الموضوع: القلم الضائع ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-2009, 03:21 AM   #1
كريــــم
(حلا فعّال)
 
الصورة الرمزية كريــــم
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 24130
المشاركات: 417
عدد المواضيع: 26
عدد الردود: 391


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
كريــــم is on a distinguished road

كريــــم غير متصل
افتراضي القلم الضائع ..

القلم الضائع..


فى العَامِ الْخَامِس من شِعْرى
قَدْ جَاءَ الْقَاضِى لِيَسْأَلُنِى
عَنْ عَدَدِ فِـِرُوضِى الْيَوْمِيَّةْ
يَسْأَلُنِى عَنْ حِبْرِى وَوَرَقـِى
عَنْ كُلِّ شِؤُونِي الذَاتِيَّةْ
عَنْ عِطْرِ امْرَأَتـِى وَمَلْبَسِهَا
وَطَبِيْعَة طُرُقـِى الْلَيْلِيَّةْ
سَأَلُونـِى عَنْ عُمْرِ حَنِيْنِى
فى السَّعْى وَرَاءَ الْحُرِّيةْ
سَأَلُونِى عَنْ وِجْهَةِ نَظَرِى
فى طَرِيْقَةِ حُكْمِ الْرَجْعِيَّةْ
عَنْ شَأْنِ الْحَاضِرِ والْمَاضِى
وَمَاذَا أَفْعَلُ بَعْدَ الْعَشِيَّةْ
هَلْ أَخْلُدُ لِلنَوْمِ سَرِيْعَاً
أَمْ أَنِّى أُدَاعِبُ جَارِيَتِى
لِحُدُودِ الْلِيل الْخَلْفِيَّةْ
هَلْ أُدْرِكُ فَرْقَاً فى الْخَيْطَيْنِ
عِنْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ الأولَى
أَمْ أَنِّى أُسَافِرُ عَبْرَ الْبَحْر
لِلَيَالِى الْعِشْقِ الشَرْقِيَّةْ
هَلْ أَكْتُبُ شِعْرَاً فى وَطَنِى
فى عَدَالَةِ شَخْصِ خَلِيفَتِنَا
أَبْقَاهُ اللهُ لَنَا زُخْرَاً
قَدْ يَمْحُو نِصْفَ الاُمِّيَّةْ
سَأَلُونِى مَنْ ذَا يُعْجِبُنِى
فى رَمُوزِ ضَلاَلِ الْحُرِّيَّةْ
سَأَلُونِى عَنْ نَكْهَةِ شِعْرِى
وَجِيُوش نَزَارِ الصَّوْتِيَّةْ

الْقَاضِىْ لَمْ يَرْقُبْ قَوْلِىْ
وَغَادَرَ كَىْ يَغْفُو قَلِيْلاً
ويُدَبِّرَ حُجَجَاً حُكْمِيَّةْ
------

سَجَنُوا حُرُوفى خَلْفَ حَلْقِى
واعْتَقَلُواْ صَوْتِى
قَطَعُواْ أَحْبَالِى الصَّوْتِيّة
حتَّى أفْكَارِى إحْتَجَزُوهَا
لِحِينِ مَعْرِفَةِ الْهَويِّةْ

أَمَّا قَلَمِى
قدْ هَامَ فى عِشْقِ السُّطُور
حِيْنَا يَقٌولْ.. وَحِيْنَاً يَجُولْ
فى الدُرُوبِ الْهَامِشِيَّةْ
قَاْلُوا :
رَأَيْنَاهُ يَمْرَحُ بَيْنَ أَعْمِدَةِ الْجَرَائِدْ
وَيَكْتُبُ رَأْيَهُ فى حُسْنِ لَيْلَى
وفى سِحْرِ حُورِ الْبَابِلِيَّةْ
وقَاْلُوا :
رَأَيْنَاهُ يُتَاجِرُ بِـِالْكَلِمَاتِ ..
فِى سُوْقِ عِشْقٍ لِلنِّسَاءْ
وَيُعْطِىْ حُسُومَاً شِعْرِيَّةْ

وَالْبَعْضُ شَاهَدَ مَقْتَلِهِ
فِى سَاحَةِ الْأفْكَارِ وَالْكُتُبِ الْقَدِيْمَةْ
فى مَدِينَةِ " آل نجوى " السَاحِلِيَّةْ

قَاْلُوا بِـِأَنَّهُ كَانَ سَهْمَا
فى كِنَانَةِ آل بَكْرٍ
حِيْنَ شَدُّوا القَوْسَ يَوْمَا
فـِى الْحُرُوبِ الْجَاهِليَّةْ

فَتَّشْتُ عَنْهُ بَيْنَ أَقْلاَم الْيَهُودْ
حِيْنَ أَلْقَى كُلُّ حَبْرٍ يَرَاعَهُ
منْ يَسْتَضِيفُ ضِيَاءَ مَرْيَمْ
فى رِبُوعِ النَّاصِرِيَّةْ


بَحَثْتُ عَنْهُ فى كُتِبِ التَّارِيخ لَعَلَّنِى
أُبْصِرُ كُلُّ أَبْعَادِ الْقَضِيَّةْ
فَقََرَأْتُ أَنَّهُ قَدْ كَانَ سَيْفَاً
فى حُرُوبِ الْقَادِسِيَّةْ
وَأَنَّهُ حَمَلَ الْلِوَاءَ .. بِبَطْحِ مَكَةَ
وَأَنَّهُ كَانَ شَهِيْدَاً فى ضَرِيْحِ الْعَامِرِيَّةْ

وَأَنِّهُ كَانَ إِزْمِيْلاً يُسَجِلُ كَيْفَ كَانُوا
فَوْقَ أَرْكَانُ الْمِسَلَّةَ
فى نِقُوشٍ مَعْبَدِيَّةْ

وَبَقِيْتُ وَحْدِى بَيْنَ جُدْرَانِ الْوَطَنْ
أَبْحَثُ لِى عَنْ طَوْقٍ يَمْنَحُنِى النَّجَاةْ
أَوْ عَنْ طَرِيْقٍ لَلْهُرُوبِ
مِنْ سِجُونِ الأَبْجَدِيَّةْ
------
أُحْصِى الأَيَّامَ بَالطَّبْشُورِ
عَلَى جَدَارٍ لِلْوَطَنْ
وَتَارَة أُحْصِيْهَا
عَلَى جَدَارِ دَارِ جَارَتِنَا
وَكَثِيْرَا مَا أُضَيِّعُهَا
وَأَنَا أُرَاقِبُ جَارَتِى
مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الْعَشِيَّةْ
-------
بِالأًمْسِ مَاتَ صَدِيقِى خَالِدْ
ضَبَطُوهُ يَحْلُمُ ذَاتَ يَوْمٍ .. فَأَعْدَمُوهْ
هَوَ يَسْتَحِقْ
كَيْفَ يَحْلُمُ خَلْفَ أَسْوَار الْقَبِيْلَةِ
دَوْنَمَا تَصْرِيْحٍ مِنَ الْبَلَدِيَّةْ
أَوْ صَكْاً كَبِيْرَاً مِنَ الْخَلِيْفَة
بـِخَمْسِينَ سِنَةٍ وَعِشْرِينَ غَفْوَة
أَوْ شِيْكَاً مِنَ سِمِوْهِ مَصْرِفِيَّةْ
بِأَلْفِ حُلْمٍ .. وَرُؤْيَتَين
وَلَيْلَةٍ قَمَرِيَّةْ

عَلَّمُوهُ أَنْ يَنَامَ مِثْلُ الْخَيْل
وَحَرَّمُوا الرُّقُودَ عَلَيه
وَحَظَرُوا عَلَيهِ نَوْمَ الأَسِرَّةِ
قَالُوا: لِدَوَاعٍ أَمْنِيَّةْ !

ثََََـَلاَثُونَ عَامَاً لَمْ يُضَاجِعْ لَهُ وِسَادَة
ثَلاَثُونَ عَامَاً يُبْدِى اشْتِيَاقَاً لِلْسَرِيرْ
لِلْمِلاَءَاتْ .. لَلشَّرَاشِفِ .. وَمَفْرَشِهِ الْحَرِيرْ
وَغَفْوَةٍ لَيْلِيَّةْ
هِيييهْ .. يَرْحَمُهُ الله



مَاتَ فَوْقَ أَعْتَابِ الْخَلِيفَة
كَانَ يَحْلُمُ أَنْ مِصْرَ هِىَ الْعِرَاق
وَأَنْ عَاصِمَة السُّودَانِ هِىَ الرِّيَاض
وَأَنَّ خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ مِنْ مَوَالِيدِ الصَّعِيْد
وَأَنَّ طَنْجَةَ عَلَى الْحُدُودِ الْفَارِسِِبَّةْ

صَعَقُوهُ قَبْلَ الشَّنْقِ .. خَمْسِينَ مَرّة
وَمَنَحُوا ظَهْرِهِ سَبْعِينَ جَلْدَة

هُوَ يَسْتَحِقْ
قَدْ خَاضَ جَهْرَاً دُونَ أَىَّ تَحَسُّبٍ
فى ذِكْرِ نُورِ الْهَاشِمِيَّةْ

قَبْلَ أَنْ يَجْلِدُوهُ قَطَعُوا يَدَه
قَالُوا سَرَق
سَرَقَ الْحَقِيْقَةَ مِنْ نِصُوصِ الأَبْجَدِيَّةْ
وَأَرَادَ أَنْ يَعْطِى الْقَصَائِدَ حُكْمَاً مُسْتَقِلاً
وَأرَادَ أَنْ يُعْطِى
نَقْشَاًا جَدِيدَاً لِلْحُرُوفِ الْحَجَرِيَّةْ
وَأَرَادَ أَن يَخْتَارْ
أِسْمَاً جَدِيْداً لِلنَّهَارْ
وَأَرَادَ أَنْ..
يُنْهِى عُصُورَ الْجَاهِلِيَّةْ

-------
أَخْبَرَنِى مَنْ لاَ يَكْذِبُنِِى
أَنَّهُ قَدْ شَاهَدَ لِى قَلَماً
فى حُرُوبِ الْجُمْلَةِ وَالْكلِمَةْ
بِحُدُودِ النَّصِ الشَّرْقِيَّةْ

حَدَّثَََنِى الآخَرَ يَنْصَحُنِى
أَنْ أَحْجِزَ كَشْفاً عَادِيَّا
بِعِيَّادَةِ طِبٍ نَفْسِيَّةْ
فَأَنَا مَجْنُون فى رَأْسِى
وَأُعَانِى هَلاَوِسَ فِكْرِيَّةْ
أَجْعَلُ مِنْ قَلَمِى مُشْكِلَة
وَكَأَنِّى أُخَبأُ فى قَلَمِى
خِطَطَاً وَرُؤُوسٍ نَوَوِيَّةْ

وَالثََالِثُ حَلَّلَ لِى وَضْعِى
بِقَنَاةِ النِّيلِ الْيَّومِيَّةْ
أَنِّى أَحْتَاجُ لِمُعْجِزَةٍ
كَىْ أَخْرُجَ مِنْ حَرْفِى لِلُغَةٍ
لاَ تَعْرِفُ سَقْفَ الْحُرِّيََّةْ

-----

وَبَقِيتُ وَحْدِى بَيْنَ جُدْرَانِ الْوَطَنْ

أَتَرَقَّبُ مَوعِدَ أِعْدَامِى
أُسْقِطُ أَورَاقِى وَأَيَامِى
بِنَتِيجَةِ وَقْتٍ هِجْرِيَّةْ
فى الْيَومِ الرَابِعِ مِنْ قَمَرِى
يَأْتِى السَيَّافُ لِيَسْحَبُنِى
كَىْ يَقْطَعَ جِيْدِى الْوَرَقِيَّةْ
يَقْصِفُ لِى هَامَةَ أَقْلاَمِى
وَيُقَيِّدَ فِكْرِى وَهَيَامِى
بِقَصَائِدَ شِعْرٍ وَهْمِيَّةْ
---------
وَبَقِيْتُ وَحْدِى بَيْنَ طَيَّاتِ الْكَفَنْ
أُحْصِى أَيَّامِى الْفَرْدِيَّة
عَلَى خِيُوطٍ لِلنَسِيْج
وَعَلى جِدَارِ الْمِقْبَرَة
أُحْصِى الأَيَّامَ الزُّوجِيَّةْ
أَنْتَظِرُ النَّفْخَةَ فى قَلَمِى
لِيَعِيشَ سُطُور أَبَدِيَّةْ


كريم عصام
التوقيع:
  رد مع اقتباس