عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2011, 05:46 AM   #2
دينا احمد

نائبة الإدارة

 
الصورة الرمزية دينا احمد
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Nov 2005
رقم العضوية: 16799
المشاركات: 56,501
عدد المواضيع: 2821
عدد الردود: 53680
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
دينا احمد is on a distinguished road

دينا احمد غير متصل
افتراضي رد: $$$ أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم $$$

سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ويفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا".

من مزايا خلقه صلى الله عليه وسلم :

قد تجد من البشر من يعجبك خلقه ولا تمل عن الحديث عن حسن خلقه وأدبه، وتتمنى أن يرزقك الله شيئاً مما رزقه الله من خلق، ولا شك أن الله تبارك وتعالى قد خص طائفة من الناس بشيء من ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد قيس: "إن فيك خلتين يحبهما الله الحلم والأناة"، قال: يا رسول الله أنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما؟ قال:" بل الله جبلك عليهما"، قال: الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما الله ورسوله. رواه أبو داود وأحمد وأصله في مسلم.

لكن النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان في القمة في كل مجال وميدان من ميادين الخلق إلا أن له من المزايا والخصائص ما لا تراه لسائر البشر، إنه إن ذكر أهل الحلم فهو أحلم الناس، وإن ذكر أهل الغيرة فهو أغير الناس، وإن ذكر أهل الشجاعة فهو أشجع الناس، وإن ذكر أهل الجود فهو أجود الناس ، فهو في كل باب من أبواب الخلق الحسن قد بلغ أحسن غاية يمكن أن يبلغها أحد من الناس لكنه مع ذلك قد اجتمع له من المزايا ما ليس لغيره، ومنها:

أولا: التكامل:

إن البشر الذين يضرب بهم المثل في حسن الخلق قد اشتهروا في باب أو ميدان واحد من الميادين، فلا يكاد يعرف عنهم غيره، أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد جمع الله تبارك وتعالى فيه كمال الخلق في كل مجال وفي كل باب، تحدث عما شئت، وائت بالشواهد من هنا وهناك فلن ترى أصدق شاهداً مما روي عن هذا الرجل العظيم، تحدث عن الجود والكرم، وتحدث عن الحلم والرحمة والصبر عن أي خلق حسن، فسترى النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ الغاية فيه.

وصدق من قال في وصفه:

فإذا سخوت بلغت بالجود المدى وفعلت ما لا تفعل الكرماء

وإذا عفوت فقادراً ومقـــــــدراً لا يستهين بعفوك الجهـــلاء

وإذا رحمت فأنـــــت أم أو أب هذان في الدنيا هما الرحماء

وإذا غضبت فإنما هي غضبـــــة للحق لا ضغن ولا بغضــــاء

وإذا رضيت فذاك في مرضاتـــه ورضى الكثير تحلم وريــاء

وإذا خطبت فللمنابر هــــــــزة ترعو النديَّ وللقلوب بكاء


ثانياً: جمع المتقابلين:

كثيرٌ من البشر حين يرزق خلقاً قد يطغى عليه في مواقف كثيرة ويخرجه عن الحق، فمن رزق الرحمة وصار صاحب قلب رحيم يتحدث الناس عن رحمته قد يأتي موطن يتطلب منه سوى ذلك فتغلبه الشفقة، وقل مثل ذلك في من رزق السخاء والجود؛ فقد يتحول ذلك إلى سرف وتبديد للمال، والذي رزق الشجاعة قد تتحول إلى باب من أبواب التهور أو قد تخرجه من الحق في موقف من المواقف وفي موطن من المواطن.

أما النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يرد سائلاً ولا شافعاً، يقبل شفاعة الأمة والعبد والكبير والصغير، فها هو في موقف يشفع لديه حبه وابن حبه فيغضب ويتمعر ،

عن عائشة - رضي الله عنها - أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا: ومن يكلم فيها رسول الله ؟

فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أتشفع في حد من حدود الله؟"

ثم قام فاختطب ثم قال:"إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".

ثالثاً: عدم الضعف:

بعض الناس حين يرزق خلقاً حسناً يتحول إلى رجل ضعيف فيسيطر عليه هذا الخلق، ولا يستطيع أن يقف مواقف صارمة وجادة فتقعد به طبائعه وسجاياه، أما النبي فيجمع الله تبارك وتعالى بين تمام الخلق وبين القوة والجرأة في الحق فهو صلى الله عليه وسلم صاحب الرحمة ومع ذلك يقول عن نفسه بعثت بالسيف بين يدي الساعة وجعل رزقي تحت ظل رمحي.

وبعد ذلك ننتقل في ما تبقى من الوقت إلى جولة سريعة مع بعض الجوانب من خلقه وهي لمجرد التمثيل لا الحصر، فهي إشارات عاجلة إلى بعض الجوانب مما تميز به من محاسن الأخلاق.

فمن خلقه صلى الله عليه وسلم التواضع : حين يكون لبعض منزلة عند الناس فهو عرضة لأن يدخل في قلبه شيء من الكبر ، وقد يرى أن هذا من تمام المحافظة على هذه المنزلة التي اكتسبها عند الناس ألا يتواضع لهم، وأي رجل أحق بالتقدير والتوقير والاحترام منه ومع ذلك كيف كان شأنه وتواضعه صلى الله عليه وسلم ؟

كان كما حكى عنه عبد الله بن أوفى رضي الله عنه فيما رواه النسائي والدارمي يكثر الذكر ويقل اللغو ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة ولا يأنف ولا يستنكف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي لهما حاجتهما.

ومن خلقه صلى الله عليه وسلم الرحمة: بل إن الله تعالى إنما أرسله رحمة للعالمين عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله ادع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم :"إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة".

ورحمته التي لا تقف عند حد البشر بل تجاوز ذلك إلى البهائم؛ فعن عبد الله بن جعفر قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ذات يوم فأسر إلي حديثا لا أحدث به أحدا من الناس، وكان أحب ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته هدفا أو حائش نخل، قال فدخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا جمل فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه فأتاه النبي فمسح ذفراه فسكت فقال:"من رب هذا الجمل؟" لمن هذا الجمل فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال:" أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها ؟ فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه"

فها هو صاحب القلب المليء بهموم الناس وهموم الأمة أجمع يجد مكاناً لأن يعتني بشأن دابة من الدواب وبهيمة من البهائم، وكأن هذا الجمل قد أدرك حين رأى الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لن يعدم مكاناً في قلب هذا الرجل العظيم.

وحين رأى أصحابه حمرة فأخذوا فراخها فجاءت الحمرة فجعلت تفْرِش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها".

إن النبي الذي يرحم هذه البهائم والدواب كيف ستكون رحمته لسائر الناس، وكيف ستكون رحمته للمؤمنين؟

لهذا وصفه الله سبحانه وتعالى بأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم، وفي هذا أسوة لكل من ولاه الله أمانة ومسؤولية على المسلمين صغرت أم كبرت أياً كان أباً أو معلماً أو موجهاً أو أميراً، أن يحمل في قلبه الرحمة لمن وُليَّ عليهم، لهذا أخبر النبي أن أولئك الذين لا يرحمون الناس لا يرحمهم الله تعالى،

استنكف رجل أن يرى النبي يقبل صبياً من الصبيان فقال: تقبلون صبيانكم؟ فقال له صاحب القلب الرحيم: "أو أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة" وفي موقف آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم :"من لا يرحم لا يرحم" ومن رحمته بأمته دعا فقال:"اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه".

ومن من خلقه الحياء: ويكفي في ذلك شهادة الله بقوله عز وجل ( إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحي من الحق) .

ويقول أبو سعيد الخدري رضي الله فيما رواه الشيخان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه.

ومن خلقه العفو والتنازل عن حقه: عن عائشة - رضي الله عنها – قالت : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل.

ومن خلقه أيضاً حسن منطقه : عن عائشة - رضي الله عنها -أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال : "بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة"، فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه فلما انطلق الرجل قالت له عائشة: يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسول الله : "يا عائشة متى عهدتني فحاشا؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره" رواه البخاري.

ومن حسن خلقه أن كان لا يرد سائلاً : عن جابر رضي الله عنه يقول ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قط فقال لا.

عن ابن عباس-رضي الله عنه- قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا نبي الله، ثلاث أعطنيهن، قال: نعم، قال: عندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها، قال: نعم، قال ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك، قال: نعم، قال: وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين، قال: نعم، قال أبو زميل ولولا أنه طلب ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ما أعطاه ذلك؛ لأنه لم يكن يسأل شيئا إلا قال نعم.

ومن خلقه مراعاته لمشاعر الناس: وهو جانب دقيق وعجيب في سيرته وشواهده كثيرة، منها ما يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه أثر صفرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم قلما يواجه رجلا في وجهه بشيء يكرهه، فلما خرج قال:"لو أمرتم هذا أن يغسل هذا عنه".

وفي الصحيحين أنهصلى الله عليه وسلم أهدى إليه رجل صيداً وهو محرم فرده فلما رأى ما في وجهه قال:"إنا لم نرده عليك إلا أنا حُرم".

وحين جاء مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - وأصحابه إلى النبي فبقوا عنده أياماً، قال مالك: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا فظن أنا قد اشتقنا إلى أهلنا فسألنا عمن تركناه من أهلنا فأخبرناه فقال:"ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا عندهم وعلموهم ومروهم، إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم".

وحين تقرأ في سيرته صلى الله عليه وسلم ترى أنه كان يدرك هذه المشاعر وكان يراعيها، بل كان يرعى ذلك وهو في عبادته وصلاته، فيخبر عن نفسه أنه يدخل الصلاة وهو يريد أن يطيلها فيخفف خشية أن تفتن أمته، مع أنه دعا إلى أن تصلي المرأة في بيتها، فكيف بأولئك الذين أوجب الله عليهم صلاة الجماعة.

ومن خلقهصلى الله عليه وسلم اهتمامه بالناس: وهو خلق عجيب، وقد دونت بعضاً مما رأيته في سننه فرأيت أن الأمر يطول، ومن ذلك مثلاً ما يرويه عثمان رضي الله عنه :"إنا والله صحبنا الرسول في السفر والحضر، وكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير وإن أناسا يعلموني به ، عسى أن لايكون أحدُهم رآه قط. رواه أحمد.

وها هو صلى الله عليه وسلم حين ماتت امرأة كانت تقم المسجد فحقَّر الناس شأنها وصلوا عليها ودفنوها بليل، قال رسول الله :"هلا آذنتموني؟" فيذهب إلى قبرها ويصلي عليها.

وحين مرض شاب غلام من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتاه يعوده ، وهو زيد بن أرقم الذي جاء إلى النبي راوياً له ما قاله ابن أبي فقال النبي : قد وفت أذنك يا غلام ، إنه لا يستنكف ولا يتكبر أن يعود هذا الغلام، فهو يهتم بشأن خاصة أصحابه، ويهتم بشأن الأعراب والصبيان والقريب والبعيد، بل يبلغ هذا الأمر عنده شأناً عجيباً،

كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً فدخل أبو بكر فلم يعدل جلسته فلما دخل عمر كان كذلك، فلما دخل عثمان تهيأ النبي صلى الله عليه وسلم وعدل جلسته فيقال له في ذلك فقال : "إن عثمان رجل حيي فإني يخشى أن يراني هكذا فأخشى ألا يبلغ حاجته" انظروا إلى هذا القدر من رعايته واهتمامه بشأن الناس.

تأتي امرأة في عقلها شيئاً فتنطلق بالرسول وتحدثه بحاجتها، تأتي إليه بريرة وهي أمة حين عتقت فيشفع لديها صلى الله عليه وسلم أن تعود إلى زوجها.

يهتم النبي صلى الله عليه وسلم بشأن هؤلاء وهو الذي يقود الأمة ويواجه اليهود وغطفان وقريش والمنافقين والأعراب من هنا وهناك، وهو الذي يتحمل القضاء للناس والفتاوى وحل شؤونهم وتعليمهم.

إنك لو أردت أن تستكثر من هذه الشواهد لشعرت أن المقام يضيق بك، فما أحوج طلبة العلم وما أحوج الذين يتصدون لدعوة الناس إلى الله وتعليمهم وتربيتهم أن يعتنوا بشأن الناس ولو بكلمة طيبة أو اعتذار لطيف أو حسن استقبال

فذلك قد يكفي ويخلق من المحبة لدى قلوب الناس الكثير، بل المرء يفعل ذلك تديناً وحسن خلق قبل أن يكون لأجل أن يكسب الناس ومودتهم .

أسأل الله أن يرزقنا التأسي بنبيه صلى الله عليه وسلم وأن يحسن خُلقنا إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين



م / الايميل
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس