه ما قامت دعوة التوحيد الصادق إلا ونصرها الله سبحانه وتعالى وأظهرها على جميع الأمة وعلى جميع الأعداء من غير الأمة ، وهذا ببركة ذلك التمسك بالدين كله والإيمان بالكتاب كله وعدم التفريق فيه ، وفي ذلك تصديق قول النبي  : ( لا تزال طائفة من هذه الأمة ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم أو من خذلهم ) وفي إحدى رواياته : ( يجاهدون في سبيل الله ويقاتلون ظاهرين حتى يأتي أمر الله ) . . . فمن خصائص أهل السنة والجماعة هذا الظهور وهذه الغلبة، وامتن الله تبارك وتعالى عليهم بأنهم باقون متصلون غير منقطعين إلى أن يأتي أمر الله - وهو الريح الطيبة التي تقبض أرواح المؤمنين قبيل قيام الساعة فلا يبقى إلا شرار الخلق وعليهم تقوم الساعة عافانا الله وإياكم من أعمالهم وان يدركنا ذلك الزمان – فهذا الظهور للحجة والبرهان يصحبه إظهار الله تبارك وتعالى لهم بالنصر والتأييد والتوفيق .

الإنتساب إلى رسول الله :
ومن اعظم ما يميز أهل السنة والجماعة ومن أهم خصائصهم أجلاها ، انهم منتسبون إلى الرسول  فلو سألت أي طائفة من الطوائف إلى من تنتسبون ومن أول من اظهر أو انشأ عقيدتكم ؟لا أخبروك ! إلا أهل السنة والجماعة فانهم يقولون : " هذا ما كان عليه النبي  وأصحابه " .
لو نظرنا إلى الخوارج نجد انهم حدثوا في زمن علي رضي الله تعالى عنه – حين التحكيم حدثت الخوارج – والمرجئة حدثت بعد ذلك ، فلم يكن في الصحابة رضوان الله عليهم خارجي ولا مرجئي – فضلا من أن يكون فيهم رافضي-
والرافضة اخطر من الخوارج ومن المرجئة ، وأول من أنشئها رجل زنديق هو عبد الله ابن سبا اليهودي .
المعتزلة لو سئلوا لقالوا أن عمر ابن عبيد هو الذي أسس المنهج ، والتاريخ شاهد بذلك - التاريخ المحايد من أهل السنة وغيرهم -
لو نظرنا إلى أهل الكلام نجد أن أصولهم ترجع إلى أصول أهل الاعتزال .
الصوفية يقولون الجنيد سيد الطائفة ، وإذا تعمقوا قليلا قالوا يبتدأ من الحسن البصري - وهذه دعوى منهم-
الأشعرية يقولون نحن ننتمي إلى أبى الحسن الأشعري .

وهكذا كل طائفة تنتسب إلى رجل ما ظهر في وقت ما من الأوقات ، ولكن أهل السنة والجماعة لا ينتسبون إلا إلى رسول الله  ولهذا لا يقال لهم أن أول من أوجد مذهبهم أو أنشأه أو أسسه فلان بل ليس في مذهبهم أي شيء مما أسس وانما هو مذهب اتباع ولا ابتداع ، فلا يوجد أصل من أصول الدين في مذهب أهل السنة والجماعة إلا وهو مأخوذ من كتاب الله وسنة رسول الله  وان وجد غير ذلك وسمي أصلا فهذا عند أهل البدع ، أما عند أهل السنة والجماعة فهو بدعة محدثة ولا يعتبر من الدين أبدا ، ما دام انه قد حدث بعد النبي  وبعد أصحابه .

يكتفا بهذه الميزات وهي ليست بالطبع كل خصائص آهل السنة والجماعة وانما هي بعض منها ، ذكرناها في أيجاز وبتركيز شديدين ، والعبرة العظمى التي تهمنا نحن المسلمين هي أن نؤمن بكتاب الله وسنة  على منهج السلف الصالح - أهل السنة والجماعة - ونتمسك بذلك قولا وعملا ونعض عليه بالنواجذ ونعلم انه لا نجاة للمسلمين ولا خير ولا فلاح في الدنيا ولا في الآخرة إلا بان يكونوا على هذا المنهج السليم القويم ، ويتمسكوا ويطيعوا قولا وعملا واعتقادا وجهادا ودعوة ، تماما كما فعل النبي  وأصحابه والسلف الصالح الكرام الذين ثبتوا عند المحنة والذين جددوا الدين ومن أبرزهم الأئمة الأعلام : الإمام احمد رحمه الله تعالى وشيخ الإسلام ابن تيمية - في العصور الوسطى - ثم شيخ الإسلام المجدد محمد ابن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى في العصر الأخير - وهم كثير والحمد لله ، فهؤلاء معقود لهم لواء النصر إلى يوم القيامة ، كما بشر النبي  وهم أيضا موعودون بالنجاة يوم القيامة عند الله تعالى كما اخبر بذلك الصادق المصدوق .

ونسأل الله سبحانه وتعالى آن يجعلنا وإياكم منهم انه سميع مجيب



ملاحظات :
(1) أصل هذه الرسالة محاضرة للشيخ بعنوان بنفس العنوان ، وقد تم حذف بعض المقاطع منها لخروجها عن الموضوع الرئيسي .
(2) حقوق الطبع لكل مسلم صادق راغب بالتقرب إلى الله عز وجل دفاعاً عن العقيدة والمنهج الصالح
وطريقة أهل السنة الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ، فجزى الله خيراً كل من يطبع هذه المادة ويوزعها .

إخوانكم في منهاج السنة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

دمـــــــتم بخيــــــر وسعـــــــــــاده

اخـــــــــــتكم

مــ الحزن ــلاك

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة