عرض مشاركة واحدة
قديم 27-06-2011, 02:25 AM   #2
شمس القوايل

نائبة الإدارة

 
الصورة الرمزية شمس القوايل
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: May 2007
رقم العضوية: 35230
المشاركات: 42,377
عدد المواضيع: 1355
عدد الردود: 41022


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
شمس القوايل is on a distinguished road

شمس القوايل غير متصل
افتراضي رد: :::: الطعن في العلماء ::::

ولقد كفر الله جماعة من المنافقين إذ سخروا من مجموعة من الصحابة
القراء: ووصفوهم بالجبن وكبر البطن فأنزل الله - تعالى- قوله:
{وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ
كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ
مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ}(التوبة 65- 66).


أيها المسلمون: إن الجناية على العلماء خرق في الدين، احذر أخي
المسلم: الوقيعة في أهل العلم وإلا حشرت نفسك في خندق واحد
تظاهر أعداء الإسلام الذين يحاولون تحطيم قمم الإسلام باعتبار
ذلك أقصر طريق لطعن الإسلام نفسه، فلا تكونن ظهيراً للمجرمين،
واستحضر قول موسى الكليم عليه وعلى نبينا الصلاة والتسليم
{قال رب بما أنعمت عليّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين} القصص: 17.

وإن محاولة (هدم القمم) للتوصل بذلك إلى هدم الدين وإطفاء
نوره هي سياسة قديمة قِدم الكائدين لهذا الدين: فمن محاولاتها الأولى:
ما جرى من حديث الإفك في حق الصديقة بنت الصديق، الطاهرة البتول،
المبرأة من فوق سبع سماوات أم المؤمنين - رضي الله عنها -،
فقد كان الإفك طعنة موجهة في المقام الأول إلى صاحب الرسالة -
صلى الله عليه وسلم – ثم للرجل الثاني في الإسلام أبوبكر ثم لعائشة
الصديقة التي ُحمل عنها ربع الشريعة.

ومن هذه المحاولات: اجتهاد أعداء السنة والتوحيد من المستشرقين،
وأذنابهم من الذين نافقوا في الطعن في راوية الإسلام أبي هريرة -
رضي الله عنه -، وهو أكثر الصحابة رواية عن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -، وهذا عين ما يقال في المحاولات الخائبة للطعن
في صحيح البخاري باعتباره أصح كتاب بعد القرآن العظيم. ومن ذلك
ما يدأب فيه بعض المبتدعة من الطعن في صحابة رسول الله صلى
الله عليه وسلم وتصويرهم -إلا خمسة منهم- في أشنع صورة وأقبحها،
وكلما عظم بلاء الصحابي في رفع راية الإسلام ونصرته بالعلم والعمل والجهاد،
عظم حظه من تطاولهم وأحقادهم كالخلفاء الثلاثة، والمجاهدين الفاتحين
الذين أطفأوا نار المجوسية، وكسروا ظهر الكسروية.

ومن ذلك: حرص الأبواق المنافقة على الطعن في المجددين الذين
بَعثوا سنَّة النبي - صلى الله عليه وسلم – وذبوا عن دعوة التوحيد
كشيخ الإسلام ابن تيمية، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب؛
وغيرهم من المجددين إلى يومنا هذا. فمن وافق القوم في تطاولهم
على رموز الإسلام، فقد أعانهم من حيث لا يدري أو من حيث يدري
على تحقيق غاياتهم الخبيثة، وشمّت بنا أعداء الدين,

كل المصائب قد تمر على الفتى وتهون غير شماتة الأعداء.

لقد أدرك أعداء الله - عز وجل – أهمية صلة الأمة بعلمائها, فسعوا ليل
نهار إلى تشويه صورة العلماء أمام الأمة حتى يفقد الناس ثقتهم بعلمائهم.

وسنتكلم عن هذه أسباب ظاهرة التطاول على العلماء؛ وسنذكر هذه الأسباب
سبباً سبباً.
أول هذه الأسباب: هم أعداء الله - عز وجل – المنافقون ومن ورائهم اليهود والنصارى.
وأنهم يسعون ليل نهار في ذلك عبر وسائل الإعلام والصحف والمجلات،
وأنى لهم ذلك ولن يستطيعوا بإذن الله فالأمة متمسكة وواثقة بعلمائها
بإذن الله - تعالى-.

ومن الأسباب: التأثر بفوضوية الغربيين ونعراتهم ويتضح هذا في سلوك
بعض الشباب الذين يبتلون بالإقامة في ديار الغرب، فيتشربون منهم
بعض القيم، وبخاصة سلوكهم إزاء أكابرهم وعظمائهم، بحجة حرية
الرأي والتعبير، واعتزازاً بما يدينون به من الفوضوية، التي يسمونها
(ديمقراطية) دون أن يتفطن هؤلاء الشباب إلى الفروق بين القيم الإسلامية،
وبين القيم الغربية. فمن مظاهر الديمقراطية (تحكيم) رجل الشارع،
في قضايا الأمة المصيرية حتى لو كان ساقط العدالة، أو غارقاً في الجهالة,
يحتاج ليتعرف على مرشحه أن يوضع له الرمز الانتخابي كالساعة والسيارة
والنخلة، في حين أن الإسلام يجعل الحكم في ذلك إلى أولي الأمر،
أهل الحل والعقد المؤهلين للنظر في هذه القضايا دون غيرهم،
قال تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ
إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ
فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} (83) سورة النساء.

وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يسمي رجل الشارع هذا
بالرويبضة، ويجعل إقحامه في القضايا العامة المصيرية من أشراط
الساعة، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -: "سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها
الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين،
وينطق فيها الرويبضة". قيل: وما الرويبضة؟ قال: "الرجل التافه، يتكلم في أمر العامة".

ومن الأسباب: التعصب الحزبي، والبغي، وعقد الولاء على غير الكتاب
والسنة؛ فبعض الناس يربون أتباعهم على الولاء لأشخاصهم والانتماء
لذواتهم، أو جماعاتهم، ويوالون في ذلك ويعادون دون اعتبار لمبدأ
الحب في الله والبغض في الله، وفي هؤلاء يقول شيخ الإسلام ابن تيمية
- رحمه الله -: "وليس لأحد أن ينتسب إلى شيخ يوالي على متابعته
ويعادي على ذلك، بل عليه أن يوالي كل من كان من أهل الإيمان،
ومن عرف منه التقوى من جميع الشيوخ وغيرهم، ولا يخص أحداً
بمزيد موالاة إلا إذا ظهر له مزيد إيمانه وتقواه فيقدم من قدم الله
ورسوله عليه، ويفضل من فضله الله ورسوله." أ.هـ

ونذكر بقية الأسباب سرداً للاختصار. ومنها: تشييخ الصحف وافتقاد
القدوة. وكذلك: استعجال التصدر قبل تحصيل الحد الأدنى من العلم
الشرعي بحجة الدعوة. وكذلك التعالم وتصدر الأحداث (الصغار)
وكذلك: الاغترار بكلام العلماء بعضهم في بعض.

ومن الأسباب الرئيسية: جهل المنتقدين بأقدار من ينتقدونهم من العلماء.
ومنها عدم التثبت في النقل؛ وكذلك: التحاسد والتنافس والرياسة والفراغ،
والجحود وعدم الإنصاف. وأخيراً من الأسباب استثمارالمغرضين لزلات
العلماء.

حفظ الله علماءنا ونفعنا بهم ورزقنا التأدب معهم وحفظ مقامهم،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.




المصدر : اسلام ويب
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس