عرض مشاركة واحدة
قديم 31-12-2004, 02:58 PM   #52
$$ كن كن $$
(حلا نشِـط )
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Oct 2004
رقم العضوية: 2278
المشاركات: 122
عدد المواضيع: 19
عدد الردود: 103


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
$$ كن كن $$ is on a distinguished road

$$ كن كن $$ غير متصل
افتراضي

تــــــــــــابع

هل يقف أمامي المارد الناري الضخم المرعب ... متمثلا في صورة ... وليد ؟؟؟


هتف سامر بذهول و بهجة عارمة :


" أخي وليد ! "


و تعانقا عناقا طويلا ...


يا لها من مفاجأة مذهلة !


اعتقد أنه كان علي الأخذ بنصيحة سامر و تغيير حذائي ... إنني أوشك على الانزلاق ! لماذا فقدت توازني بهذا الشكل ؟؟


بعد لقائهما الحميم ... استدارا نحوي ...


حينما وقت عيناه على عيني ، طردهما بسرعة و غض بصره ... و قال بهدوء لا يتناسب و الحمم و البركاين و الانفجار و النيران الذي تولدت لحظه ظهوره من فتحة الباب :


" كيف حالك صغيرتي ؟ "


لقد حاولت أن أحرك لساني لقول أي شيء ... لكن بعد احتراقها ، فإن كلماتي قد تبخرت و صعدت للسماء !


طأطأت رأسي للأرض خجلا ... حين عبرت ذكرى لقائنا الأخير سريعة أمام عيني ! ...

الرجلان يقتربان ...

رفعت رأسي فإذا بعينيه تطيران من عيني إلى الشجرة المزروعة قرب الباب الداخلي ...


سمعته يقول :

" ألا يبدو أنها كبرت !؟ "


التفت إلى الشجرة ... صحيح ... لقد كبرت خلال الشهور الطويلة التي غاب فيها وليد عنا !


لكني سمعت سامر يضحك و يقول :

" إنه الكعب ! "


أدركت أنه كان يقصدني أنا ! كم أنا غبية !


قال وليد :

" أ كنتما ... خارجين ؟؟ "


قال سامر :

" أوه نعم ... لكن يمكننا تأجيل ذلك لما بعد ... تعال للداخل ستطير أمي فرحا ! "


قال وليد :

" أرجوكما امضيا إلى حيث كنتما ذاهبين ! إنني سأبقى في ضيافتكم فترة من الزمن ! "


مدهش !

عظيم !

ممتاز !


و أقبلا نحو الباب الداخلي ، و دخلنا نحن الثلاثة ...


كانت مفاجأة مذهلة أحدثت في بيتنا بهجة لا توصف ...

عشر شهور مضت ... و هو بعيد ... لا يتصل إلا قليلا ... و حين يتصل يتحدث مع الجميع سواي ... و إن تحدث معي صدفة ، ختم جمله المعدودة بسرعة ...

لكنه الآن موجود هنا !

أنا فرحة جدا !


علمنا في وقت لاحق أنه مر منا قبل ذهابه إلى المدينة الشمالية لأمر خاص ...


" كم ستظل هناك ؟؟ "

سألته أمي ، فأجاب :

" لا أعرف بالضبط ، ربما لبعض الوقت ... سأفتش عن عمل هناك فقد أجد فرصة أفضل ! "


دانة قالت :

" و ماذا عن عملك في المدينة ؟؟ "


وليد اضطربت تعبيرات وجهه ، و قال :


" تركته "


ثم غير الموضوع لناحية أخرى ...


فجأة سألني :


" كيف هي الكلية ؟؟ "


أنا تلفت من حولي بادئ الأمر ... كأنني أود التأكد من أن وليد يتحدث إلي أنا !

بالطبع أنا !

لا يوجد من يدرس بالكلية غيري الآن !

قلت بصوت خفيف خجل :

" الحمد لله ... تسير الأمور على ما يرام "

قال سامر :

" أنها مجتهدة و نشيطة ! و مغرمة بالفن أكثر من أي شيء آخر ! حتى مني ! "


الجميع أخذوا يضحكون ...

سواي أنا و وليد ...

أنا لم تعجبني هذه الجملة ... أما وليد ... فلا أعرف لم اكفهر وجهه هكذا ... ؟؟


قالت دانة :

" إذن فقد أفسدت رحلتك الخاصة أيتها الببغاء الصغيرة ! "

و استمرت في الضحك ...



أنا استأت أكثر ...

وليد سأل دانة :

" أية رحلة ؟ "

أجابت :

" كانا يودان الذهاب للشاطئ ! سامر لا يأتي غير مرة في الشهر و خطيبته متلهفة لقضاء وقتا ممتعا و متميزا معه ! إنها تغار مني ! "



و رفعت رأسها بتباهي ...

ربما كانت تقصد مداعبتي ، لكنني حملتها محمل الجد ... و وقفت فجأة ، و استأذنت للانصراف ...



ذهبت إلى غرفتي مستاءة ... و غاضبة ...





~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~




قلت :

" يبدو أنها تضايقت ... "

فجميعنا لاحظ ذلك ... أما زالت دانه على ما كانت عليه منذ الطفولة ؟؟

نظرت إلى شقيقتي باستياء ... و كذلك كان سامر ينظر إليها ...

قالت :

" كنت أداعبها فقط ! "

سامر قال :

" لكنها انزعجت منك ! سأذهب إليها "

و غادر من فوره ...



أنا طبعا لم أملك من الأمر من شيء ...



قلت لدانة :


" أحقا كانا يودان الذهاب للشاطئ ؟ أنا آسف أن حضرت و أفسدت مشروع نزهتهما ! "


" لا تكترث وليد ! فهي فكرت في الذهاب فقط لأنني أوحيت لها بأن تذهب ! إنها لا تحب الخروج من المنزل خصوصا للأماكن العامة "



التزمت الصمت و لم اعلق على جملتها الأخيرة ...


قالت :

" ما رأيكم أن نذهب جميعا غدا لنزهة عند الشاطئ ! كم سيكون ذلك رائعا ! "



نزهة عند الشاطئ ؟ يبدو حلما ! إنني لم أقم بكهذا نزهة منذ سنين !

و يبدو أن الفكرة قد راقت للجميع ...

سألت :

" و ماذا عن نوّار ؟؟ "

قالت :

" في البلدة المجاورة ! إنها مباريات حاسمة ! ألا تتابع الأخبار ؟؟ "

في الواقع ، أخبار كرة القدم ليست من أولويات اهتماماتي !



تحدثنا عن أمور عدة ... و شعرت براحة كبيرة ... هنا حيث أحظى باهتمام أناس يحبونني و يعزونني ...

أنا أرغب في العيش مع أهلي فقد سئمت الوحدة ... ألا يكفي أنني حرمت منهم كل هذه السنين ؟؟


خرجت من كنفهم و أنا فتى مراهق ... مليء بالحماس و الحيوية و مقبل على الحياة ... طموح و ماض في طريق تحقيق أحلامه ...


و عدت إليهم ... و أنا رجل كئيب محبط مثقل بالهموم ... فاقد الاهتمام بأي شيء ... صقلني الزمن و شكلتني الأقدار ...



لكنهم لا زالوا يحترمونني ...

بعد مدة ، عاد سامر لينضم إلينا ... لم تكن رغد معه

كنت أريد أن أسأله عنها ، و لم أجرؤ !

إنها لم تعد طفلتي ... لم يعد لي الحق في الإهتمام بها ...



" إذن فتلك السيارة الرائعة في الخارج هي لك يا سامر ! "

سألته ، فأجاب :

" نعم ! اشتريتها مؤخرا ... ما رأيك بها ؟؟ "

" مظهرها رائع ! "

" و مزاياها كذلك ! كلفتني الكثير ! "



مقارنة بسيارتي القديمة فإن أي شيء في سيارة سامر سيبدو مدهشا !

إذن ... فأحوال أخي المادية جيدة ...

كم أبدو شيئا صغيرا أمامه ... كم خذلت والدي ّ الذين كانا في الماضي ... يعظمان م شأني و يتوقعان لي مستقبلا مشرفا ...

شعور جديد تولد هذا اليوم ، يزيدني رغبة فوق رغبة في الرحيل العاجل ...

ففي الوقت الذي يتمتع فيه سامر بعمل جيد و دخل وفير و مستقبل مضمون ... افتقر أنا لكل شيء ...

حتى رغد ...

أصبحت له ...



ألم شديد شعرت به في معدتي هذه اللحظة ، كان يتكرر علي في الآونة الأخيرة و لكنني لم أزر أي طبيب ...


استمر معي الألم فترة طويلة و لم أشعر معه بأي رغبة لتناول الطعام المعد على مائدة العشاء ...


لذا ، ذهبت إلى غرفة شقيقي ناشدا الراحة و الاسترخاء



في صباح اليوم التالي أردت الذهاب إلى المطبخ حيث يجلس الجميع ...

قبل دخولي تنحنحت و أصدرت أصواتا من حنجرتي حتى أثير انتباههم لوصولي ، اقصد انتباه رغد لوصولي ...


" تفضل بني "

قالت أمي ... فدخلت و أنا حذر في نظراتي ... لم أكن أريد أن أراها ... لكنني رأيتها !


" صباح الخير جميعا "


ردوا تحية الصباح و طلبوا مني الجلوس إلى مائدة المطبخ الصغيرة التي يجتمعون حولها


" تعال وليد ! إننا نخطط لرحلة اليوم ! هل تحتمل الرحلة أم أنك لا تزال متعبا ؟؟ "

التفت إلى دانة التي طرحت السؤال ، و لم يكن بإمكاني منع عيني من رؤية رغد التي تجلس إلى جوارها


" أحقا قررتم ذلك ؟ سيكون ذلك رائعا ! "


أمي قالت و هي تشير إلى المعقد الشاغر :


" تعال عزيزي ... أعددت ُ فطورا مميزا من أجلك ! "



نظرت باتجاههم ، لقد كانوا جميعا ينظرون إلي ، بلا استثناء ...


قلت :


" سـ ... أذهب إلى غرفة المعيشة "


و انسحبت من المطبخ ...



وافتني أمي بعد قليل إلى غرفة المعيشة تحمل أطباق الفطور ...


" شكرا ... "


ابتسمت أمي ، و بدأت أنا في تناول وجبتي بهدوء ، بينما هي تراقبني !


" أمي ... أهناك شيء ؟؟ "

سألتها بحرج ، قالت بابتسامة :

" لا عزيزي ... فقط أروي ناظري برؤيتك ... "



شعرت بالطعام يقف في بلعومي ...

برؤية من تودين يا والدتي الارتواء ؟؟

برؤية الخذلان و الفشل ؟؟ الحطام و البقايا ؟؟

برؤية رجل موصوم بالجريمة ؟؟

كم خذلتك ! كم كنت فخورة بي في السابق ! إنني الآن شيء يثير النفور و الازدراء في أعين الجميع ...


" الحمد لله "


حمدت ربي ، و وضعت الملعقة على الطبق ...


" لم توقفت ! ألم يعجبك ؟؟ "

" بلى أماه ... لكني اكتفيت "

" عزيزي سأخرج إن أزعجك وجودي ... أرجوك أتم وجبتك "

" لا يا أمي ، لقد اكتفيت و الحمد لله "



أمي بعد ذلك ، عادت بالأطباق إلى المطبخ ، ثم أقبل الجميع إلى غرفة المعيشة و حاصروني بنظراتهم ... و أسئلتهم حول أموري ...



أنا كنت اكتفي بإجابات مختصرة ... فلا شيء فيما لدي يستحق الذكر و الاهتمام ...



و كالبقية كانت رغد تتابعني بعينيها و أذنيها ، في صمت ...



" ما رأيك بتجربة سيارتي يا وليد ! لنقم بجولة قصيرة ! "


بدت فكرة ممتازة و منقذة ، فوافقت فورا و نهضت مع سامر ، و خرجنا ...




~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~





" هل غضبت مني أمس حقا ! أنا آسفة يا رغد ! كنت أمازحك ! "


نظرت إلى السقف و قلت :

" حسنا ، انتهى الأمر الآن "

ثم إليها و قلت :


" و لكن لا تنعتيني بالببغاء ثانية ... خصوصا أمام وليد "

قالت دانة باستغراب :

" وليد ؟؟ "

فاضطربت ...

قالت :

" تعنين سامر !؟ "

قلت :

" وليد او سامر أوأي كان ... أمام أي كان ! "


و أشحت بوجهي بعيدا عنها


فعادت تبرد أظافرها بالمبرد و تغني !

كنا نجلس في المطبخ ، و للمطبخ نافذة مطلة على ساحة خارجية خلفية تنتهي بالمرآب

مرآب منزلنا مفتوح من ثلاث جهات ، و يسد جهته الخارجية بوابة كهربائية ...

أقبلت أمي تحمل سلة الملابس المغسولة و دفعت بها إلي :


" رغد ... انشريها على الحبال "

أوه ... يا لعمل المنزل الذي لا ينتهي !

أردت أن أعترض و أوكل المهمة إلى دانة ، التي تجلس أمامي تبرد أظافرها بنعومة !

" انشريها أنت يا دانة ! "


هزت رأسها اعتراضا ، فهممت أن أتذمر !

لكني لمحت من خلال النافذة بوابة المرآب تنفتح ، و أدركت أنهما قد عادا !
و بسرعة ابتلعت جملة التذمر قبل أن أتفوه بها و قل متظاهرة بالاستسلام :

~~~~~~~~~~~