عرض مشاركة واحدة
قديم 26-07-2006, 07:11 AM   #30
ملاكي الوحيد
(حلا متميز)
 
الصورة الرمزية ملاكي الوحيد
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 23354
الدولة: ابحث عني !!!
المشاركات: 522
عدد المواضيع: 64
عدد الردود: 458


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
ملاكي الوحيد is on a distinguished road

ملاكي الوحيد غير متصل
افتراضي مشاركة: نظرة حب ...من جديد ..من ملاكي ..ارجو التثبيت

الفصل الثاني
-------------
اول يوم دراسي..

واول مشاحنة في بيت بو جراح

ردت الروح فيه بصراخ مناير.. وبمناحس عبد العزيز.. بس الفرق الوحيد في هالسنة ان فاتن مو موجودة عشان تسكتهم..

سماهر ردت من السفر قبل ليلتين واول من راحت له اهي مناير.. وتمو يحنون على ام جراح ليمن وافقت على المبيت.. وبالمثل ام سماهر.. ويوم باتو ويا بعض الميانين.. عفسو البيت على راسهم لدرجة ان جراح طلع لهم وهددهم بالذبح ان ما سكتوو.. مساكين والله..

فاتن حالتها النفسية كل ما ايي لها وتتأزم... من بعد ذيج الليلة ما شافت لا مشعل ولا مساعد.. ووعيد الاخير لها ظل يرن في إذنها من تصبح ليمن تمسي.. وتدعو ربها انه يفرج عليها وعلى حالها.. لأنها إن ظلت جذي.. كل شي راح ينكشف.. حالتها الصحية ومظهرها الشخصي كان مأساوي.. المرض باين عليها والتعب اللي ما تدري مصدره هالك بدنها.. ليمن قررت بآخر لحظة إنها تروح المستشفى خلاص..
كان جراح يشيل بعمره عشان يغسل ويهه ويوصل مناير وعبد العزيز وسماهر وبشاير لمدارسهم.. مسكين من قبل سنتين اشتغل سايق عندهم (على فكرة بالبحريني اسمها دريول مثل الامارات) يتحمل صراخهم ونجرتهم على الكرسي الجدماني ليمن يوصلون المدارس.. طبعا اللي مر بهالتجربة لمدة سنتين صارت عنده الخبرة الكافية...
طلع من الحمام المشترك وهو يمسح ويهه الصبوحي بالفوطة.. وشاف فاتن واقفة عند باب داره تطق الباب... ابتسم وراح لها عندها بكل خفة.. من غير ما تسمعه..

فاتن: (تطق الباب) جراح.. جراح قوم... قوم وصل العيال المدرسة..
جراح بصوت واطي من وراها: انا قمت من زمان..

انتفضت فاتن بين ايديه وهو ضحك ضحكة هستيرية..

فاتن: جليل حيا ليش تسوي فيني جذي؟
يقلد عليها جراح: جراح.. جراح قوم.. قوم وصل العيال المدرسة (ترجع نبرتة طبيعية ولكن تهجمية) شنو انا اشتغل عندكم سايق اوصل هالجنقل.؟ ماني موصلهم شبتسوين
فاتن اللي كلش ما كان لها مزاج للغشمرة: يلا عشان انا بعد اروح المستشفى..
بنبرة اهتمام: علامج فتون؟؟ فيج شي؟؟ ليش المستشفى؟؟
فاتن وهي تمسح جبينها اللي كان معرق: لا بس تعبانه شوي وابي اروح اخذ لي ادوية..
يلمس جبينها بكل حنية: كاهو جبينج يشب ضو.. يالله روحي لبسي عباتج وانا عندج بعد خمس دقايق...
فاتن بإبتسامة واهنة: إن شاء الله..
راحت فاتن دارها واهي تسمع صوت جراح يصارخ على العفاريت: عندكم اربع دقايق وعشرين دقيقة عشان تزهبووون لا اطلع عنكم..
مناير تطلع والسشوار في يدها: جراح والله حرام عليك اول يوم مدرسة هذا مو لازم انروح من وقت
جراح : يلا يلا شيلي هالمدفع اللي في يدج ويلا زهبي.. انتي وسمور ان ما زهبتوو والله لا اكسركم اليوم..
مناير واهي تدخل الغرفة: اووووف بدينا بالنكد والمذلة يا ربي..

على الساعة سبع وخمس دقايق الكل كان جاهز... بس ينتظرون ام جراح تخلص سندويجات عشان يمشون

سماهر ومناير حاشرين ام جراح: يمة نبي تونة.. ونبي مرتديلا.. وحطي لنا هالجبن تراه عجيب مو سمور؟؟؟
سماهر: لاماحبه.. (ترص النظارة السميكة لعينها) خالتي انا ابي برغر دياي.. ماحب اللحم
ام جراح تبتسم: سويتلج يمة اللي تبونه.. عزوز يمة شيل سندويجك كاهو زاهب..
يناظر عزيز السندويج: يمة بس ثنتين..؟
جراح اللي كان يلف الغترة: بسك بسك والله بتنفجر وبتخلق زوابع عندنا بالكويت.. انت ما تخاف على صحتك..؟
عبد العزيز بنبرة رجولية: لاااا تقعد تتطنز لا بالجنطة على ويهك
جراح: تكفى ويا هالخدود..
الا وفاتن نازلة وراهم: صباح الخير
الكل يرد: صباح النور
التفتت لها ام جراح وشافتها لابسة..: وين رايحة يمة
فاتن : يمة بروح المستشفى بدرب جراح..
ام جراح اللي تركت كل شي في يدها وراحت لبنتها: خير يمة عسى ما شر
تبتسم فاتن: ماشر بس شوي احس بحرارة وبلاعيمي تحرقني.. تعرفيني كل شي ولا البلاعيم
تنشف يدها في دراعتها: نطريني يمه انا البس واروح وياج
وقفتها فاتن: لا يمة وين والبيت من له.. ظلي هني وانا جراح بيكون معاي
جراح: أي يمة لا تهمين نفسج.. (بفخر) البطل جراح وياها..
عبد العزيز وهو قاعد وبدى ياكل اول سندويج المخصص للمدرسة: امحق بطل قول الا بصل..
مناير وسماهر: هاهاهاهاوووووووووووو (مناير) كفك بو فصوووول

وطقوا الكفوف ببعضها.. يحرون جراح.. وعلى جذي.. تحرك الجيش المصغر المتجه الى المدرسة..
مناير قبل ما تدخل المدرسة نادتها فاتن

مناير: خير؟؟
فاتن تمد يدها لمخباتها: هاج هذا مصروف للمدرسة ادري فيج ما بتاكلين كل هذا..
مناير بابتسام وحبور خلاها تبوس فاتن: فديتج فتونة.. (وتطلع لسانها لجراح قبل لا تروح)
جراح: أي..... (يتابعها واهي تطلع وهو يبتسم .. يكلم فاتن) كبرت مووو؟
فاتن وهي تناظرها: لشقاها كبرت...
كان حس فاتن حزين لدرجة المستحيلات وفر جراح ويهها بصبعه: فتون؟؟؟ علامج؟؟ ما بتقولي لي يعني؟؟
فاتن تبع ويهها بابتسامة بسيطة: مافيني شي.. يالله خلنا نروح...

حرك جراح السيارة بعد لحظات تأمل بفاتن.. ما يدري شفيها؟؟ تغيرت وايد من بعد قبولها بالبعثة.. وصارت انطوائية على عكس روحها القبلية المرحة.. اموت واعرف شلي سوى فيج جذي يا فاتن؟؟ شلي خلاج تنقلبين من المرح الى الحزن والهم الدائم.. ؟؟
********

مريم اللي كانت في المستشفى الثانية بعد عشان فحوصات الجامعة الي طلبوها عليها.. طبعا المرافق كان مساعد اللي ماااا صدق على الله إن مريم توافق على الدراسة.. اول ما حصلوا الاوراق من الجامعة حدد لها يوم المستشفى واهي اللي كانت تبيها حجة تطلع من البيت رحبت بالفكرة...
في السيارة اللي الهدوء لفها.. مدت مريم يدها للمسجل.. واول ما بدلت الاذاعة ضربها بخفة مساعد على يدها

مريم: هاو شدعوة يا حافظ.. الا بغير الاذاعة..
مساعد وعيونه جدام: مابيج تغيرينها خليها..
مريم: اوووووف انزين...

تسندت على الكرسي وهي تطالع الناس.. وتشوف الدنيا وما حواليها.. ولمعت السوالف في بالها.. مساعد بالعادة مستمع جيد لانه ما يرد لا باوكية ولا بلا.. دايم الهممم تطلع منه.. ويعجبها لانه ما يقطعها ولا يتملل منها مثل لؤي.. ثانيا هالسالفة يمكن تعجبه.. لأنها عن فاتن..

مريم: سعودي..
مساعد: همممم (اول وحده)
مريم تبتسم بمرح: دراسة فتون وايد غالية..؟؟
مساعد: امممهم... (داخليا)
مريم: يعني مو كل من يقدر يدرسها
مساعد: اممم..
مريم: انزين... (تطالع جدامها بالسيارة) انا ابي اروح ادرس وياها..
يلتفت لها مساعد وهو يبتسم ويرد يطالع جدامه: تبين تروحين تدرسين ولا تقرقين وياها؟؟
مريم وهي تفتح عيونها بصدمة: اعوذ بالله من قال جذي.. انا رايحة في سبيل العلم يا خوي علامك جذي شكاك..
مساعد وهو يلف السيارة: لانج يا مريم خبز ايدي اللي انا عاجنه.. واعرفج راعية قرقة وما تملين وارفيجتج يمكن العن منج.. فلذا انا بسدي بوش خدمة وبخليج في الديرة احسن لج وللحكومة الاميركية..
مريم: وييييييه عاد بوش يتمناني اصلا وانا اللي ارده... الا ما قلت لي مساعد؟؟ من بيروح ويا فاتن اول الفترة؟؟
مساعد: بنشوف جراح ولا احد من الشركة او نخليها تسافر ويا جماعة البعثات الحكومية..
مريم: انا اقول لو انت اللي تروح وياها احسن..
يطالعها مساعد وهو رافع حاجب.. وين تبين توصلين يا مريم: وليش ان شاء الله.. ماسح جغرافي لاميركا وحافظها؟؟
مريم وهي تتصنع الجهل والبراءة: هاو ياخوي علامك انت مو دارس هناك..
مساعد وهو يبركن السيارة وويوقفها: لا يا فالحة... انا درست في بريطانيا في جامعة اوكسفورد لا تسوين روحج مو فاهمة شي او مو عارفة ويلا عطيني مقفاج لا اليخج بالعقال..
مريم وهي تضحك بمرح: هههههههههههههههههههههههه يا حلوك ياخوي.. اعاد انك تخوفني بهالجم كلمة..

وطلعت من السيارة وهي ترد الشيله على جتفها.. مريم بطبعها انيقة وتحب التنسيقات والكل كان معجب في اناقتها اللي تتناسب مع حجابها المحترم وعباتها اللي ما بدلتها يوم بالملابس العادية.. اليوم كانت لابسه تدرجات البني.. تي شرت بني يده طويلة ويتوسع عند الكم والعبايه كمها وسيع وفيها شك وتطريز اسود حلو.. مفتوحة عند الريل بستايل الدقلة (بالبحريني هذا) ولابسه شيلتين على بعض وحدة بنية من تحت والثانية سودا بشك اسود متطابق مع العباية ولافته بخفة وحاملة جنطه بنيه فيهها تطريز يتطابق مع نعالها المداس.. بكل بساطة كانت انيقة..
مساعد كان لابس دشداشه كحلية وشماغ ابيض والساعة الفضية الانيقة محايطه معصمه القوي.. ونظارته اللي ما تفارجه وهو طالع من البيت بالنهار.. وعلى المشي لمحت مريم سيارة جراح اليوكن واقفة بعيد عنهم.. وظلت تمشي بهدوء وهي تراقب ان جان فيها احد وبالفعل لحظات الا ويطل جراح منها وهو نازل يعدل شماغه وفاتن تطلع من الجهة الثانية.. ولا اراديا تشد على يد مساعد

مساعد: هاا شفيج؟
مريم وهي تطالع فاتن وجراح: مساعد هذي فتون وجراح اخوها..

التفت مساعد بكل شوق الى وين ما تكون فاتن.. من زمان ما شافها ولا تمتع بحسنها وجمالها.. من ذيج الليلة النحسة وهو ما شالها من فكره ولا تحرك في موضوع خطبتها.. الى هذي اللحظة اللي فزت كل عروق جسمه منادية لها.. وفاتن اللي كانت تمشي وهي تلم العباية ورى اخوها التفتت بطريقة عشوائية تطالع الناس.. الا تشوف مريم اللي تأشر عليها.. وعيونها لا إراديا توجهت على الريال اللي واقف يمها.. كان اهو بلا شك.. محد ياخذ مريم ويوديها غيره.. صاير مثل البادي قارد.. وبكل اشمئزاز نزلت عيونها واهي تمشي صوب مريم اللي تحركت الثانية..
جراح افتقد حس فاتن والتفتت الا شافها تمشي بعيد لمكان ثاني و.. بنت ثانية معاها.. لحظه.. فز قلب جراح يوم شافها.. هذي حبيبة القلب وسيدته.. يا بعد عمري هالبنت الحمارة من زمان ما شفتها.. واهي اللي وعدتني انها تخبرني اول باول عن فاتن وتستعلم لي التجددات.. يمكن هذي فرصة تخلينا انتكلم... تلفت اكثر وشاف مساعد الواقف بعيد.. وخابت اماله العريضة كلها.. اهو كان يبي يكلمها بس يعني ما يكلمها لروحه قاعد وياها مو ناقصهم الا قلاص جاي.. لا .. لان حتى امه وياه في هالسالفة يبون يعرفون فاتن شمنه تشكي.. ويبون يعرفون التطورات من خلال مريم لانها اقرب وحدة فيهم لفاتن..

مريم: فديت هالويه
فاتن بمرض : هلا فيج..
مريم وهي تتفحص ويهها: فتون علامج؟؟ شفيه ويهج خاك جذي؟؟
فاتن تسحب يد مريم: لمسيه وبتشوفين..
يوم مريم لمسته فتحت عيونها على وسعهم: اووووووووف.. شمنه هالحرارة؟؟ رشح ولا نشلة..؟
فاتن بتعب: لا ولا شي بس سخونة ما فارجتني من امس.. قلت اليوم ايي المستشفى واشوف..وانتي شتسوين هني؟
مريم: فحوصات للجامعة..
فاتن اللي عيونها بالغصب ثابته ف ويه مريم مرة وحدة التفتت للواقف بعيد.. وشافت انه نظرته ثابتة لها.. وواحد ثاني يقترب منه.. جراح اخوها راح يسلم عليه.. هالبليس.. هذا مو ويه سلام.. هذا بس الواحد يتعوذ منه.. وفي قلبها فاتن تعوذت من مساعد لكن ما اختفى ولا خف ذكره بالعكس.. زاد ..

مساعد: هلا جراح
جراح: خير مساعد فيكم شي؟
مساعد: لا بس مريم عندها فحوصات الجامعة.. ويايبها هني ... (واخيرا ياه السؤال) وانتو؟
جراح: فاتن حرارتها مرتفعة ويايين نفحص..
مساعد وقلبه يدق بقوة: خطاها السو..
جراح: خطاك اللاش..

ويلتفت جراح الى فاتن اللي عيوننها كانت عليه واشر لها بيده وتحركت..

فاتن: يالله الريم انا بروح لجراح
مريم بصوت واطي وبحبور: يا ليتني مكانج
فاتن تبتسم: الفال لج ان شاء الله بيوم الحمال
مريم وهي تضرب على صدرها: ويلي ويلي ماقدر ماقدر.. اشتغل القطار الاكسبريس.. شيوقفه الحين.. وانتي حمارة ما تيوزين عن هالكلام تدرين فيني اتقطع لين اسمعه..

فاتن تضحك .. وبضحكتها حست انها من زمان ما ضحكت... ايا عليها مريم دومها تضحكني.. حتى وانا في غمرة أحزاني..
وتحركت البنتين لمنزلتيهم.. مساعد طبعا تحرك قبل جراح لجدام ومريم وراه وفاتن ورى جراح وكل شوي توقف.. لان راسها كان يدور.. تمسكه بيدها واهي تمسح العرق المندي جبينها.. شهالتعب المفاجئ.. تحملت وشوي شوي شدت على روحها عشان تمشي.. ليمن حست انها بتنهار.. ومالت على اليسار بدورة عنيفة خلتها تفقد توازنها وترتجف رجليها وتقعد على الارض من غير حواس.. جراح انتبه لها من صوت الأأأه اللي ظهرت منها.. ومريم الثانية شافتهم من خلال التلفت اللي كل شوي تتلفته.. وعلى طول ركضت ناحيتهم.. مساعد حس لغيابها... وشافها طايرة لعند البنت الطايحة.. وانصدم.. فاتن طايحة؟؟ ليش.. ومشى لكن مو بالسرعة اللي تتوقعونها.. لانه من طبعه الهدوء ومشى بطريقة حازمة ولكن هادئة..
جراح اللي ركض لفاتن يوم قعدت على الارض وسندت جبينها على حافة سيارة واقفة.. مو قادرة توقف الدورة عن راسها..

قعد وراها وهويمسكها من يديها وبخوف كبير : فتون حبيبتي شفيج؟؟ ليش قاعدة هني
فاتن بصوت واهن: ما... ماقدرت.. اواصل... راسي يدور..

وبطريقة حنونة حطت راسها على صدر اخوها واهي فاقدة كل قوتها بالحركة.. وهن كبير جاسها بذيج اللحظة وقطت روحها في حظن اخوها اللي انشلت حركته من الثقل اللي انرمى عليه وتم قاعد مكانه..

مريم اللي وصلت والخوف ماكلها: علامها جراح شفيها؟؟( تكلم فاتن) علامج فاتن؟؟ حبيبتي شفيج..؟؟
فاتن بصوت خفيف : مادري.. تعبانة...
ووصل بذيج اللحظة مساعد..
مريم وقفت له والصيحة في صوتها: مساعد تكفى روح ييب لنا احد ياخذها داخل؟
مساعد: ليش شصار.. شفيها قاعدة..
جراح بخوف: ماتقدر اتحرك...تعبانة..
مساعد قلبه تضعضعت اركانه وهو يشوف فاتن على ذيج الحالة.. نايمة في حظن اخوها وحواجبها معقدة من زود التعب.. والصفرة ماخذه كل لونها الا خدودها محمرين من الحر..
مساعد يكلم جراح: ما عليه اكلمها..
جراح: شوف..
مساعد توقل على الارض وهو ييشيل النظارات عن عيونه اللي انكشف الاهتمام والخوف فيهم: فاتن.. فاتن...
ردت عليه بهمهمة من غير ما تفتح عيونها: همممم..
مساعد يتقرب اكثر: فاتن.. تسمعيني.. فجي عينج.. خليني اشوفهم..
فتحت فاتن عيونها على ويه مساعد اللي في ذيج اللحظة.. ما كان يشكل أي فزع او خوف عندها..
مساعد يبتسم :شاطرة.. زين تقدرين تواصلين للبوابة.. ولا ننادي لج بويل جير..
فاتن هزت راسها ايجابا..
مساعد: شنو ويل جير ولا تواصلين؟
فاتن بصوت ضعيف: أواصل...
مساعد: خير عيل يالله وريني... (يكلم جراح) جراح سند يدها خلها تتوازن بوقفتها..
ووقف جراح وهو يرفع فاتن بخفة بيدينه وهي الحمد لله وقفت.. ويد جراح القوية من صوب ويد مريم من الصوب الثاني اللي ماسكة يدها اقوى واقوى.. وحست روحها بتقدر انها تواصل ومساعد واقف جدامها... ابتسمت لخوها اللي كان يطالعها بخوف وكأنها تطمنه.. ومن بعد اول خطوة غابت فاتن عن الوعي ومريم صرخت صرخة خوف: فتووووووون...
جراح اللي سندها وهي تطيح طاح معاها على الارض ولكن حاول ان تكون الطيحة خفيفة...
مساعد الي كان ثابت وتحرك بسرعة مثل الطير وهو يمسك يدين فاتن اللي هوو في الجو.. تركهم بسرعة وراح داخل المستشفى ينادي على احد اييبون سرير متحرك او وحدة طبية للباركات..
مريم وهي تبجي: يا ذا الصبح النحس عليج يا حبيبتي.. اسم الله عليج فتون.. اسم الله عليج..
جراح وهو على وشك يبجي : فتون حبيبتي شفيج..

فاتن كانت نايمة وهي تهز راسها بتعب.. شكلها اوتعت لكن مو قادرة اتحرك ولا تتكلم.. وبلحظات والوحدة الطبيه معاهم في الباركات.. حطوها على السرير المتحرك وبسرعة مشوا ودخلوها داخل المستشفى.. ومريم ويا جراح ومساعد وراهم...

دخلت فاتن بالطوارئ وظلو الثلاثة ينتظرونها عند الاستراحة وكل واحد منهم ياكله الخوف..
الطبيبة اللي عاينت فاتن كانت حنونة بدرجة انها خلت فاتن تبجي وتطلع اللي فيها..

وقعدت عندها الدكتورة: ها فاتن... شخبارج الحين؟؟ تحسين بالدورة.. ولا راحت؟
فاتن بصوت كئيب: مادري.. راسي.. راسي يالمني ..
الدكتورة تبتسم لها: ماله داعي للبجي.. انا بعطيج الحين ابرة وانتي ان شاء الله بتهدين.. هذا المغذي كاهو يمج.. لا تسحبين يدج ولا تكورينها عشان لا ينقطع ولا تنغزج الابرة ماشي؟؟
هزت فاتن راسها واالدكتورة تمسح عليه: هدي بالج وطوليه حبيبتي.. شوية تعب ودلع منج.. والا انتي بعافية وخير.. ارتاحي شوي وانا اييج بعد دقايق..

من بعد هالكلمة غمضت فاتن عيونها اللي كانت مبللة بالدموع المتوترة والتعبانة.. غمضتها للظلام وللوحدة في مكان بارد وغريب.. لكن.. اهي مو خايفة.. اهي تعبانة.. تبي تنام... وبس..

طلعت الدكتورة من عندها وراحت عند جراح اللي فصخ الشماغ وظلت القحفية على راسه وهو ماسكه بيدينه.. مساعد كان واقف يم جراح ومريم واقفة صوبه وهي تمسح على ويهها كل شوي واهي تبجي.. ما تنلام .. اعز صديقة عندها طاحت جدام عيونها واهي المعروفة بالقوة.. فشنو اللي تقدر تسويه غير انها تبجي ..

جراح يوم شاف الدكتورة نقز: ها دكتورة بشري..؟شفيها فاتن؟؟
الدكتورة: ما فيها شي بس اهي فيها هبوط في ضغط الدم مصاحب لحمى.. باين عليها تمر في فترة صعبة..
جراح: ابونا توه متوفي من فترة واهي جريب تسافر بره..
الدكتورة تكلم مساعد وجراح بنفس الوقت: اهي يمكن اكثر شي تعاني من ضغط نفسي كبير ماثر عليها.. انتو حاولو تريحونها وما تخلونها تتعب وايد حرام بنية بهالعمر مثل الوردة تطيح مريضة بهبوط في الضغط.. اهي بعد هزيلة يبيلكم تحاسبون على اكلها وشربها.. وينها امها.؟؟
جراح: الوالدة طال عمرج في البيت.. انا الي يبتها..
الدكتورة: وانت اخوها؟؟
جراح: أي نعم..
الدكتورة وهي تقرب راسها لجراح: البنية وايد تعبانة يا وليدي.. حاسب على اختك لا مثل هالحالات تتكرر..
مساعد: طيب دكتورة شنو المطلوب منا؟؟
الدكتورة: حاولو قد ما تقدرون تخلونها تاكل.. وابعدوها عن الضغوطات النفسية.. السفر يمكن يريحها لانه تغييرر.. تعرفون احنا عندنا الصيف من احلى ما يكون.. (تضحك) ريحوها قد ما تقدرون..
جراح: زين اهي بتظل هني وايد؟؟
الدكتورة: ابيها تكون تحت اشرافي لليوم.. بعد كم دقيقة بننقلها الى احد غرف العناية وبتقدرون تدخلون عليها.. عن اذنكم...
جراح: مشكورة دكتورة
الدكتورة وهي تبتسم: ولوو هذا واجبنا...
مساعد: يعطيكم العافية
الدكتورة: الله يعافيك...

يوم راح الدكتور وقف جراح وهو متضايق بسبب حالة اخته.. وعيونه كانت على الباب اللي يؤدي الى فاتن.. مساعد ما هان عليه يشوف جراح بهالحالة.. ما ينلام اخته وتطيح جدام عينه.. اهو يتخيل لو احد من اخوانه يصيبه شي ما راح يصبر عليهم.. وجراح بالخصوص لانهم توهم طالعين من مصيبة قلبه ما يتحمل مصايب اكثر..

مساعد وهو يهدئ جراح: لا تحط في بالك وايد.. البنت تعبانة والحمد لله كاهي بتقوم بالسلامة جراح بصوت كسير: بديت احس بتأنيب الضمير بسبب البعثة اللي احنا جابرينها تسافر لها..
ماصدق مساعد اللي يسمعه : شقاعد تقول؟؟ هذا مستقبلها.. وانت ماسويت شي غلط
جراح: بس اهي ما تبي تطلع بره وتسافر... تبي تقعد هني بالكويت..
مساعد: هني ولا هناك كله واحد.. اصلا الجامعة بتاخذ معظم وقتها وما بتخليها تحس بالوحدة بس انت اهم شي ما تستسلم.. هذا مصير اختك ومستقبلها اللي تتكلم عنه..

جراح اللي هز راسه وهو يحس بصحة كلام مساعد ما منع نفسه انه يتسائل في نفس الوقت عن سبب هالاهتمام من مساعد في سالفة فاتن ودراستها.. ما يدري ليش يحس انه يبي يبعدها عن الديرة باسرع وقت وباي ثمن.. لكن .. اهو عنده حق.. ويمكن جريب بعد يصير له حق على فاتن..
*********
سماء اللي ما راحت مدرسة اليوم.. كعادتها باول يوم دراسي تفوت عليها اجمل اللحظات بحجة ان ماكو احلى لحظات باول يوم.. الكل مستانس على شقاه والكل فرحان بلا سبب.. اهي اولريدي ما عندها ربع يعني لو راحت بتقعد ويا من؟؟ الطوفة.؟ خلها قاعدة هني احسن لها وللناس ما تبي تنكد عليهم..
سماء عمرها ما كانت شاطرة ولا شاقة السما من العلامات.. بالعكس.. اهي كان كل شي فيها زين الا غبائها الدراسي وتحصيلها العلمي الهابط.. لكن هذا ما هم ام مشعل.. لان اهم شي كان عندها اهو ولدها اللي الله انعم عليه بنعمة الذكاء.. وهذا اللي في مخيلة سماء مخلي مشعل افضل منها .. وبالعكس هذا الشي ما يضايقها احسن.. فكة من ويه امها ومن حنتها ورنتها وتحكمها اللي ما يخلص..
اللي كانت صج صج مشتاقة له سماء اهو ولد خاله فاتن.. من زمان ما شافته.. من اخر مرة يوم كان يراقبها واهو داخل السيارة.. ومن بعدها لا شافت لا ظله ولا خياله.. وين اختفى محد يدري... أيــــه انا شعلي منه.. خله يروح محل ما يروح...
ويات في بالها فكرة خطيرة.. لو تروح بيت بو جراح الحين.. راح تلاقي فتون؟؟ اكيد بتلاقيها فتون ما عندها مدرسة تنتظر السفر اللي بيكون بعد اسبوعين... ويه يا حلاها فتينة بتروح اميركا.. ان شاء الله عاد ما تمل منها مثل ما مليت انا... واتحمست البنت اكثر للفكرة وطارت من غرفتها الى بيت فاتن...
وعند العتبات دقت الجرس ووقفت تنتظر... واللي فتحت الباب ما كانت فاتن .. ام جراح.. الي استقبلتها بابتسامة عذبة وحلوة خلت سماء تشق الويه من الابتسامة

ام جراح: هلا والله بسماء.. شلونج يمه شخبارج
سماء في خاطرها ماتت.. يااااه.. محلى كلمة يمه من حلجها: ابخير خالتي انتي شخبارج؟؟؟
ام جراح وهي ترفع يدينها اللي كانو مشمرين وعليها ازار مطبخ: تعبانة وهلكانه قاعدة انظف المطبخ
دخلت سماء ورا ام جراح واهي تسالها: خالتي ليش ما تييبين لج خدامة واله مو زين تتعبين انتي وايد!!!
ام جراح تكلمها واهي تمشي جدامها: لا يمة الخدامات ما يعرفون يسوون شي سنع مثلنا.. هذا بيتي وصار لي اكثر من 22 سنة وانا انظف فيه واعرف كل فصفوص فيه.. تبين الشغالة اللي توها يايه من بيتهم تعرف له..
سماء واهي تقعد: والله حلاج يا خالتي في ترتيب بيتج بس اذا كان يتعبج لازم اتيبين لج خدامة تساعدج
ام جراح تبتسم: فكرتج حلوة بس ياريت لو احب ... فتون بعد شوي بترد وبتساعدني
سماء وهي تتلفت: ليش اهي مو هني؟
ام جراح: لا خانت حيلي راحت المستشفى ويا جراح تحس بحرارة وتعب..
سماء: اهااا.. خطاها السوء..
ام جراح: خطاج اللاش

وعم الصمت من بعد ذيج السوالف العابرة وسماء عيونها تلمس كل بقعة في البيت وتتفحصه.. البيت يبيله شغل وايد وترتيب اكثر.. ياريت لو تقدر تسوي شي.. ياريت؟؟؟ اهي تقدر مو ما تقدر.. تقدر تنظف الغبار وتقدر تمسح على الطاولات وتنظف ويا خالتها.. اهي بهالشي راح تقتل الملل والانتظار لفاتن وبنفس الوقت تكسب الوقت في انها تتعلم شي زين

سماء واهي تبتسم: خالتي عطيني منظف وفوطة خليني اساعدج
ام جراح باستغراب: لا لالا لا لا يمة وين تساعديني خلج قاعدة هني انا اسوي كل شي
سماء راحت لام جراح: تكفييين خالتي والله صار خاطري اعدل وارتب وياج..
ام جراح تبتسم: فديتج والله بس مو محتاجة لج انتي قعدي هني وونسيني..
سماء: عاااااااااااااااااااااااااااااااد
ام جراح: بس يمة
سماء: عاد عاد عاد عاد عاد
ام جراح: بسسسسسسسس خلاص... هههههههههههههه خذي هالفوطة والمنظف في الدرج الثالث..
سماء بحبووور بالغ: انزين وين انظف قبل؟؟
ام جراح: أي مكان تبين..
سماء: بغسل المواعين
ام جراح حست ان سماء ما تعرف شي من غسيل المواعين ويمونون مواعينها عليها انهم يتكسرون كلهم اليوم: لالالالا حبيبتي.. روحي مسحي الغبار احسن
سماء: اممممممممم اوكييييييه..

وبفرح ونشاط عجيبين فيها بدت سماء الشغلة.. واهي مستمتعة فيها بدرجة كبيرة..يمكن لانها اول مرة تنظف شي او تساهم في جعل الامور افضل.. واهي تنظف اتمنظر في الصور المنتشرة في البيت.. معظمهم ليهال صغار.. طبعا بيت مثل بيت بو جراح يدخلونه ناس وايد ما يحطون صور بناتهم وهم كبار.. اصغار عشان الكل يقدر يطالع.. وفي صورة لفاتن ولجراح ومناير اللي كانت صغيرة تقطع القلب من حلاتها.. وفيها واحد اهي تحس انه اهو ولد خالتهم.. كان واقف وهو حاط صبعينه في ثمه يوسعه بطريقة تبط الجبد.. ضحكت على الصورة ومسحت عنها الغبار..

خالد اللي توه واصل عند البيت وهو لابس النظارة الجديدة وفرحان عليها من قلب لانها من اختياره وفريمها (الاطار) كان حلو ومناسب.. وعلى قولته كشيخ وفله.. دخل داخل البيت وهو يدور على خالته ويناديها..
سماء ما سمعته وهو ينادى الا يوم وصل عند البيت ووقفت في الصالة مكانها مستغربة وتنتظر تشوف اللي ينادي..
ويوم دخل خالد اللي كان لابس دشداش انصدم من اللي شافه
كانت سماء واقفة واهي لابسة مريلة وفي يدها اليمين فوطة واليسار الألة اليدوية اللي تنظف الغبار.. وكان منظرها يضحك.. ويهوس في نفس الوقت..
التوقيع:
عدت ...ولكن جـــسد بـــلا روح !سلبوني حتى فتات الذكريات!
....ســــامحني ياقلبي فلم اقدر وجودكــ بداخلي الا هذه اللحظة!