الموضوع: وداعا ً رمضان
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-07-2015, 02:25 PM   #1
~القيصر~
][§¤حلا ذهبي ¤§][
 
الصورة الرمزية ~القيصر~
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Nov 2005
رقم العضوية: 16792
المشاركات: 3,506
عدد المواضيع: 170
عدد الردود: 3336


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
~القيصر~ is on a distinguished road

~القيصر~ غير متصل
افتراضي وداعا ً رمضان

░▒▓█ وداعا ً رمضان ░▒▓█



هاهي أيام رمضان قد انقضت ، ولياليه قد تولت .

انقضى رمضان و ذهب ليعود في عام قادم ، انقضى رمضان شهر الصيام و القيام ، شهر المغفرة و الرحمة .

انقضى رمضان و كأنه ما كان .

آيا رمضان ماذا أودع فيك صالحات ، و ماذا كتبت فيك من رحمات .

كم من صحائف بيضت ، وكم من رقاب عتقت ، وكم حسنات كتبت .

انقضى رمضان و في قلوب الصالحين لوعة ، وفي نفوس الأبرار حرقة
.
و كيف لا يكون ذلك ؛ و هاهي أبواب الجنان تغلق ، و أبواب النار تفتح ، و مردة الجن تطلق بعد رمضان .

انقضى رمضان : فا ليت شعري من المقبول فنهنيه و من المطرود فنعزيه
.
انقضى رمضان فماذا بعد رمضان ؟

لقد كان سلف هذه الأمة يعيشون بين الخوف و الرجاء .

كانوا يجتهدون في العمل فإذا ما انقضى وقع الهم على أحدهم : أقبل الله منه ذلك أم رده عليه .

هذه حال سلف هذه الأمة فمل هو حالنا ؟

و الله إن حالنا لعجيب غريب
.
فو الله لا صلاتنا كصلاتهم، و لا صومنا كصومهم ، ولا صدقتنا كصدقتهم ، و لا ذكرنا كذكرهم ؟

لقد كانوا يجتهدون في العمل غاية الاجتهاد، و يتقنونه و يحسنونه ، ثم إذا انقضى خاف أحدهم أن يرد الله عليه عمله .

و أحدنا يعمل العمل القليل و لا يتقنه ولا يحسنه ، ثم ينصرف وحاله كأنه قد ضمن القبول و الجنة .

فيا أخي عليك أن تعيش بين الخوف و الرجاء ، إذا تذكرت تقصيرك في صيامك وقيامهم ؛ خفت أن يرد الله عليك

ذلك ، و إذا نظرت إلى سعة رحمة الله ، وأن الله يقبل القليل ويعطي عليه الكثير ، رجوت أن يتقبلك الله في

المقبولين .


أن لكل شيء علامة ، وقد ذكر العلماء أن من علامة قبول الحسنة أن يتبعها العبد بحسنة أخرى




فما هو حالك بعد رمضان ؟


هل تخرجت من مدرسة التقوى في رمضان فأصبحت من المتقين
.
هل تخرجت من رمضان و عندك عزم الاستمرار على التوبة و الاستقامة ؟

هل أنت أحسن حالا بعد رمضان منك قبل رمضان ؟

أن كنت كذلك فاحمد الله ، و إن كنت غير ذلك فابك على نفسك يا مسكين فربما أن أعمالك لم تقبل منك ، وربما

أنك من المحرومين و أنت لا تشعر.

أقسام الناس بعد رمضان
:
لقد انقسم الناس بعد رمضان إلى أقسام

1- الصنف الأول : قوم كانوا على خير وطاعة ، فلما جاء رمضان شمروا عن سواعدهم ، وضاعفوا من جهدهم

وجعلوا رمضان غنيمة ربانية ، و منحة إلاهية ، استكثروا من الخيرات ، و تعرضوا للرحمات ، وتداركوا ما فات ،

فلعله أن تكون قد أصابتهم نفحة من النفحات .

فما انقضى رمضان إلا و قد حصلوا زادا عظيما، علت رتبتهم عند الله ، و زادت درجتهم في الجنات، و ابتعدوا عن

النيران .

علموا أن لا مستراح لهم إلا تحت شجرة طوبى، فاتعبوا هذه النفوس في الطاعات .

علموا أن الصالحات ليست حكرا على رمضان ، فلا تراهم إلا صوما قوما ،

حافظوا على صيام الست في شوال ، حافظوا على صيام الاثنين و الخميس و الأيام البيض.

دمعتهم على خدودهم في جوف الليل، و عند الأسحار استغفار أشد من استغفار أهل الأوزار .

.يعيشون بين الخوف و الرجاء، حالهم كما قال الله ( و الذين يؤتون ما آتوا و قلوبهم و جلة أنهم إلى ربهم راجعون ).

في السنن من حديث عائشة ( قالت : قرأ رسول الله هذه الآية ، فقلت يا رسول الله : أهم الذي يسرقون و يزنون و

يشرب الخمر و يخافون من الله .

فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يا ابنة الصديق ، ولكنهم أقوام يصلون و يصومون و يتصدقون و يخافون أن

يرد الله عليهم ذلك ) فهؤلاء هم المقبولون ،هؤلاء هم السابقون ، هؤلاء هم الذين عتقت رقابهم ، و بيضت صحائفهم .

فطوبى ثم طوبى لهم.

2- الصنف الثاني : قوم كانوا قبل رمضان في غفلة و سهو و لعب ، فلما أقبل رمضان أقبلوا على الطاعة و العبادة

، صاموا و قاموا ، قرأوا القران و تصدقوا ودمعت عيونهم و خشعت قلوبهم ، و لكن ما أن ولى رمضان حتى عادوا

إلى ما كانوا عليه ،عادوا إلى غفلتهم ، عادوا إلى ذنوبهم .

فهؤلاء نقول لهم :

من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد مات ، و من كان يعبد الله فان الله حي لا يموت .

أن الذي أمرك بالعبادة في رمضان هو الذي أمرك بها في غير رمضان .

يا عبد الله

يا من عدت إلى ذنبوك و معاصيك و غفلتك :

تمهل قليلا ، تفكر قليلا:

كيف تعود إلى السيئات ، و ربما قد طهرك الله منها .

كيف تعود إلى المعاصي و ربما محاها الله من صحيفتك

يا عبد الله

أيعتقك الله من النار فتعود إليها ؟ أيبيض الله صحيفتك من الأوزار و أنت تسودها مرة أخرى ؟

يا عبد الله :

آه لو تدري أي مصيبة وقعت فيها .

آه لو تدري أي بلاء نزل بك ، لقد استبدلت بالقرب بعدا، و بالحب بغضا .

يا عبد الله

إياك أن تكون كالتي نقضت غزالها من بعد قوة انكاثا .

لا تهدم ما بنيت ، لا تسود ما بيضت ، لا ترجع إلى الغفلة و المعصية فو الله أنك لا تضر إلا نفسك

يا عبد الله إنك لا تدري متى تموت ، لا تدري متى تغادر الدنيا .

فاحذر أن تأتيك منية و أنت قد عدت إلى الذنوب و المعاصي . و تذكر ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )

فغير من حالك ، اترك ذنوبك ، أقبل على ربك حتى يقبل الله عليك .

3- الصنف الثالث : قوم دخل رمضان و خرج رمضان ، وحالهم كحالهم ، لم يتغير منهم شيء ، ولم يتبدل من أمر ،

بل ربما زادت آثامهم ، وعظمت ذنوبهم ، و اسودت صحائفهم ، و زادت رقابهم إلى النار غلا . هؤلاء هم الخاسرون

حقا . عاشوا عيشة البهائم ، لم يعرفوا لماذا خلقوا عوضا أن يعرفوا قدر رمضان و حرمة رمضان ، ولقد سمعت و

الله أحدهم يتبجح و يجاهر بالفطر في نهار رمضان . فهؤلاء ليس أمام حيلة معهم إلا أن ندعوهم إلى التوبة

النصوح ، التوبة الصادقة ، و من تاب ، تاب الله عليه.

وإليك يا أخي كلمات من كلمات سلف هذه الأمة ، فو الله أن كلامهم لقليل و لكنه يحي القلوب .

قال أبو الدرداء : ( لو أن أحدكم أراد سفرا ، أليس يتخذ من الزاد ما يصلحه ؟ قالوا: بلى .

قال: سفر يوم القيامة أبعد ، فخذوا ما يصلحكم ؛

حجوا لعظائم الأمور .

صوموا يوما شديد حره لحر يوم النشور .

صلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور .

تصدقوا بالسر ، ليوم قد عسر )

و قال الحسن البصري : ( إن الله جعل رمضان مضمار لخلقه ؛ يتسابقون فيه بطاعته

فسبق قوم ففازوا ، وتخلف آخرون فخابوا .

فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون و يخسر المبطلون )

اللهم اجعل ما نقول حجة لنا لا علينا

(منقول من احدى المواقع)


  رد مع اقتباس