عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2011, 02:43 AM   #2
شمس القوايل

نائبة الإدارة

 
الصورة الرمزية شمس القوايل
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: May 2007
رقم العضوية: 35230
المشاركات: 42,377
عدد المواضيع: 1355
عدد الردود: 41022


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
شمس القوايل is on a distinguished road

شمس القوايل غير متصل
افتراضي رد: :::: كيف نتواصى فيما بيننا ( 1 ) ::::

وكذلك وصانا ربنا بالوالدين {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً}
[الاحقاف: من الآية15]، وإذا قلت: ما هي آيات الوصايا العشر فإنها المذكورة
في سورة الأنعام، {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ}
[الأنعام:151]، وما أكثر الوقوع في الفواحش في هذا الزمان؛ لأن الدعاية لها
صارت في الجوالات، ومواقع الشبكات، وأفلام الشاشات، ودخلت من كل
طريق، الترويج والدعاية والدعوة للفواحش، ، ما قال الله لنا فقط لا تقعوا في
الفواحش، قال: {لا تَقْرَبُوا }، معناها كل ما يقرب إلى الفواحش من نظرة من
مقطع إباحي، لا تقربوا ذلك، {وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}
[الأنعام:151]، هناك أشياء ظاهرة وأشياء خفية، {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي
حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}، تكملة الوصايا
{وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام:152] تنميه، تحفظه،
تتاجر به في غير مخاطرة بالغة، {حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ
بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى}
[الأنعام:152]، بين قريب وبعيد لا بد أن تعدل، ولا يجعلنك القرب تجحف،
{وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ} [الأنعام: من الآية152] مرة أخرى
أعادها {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ} [الأنعام:152-153] مرة ثالثة
{ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، هذه الوصايا الجامعة لأبواب الخير، الموصدة لأبواب الشر،
التي فيها أصول التوحيد والعبادة والفضائل والأخلاق، وهكذا كمال الدين،
لا يوجد نظام آخر لا في الشرق ولا في الغرب فيه هذا التكامل، ولا هذه المزايا،
ولا هذه الفضائل والمحاسن، الأنبياء يوصي الآباء منهم الأبناء، {وَوَصَّى بِهَا
إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ} [البقرة:132] هذا
التوحيد والإسلام العام، {فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 132]
مخلصون لله، لا شرك لا رياء، مخلصون مسلمون مستسلمون، لا اعتراض،
لا خروج، ولا حيدة، وهكذا.




من وصايا النبي لأصحابه
وصايا النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه نجدها يقول لأبي ذر:
" أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته، وإذا أسأت فأحسن"
[رواه أحمد برقم (20592) وهو حسن لغيرة كما قال الألباني في صحيح
الترغيب والترهيب: برقم(3161)]؛ لأن الحسنات يذهبن السيئات، هذا
بينك وبين الله، وبينك وبين الخلق، إذا أسأت إلى واحد أحسن إليه، اعتذار،
هدية، "ولا تسألن أحداً شيئاً وإن سقط سوطك" [التخريج السابق]،
كان النزول عن الدابة فيه مجهود، تنزل الدابة ثم ينزل هو، ثم، سقط السوط
على الأرض وهو على ظهر الدابة لا تقل لأحد: ناولني إياه، انزل، مع ما في
النزول من المشقة والجهد؛ لئلا تسأل أحداً شيئاً، حتى لا تحتاج إلى أحد،
تربي نفسك على عدم الحاجة إلى الخلق، الاستقلال عن الحاجة للخلق
حرية، قال: "ولا تقبض أمانة، ولا تقض بين اثنين" [التخريج السابق] لماذا؟؛
لأنه -رضي الله تعالى عنه- لم يكن عنده قدرة في هذا فأمره بتركه، بعض الناس
لا يستطيع المحافظة على الأمانة، ليس من باب الخيانة وأنه يسرقها، لكن
ليس عنده قدرة على الحراسة، الرعاية مثلاً، قد يكون عنده زهد بالغ، فيزهد
في كل شيء، يكون هذا أمانة للناس، "ولا تقض بين اثنين"؛ لأن القضاء
يحتاج إلى نفسيات معينة، وأحوال وشخصيات، فربما يكون في الإنسان ما
يمنع من القضاء، كورع شديد يجعله أحياناً يكلف الأطراف أكثر مما يجب،
وقال -رضي الله تعالى عنه-: "أوصاني خليلي -صلى الله عليه وسلم- بسبع:
((ألا أخاف في الله لومة لائم)) [رواه أحمد برقم (20447)، وصححه الألباني
في صحيح الترغيب والترهيب برقم (2525)]، وهذه مهمة؛ لأن اليوم ضاع
كثير من الحق بسبب الخوف من المخاليق، والمخلوق ما هو؟ أوله نطفة،
وآخره جيفة كائناً ما كان، ((وأن أنظر إلى من هو أسفل مني، ولا أنظر إلى
من هو فوقي)) [التخريج السابق] هذا في أمور الدنيا، تحمد الله على النعمة
واعرف قدرها، ((وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم)) [التخريج السابق]؛
لأن هذا يلين القلب، ما يكون الإنسان فقط مع علية القوم، ومع الأغنياء، إنما
يكون مع المساكين، يجعل للمساكين نصيباً من وقته، مع الفقراء، هؤلاء الذين
يطعمون الفقراء عند أبواب المساجد في رمضان فيهم رقة قلب، وفيهم تربية
حميدة لأنفسهم، وفيهم نصيب من الأخذ بهذه الوصية، ((وأوصاني بأن أقول
الحق وإن كان مراً)) [التخريج السابق] وإن كان على نفسك، ((وأوصاني
بصلة الرحم وإن أدبرت)) [التخريج السابق] ما يكلمونني، ولا يزورونني،
ولا يسألون عني، ((وأوصاني بصلة الرحم وإن أدبرت، وأوصاني ألا أسأل
الناس شيئاً، وأوصاني أن أستكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم فإنها كنز من كنوز الجنة)). رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني.

فأراد النبي -صلى الله عليه وسلم- إذاً ضبط الموازين، وهو الذي يتابع
أصحابه ويتعاهدهم، ((يا معاذ، لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول:
اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك)) [رواه أبو داود برقم
(1301)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (7969)]،
إن الله إذا أعان العبد على هذه الصفات استقام العبد، يقول لابن عباس:
((يا غلام)) تنبيه ((يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله)) يعني في
أمره ونهيه وشرعه، احفظ الله في دينه الذي كلفك به، ((يحفظك، احفظ
الله تجده تجاهك، وإذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم
أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه
الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه
الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف)).[رواه الترمذي برقم (2440)،
وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (7957)].



الدين النصيحة ومسيس حاجة الناس إليها
وهكذا تهز الوصية قلوب سامعيها، وتجعلهم متوكلين على الله، مفوضين الأمر
إليه، أقوياء به، لا يحتاجون إلى الناس، يقولون الحق، النبي عليه الصلاة
والسلام أراد من أصحابه أن يكونوا أحراراً أقوياء، جرآء في الحق، قوالين
به، وعاملين، منصفين، وهكذا كان أصحابه عليه الصلاة والسلام يعملون
بوصاياه من بعده، هذا جرير بن عبد الله البجلي قال: "بايعت النبي عليه
الصلاة والسلام على النصح لكل مسلم" [رواه البخاري برقم (55)
ومسلم برقم (83)]، أنصح الخادم، والكبير والصغير، والقريب والبعيد،
أنصح أي أحدٍ، أعطيه ما فيه المصلحة له، أنصح له، وأبيّن له، وهكذا
حتى في الأمور الدنيوية، لو أن صاحباً لك يريد أن يشتري ثلاجة، وأنت
تعلم أن هذا النوع أفضل من هذا النوع ((الدين النصيحة)) [رواه مسلم
برقم (82)] تقتضي أن تبيّن له ذلك، الغش اليوم كثير، والسلع كثيرة،
الناس يحتاجون إلى أشياء في البناء، أي واحد يبني بيتاً يحتاج إلى نصائح،
الزواج يا أخي، أي واحد يريد أن يقدم على الزواج يحتاج إلى نصائح،
يحتاج حاجة ماسَّة،ليست قضية شكلية أو هامشية، حاجة ماسَّة، من الذي
تقدّم إليه ونصحه؟.
إن بعض النصائح يا عباد الله لو حصلت لسعد الزوجان، ولفقدان التناصح
والتواصي تفشل كثير من الزواجات؛ لأنه لم يكن يوجد من ينصح، ويبيّن
أشياء كانت لو تبيّنت وقي بسببها الطرفان شراً كثيراً.

وللحديث بقية في مقال قادم إن شاء الله تعالى،وصلى الله وسلم وبارك
على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.




المصدر : اسلام ويب

الشيخ صالح المنجد
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس