عرض مشاركة واحدة
قديم 28-07-2006, 09:52 AM   #35
ملاكي الوحيد
(حلا متميز)
 
الصورة الرمزية ملاكي الوحيد
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2006
رقم العضوية: 23354
الدولة: ابحث عني !!!
المشاركات: 522
عدد المواضيع: 64
عدد الردود: 458


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
ملاكي الوحيد is on a distinguished road

ملاكي الوحيد غير متصل
افتراضي مشاركة: نظرة حب ...من جديد ..من ملاكي ..ارجو التثبيت

الجزء الرابع عشر
الفصل الاول
-------------
يعلن مطار الكويت عن مغادرة الرحلة رقم 137 من الكويت إلى بوسطن الولايات المتحدة الأميركية.. فعلى السادة المسافرين التوجه إلى البوابة رقم b2 وشكرا..

هذا النداء اللي أعاد فاتن إلى الواقع.. نداء رحلة الغربة.. ويــــه سرحت وايد.. يمكن تركوها لمدة ساعة كاملة.. وينهم للحين؟؟ تأخروا اليوم الصبح وهو ياين المطار.. لان سيارة جراح ما طاعت تشتغل اليوم.. حرارتها ارتفعت وظلت مكانها.. وانتظروا مساعد اللي كان يكمل باقي اشغاله في المكتب.. واول ما وصل لهم تحركو من البيت..

وداع اهلها كان مرير وحزين.. مع ان اخوانها الصغار راحو الصبح للمدارس.. بكى عبد العزيز وراح المدرسة بدموعه.. على غير العوايد اليوم خالتهم اللي وصلتهم.. مناير ما بغت حتى انها تحط ويهها في ويه فاتن.. لانها من تشوفها تبكي.. فاتن ابتسمت لهالذكرى لانها من تذكر طفولتها وحياتها مع اختها تذكر الهوشات والمضارب والمخاصم.. ههههههههههه يا حلوها مناير.. ما بتابع مراحل كبرها.. بتكبر وبتصير حرمة وأنا مو معاها.. يالله الدنيا نصيب.. ومو نصيبي اكون معاها.. لكن اللي كسر خاطري اهو عزوز.. فديت عمره.. بس اوصل بتصل في البيت وبكلمه.. بطيب خاطره لان الصبح كان متأخر على المدرسة..

وداع مريم اللي طبعا ليلة البارح ما فارجتها وظلت معاها لي وقت متاخر.. ومساعد.. اللي الحين رسميا صار زوجها.. ما عارض هالشي.. وظلت تواسيها وتهديها وكل شوي تبجي على المستقبل.. الحزين اللي انرسم لهم بالفراق.. ما قدرت مريم في يوم من الايام قبل هاللحظة انها تتخيل بفراقهم!! فاتن ومريم كل عمرهم كانو مع بعض.. حتى بالسفر .. مرة مرضت مريم قبل لا تروح العمرة وكانت هذي فرصة لها بالعيارة انها ما تقدر تروح الا ومعاها احد يباريها.. أي انها تبي فاتن.. وابوها اللي كان يحبها ومثله مثل مساعد ما يقدر يرفض لها طلب سأل بو جراح الله يرحمه انه يخليها تسافر معاهم وابو جراح ما رفض وراحت فاتن مع مريم ولؤي ونورة وام مساعد الى العمرة.. مساعد ما كان موجود كالعادة لانه كان قاعد في البيت مستغل هالفرصة للعزاء والنحيب على الحب الضائع..
سفر فاتن هذي المرة كان مميز.. صج انه حملها الى بلاد بره لاول مرة بحياتها واهي عمرها ما عدت نفسها عشان مغامرة مثل هذي.. بس اهي سافرت واهي متزوجة.. صج ان الملجة كانت بسيطة وان كل الامور مشت بهدوء لكن... كانت متزوجة.. سوى اعجب هذا فاتن ولا لاء.. وكونها مسافرة واهي متزوجة بعث الله الطمأنينة في خاطر فاتن.. صج انها تتلوع وتتألم خسارة حب ربته مثل الياهل الصغير اللي ما كمل الربيع.. بس مثل ما يقولون الزين ما يكمل حلاه..

يوم راحت مريم عن فاتن بهذيج الليلة تمت تحاجيها وتسولف معاها بالتلفون طول الدرب.. طبعا فاتن الحين صار عندها جوال وتقدر مريم انها تلاقيها باي لحظة وبأي مناسبة من غير ما يوقف احد في دربهم.. ويوم وصلت البيت صلت لربها ركعتين تدعي فيهم بالنجاح والتوفيج لفاتن لانها تستاهله..

داع ام جراح لفاتن كان مختلف من نوعه.. طبعا امها اللي ما نامت عينها ولا غفا لها جفن او طرف.. واهي تقوم وتقعد بالصلاه.. تبي السلامة والنجاة لبنتها وولدها.. الواحد ما يضمن عمره لا بطيارة ولا بسيارة.. وقلبها كان منكل.. طبعها مثل طبع أي ام تحب عيالها.. وبالصبح يوم صحت فاتن راحت لها على طول ولقتها تحت في المطبخ تطبخ وتسوي اكلات بسيطة ياكلونها في الرحلة علبالها ماكو اكل بالطيارة.. فاتن اول ما راحت لها ضمتها واهي ماعطتها ظهرها.. تمت الام مولية ويهها لليدار وفاتن لامتها من ورى.. ما تكلمت ولا قالت شي.. والدمعات تسيل بهدوء.. وداع حزين واليم.. سبقه حرمان الأم من بنتها.. فاتن كانت صغيرة على الزواج.. او يمكن ما يقبل العقل انها تروح وتخلينا.. شلون بتستمر الحياة من دونها واهي كانت دايما مثل العمود اللي يمسك زاوية من البيت.. تواجدها كان اكبر من جراح.. ومعزتها ودورها في البيت كان اكبر واشمل.. كانت تلم اخوانها عن امها وعن مشاغلها.. لان البيت كانت مشغاله اكبر.. والمساعدة كانت مطلوبة.. عزيز ومذاكراته.. مناير ومحاضراتها.. ابوها ويا عدته.. امها ويا عبالتها بالبيت.. دورها كان عظيم.. والحين غيابها الطويل من راح يسده ويغطيه؟؟؟

يوم مشت السيارة وقفت ام جراح تناظرها من عند الباب الداخلي للبيت.. ودمعها يسري بمرارة على خدها واهي تشوف بعيونها وتشد رحيل غناة روحها.. فاتن..

فاتن الثانية كانت عيونها ملزقة على بيتهم وعلى امها الواقفة بحزن وبموقف يكسر القلب والصبر..
ودعتها ببوسة من يدها تطير لخافق امها اللي مسكتها منالهوا ولمتها لثمها.. وتمت واقفة تبجي والسيارة تختفي من عيونها.. حطت راسها على جانب الباب وظلت تبجي.. واهي تردد: ليتني ما خليتج تروحين.. شلون اخليج وانتي الروح فيني يا فاتن... ردج الله لي سالمة يا حبيبة قلب امج.. ردج الله سالمة..

في ذيج اللحظه ما حبت فاتن انها تلتفت لبيت مشعل.. عشان ما تفتح جروح اهي ضمدتها بعناية.. بدمع العين وبطلاع الروح.. هذا مقدر ومكتوب.. نصيبنا في هذي الدنيا.. ما نقدر نتحاشاه.. لو كنت لك يا مشعل ما كان شي في هالدنيا بيوقف في ويهك عشان تلقاني.. ادري ان اهلك اهم مني.. بس بعد.. ما قدر ما الومك على تضيعنا.. تضييع حبنا.. وتضيع مستقبلنا اللي كان من الممكن انه يكون... ولو ان فاتن رفعت بعينها بهذيج اللحظة كانت بتشوف اخر مودعيها.. الا وهو اول حب يدخل قلبها ويعمر بخفوقها.. ما كانت تدري بوجوده.. ولا حست حتى مثل ما كانت قبل تحس... اول خطواتها في درب النسيان.. نسيان مشعل

يوم ابتعدوا عن البيت رفعت عينها الى جدام بدل حظنها وشافت عيون مساعد غارقة في ويهها وباين انها من فترة.. واهي الثانية ما حركت عيونها ونظرات اللوم تخترق روح مساعد قبل قلبه.. تلومه على المصير اللي قاده لها.. تلومه على ابعادها وعلى كل شي صار في حياتها منحرف عن مساره.. اهي كانت حاطة كل شي في نصب التفكير وكل شي مرتب بحسب تفكيرها.. كل هذي الامور اللي كانت مثل المفاجآت اللي تتفجر في ويهها واهي ما كانت تقدر تسوي شي الا انها تقبل فيها..

بنظرة مساعد هذيج كان يحاول انه يوصل لها شي من مشاعره ومن العواطف الجياشة اللي ما يقدر يحبسها اكثر في صدره تجاهها.. لكن صدها ولومها اللي كان عميق في عيونها قتل كل أمل في انه يواسيها.. ما تبيه ولا تبي مواساته ولا تبي أي قرب منه... وايش اللي يحبط اكثر من هذا؟ انك ودك تقدم ومحد يمد يده عشان يستلم.. وظل تاثير هالنظرة عليه طول الرحلة.. كل الشوق اللي في قلبه لها انه يمسك يدها ولا يلمها ولا يضمها كحق شرعي بصفته زوجها ضاع.. ليش؟؟ الاسباب تحتفظ بنفسها لكن.. التغيير ممكن.. دوام الحال من المحال.. يا ترى هالمثل صحيح؟؟ ولا بس انقال جذي؟

في بال فاتن اللي كانت تشغله باي شي عن الناس والمارة تفكر في زوجها مساعد.. مساعد .. زوج؟؟؟ شلون صار هذا كله؟؟ ما اقدر اتخيل..

في يوم ملجتهم كان الجو عادي جدا.. وكانت الترتيبات سهلة وهادئة.. الملاج يا وملج.. حفلة بسيطة من بعدها عشا للعايلة.. وعلى الساعة 11 راحو.. حتى اهو ما شفته.. لسبب خفي او يمكن واضح كان هذا الشي احسن.. مابغيت اني احتك فيه وايد.. انا تزوجته عشان وصية ابوي.. ومقابل تعب هلي.. يستاهلون انهم يرتاحون شوي من العبء.. وراهم اثنين الله يعينهم عليهم..

لكن اللي اشتاقت له فاتن بصج بهذيج المناسبة اهو خالد.. اللي ياها باخر الوقت ومعاه بوكيه ورد.. عطاها اياه وراح.. ولا قعد ولا بارك ولا شي.. كان ظاهر عليه انه معترض على هالزواج.. مو بس اهو .. حتى اهي لكن.. ما باليد حيلة..

تذكرت الملابس الللي شرتها باليوم اللي قبل.. رحلتهم كانت ممتعة والحمد لله.. مريم ونورة طبعا ما خلوها تتكدر بلحظه وحدة.. مريم قالت لها ان هالرحلة راح تكون رحلة الخساير.. لان اخوها ما قرر يسوي حفلة جبيرة لازم يتحمل الخساير اللي بتييه.. وبالفعل.. طلعو من الشوبينغ بمبلغ محترم يهز الواحد.. لكن مساعد ابد ما رجف له جفن.. فاتن تستاهل كل اللي شرته.. ويا كثر ما شروا.. جواتي وجناط ملابس بدلات جلابيات شيل عبي نعالات اكسسوارات الخ الخ الخ.. حتى فاتن ما قدرت تحمل كل اللي شرته.. اهي شرت من قبل مع جراح لكنها ما يابت ربع مشترياتها مع مريم ونورة.. وبالحقيقة اهي استمتعت لان ماكو شي اروع للبنت الا التشري.. اسالووني مفلسة هلي.ههههههههه

مساعد كان هادئ.. وهدوئه مو طبيعي بالحيل.. لكن.. يسكت جذي احسن من انه يتكلم ويفتح مواضيع.. في ذيج الرحلة ما كانت يتكلم الا مع مريم.. مادري ليش تعلقه كبير فيها مع انها قرقة وايد وما حستها فاتن من النوع اللي يمكن يتعلق فيه مساعد..
بنهاية رحلة هذاك اليووم ما قطوها بيتها.. خذوها لبيتها المستقبلي.. اللي راح يتعدل بشكل جذري بدخولها للبيت.. واول ما شافتها ام مساعد اللي كانت قاعدة في الليوان راحت لها ولمتها بعمق.. خلت دمع فاتن يتجمع بعينها.. عجيبه هالام كتلة كبيرة من الحنان والعاطفة.. شلون قدرت تنجب واحد مثل مساعد لا مشاعر ولا أحاسيس..

تعشت هذاك اليوم في بيتهم وحمدت الله على هالعزيمة لانها تبي تبتعد عن البيت.. وعن فريجه..
وعن مشعل.. من بعد ذيج الليلة ما تمنت انها تشوفه.. اهي قتلته بكلماتها.. لكن اهو بعد قتلها بتخليه عنها وتركها وخلاها تتخذ قرار ما تدري شنو اخرته..

وفي اخر اليوم صار لها موقف ما تنحسد عليه ابدا.. مريم ونورة طبعهم غدار.. ويوم سوولها جوله في البيت اللي عمرها ما شافته زين.. ديوانية غرفة مريم وليوان البيت هذا اللي تعرفه.. خذوها لغرفة زوجها.. زوجها؟؟ غريبة هالكلمة على مسمعها!! وبذيج الغرفة ما كانو يدرون ان مساعد فيها.. ويوم دخلو لقوه واقف وهو يزرر قميصه وشوي من صدره ظاهر.. فاتن اللي ولع ويهها بملايين الألوان ونزلت عيونها للارض مباشرة ما قدرت انها تطلع بسهولة لان مريم ونورة كانو ياخرون طلعتهم واهي اللي ارتجفت ما بينهم تحاول تطلع ما خلوها.. مساعد اخر شي حس لها وطلعهم من الغرفة وهم يتضاحكون.. اكثر شي على الليتات اللي ولعت بويهها.. وتمت تلوم فيهم وتطقهم طول اليوم..

وبيوم الملجة.. لبست ملابسها وياتها مريم ونورة مبجرين وتعدلو جميع وعدلو مناير وسماهر وبشاير بعد.. حتى عزوز لو ياهم بهذاك الوقت جان حطوله جم لون.. عزيزة خالتها حضرت واهي فرحانة حيل.. افرح حتى من أم جراح اللي كان الحزن عام عليها لكن ما خلوها مريم ونورة.. حتى اهي عدلوها ومكيجوها وطلعوها شباب جنها بنت عمرها 25 سنة.. يعني الجو كان جنان.. حتى بالنسبة لفاتن..

بالعمد شرت طقم فيه لون الزمرد.. كان عبارة عن جاكيت سواريه مطرز بشك.. ذهبي واخضر وياقته كانت عاليه وثابتة, والتنورة كانت من ثلاث قطع.. حريرية وسلاسل من نفس تطريز الجاكيت وشيفون ذهبي وفيها فتحات كثيرة لكن ما كانت مخربتها بالعكس كانت تبين مثل عارضات الازياء ويا جسمها على الرغم من قصرها الجزئي خصوصا مع طول مساعد.. ولبست من تحت توب ذهبي للرقبه.. وشعرها راحت الصالون قطعته على طوله القصير وصبغته بخصلات ذهبية خلته يصير جناان.. والطقم لبسته ولبست معاه خاتم شروه مريم ونورة شراكة هدية لها.. الله لا يوريكم الخاتم طبعا لانه ضخم وكبير حيل على يد فاتن لدرجة ان يدها ثقلت بسببه..

يوم ياها كتاب الملاج حست ان الوضع غلط.. ليش لازم هالكتاب؟؟ ليش لازم توقع؟؟ ليش لازم تنهي هالقعدة الحلوة بكآبة وحزن؟؟ وبثبات وقعت على الكتاب وأمتلى البيت بيباب خالتها ونورة وخالتها اليديدة.. ام مساعد.. اللي كانت فرحتها ما تنوصف.. صج ان الاحتفال كان بسيط لدرجة انه ما يرضي حتى ام المعرس لكن هذا هو الوضع.. اللي آلم في فاتن اكثر شي اهو تغيب سماء عن العرس.. خبرتها عنه واهي ابد.. ما اعترضت بالعكس.. ابتسمت لها وفرحت لها واتمنت لها السعادة.. وقالت لها كلام خلاها تحس بالفخر بهالبنت الصغيرة ذات المظهر الطائش..

سماء: يا فاتن انا تمنيتج حرمة لاخوي وحتى هذي اللحظة.. انتي ومشعل كنتم تكونون ثنائي ولا احلى لكن لا تجري الرياح بما تشتهيه السفن.. والغلط مو غلطج حبيبتي لا.. غلط اخوي اللي ما راعج.. وما كان موجود معاج..
فاتن واهي تمسح دمعتها: بس انا جرحته يا سماء..
سماء وهي تناظر بنطلونها: ادري.. ومن جرحه بجى طول الليل.. وندم على اللي سواه فيج بس انتي مالج ذنب يا فاتن.. وما ابيج تعيشين بالندم

ما كانت تدري ان فاتن ابدا ما كانت تلوم نفسها او حاسة بالندم.. اهي صج جرحته لكنها ما راح تحمل نفسها مسئولية انتهاء هذا الحلم الجميل لان مو البنت اللي تتحرك عشان تقلب الحلم الى حقيقة.. الريال اللي لازم يركض ويتعب.. وبعدين الظروف بينهم ما كانت مواتية انهم يتزوجون او انهم يكونون لبعض.. اهو ولد من واهي بنت من؟؟

بهذاك اليوم ما شافت مساعد ولا قعدت معاه.. حتى الهدية اللي عطاها اياها كانت عند نورة اللي قدمتها لها.. وكان هذا الاجراء افضل شي صار.. مع انها تعودت على فكرة ان مساعد راح يكون متواجد معاها 24 ساعة ..

الهدية فتحتها بآخر الوقت يوم صفى لها الجو .. كانت قاعدة في دارها واهي تمرر صوابعها على شعرها بتفكير. او باسترجاع لاحداث الليلة.. ويوم وصلت افكارها لمساعد تذكرت العلبة وراحت صوبها.. كانت وردية وفيها خيط مربوط من الجانبين.. فجته وفتحته ولاقت اللي فيه..

انبهرت من هذي القلادة اللي بالفعل تسلب العقل.. كانت عبارة عن قلبين متداخلين في بعض.. والماسات اللماعة تحايط جوانبهم.. يوم رفعتها بين صوابعها تدلى احد القلوب تحت والثاني فوق.. وكأن اللي تحت على وشك السقوط واللي فوق حامله وماسكه بقوة عشان لا يطيح.. وويه مساعد اللي حضرها بقوة بهذاك الوقت خلاها تنفر من القلادة وترميها على السرير وتروح توقف عند المنظرة بقهر من شعورها.. كانت واهي واقفة عن المنظره تشوف القلادة شلون مرمية ونفس الوضعية اللي يات في بالها.. وبعد فترة تأمل.. ردت سريرها وشالت الاغراض وحطتهم في زاوية ثانية للصبح..
ومرت خمسة ايام من بعدها ما شافت مساعد وما تكلمت معاه الا يمكن ثلاث مرات ولامور ضرورية.. اهو انتظرها وما كان معترض على جفاها بالعكس.. واهي كانت تظن وافكارها يوم عن يوم تزيد حول نقطة انه يمكن ما يبيها بس سوى اللي سواه عشان يبعدها عن مشعل..

للحين ما قدم لها دبلة تبين زواجهم.. مع ان مظهرها تغير.. صارت أنيقة وتغيرت ملامحها.. واتضحت لها فكرة ان الزواج يغير الناس.. للأحسن.. حتى لو كان هذا الزواج مؤلم وحزين..

في ذيج اللحظه اقترب منها جراح وهو يبتسم.. وشكثر كان متغير شكله وكأن جو اميركا راح يناسبه.. ومساعد اللي كان لابس بدلة كلاسيكية.. قميص ابيض وجاكيت وبنطلون بنفس اللون والنظارات تغيرت.. ماهي ذيج الشفافة البيجية.. اليوم كانت سودة وما تبين شي من عينه.. وشعره القصير لكن الناعم يهببه الهوا.. طوله كان فارع ورشاقته كانت غريب من نوعها.. وجراح بالملابس العادية كان مثل الياهل يمه.. حتى ان شعره تغير.. صار تسريحة ثانية.. حتى اهي نفسها اليوم تخلت عن العبايه وبدلتها بتنورة سودة وسيعة وتيشرت رفيع بنفس اللون وجاكيت جينز ازرق ديرتي ومعاهم صندل مناسب مع الجنطه.. الشيلة كانت لونين.. تحت ازرق وفوق اسود.. طبعا ذوق مريم..

مساعد: يالله ما عندج شي قاصر؟؟
فاتن: لا ما عندي..
مساعد ياشر لجراح براسه: يالله عيل خلونا انروح..

وتحركو.. مساعد جدام ويمه جراح وفاتن وراهم وراسها بالارض.. تمشي ولا كأنها تمشي.. ما اصعب هاللحظات.. فراق الوطن.. كان ودها لو تمسك كل بقعة في الكويت وتشمها..ااه يا ديرتي.. صدقيني لو بيدي ما عفتج ولا رحت عنج وتميت فيج تلميني وتحظنيني مثل ما حظنتيني طول هالسنوات.. مادري ليش خلوني استخسرج بهالوقت.. وانا اللي اموت فيج يا ديرة الطيبين.. لا تنسيني يا دار الطيب والخير.. لا تنسيني وانا بنتج.. احبج يا كويت.. احبج..

الدرجة اللي قعدو فيها كانت الأولى.. طبعا مساعد ما حب ان اول سفرة لفاتن تكون في درجة السياحية.. وتعجب بينه وبين نفسه منها.. ما فيها ملمح من ملامح الحماس للسفر .. اهي مثل ما عرف اول مرة تسافر بره الخليج.. يمكن سافرت في حياتها مرتين.. وكلها للسعودية والبحرين وبس.. يعني هذي اميركا اذا ما فرحت لزيارتها بتفرح لوين؟؟

بالصدفة صارت مقاعدهم يم بعض.. اهو وفاتن وجراح من بعدهم بكرسيين.. فاتن اللي تمت تتلفت لاخوها تدوره ومساعد ما فارقت عيونه ويهها.. يو م شافت جراح مستقر على كرسيه والطيارة تعلن للركاب بانهم لازم يلبسون حزام الامان استسلمت لمكانها وقعدت من غير ما تلقي نظرة وحدة على مساعد اللي كانت نظرته باردة لها وتدري انها لو طالعته بهذيج اللحظة راح يقهرها.. فاكتفت بانها تقعد وتربط حزام الامان وتناظر الفراغ اللي جدامها..

الهدوء كان غريب في الطيارة ما تدري شنو سببه؟؟ كونها محافظة عليه لانها قاعدة يم اكثر الناس بغض في هالدنيا ولا لانها محتاجة له؟؟ استغربت منه هدوئه وسكوته العميق.. ورغبتها في انها تلقي عليه نظره كانت اقوى منها ويوم رفعت عيونها صدمها بمراقبته لها.. كان قاعد يم الدريشة وعيونه نعسانة تناظرها بهدوء.. خلتها بكل سذاجة تسأله

فاتن: خير؟

مساعد ابتسم بنعومة خلت دقات قلبها تتراقص من الغيظ.. ليش يضحك؟؟ قايلة له نكته..؟؟

مساعد: مرتاحة؟
فاتن وهي تبعد عيونها عنه بندم: الحمد لله..
مساعد: الرحلة طويلة.. لين طارت الطيارة انصحج انج تتحركين.. عشان الدورة الدموية..
هزت راسها مثل البنت المطيعة: ان شاء الله..

ابتسم مساعد اللي كان يحس بالمرض شوي.. ما كان مريض بالعكس.. مرضه اكثر شي نابع من النفسية الزفتة.. والا بالله عليكم ريال متزوج ما يقدر يجيس زوجته او يقول لها كلمتين على بعض من غير ما تزعل.. خلها على كيفها.. كلها الا يومين ويستفرد بها.. وبنشوف.. من سيد من يا فاتن!!!

بعد الطيران بنص ساعة حست فاتن انها تعبانة وودها لو ترتاح شوي.. فسكرت عيونها واهي شبه المؤمنة على نفسها.. ما كانت حاطة في بالها ان مساعد يمكن يستغل نومها لانه اهو الثاني كان يشرب كوفي بكل هدوء وطلب الجريدة..بينشغل فيها ويمتنع عن الكلام معاها.. فإرتاحت لهالشي وسكرت عيونها بكل هدوء.. لكن هيهات مساعد يبعد باله او تفكيره انش واحد عنها.. اهي مستحلة كل عصب من اعصاب التفكير.. وماجت في باله بصور كثيرة وانتظاره الى الوصول بدى يضيق.. ولكن.. ما ردها بتكون معاي.. وبتبدى المعركة الاولى من حرب فاتن ومساعد..

جراح اللي من قعد مكانه اللي كان بجنب كرسي فاظي سرح في خياله.. وتذكر ويه مريم وحس بالشوق والحنين للاهل ولاصحابه ولكل العزيزين على قلبه.. ابتسم يوم تذكر ويه امه الصبح.. كانت عيونها حمرة والدمع لامع فيها.. تم يهدي فيها ويوصي مثل الاب اللي بيطلع من البيت ويبي يضمن ان كل شي بيكون مرتب..

وطرت مريم على باله وشبح الابتسامة مر على شفايفه.. ما أحلى هالإبتسامة ولا هذيج الطلة.. حتى الدمع اللي كان يلمع في عيونها لفراقه كان عذب وجميل.. خله قلب يرهف لها ويرغب بها.. ما احلاها من حبيبة.. لو كل من في هالدنيا لقى مثلها جان حلت الدنيا بعينه.. ومريم بنت ولا كل البنات.. ربي يحفظج لي يا حبيبة قلبي.. والله يردني بالسلامة عشانج بس..

====================
في ذاك الفريج.. وذيج الدار.. وبالهدوء اللي يلف المكان والبرود الطاغي.. كان مشعل قاعد والظلام يلف داره.. ولا دريشة ولا ستارة تكشف عن العالم الثاني.. كان قاعد على سريره وهو لام ريله والثانية ممدودة على الأرض.. اليوم سافرت فاتن.. رحلت عن هالبلد اللي كان يعبده لوجودها فيه.. وتركته لحاله في هالدنيا.. من غير أي معاون.. أو احد ينشد منه العزا على فراقها.. تزوجت وراحت.. هذا اللي لقاه من اخته يوم سألها عنها كانت تتكلم معاه والدمع يسيل من عينها.. سماء اللي ماحبت احد في حياتها تعلقت بشدة في فاتن لدرجة الاستغراب.. اهي عمرها ما حبت احد ولا دخل احد خاطرها كثر فاتن..

تحرك شي في هذاك الهدوء.. كانت دمعته اللي حتى اهي ما عادت تحبه ولا تبي تكون معاه.. ودها لو ترحل مع فاتن وتلقى راحتها.. بس خلاص .. خلاص يا مشعل.. فاتن ما عادت لك.. صارت لريال ثاني غيرك.. وكل احلامك الوردية معاها انتهت.. انت اللي انهيتها بجبنك وبرودك.. بدل ما تتواجد معاها في نفس المكان.. رحت عنها واهي اللي كانت محتاجتك.. ليش .. انا ليش سويت جذي؟؟ ليش ذبحت حب عاش في قلوبنا من أول ما عهدنا الدنيا.. ليش؟؟ ليش انا جبان جذي؟؟ ليش؟؟ ليش؟؟؟

بجى مشعل ومن زود ما بجى بهذيج الايام انهك جسمه من الدمع.. وملوحته صارت تسري في دمه مثله مثل الاوكسيجين.. فاتن مالها أي ذنب.. هذا الشي الوحيد اللي كان معقول في تفكيره.. اهي مالها ذنب اني جبان جذي.. بس بعد.. انا مو ذنبي.. انها تروح عني وانا اللي ما صدقت اني القاها في حياتي.. تروح عني جذي وانا ابيها وما شبعت منها يا ناس.. انا متى لاقيتها عشان اشبع منها.. انا بغيتها زوجة لي.. تربي عيالي.. وتكبر معاي وتشيب وياي.. لكن .. كل هذا الحين صار مستحيل.. راحت تكون زوجة واحد ثاني وراح تكون ام عياله وتكبر معاه وتشيب وياه وانا... اناا يا دنيا انا... انا وين اولي.؟؟ وين اروح؟؟؟ وين يا ربي وين؟؟؟

ردت سماء من المدرسة واهي متظايجة بالحيل.. اهي راحت المدرسة وما كان لها خلق عشان لا تقعد في البيت وايي في خاطرها انها تروح لمشعل.. اهي غضبانة عليه وفي قلبها حرة بس.. وين تلقاها؟؟ اهو السبب في سفر فاتن.. بروده وقلة اهتمامه في الموضوع ليمن طارت فاتن من يده.. وراحت لواحد ثاني.. وابتعدت وتركتني هني من بعد ما تطمنت من الدنيا اني لقيت الرفيجة او الاخت اللي طول عمري تمنيتها.. بس وين نلقى اخت مثلها وامنا بهالصورة المتوحشة.. اكرهها.. اهي السبب في كل شي.. اهي السبب..

دشت دارها واهي ترمي بالجنطة.. اليوم عطوها انذار.. غياب 7 ايام طول اسبوعين كان وايد.. وطلبت منها الناظرة انها تنادي على امها.. بس شالفايدة الناظرة هذي ارفيجة امها روح بالروح على قولتهم كلووز.. يعني روحة امي بتكون عشان شربة جاي ولا سوالف عن اخر مستجدات المجتمع الراقي او الديوانيات.. مالت عليهم.. تفكيرهم ضئيل..

بدلت هدومها وعلى طول نزلت تروح بيت ابو جراح.. هذا البيت اللي صار محطتها التالية من بعد بيتها اللي عمرها ما حسته بيت.. يوم دخلت بيت بو جراح ما لقت احد.. اكيد كلهم زعلانين.. اليوم فاتن سافرت ويا جراح والبيت فاظي الا من الام وعزيز ومناير وسماهر الي ما يتفارجون.. تتعامل معاهم لكن مو بنفس الصورة الي كانت مع فاتن او ام جراح اللي تخليها تشتغل معاها في المطبخ وتؤنسها ولا تزعل منها بالعكس.. تجابلها دوم بالابتسام الي يرد الروح في سماء.. كانت صغيرة صح لكن تفكيرها كبير.. ووحدتها فضيعة وحاجتها افضع.. لا ام ولا ابو .. مشعل اللي كان عزاها في هالدنيا فقدته من بعد ما فقد فاتن.. وما باليد حيلة.. ما ردها صفت بلا احد في هالدنيا.. الله كريم اللي بيعوضها خير ان شاء ..

دخلت المطبخ ولقت خالتها ام جراح قاعدة واهي تسند راسها بيدها والحزن غاشي هذيج الخشة الحلوة.. التفتت يوم شافت سماء واقفة على الباب.. وما ابتسمت كالعادة.. قلبها كان حزين اليوم على غير العوايد.. وسماء تقربت منها وقعدت على ركبتها مجابلها..

سماء بصوت ناعم: علامج خالتي؟؟؟ فيج شي؟؟
ام جراح بصوت يبعث المرارة: ما تمنيت هاليوم ايي.. اللي بيتي يخلى من ثلاثة.. واحد والقلب صبر ويتناسى.. لكن الاثنين اللي راحو.. قلبي ما يقدر على فراقهم يا يمة..

ذاب قلب سماء من كلام ام جراح.. كان حزين ويألم القلب بشكل فظيع.. ما تخيلت ان في احد يوم من الايام يقدر يبعث فيها هالكثر حزن وهالكثر فجع مثل ام جراح. شهالانسانة اللي تتحمل نفسها جذي انا لو مكانها وفي قلبي هالكلام وهالكثر جراح جان مت..

تقربت منها واهي تمسك يدها وتبتسم على الرغم من الدمعة اللي سرت: خالتي.. افا عليج.. انا وين رحت... وجراح بيرد لج ان شاء الله بعد سبوع.. لا تحاتين ولا تعورين قلبج...
ام جراح تبجي: وفاتن.. اااااااااه يا فاتن.. فديت روحج يا فاتن... فديت روح هالبيت اللي فارجته..

غطت ام جراح ويهها بشيلتها وتمت تبجي بقووو .. وسماء مكانها عاجزة عن انها تسكتها.. وفجأة حست بوجود شخص ثالث معاهم.. التفتت الا كان خالد.. هذاك الصبي النحيل اللي نظارته دومها لازقة على عيونه.. اللي كانت ملامحه اليوم غريبة من نوعها... لدرجة انها اسرت خاطر سماء وخلت عيونها مملوكة لملامحه..

تقرب من خالته وبقربه هذاك تحركت سماء من الارض وقعدت على الكرسي اللي مجابل ام جراح.. واهو استحل مكانها على الأرض واهو قاعد على ركبته.. ونزل راسه لتحت ام جراح ومد يده النحيلة السمرة الى يد ام جراح اللي كانت ماسكة الشيلة بها وهي تغطي عيونها..

خالد بصوت بعيد عن الواقع وكانه نابع من الخيال: خالتي؟؟؟ علامج؟؟؟ ليش تبجين؟؟؟
نزلت ام جراح يدها واهي ميتة من البجي: ابي عيالي... ابي عيالي.... ردوهم لي... ابيهم خالد.. اتصل في جراح قول له خلاص.. امك هونت.. رد فاتن معاك وما تبيكم تروحون... تكفى يمة .. جان لي غلا في قلبك.. رد لي عيالي..

اول الشي تغضنت ملامحه بحزن عميق.. وكأن هالشي غالي عليه لكن.. فجأة جذي لمعت عيونه بابتسامة ماكرة وكأنه كان يخطط لشي في باله... استغربت سماء منه هالشي.. يمكن كان يواسيها لكن.. الموقف ابدا ما كان يستدعي الابتسام... يا ترى شنو سبب ابتسامته؟؟

خالد: ارد لج عيالج؟؟؟ شنو هذا بعد مو ناقص الا تقوليلي اطلع بره من بيتنا.. ما اكفيج انا يا بنت سالم.. هالويه هالحلا وخفة الدم هذي ما تكفيج؟؟؟ الحين يوم راحت القرفة فتون والشيفة جراحووو بينت جيمتهم عندج وانا طلعت التوش... افا يالدنيا.. كل شي توقعته الا هذا الشي.. هزلت والله..
ام جراح واهي تبرر موقفها: لا والله يمة ما كان قصدي جذي
خالد وهو يقوم: لا هذا كان قصدج وانا عارررف.. لكن... مالي الا اشيل هدومي وقشاري كله وارد من محل ما ييت..
ام جراح مسحت دمعها وقامت على طولها: ليش انت يبت اغراضك؟؟؟
خالد: يقولون.. قلت البيت ماعاد فيه ريال ومالكم الا انا .. فشلت هدومي وييتكم.. بس الظاهر اني ما سد الفراغ.. يالله عن اذنكم وسامحونا على الازعاج..
يودت ام جراح يده: جب ولا كلمة.. هذار واحد.. يالله شيلهم معاي باخذهم بدار فاتن..
خالد: لا استغفر الله.. شلون ما يصير ارقد في دار بنت.. حطيهم بدار جراحو عشان تنبط جبده لو شافهم هناك.. ههههههههههههههه ..
ام جراح واهي ترجع للحزن: يا نظر عيني يا جراح..
خالد: لا لا خلاص انا هونت ماني بقاعد عندكم دقيقة وحدة
ام جراح: يلا عاد يا خالد... يلا حبيبي شيل الاغراض وياي.. بناخذهم دار جراح ليمن يرد وانا ارتب له دار فاتن...
خالد: حلو جذي انتي تمام...

راحت ام جراح واهي تحمل شوية من اغراض خالد اللي وقف مكانه شوي.. وسماء قاعدة وراه في المطبخ.. تناظر هالصبي المحتال اللي قدر يقلب حال خالته في دقايق من الحزن الى الحماس.. وما سمح لها انها تزعل ولو للحظة بتواجده.. صج ان في قلبه حب لهالخالة مافي ميزان في هالدنيا يقدر يقيسه.. ومرة وحدة التفتت لها وعيونه بعيونها..

خالد: شفيج تطالعيني جذي؟؟؟ خرعتج؟
اهي صج اخترعت من نظرته لها لكن: ...لا
خالد وهو يرفع حاجب: ظنيت بعد...

بدى يقهرها.. لذا قررت سماء انها تنسحب في ذيج اللحظة.. ابدا ما تتحمل انها تكون معاه بنفس المكان يوم اللي يطالعها بنظراته التفحصية وكأنها سيارة او قوطي بيبسي... وقبل لا تطلع من البيت ناداها..

التفتت له بهدوء: نعم؟؟
خالد بنظرة تهكمية: انتي لي متى بتظلين جذي بلا حجاب ولا لبس سنع؟ ما تخافين ربج؟؟؟

هذي ثاني مرة يغلط عليها وعلى لبسها.. واهي راح توقفه عند حده.. ما راح تخليها تتثلث وتتربع ..

مشت له بكل غرور واهي متخصره بيد وحده: اني البس جذي.. وبلا حجاب.. وصاينة نفسي.. احسن من الحجاب واللبس السنع اللي على قولتك ونفسي خايسة.. وهذي ثاني مرة انت تعطيني رايك اللي انا ابدا ما احتاجه في لبسي.. لبسي على كيفي.. حتى اليوم اللي انا بيي فيه واتظايق منه اعرف انك بتكون اخر واحد في هالدنيا اللي راح اطلب رايه.. مفهوم؟؟

حوس خالد ثمه بزاوية وظل يناظرها بقهر.. لكن في قلبه مشاعر عنيفة تتدافع وكلها ودها لو انه يبط عيونها الزرق.. مشت وراحت عنه تاركته في نص الصالة بفشيلته هذي.. وقعد يكلم نفسه بصوت مسموع: بنت وتهزئك.. والله قلت الخيرة.. لكن الشره مو عليها.. الشره عليك اللي تبي مصلحة الناس والناس ما تبيها.. خلك في حالك يا خي احسن لك..
ام جراح: يوم انك تبي مصلحة الناس اتيي تعلمهم اياها بهالطريقة؟؟؟
التفتت لها لانه تفاجأ من تواجدها واكثر شي من سماعها لكلامه: خالتي؟
ابتسمت واهي تنزل: يمة خالد.. الواحد مو غلط انه يعطي رأيه ولا ينصح الناس.. لكن هذي مو طريقة.. انك تاخذ البنية وتهزئها بطريقة تخلي راسها ييبس وتاخذ الموقف بعناد.. خلك سياسي اكثر.. وخلك فهيم واعرف اللي تبيه البنت..
خالد بحيا كبيير: ان شاء الله... اصلا.. اصلا انا مو مهتم فيها.. بس قلت.. اجر وثواب من الله..
ام جراح تبتسم: واللي يبي الاجر.. يهاوش الناس؟؟؟؟

صح كلامها ام جراح.. اهو عمره ما عطى سماء رأيه بهدوء.. دايما كان يناجرها ويناحسها ليمن يخليها تتحداه وباخر الشي تفشله.. بهذيج المرة طاحت عليه يالحقير.. وقبل جم يوم سكر حلجك لوعت جبدنا.. وهالمرة انت اخر واحد ابي رايه.. ليش ما يحاول يكون اكثر سياسة معاها؟؟ تعال؟؟ وانا شابي في اني اكون اكثر سياسة معاها؟؟ اهي شنو بالنسبة لي.. حيا الله بنت الجيران.. انا والله ما عندي سالفة لكن مو مني.. كله منك يا الشيفة يا جراحو... خلك ترد من السفر ان ما وكلتك اياها سوخنة.. ماكون خالد..

------------------------------

غزلان: اوووه زياد يالله عاد.. لا تملقني اكثر.. وافق وخلاص ما بيصير فيك شي؟
زياد وهو يجفف شعره: غزلان ماقدر هالوقت وايد زحمة علي.. ماقدر اطلع من الجامعة بهالسهولة.. لا تنسين هذي سنة الثانية لي..
غزلان: اووووووووووووف يعني بنسافر بلياك.. يالله عاد والله حرام تسوي جذي ابوي زين منه اجل السفر عشان بعدين وياي الحين تقول اعفوني..
زياد يبتسم: غزلان سافري معاهم لحالج مو لازم انا أكون متواجد..
غزلان وهي تفج حلجها: لا والله.. تدري.. انت تتعيزز علي فما راح اطول معاك واعتبرني زعلانة
زياد: هههههههههه ما تعيزز يا م لسانين انتي.. ولا تزعلين مني ترى والله موقصدي بس هالفصل وايد زحمة علي غزول..
غزلان وهي مبوزة: يعني ماكو امل؟
زياد وهو يحمل الارنب اللي يربيه: ماكو الا كاثرين جان تبين تسلمين عليها..
غزلان: ودي والله بس ماحب الحيوانات المشعرة..
زياد: عيل شتحبين؟
على طول طرى جراح على بالها.. احب هذا الانسان.. تقدر اتييبه لي يا اخوي؟؟: احبك انت وامي وابوي واختي.. زين بقول لك.. انا الحين بخليك.. بدق عليك بعد جم يوم وابيك تفكر في سالفة السفر
زياد اللي تملل من صج: غزلان قلت لج
غزلان تقاطعه: اااااااا مالي شغل.. فكر زييييين ما زين محص مخك عشان تطلع الافكار السنعة.. ويالله اديوس موجاجوووو
زياد يبتسم: اديوس موجاجا..

سكرت غزلان عن زياد اللي كان يبتسم لحاله.. غزلان عاطلة عن الحياة وما تفكر الا بالسفرات والترفيه والتنزه.. ابوي خربها بدلاله ودلعه لها.. حتى الدراسة ما تفكر فيها وايد مع انها تدرس بس ولا جنها.. ما تقدر تشوف هالدنيا ولا تقدر تتقبلها الا بالعايلة كلها.. مو شي غلط لكن.. وايد تتطلب ووايد تتدلع.. لدرجة انها تفقد الواحد اعصابه.. الله يهديها ان شاء الله ويرزقها ولد الحلال اللي بيردها لمخها..

نزلت غزلان للحديقة وشافت ابوها قاعد.. شكله توه راد من الدوام ومو من عوايده بالصج.. اهي زعلانة منه لانه اجل سالفة السفر لبعد ما يرد مساعد من سفرته .. يقول ان الشغل ماله احد يمسكه ولازم واحد منهم يكون متواجد.. فطاح الفاس بالراس وخسرو اهم الرحلة على حساب مساعد... درت انه ملج وسافر مع زوجته لكن ما عرفت من هذي البنت؟؟ يالله الله يهنيهم ببعض.. ويستاهل مساعد..

قعدت بعيد عن ابوها واهي مبوزة وفاتحة شعرها الاشقر.. طبعا مصبوغ..

ابو زياد: هلا والله .. هلا بالغالية بنت الغالية.. حياج يابوج يمي عندي
غزلان: انا ما حاجيك.. مقاطعتك..
ابو زياد يطالع حرمته اللي تضحك: وليش؟؟ افا.. تدرين يا غزلان انا عوف الدنيا ولا عوفج..
غزلان: أي أي قص علي انا ياهل عادي مقصصة عندك.. مو كفاية مأجل السفر وضيعت علينا فرصة ذهبية..
ابو زياد يهمس لمرته: اوووووو ردت حليمة لعادتها القديمة.. (على صوته) اقول حبيبي غزلان.. ديري بالج على نفسج ويالله اشوفكم بعدين..
ام زياد: وين رايح؟؟
غزلان: بيشرد.. ما يبي يسمع كلامي؟؟
ابو زياد يبتسم: أي يا حياتي مابي اسمع كلامج لاني حافظه.. (يقلد على صوتها) انت ما تحبني ولا تعزني ولا لي مكانة في قلبك.. اجلت سفرتنا وضيعت علينا الفرصة حتى زياد ما راح ايي معانا ان شاء الله تستانس.. (يرد لصوته الطبيعي) اللي يسمعج يقول انا مو ابوج.. عدوج.. لكن بعد حلو وبارد على قلبي منج.. ويالله عن اذنكم عندي موعد ويا ابو مشعل اشوفكم بعدين..
ام زياد: وصل سلامي له..
ابو زياد: يبلغ.. يالله مع السلامة..
ام زياد وغزلان اللي تحركت من مكانها لعند امها: الله يسلمك

غزلان بعد ما راح ابوها تمت تاكل مكانها.. والتفتت لامها لقتها قاعدة بحيرة.. وبحزن خفيف..

غزلان: يمة علامج؟؟؟
ام زياد: لا بس. مقطع قلبي حال مشعل ولد سلوى..
غزلان: ليش شفيه؟؟؟
ام زياد: هد الدراسة وعافها وقاعد في داره لا ياكل ولا يشرب.. مرة وحدة انقلب حاله؟؟
غزلان باستغراب: هاو؟؟ شدعوة يا حافظ .؟؟ مرة وحدة صار فيه جذي؟
ام زياد: أي والله حتى سلوى عاجزة وياه ما تدري شتسوي؟؟ اقول لها خذيه سافري معاه. الله يهداها مرتبطة اجتماعيا و ومادري شخرابيطه..
غزلان: اعوذ بالله .. اكو ام في هالدنيا ما تراعي مصالح عيالها .. وتفضل مصالح مجتمع باسره على اسرتها...
ام زياد: لا تلومينها يا بنتي خالتج انسانة مهمة رضيتي ولا لاء
غزلان: أي مهمة.. مهمة تهمل عيالها؟؟ مهمة سامحة لبنتها الصغيرة تكون من ألد الأعداء لها؟؟ انا بصراحة ماشوف أي اهمية في ام مثل خالتي..
ام زياد: الله يهديها يا بنيتي ويدلها على عيالها.. ترى مشعل هذا غلاه في قلبي مثل زياد.. خانت حيلي من يوم وهو صغير مبعد عن الدنيا..
غزلان: لا تقعدين تحاتينه ولا شي. . بيطلع من هالشي اقوى مني ومنج.. الرياييل كلهم أقوياء يا يمة..
ام زياد تبتسم: لا تقولين جذي.. مثل ما احنا نعاني.. اهم بعد يعانون..
غزلان: اني واي.. انا بروح المول بعد شوي..اتيين وياي؟؟
ام زياد بحاجب مرفوع: وانتي متى بتجابلين دراستج ان شاء الله
غزلان: يوووووه يمة لاحقة عليها لاحقة بس خليني اروح استانس واله ظااااق خلقي من قعدة البيت.. يالله سلاموووه ماما..
ام زياد: الله يهديج...


الفصل الثاني
-------------
كان الوقت فجر والطيارة للحين تطير.. وفاتن اللي ما ارتاحت بنومة كثر هذي اللي قضتها في الطيارة.. ما تدري لكن من اللي حرك لها الكرسي ولفها بغطاء وحط لها نوع المخدة تنام عليها؟؟ اكيد جراح.. يوم اوتعت بعد 10 ساعات نوم متواصلة ما لقت مساعد يمها وعلى طول تحركت من مكانها الى كرسي اخوها.. لقته اهو الثاني راقد ومبين التعب عليه.. متى نوصل عشان ينام زين ويرتاح من هالقعدة.. حركت ظهرها وميلته على جدام وورى لانها تحس بانه يتقطع عليها.. تذكرت كلام مساعد انها لازم تتحرك عشان الدورة الدموية.. وبالفعل حركت ريلها شوي ويدينها بتمارين بسيطة واهي تقعد مكانها.. وتفاجأت يوم شافت مساعد قاعد مكانه.. كان شكله متعب وكانه مريض.. ويهه شاحب وعيونه حمر.. يا في خاطرها تسأل عن أحواله لكن ما تحب تتكلم معاه الا بالضروريات الحتمية بعد.. خله يولي مريض الله يشافيه.. مالي خلق له ولا أبي اسمع صوته..

وتفاجأت يوم سمعت اهي صوته يكلمها..

مساعد: نمتي زين؟
ارتبكت فاتن:.. الحمد لله.. بس.. ظهري تقطع..
مساعد: قلت لج تحركي شوي.. جراح راقد؟

هزت فاتن راسها لاني ما تبي تتكلم معاه..

مساعد: ما باجي شي ونوصل..

طالعت فاتن ساعة يدها.. الساعة الحين 1 الفير.. طلعو من مطار الكويت الساعة 10 وباجي من الرحلة القليل.. يلا الله يرسينا على خير .. وهني قرص اليوع بطن فاتن.. وتمت تتلفت على غرفة المظيفات تتمنى لو انها تشوف احد منهم.. لكن ماكو .. اكيد وقت العشا والغدى مرو ولا احد وقظها.. بس الحين شتسوي.. يوعانة وماكو شي تاكله.. تذكرت اكل امها الخفيف.. سلطة مسويتها وسندويجات.. واستحت انها تروح لجراح وتوقظه.. ما تبي تخرب عليه رقاده.. واضطرتها الظروف انها تكلم مساعد..

فاتن: . متى يوزوعون الاكل؟؟
ابتسم مساعد من غير ما يرفع عينه: وزوعوه من زمان.. ليش يوعانه؟
فاتن في بالها( اكيد يوعانه عيل ليش بسأل عن الاكل.. صج انك فطين): شوي..

وقف مساعد وفتح الدبه اللي فوق وطلع منها جنطه سودة وعطاها فاتن..

مساعد: فيها شغلات بسيطة تقدر تسد يوعج الحين..
بتردد فتحت فاتن الجنطة وشافت اللي فيها.. برينغلز وغرشة ماي وعلبه حافظة فيها سندويجات وعرفت من اللي مسويها.. اكيد مريم.. تعرفها وتعرف شغلاتها.. وابتسمت فاتن على ذكرى اعز ارفيجة على قلبها.. وطلعت لها الماي وصبت منه قلاص.. ولان عادتها كانت معروفة في المشاركة بالاكل ما ياز لها تحط شي في حلجها قبل ما تعزم احد عليها.. فلا اراديا مدت كوب الماي الى مساعد.. اللي رفع عيونه بعجب لها..

مساعد بنظرة غريبة: لا مشكورة.. مابي ماي..

ردت يدها لعند حلجها وتمت تشرب في الماي بهدوء.. وبهذيج اللحظة ندم مساعد لانه ما شرب منه.. على الاقل بيتشارك معاها في شي.. ابتسم مع نفسه على هالخبال.. اتمنى اني اشاركها في شرب ماي واهي اللي صارت شريكتي بالحياة.. وبالزواج.. وبالعمر كله.. انا حطيت في بالي كل شي الا فكرة انها راح تكون لي ولي انا بس طول هالعمر..

رفع عيونه لجدامه بنظره اسف.. يقص على نفسه بهالفكرة.. اهو وفاتن ابدا ما راح يكونون لبعض .. في الزواج ايقولون انهم اثنين.. لكن اهو وفاتن.. راح يكونون ثلاثة.. سوى حب او ما حب.. راح يكونون اهو.. وفاتن... والخسيس النذل اللي وهبته قلبها.. وهذا شي يموت الرجولة بقلب أي ريال..

طول الوقت كان قاعد وسهران ما نام.. يحس ان هذا الوقت اللي لازم ينام فيه.. تعب من التفكير او مرض بسبته.. بينام ويصير اللي يصير.. اهو تزوجها وخلاص.. مع انه ما كان يظن انه راح يعاني هالكثر من بعد الزواج..

وسكر عيونه الناعسة ... وماهي الا دقايق وغاب في النوم...
التوقيع:
عدت ...ولكن جـــسد بـــلا روح !سلبوني حتى فتات الذكريات!
....ســــامحني ياقلبي فلم اقدر وجودكــ بداخلي الا هذه اللحظة!