عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-2005, 09:29 PM   #5
alaseera
(حلا فعّال)
 
الصورة الرمزية alaseera
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Aug 2005
رقم العضوية: 9016
المشاركات: 155
عدد المواضيع: 13
عدد الردود: 142


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
alaseera is on a distinguished road

alaseera غير متصل
افتراضي مشاركة: نظرة حب احلى قصه بالمنتدى :)

وياتي الباص...

في طريق العودة.. مريم وفاتن وسمية تتسامرن بتوصيل كل واحدة لمنزل الأخرى بالقصص والنكات المتعددة وهن

يتناولن من بوظة العم ضاري البقال..

سمية وهي تراقب مريم المستمتعة ببوظها بتلك الظهيرة الملظيه: عدال مريم لا تاكلين يدج ويا البريد..

فاتن تضحك

مريم باحراج خفيف: شعليج انتي.. يوبا بريدج ولا بريدي .. انتي ما تشوفين هالحر اللي يسوي البيض على الرصيف ويا

ويهج

سمية: ايه عاد مو جذي.. شوي شوي .. اللحين لو يشوفج احد شبيقول

مريم: الله عاد اللحين لاني اكل اسكريم الناس بتتكلم ..

فاتن تكلم سمية: ايه مريم خليها على راحتها والله أنا بعد وايد عاجبني البريد اليوم احلى عن كل يوم

سمية: أي لذيذ مافيها شي .. اهو كل يوم لذيذ..

مريم: فاتن تذكرين يوم سمية تقط البريد على روحها برحلة المعهد البريطاني

فاتن تضحك على تلك الذكرى المحرجه بالنسبه لسمية وسمية عادت لها الذكريات : هي انتي صج ما فيج خير ما تذكرين

الا السوالف البايخه

فاتن : ههههههههههههههه ذوقي اللي تبين تذوقينها اياه .. علبالج احنا ارفيجات خلاص ماكو احراج..

سمية: عاد هاذي السوده

مريم: اللــــه .. السوده انتي.. والله أنا ابيض وحده فيكن وانجبن ..

فاتن: ههههههههههههه مريوم والله انج فاضيه ..

سمية: اقلج ...(تنظر لمريم وهي تعود للبوظة) اوهوووو يوبا فجيها عن حلجج

فاتن تستمر بالضحك الا ان وصلت اولهن – سمية- لمنزلها وتوادعت مع كلتا صديقتيها.. فاتن استغلت هذه الفرصة لكي

تصارح صديقتها المقربه مريم على ما حلمت به ليلة البارحه

فاتن: ريموو.. بقلج حلمي امس

مريم وهي تتلذذ ببوظتها: شنو..

فاتن: حلمت اني تزوجت..

مريم اندهشت للخبر: ويه مبرووووووك كللولولولولولولولولولش الف الف مبروك

فاتن : هههههههههههههههههه صبري زين ما قلت لج شي ويببتي ؟

مريم: ويه حبيبتي مو عن شي بس انتي كل يوم عروس يا فاتن يا بعد قلبي

فاتن: تسلمين حياتي وياج

مريم بلهفة: على منو عرستي؟

فاتن: حزري

مريم بتفكير: امممم ... خالد البريكي

فاتن : مالت عليج

مريم: محمود بو شهري

فاتن وقفت وهي تمسك على قلبها: جانـــزين

مريم: بو الجازي راعي البريد

فاتن: مصكه بويهج ..

مريم: عيل

فاتن: حزري

مريم بتوسل: هئ هئ فتوون شدراني أنا .. قوليلي؟؟

فاتن تمسك يدها وبكل شاعرية المراهقات: مشعل.

مريم بشاعرية هي الثانيه: ويــــــــه.. والله خوش حلم .. شصار؟

فاتن تشرح الموقف بكل لهفة: كنت لابسة فستان ابيض حلو .. وكنت امشي..بروحي له .. واهو كان ينتظرني.. ليما

وصلت له .. مسك يدي وباس جبيني ورحت وياه لدرب كله ورود

مريم تمسك عبائتها : يا حسرة قلبي .. شصار بعدين؟؟

فاتن تسير بكل رومانسيه: وبس..

مريم: بس..

فاتن: شبعد؟

مريم: يعني خبرج .. بيبي .. ولا انج حامل؟

فاتن باحراج: جبي يا حمارة .. ما عندج الا هالسوالف انتي..؟

مريم: ههههههههههههه سنه الحياه يا الكريهه.. والله انتي ليما تعرسين ما بتييبين عيال؟

فاتن: أي والله.. ابي الف ولد والف بنت.. يالله افضي اللي بقلبي كله

مريم: ااااااه الف بنت والف ولد .. اقول زهبي حالج لضرتج!!

فاتن بغرور: اهو يقدر يعافيني ويتزوج غيري؟

مريم تنظر اليها بفخر: لا .. بس لو كل يوم بطنج منتفخ وكل يوم فيج النسو عليه اكيد بيتزوج عليج وحده ثانيه

فاتن: لو يموووت مااخليه .. شنو .. حلالي يوبا واعرسه على غيري؟

مريم تنظر للارض بكل حزن واسف.. فاتن لاحظت ان مزاج رفيقتها قد تبدل

فاتن بنعومه الحرير: علامج مريوم.. ليش زعلتي؟؟

مريم: زعلت عليج .. انتي تحلمين بشي يمكن ما يتحقق يا فاتن. اهو وين واحنا وين؟

فاتن حست بالحرقة تجتاحها والمرارة بحلقها.. كلام مريم الواقعي احزنها كثيرا ولكنها لم تتخلى عن المرح

فاتن: عادي مريم .. محد قال الاحلام بفلوس.. بالعكس تسد يوع فقير المال مثلي.. وبعدين من يبيني .. أنا احلامي دايما

اهي اللي ترعاني لان محد عندي

مريم : فاتن لا تتكلمين جذي أنا قلبي ما يستحمل

فاتن: ههههههههههههه فديتج انتي والله .. ما اقدر على قلبج احوو عليه ..

مريم وهي تمسح دمعتها الساخنه: اخر مرة تقولين ان ما عندج احد.. أنا وياج يالسباله الكريهه

فاتن : هههههههههههه ان شالله ..

مريم: احبج فتون

فاتن: وأنا بعد

مريم تحظن رفيقتها بالدرب: يعل عيني ما تبجيج يا فتونه ..

فاتن والدموع تتدحرج على خديها : امين ..

وصلت مريم لمنزلها واكملت فاتن طريقها لوحدها.. تقطع الشارع بهدوء الملائكة.. تسير وهي تفكر (بمشعل).. ابن

الجيران .. حكايتها معه كلاسيكية بكل ما تعنيه الكلمة .. هو ابن الجيران الغني وهي ابنه النجار الفقير .. كان اللعب

مسموح لها و ممنوع عليه .. كانت دائما تراقبه من نافذه غرفته .. او برجه كما كان يحب ان يسمية .. تسمع عن اخباره

المتفرقه من اخيها (جراح) المفتون بصديقه الغني الذي تعرف عليه عندما كلف اباها بتنجيد الاثاث بمنزله .. كانت تحس

بان مشعل على الرغم من ثرائه الكبير الا انه فقير الحياه حتى انه لم يكن يملك العديد من الاصدقاء.. عائلته كانت دائما

تحوطه بأولاد عائلته حتى يكون الصداقات معهم .. الا انه كان يميل "لاولاد الشوارع" على حد تعبير والدته المتكبرة

المغرورة.. كان دائما يقف بوسط الشارع مع الاولاد يتحصل منهم على اخر الاخبار التي تحصل بملاعب الكرة .. وغرف

الدراسه بالمدارس الحكوميه .. يستمع لها بشغف كبير.. ويضحك على الحركات العادية التي يقومون بها بالمدرسة .. لانه

بكل بساطه.. محروم منها .. هي لم تتعاطى معه الا بالصغر.. عندما تقف سيارة اهله خارج القصر كي يخرجوا جميعهم

بايام العطلة..الا بذلك اليوم .. يوم مغادرته للحي.. كانت هي تبلغ من العمر عشرة اعوام .. واليوم كان صيفيا بنسمة

ربيعية.. كانت تلهو باحد دماها ومريم تتسلق احدى الشجيرات مع (جراح) ..اتى ناحيتها.. كانت شبه مغمضه العينين من

شده الشمس..

مشعل بابتسامه: شتسوين.

فاتن تنظر اليه بعينين شبه مغمضتين: العب..

مشعل: اشوفج.. بس ليش قاعده بالشمس..

فاتن: ما عندنا زراعه ببيتنا واهناك الصبيان يلعبون واخاف اتعور وياهم

مشعل: انزين ليش ما تلعبين وياهم

فاتن تعود لدميتها: ملل.. كله يتطاققون..

مشعل: هههههههههههه وانتي ما تبين تتطاققين وياهم

فاتن تعود وتنظر اليه: ميانين ..

مشعل ينظر إلى اين يلعب الاولاد: لكنهم عايشين.. على عكسي..

فاتن: ليش.. انت ميت؟

مشعل: ههههههههههههه ... انتي نكته .. شسمج

فاتن: مو شغلك... ( نهضت وهي تسير عنه)

مشعل: خلج انزين أنا بروحفاتن: اصلا ما ابي اقعد بالشمس..

وسارت فاتن عنه الا انه قطع دربها

مشعل: انزين لا تزعلين

فاتن: اشعليك مني زعلت ولا لاء؟

مشعل: اووووووف وايد .. ازعل اذا زعلت اختي الصغيرونة

فاتن لاتعرف لما احست ان هذا الانسان لا يمكن ان يكون اخاها ولكن: لا ما زعلت

يمد يده بقطعه سكاكر: انزين هاج حلاو

فاتن تنظر إلى ما بيده : على كاكاو؟
مشعل: ايه ..


اخذت ما بيده وسارت مبتعدة عنه.. ظل مشعل ينظر اليها باستغراب وبحنية عظيمه.. ولكن اتى صوت امه ليعيده إلى

واقعه المرير.. وذهب مشعل ملبيا نداء امه..

التفتت فاتن للولد الذي – ازعجها – على حد تعبيرها ولكنه لم يكن هناك .. اختفى .. هكذا فقط.

عادت للمنزل وجلست على احد المقاعد المهترئه ولكن المريحه .. وهي تسرح شعر دميتها.. وفجاة دخل اخيها جراح

والدموع تتلألأ بعيونه

جراح : وين امي؟

فاتن: بالمطبخ. ليش؟

لم يعرها جراح انتباها وذهب للمطبخ . فاتن لحقته وسمعت شيئا مما قاله اخوها..

الام تحاول تهدئة ابنها الصغير: علامك يمه بسم الله عليك..

جراح والبكاء يخفي صوته: بيروح يمه .. بيسفرونه بره الديرة .. اهو ما يبي.. لكن كله من امه

ام جراح: لكن يا ولدي اهي امه وتعرف لمصلحته

جراح: يمه حرام يسوون فيه جذي.. ما يستاهل..

ام جراح تلم ابنها الحزين: ماعليه .. بيروح وبيرد ما بيظل هناك على طول

جراح: تصدقين يمه على شويه مااشوفه الا انه بقلبي اكثر من سعد وبدر.. وايد اعزه يمه .. ليش؟

ام جراح تبتسم بحنان: لانك طيب يا وليدي .. وتدري انه ما عنده احد ..

لم يتكلم جراح بل غاب بحظن امه الدافئ يخرج ما تجمع بمكنون فؤاده الصغير وفاتن خرجت مسرعة لكي تعرف من الذي

سيرحل.. رأت جميع الاولاد بالشارع واقفين عند الرصيف الفاصل بين حي القصر وحي المنازل الحكومية..

وقفت بجانب مريم: شصاير؟

مريم: ارفيج جراح بيسافر

فاتن: من. بدر؟

مريم : لا مشعل..

فاتن باستغراب: من مشعل

مريم: مشعل اللي يعيش في القصر

فاتن بصدمه: اللي يعيش بالقصر اهو مشعل؟

مريم: ايه.. ليش ما تدرين

فاتن لم ترد بل ظلت تنظر للاغراض والحقائب التي توضع بالسيارة .. الخدم كانوا اما داخلين او خارجين .. ينفذون اوامر

الأب اللي تبدو على ملامحه التعاسه .. فاتن كانت تنتظر ان يخرج مشعل.. لكي تعاتبه على دموع اخيها العزيز .. واخيرا

خرج مشعل ومعه امه.. كان يبلغ من العمر في تلك اللحظه الثالثه عشر.. فتيا.. ولكن طويل القامة .. اطول من جميع صبية

الحي.. ويبدو لمن لا يعرفه اكبر من عمره .. قبل ان يدخل سيارته استوقفه صوت فاتن ..

فاتن وهي تجري بخفه في الشارع: ليش بجيت جراح

مشعل باستغراب وحزن يرقب العينين الزجاجتين: ما سويت له شي..

الام بكل غرور: يالله يمه ادخل

التفت مشعل لامه وعاد بنظراته للطفله امسك يديها واعطاها شيئا : عطيه جراح ..

فاتن لم تجيبه لانه قد دخل السيارة .. وغادر الحي مبتعدا بالسيارة الفخمه.. وعيون الجميع ترقبه .. بعد اختفائه عاد

الاولاد للعب .. الا طفله واحدة.. ظلت واقفه على قارعة الطريق.. يدق قلبها من باضطراب.. تمسك بيديها ما لا تستطيع ان

تعرف ما هو .. لان عيونها التصقت بالسيارة التي غادرت..

اتت مريم لها وهي تجري: شعطاج؟

فاتن تلتفت لها : عطاني هذا..

فتحت قبضه يديها وظهر ما اعطاها اياه.. كانت قطعه زجاج صغيرة الحجم منحوتة على شكل فرس صغير.. بلا لجام ولا

سرج .. يبدو حرا .. كالطيور ..نظرت إليه فاتن بكل إعجاب ومريم شهقت: اللااااااااااااي .. وايد حلو .. عطاج اياه حقج..؟

فاتن: لا .. حق جراح ..

وركضت فاتن للمنزل وهي تحمل الهدية إلى اخيها الحزين علها تسعده او تريحه قليلا.. جراح امسك الهدية وصعد

الدرجات وهو يمسح دموعه.. كانت الهدية غالية عليه جدا.. لدرجه انه كان يصطحبها معه لكل مكان ..

يااااااااااه .. يا للحياة العجيبة.. مرت سبع سنين مذ غادر مشعل لكي يدرس بالولايات المتحدة الاميركيه .. وها هو خبر

عودته يعيد الحياة للطريق الذي لم يعرفه إلا قليلا.. لكن ظله بقي مع الأولاد .. بكلامهم .. وحكاياتهم .. وبذكرياتهم القليلة

التي احتفظوا فيها إكراما لطيبه مشعل الكبيرة


حاضرين يابنت ابوها جم وحده عندنا :)