عرض مشاركة واحدة
قديم 16-12-2007, 07:18 PM   #1
تونا
][§¤حلا ذهبي ¤§][
 
الصورة الرمزية تونا
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Nov 2006
رقم العضوية: 29606
المشاركات: 3,671
عدد المواضيع: 826
عدد الردود: 2845


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
تونا is on a distinguished road

تونا غير متصل
افتراضي موقف ولا فيه منه؟

قرأت هذه القصة فاعجبتني اليكم القصةعلى لسان صاحبها....
لا أستطيع ان أحدد كيف بدأ الأمر بالتحديد، من المؤكد أنه بدأ معى منذ الصغر لسبب ما، أعتقد أن السبب يكمن فى ورشة النجارة التى تقع فى الطريق من بيتنا فى الحى القديم الى مدرستى الابتدائية
أعتقد أن افتتانى بحرفة النجارة يعود الى تلك المرحلة من العمر، لا أدرى ما الذى جذبنى الى تلك الحرفة؟ لا شك أنه مظهر النجار نفسه بالقلم الرصاص خلف أذنه وطريقته فى القياس وتشكيل الخشسب بدقة متناهيةكنت أرى عمال تلك الورشة وهم منحنون على الألواح الخشبية يرسمون عليها ويخططون فأشعر أنهم من عظماء الفنانين
كنت أحدث نفسى دوما بأنها مهنة لاتقبل أى خطأ وأن مليمترات قليلة بالزيادة أو النقص تفسد العمل كله
ترسخ ذلك الأعجاب فى نفسى وأصبح حلمى الغير معلن أن أكون نجارا فى أحد الأعياد تجمع الاقرباء بأسرهم وأطفالهم ببيت جدى يرحمه الله وكنت أنذاك فى التاسعة من عمرى وفجأة طرح أحد الأعمام ذلك السؤال المعتاد على من هم فى سن الطفولة المبكرة: لما تكبر عايز تكون إيه؟
اختار كل طفل مهنة وتركزت الاجابات حول الدكتور والظابط وسط الدعوات من الأمهات والاباء بان يتحقق لهم ما يتمنون وعندما حان دورى قلت بسعاده بالغه: عايز أطلع نجار
صمت الجميع للحظة ثم انفجرت نوبة ضحك من الجميع ماعدا أبى الذى احمر وجهه وأمى التى ضربت على صدرها وهى تعلن خيبتها الثقيلة
انفعل أبى بشده ونهرنى بعنف حتى تدخل الجد والأعمام لتهدئته باعتبارى طفلا لا أفهم ما أقول ولمحت الدموع فى عينى أمى ليترسخ احساسى بالمصيبة التى أوقعتها على رأس والداي
بمجرد عودتنا الى البيت تسمرت لساعة كاملة أمام والدى متحملا غضبه الهائل والذى أنهاه بكلمة أصبحت قانونا: انت حتكون دكتور يعنى حتكون دكتوربعد خمسة عشرة عاما من ذلك الحدث الجلل كنت أعانق أبى وأمى فرحا والدموع تطفر من عيونهما فرحا بتخرجى من كلية طب الأسنان
سأبوح لكم بسر دفين.. لقد اخترت طب الأسنان لأن طبيب الأسنان يكاد يضارع النجار فى الدقة والصنعة فلا يمكن ان يخطأ ايضا ولو بمقدار مليمترات بل اننى كنت اقاوم رغبة شديدة فى تعليق أحد أدوات طب الأسنان فوق أذنى لأستجيب لعشقى للنجارة
بعد سنتين فقط كنت أعانق والداى مرة اخرى متوجها الى احدى دول الخليج لأعمل فى مركز لطب الأسنان هناك
بعد أشهر قليلة كنت ملك ذلك المركز المتوج فقد كان المرضى ينتظرون لساعات طويلة ليحظوا بان أقوم بعلاج أسنانهم لقد كنت امارس عملى بروح الفنان العاشق لفنه فما أن يفتح المريض فمه حتى احس اننى قد دلفت الى ورشتى الرائعة واننى سأخرج تحفة فنية تضارع أعظم ما ينتجه فطاحل النجارين
ذاع سيطى بشده وتضاعف راتبى بعد سنة واحده وتضاعفت نسبتى من إيراد المركز أيضا بعد ان أصبح هم صاحبه الحفاظ على منجم الذهب الذى هو أنا
فى أحد الأيام استدعانى صاحب المركز وعلى وجهه حزن شديد ليخبرنى ان مكتب امير الأسرة الحاكمة قد اتصل بالمركز ليبلغهم بأننى قد عينت الطبيب الخاص بالقصر الأميرى لتولى علاج كل افراد الأسرة الحاكمة.. وهم يضارعون جيشا عرمرما فى العدد
ودعت المركز لأقيم بجناح أسطورى الفخامة فى منطقة تموج بقصور الأسرة الحاكمة وأصبح تعاملى اليومى مع طبقة الأمراء و الأميرات ورأيت أنواعا من الترف والنعيم لم اتخيل وجودها بعالم يموج بالمآسى كنت أعود الى الوطن فى اجازات قصيرة متقاربه وظهرت على نعمة الغنى والثراء بشكل واضح وأصبحت حديث العائلة والأقارب و الأصدقاء
الغريب انك بمجرد ان تملك المال يحيط بك الجميع وتصبح.. أو يصبح مالك.. محور اهتمامهم
مع كل اجازة يتقاطر الأقارب والأصدقاء للسلام على ولا تكاد تمضى دقائق حتى يطلب أحدهم ان ينتحى بى جانبا ليبدأ الحديث بمقدمة طويلة تفيد أن الموضوع سرى وأنه لولا ثقته الشخصية بى لما خصنى بالسر الرهيب
يخفض صوته بشده ليقول: إسمع فى مشروع يأكلنا الشهد انا بس عايز شريك.. دائما ما يكون المتحدث شريكا بالفكرة ويحتاج فقط الى نصف مليون ملطوش أو مليون واحد فقط ليدر المشروع أرباحا تصل الى ثلاثة او أربعة اضعاف
كنت أوافق لثقتى بأمانة أقربائى ولرغبتى بأن يكون لى مشروع وعمل خاص بالوطن ورغبة فى مساعدة من أحبهم وأنتمى اليهم وخصوصا أنهم كانوا يقدمون لى دوما دراسة انفقوا عليها وقتا طويلا تحتسب المصاريف والايرادات وتظهر أرباحا مهولة قمت بتمويل مشاريع عديدة مثل مشروع تربية خرفان وبيعها قبل عيد الاضحى ومشروع مصنع ألبان واخر لتصنيع الملابس
كنت على اتصال دائم بمديرى المشاريع لاستطلاع الأخبار فكان صوتهم يأتينى مجللا بالفرح مؤكدين ان الأرباح تجاوزت المخطط بكثير
مع كل أجازة كان أحد الشركاء يطلب مقابلتى منفردا وما أن نجتمع حتى يطأطئ رأسه ليقول: هو فى موضوع.. محرج شوية
أنا: خير إن شاء الله
هو: تتصور ان نصف الخرفان ماتت قبل ما نبيعها بيومين
أنا: إيه ؟! ماتوا إزاى
هو: أمر الله..... مرض معدى
أنا: طب والنص الثانى
هو: الحمد لله لحقتهم وبعناهم كلهم بنصف السعر
أنا: يعني إيه؟
هو: انا صفيت كل الفلوس بعد المصاريف وحسبت الحسبه انا اخذت منك منك نص مليون صح
أنا: أيوه
هو: طيب انا كاتب كل حاجه بالمليموناولنى دفتر تلميذ إيتدائى.. وأكمل: كده ليك فى ذمتى ثمانية الاف وسته ملطوش وأربعين قرش إتفضل أهم
!!!!!!!!!فى الأجازة التالية طلب شريكى فى مصنع الألبان مقابلتى ليقول: هو فى موضوع.. محرج شوية
أنا: خير إن شاء الله
هو: إنا قفلت المصنع
أنا: ليه
هو: إحنا بعنا أول 6 شهور بنصف السعر بس علشان نسيطر على السوق
أنا: وبعدين
هو: ولاد الحرام من المنافسين سمموا البقر كله
أنا: نعم
هو: أيوه أمر الله.. بس الحمد لله انا سددت كل الديون اللى كانت على المصنع لما بعت الماكينات
أنا: يعنى إيه
هو: إنت كنت مدينى مليون ونصف صح
أنا: أيوه
هو: كل حاجة مكتوبة بالمليم
وناولنى نفس الدفتر الكئيب.. وأكمل: كده يبقى عليك سبعة الاف مطوش بس انا سأتحملهم لأنى السبب
!!!!!!
فى الأجازة التالية طلبت شريكتى فى مصنع الملابس النسائية مقابلتى على إنفرادإنقبض قلبى بشده وأنا أحس ان القصة تتكرر مرة أخرى
قابلتها فجلست أمامى لتقول: هو فى موضوع.. محرج شوية
صرخت وأنا اتوقع الكارثة الجديدة: موضوع إيه؟
هي: لأ بس عملنا التشغيلة بالغلط والمقاسات كلها صغيرة جدا
أنا: يعنى إيه؟
هي: أنا الحمد لله اتصرفت وبعتهم بالكيلو لمصنع عرائس أطفال
أنا: يا نهار إسود عرائس أطفال هي: كل حاجه مكتوبه بالمليم و
......
لن أطيل عليكم أعزائى فقد جرت الأمور بسرعة قبل أن أدخل عنبر السجن لأقضى عقوبة ثلاث سنوات لتسببى بعاهة مستديمة لشريكتى
لا تحزنوا من أجلى أيها الأحباء.. صدقونى إن أيامى هنا رائعة فأنا أعيش أجمل الأوقات بورشة النجارة الملحقة بالسجن و تخرج من بين يدى أروع التحف
ألا عجبا.. كيف تحقق حلم الحياة
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حكمة:يقول برنالدشو أفضل تدريب للأحتفاظ برشاقة جسمك ان تهز راسك من اليمين لليسار ومن اليسار لليمين كلما قدم اليك طبق شهي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


اللهم زد من يحبني جنوناً بي, وإمنح من يكرهني نعمة العقل

" تـونـღ♥♥ ـا•● ♥ "


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة