عرض مشاركة واحدة
قديم 28-07-2011, 01:09 AM   #2
شمس القوايل

نائبة الإدارة

 
الصورة الرمزية شمس القوايل
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: May 2007
رقم العضوية: 35230
المشاركات: 42,377
عدد المواضيع: 1355
عدد الردود: 41022


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
شمس القوايل is on a distinguished road

شمس القوايل غير متصل
افتراضي رد: :::: كيف نتواصى فيما بيننا ( 2 ) ::::

الوصية قد تغير مسار الحياة ونماذج من ذلك



أحياناً تكون الوصية مما يجعل الإنسان حراً في مواقفه، هذا عبد الحميد بن



باديس -عالم الجزائر في وقته-، قال: وإني لأذكر للشيخ حمدان لونيسي وصية



أوصاني بها، وعهداً عهد به إلي، أذكر أثره على نفسي ومستقبلي وحياتي وتاريخي



كله، فأجد نفسي مديناً لهذا الرجل إدانة بمنة لا يقوم بها الشكر، فقد أوصاني



وشدد علي: ألا أقرب الوظيفة، ولا أرضاها ما حييت، ولا أتخذ علمي مطية لها،



هذا مهم بالنسبة للعلماء في حرية صدعهم بالحق، وقال: وأذكر للشيخ محمد



النخلي كلمة لا يقل أثرها في ناحيتي العملية عن تلك الوصية، كنت متبرماً من



أساليب بعض الكتاب أو المصنفين في التأويلات الجدلية والفلسفية، فقال:



اجعل ذهنك مصفاة لهذه الأساليب المعقدة، يسقط الساقط ويبقى الصحيح،



قال: فنفعتني هذه الوصية.



وهكذا عماد الدين الواسطي كثرت عليه قضية علم الكلام والفلسفة، فلقي شيخ



الإسلام ابن تيمية فأوصاه بوصية قال: عليك بقراءة السنة النبوية، فإنها الوصفة



الكافية الشافية.



محمد بن عوف -أبوه عالم- لكن الابن لاعب كرة وهو صغير، فالكرة سقطت



في المسجد بالقرب من المعافا بن عمران، قال: فدخلت لآخذها فقال:



ابن من أنت؟ قلت: ابن عوف بن سفيان، قال: إن أباك كان من إخواننا، ويكتب



معنا الحديث والعلم، والذي يشبهك أن تتبع ما كان عليه أبوك، قال: فصرت إلى



أمي فأخبرتها، قالت: صدق، هو صديق لأبيك، فألبستني ثوباً وإزاراً، ثم بعثتني



إليه، فصار يطلب عنده العلم.



جملة واحدة تغير المسار يا عباد الله، ولا بد من الوصية بالزهد في الدنيا



ولو تبصر الدنيا وراء ستورها رأيت خيالا في منام سيصرم



كحلم بطيف زار في النوم وانقضى المنام وراح الطيف والصب مغرم



وظل أتته الشمس عند طلوعها سيقلص في وقت الزوال ويفصم



ومزنة صيف طاب منها مقيلها فولت سريعا والحرور تضرم



ومطعم ضيف لذ منه مساغه وبعد قليل حاله تلك تعلم



كذا هذه الدنيا كأحلام نائم ومن بعدها دار البقاء ستقدم



فجزها ممرا لا مقرا وكن بها غريبا تعش بها حميدا وتسلم



أو ابن سبيلٍ قال في ظل دوحة وراح وخلا ظلها يتقسم



فيا عجبا كم مصرع وعظت به بنيها ولكن عن مصارعها عموا





نعم يموت الأموات ويذهبون ولكن الاتعاظ قليل.



وكما أن هناك وصايا طيبة فهناك وصايا ضارة ومحرمة:



(وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) (نوح:23).



(وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ) (صّ:6)





وقال الله عن المشركين:



(كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ.أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ

هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) (الذريات:52- 53)



وهكذا يوصي أولهم آخرهم بالشر والكفران، وهكذا تجد اليوم أهل الشر

والفساد يوصي بعضهم إلى بعض باستمرار المسيرة، أي مسيرة؟!.

اللهم إنا نسألك الثبات حتى الممات،والحمد لله رب العالمين.





المصدر : اسلام ويب

الشيخ محمد صالح المنجد
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس