عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-2004, 03:21 AM   #9
$$ كن كن $$
(حلا نشِـط )
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Oct 2004
رقم العضوية: 2278
المشاركات: 122
عدد المواضيع: 19
عدد الردود: 103


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
$$ كن كن $$ is on a distinguished road

$$ كن كن $$ غير متصل
افتراضي

تـــــــــابع



في تلك الليلة ، جعلت رغد تنام على سريري للمرة الأخيرة ... و لونت معها كثيرا و قرأت لها أكثر من قصة ، و طبعا اشتريت لها أكثر من لعبة و أكثر من دفتر تلوين إضافة

إلى البوضا !



ربما كانت هذه طريقتي في الاعتذار !



إن كنت أدلل صغيرتي كثيرا فهذا لأنني أحبها كثيرا ...



و هي نائمة على سريري بسلام ، أخذت أتأملها بعطف و محبة ...



كم هي رائعة !


و كم أنا متعلق بها !


كم يبدو هذا جنونا !



ذهبت إلى حيث وضعت صندوق الأماني ، فأخذته و جعلت أنظر إليه بحدة


كم تمنيت لو أن بصري يخترق الصندوق إلى ما بداخله !


ليتني أعرف ... الاسم الذي تلا هذه الجملة


( عندما أكبر سوف أتزوج .... ؟ )






عندما تكبرين يا رغد ...

فقط عندما تكبرين ....

فإنني ...











~ ~ ~ ~ ~ ~






في أحد الأيام ، قررنا تناول بعض المشويات في المنزل

في حديقة المنزل أعد والدي ما يلزم و أشعل الفحم


كان يوما جميلا ، و كنا مسرورين لهذه ( النزهة المنزلية ) التي قلما تحدث


الأطفال ، سامرـ إن كنت أعتبره طفلا ـ و دانة و رغد كانوا يتجولون هنا و هناك



سامر مهووس بدراجته الهوائية و التي لا يتوقف عن قيادتها و العناية بها في جميع أوقات فراغه ، و رغد تهوى كثيرا الركوب معه ، و قد تعلمت كيف تقودها بنفسها



كانت تقود الدراجة فيما يجلس سامر على المقعد الحفي ، و كانت تترنح ذات اليمين و ذات الشمال و تسقط بالدراجة من حين لآخر


ألا أنها كانت سقطات خفيفة غير مؤذية ، يستمتعان بها و يضحكان مرحين !



دانة كانت تساعد أمي في إعداد اللحم ، فيما والدي يهف الجمر فيزيده اشتعالا



كنت أنا أراقب الجميع في صمت و برود ظاهري ، بينما أشعر بشيء يتحرك و يشتعل في صدري مثل ذلك الجمر ... لا أعرف ما يكون ...؟؟




ذهب والدي لإحضار شيء ما ...

و ابتعاده عن الجمر أعطاني مجالا أوسع لأراقب اشتعاله و تأججه ...
و جحيمه !




إن عيني ّ كانتا تتنقلان بين رغد و سامر على الدراجة ، و بين الجمر المتقد ...




ثم شردت ...








فجأة ... ترنحت الدراجة و هي تسير بسرعة ، تقودها رغد الصغيرة ، و قبل أن يتمكن سامر من إيقافها ارتطمت بشيء فسقطت ...






كان يمكن لهذه السقطة أن تكون عادية كسابقاتها ن لو أن الشيء الذي ارتطمت الدراجة به لم يكن صينية الجمر المتقد ....




تعالت الأصوات و انطلق الصراخ القوي يزلزل الأجواء ...




ركضنا جميعا نحو الاثنين بفزع ...




والدتي تولول ، و دانة تصرخ ... و رغد تصرخ ... و وليد يتخبط مستنجدا ... صارخا ... من فرط الألم ...







جمرة واحة أصابت رغد بحرق في ذراعها الأيسر ...


أما سامر ...


فقد انتهى بوجه مشوه مخيف ، و جفن منكمش يجعل العين اليمنى نصف مغلقة ... مدى الحياة ...





لقد كان حادثا سيئا جدا ... و انتهى يومنا الجميل بندبة لا تمحى ...



و رغم العمليات التي خضع لها ، ألا أن وجه سامر ظل يحمل أثر الحادثة المشؤومة إلى الأبد





رغد و التي خرجت من الحادث بأثر حرق واحد في الذراع ، خرجت منه بآثار عميقة لا تمحى في الذاكرة و القلب





أما دانة ، فقد غرست في نفس رغد الاعتقاد الأكيد بأنها السبب فيما حدث لسامر لأنها من كان يقود الدراجة وقتها






رغد أصبحت مرعوبة فزعة متوترة معظم الأوقات ... و أصبحت تخشى النوم بمفردها و تصر على أن أبقى إلى جانبها حتى تدخل عالم النوم ، و كثيرا ما كانت تستيقظ فزعة

من النوم في أوائل الأيام ... و تركض إلي ...






و المرة التي كنت أعتقد أنها الأخيرة ، تلتها مرات أخرى ، نامت فيها الصغيرة
في غرفتي ... طالبة الأمان و الطمأنينة ...



" وليد أنا خائفة ... النار مؤلمة ... "

" وليد لن أركب الدراجة ثانية ً ... "

" وليد لا أريد أن أبقى وحدي ... الجمر يلاحقني ... "

" وليد ... عندما أكبر سأصبح طبيبة و أعالج سامر " !









و في إحدى تلك المرات ، كتبت إحدى أمانيها و أدخلتها في ذلك الصندوق !

و هذه المرة لم تسألني عن أية كلمة ...

لكنني أكاد أجزم بأنها كتبت :

( يا رب اشف سامر ) !












توالت الأيام و الشهور ... و تأقلم الجميع مع ما حدث ، و سامر اعتاد رؤية وجهه المشوه في المرآة و تقبله ، و استسلم الجميع إلى أنها حادثة قضاء و قدر ...





أما أنا ...





فأشك في أن شيطانا قد خرج من صدري و قاد الدراجة نحو الجمر المتقد ...
و احرق سامر و رغد بنار كانت في صدري ...




و لم تزد النار صدري إلا اشتعالا



و لم تزد الحادثة الاثنين إلا اقترابا ...



و لم تزدني الأيام إلا تعلقا و تشبثا و جنونا برغد ....