عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-2004, 03:17 AM   #8
$$ كن كن $$
(حلا نشِـط )
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Oct 2004
رقم العضوية: 2278
المشاركات: 122
عدد المواضيع: 19
عدد الردود: 103


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
$$ كن كن $$ is on a distinguished road

$$ كن كن $$ غير متصل
افتراضي

تـــــــــــــــــــابع




نهضت متأخرا في الصباح التالي ، و حينما ذهبت إلى المطبخ وجدت أمي مشغولة في إعداد الطعام فيما تلعب رغد ببعض الدمى إلى جوارها



عندما رأتني رغد ، ابتسمت لها ، ألا أنها قامت و التصقت بأمي ، كأنها تطلب الحماية !



تضايقت كثيرا من هذا ... هل أصبحت طفلتي الحبيبة تخاف مني ؟؟



" رغد ! تعالي إلي ... "



لم تتحرك بل تشبثت بوالدتي أكثر ، الأمر الذي أشعرني بضيق شديد جدا فغادرت المطبخ فورا




ستنسى بعد قليل ... إنها مجرد طفلة و الأطفال ينسون بسرعة !

بل من الأفضل ألا تنسى حتى تبقى بعيدة عني و أتخلص من أحد همومي !








في المساء ، حضرت أم حسام بطفليها حسام و نهلة لزيارتنا

أم حسام هي خالة رغد الوحيدة و التي كانت ترعاها في السابق ، بعد وفاة والديها





حسام هو ابنها الأكبر و البالغ من العمر سبع سنوات على ما أظن ، أما نهلة فتصغر رغد ببضعة أشهر


و يبدو أن ( أخا جديدا ) على وشك الانضمام لهذه العائلة !





رغد تحب خالتها هذه كثيرا ، و الخالة تتردد علينا من حين لآخر للاطمئنان على رغد



تحوّل بيتنا إلى ملعب أطفال ... لعب ، ضحك، بكاء ، شجار ، عراك ، هتاف ، صراخ !



كانوا جميعا سعداء ، أما أنا فقد لزمت غرفتي عكفت على الدراسة .





اختفت الأصوات تماما فيما بعد ، فاستنتجت أن الضيوف قد رحلوا .


في وقت العشاء ، كنت أول الجالسين حول المائدة فقد كنت جائعا ، و لم أكن قد تناولت أي وجبة رئيسية لهذا اليوم .


الكرسي المجاور لي هو الكرسي الذي تجلس عليه صغيرتي رغد عادة
و كنت أساعدها في تناول الطعام دائما



اجتمع أفراد أسرتي حول المائدة ، ألا أن الكرسي المجاور ظل شاغرا !



" أين رغد ؟؟ "


وجهت سؤالي إلى والدتي ، فأجابت :


" أصرت على الذهاب مع خالتها و بما أن الغد هو يوم جمة تركتها تذهب لتبات عندهم ! "



اندهشت ، فهي المرة الأولى التي يحدث فيها شيء كهذا ... لطالما كانت الخالة تزورنا فلماذا تصر على الذهاب معها اليوم و اليوم فقط ؟؟




لقد فقد شهيتي للطعام ، و لم أتناول منه إلا اليسير ...




مساء الجمعة ذهبت مع أبي لإحضار رغد من بيت خالتها

دخلت أنا للمنزل فيما ظل والدي ينتظر في السيارة

لقد كان الأطفال ، رغد و نهلة و حسام ، يلعبون ببعض الألعاب في إحدى الغرف


عندما رأوني توقفوا عن اللعب ، و اخذوا يحدقون بي !


هل أبدو مرعبا ؟؟

ربما لأنني طويل و ضخم البنية نوعا ما !


ابتسمت لهذه المخلوقات الصغيرة ثم قلت :


" مرحبا أعزائي ! ألم تكتفوا من اللعب ! "


لم يبتسم أي منهم أو يحرك ساكنا !


وجهت نظري إلى صغيرتي رغد ، و قلت أخاطبها :


" صغيرتي الحلوة ! حان وقت العودة إلى البيت "

" لا أريد "



كانت أول جملة تنطق بها رغد ! إنها لا تريد العودة للبيت !


" ماذا رغد ؟ يجب أن نعود الآن فغدا ستذهبين إلى المدرسة ! "



" سأبقى هنا "



" رغد ! سوف نأتي بك إلى هنا لتلعبي كل يوم إن أردت ! هيا فوالدنا ينتظر في السيارة "



لم يبد أنها عازمة على النهوض .



و الآن ؟؟ ماذا افعل مع هذه الصغيرة ؟؟



كيف يجب ان يكون التصرف السليم ؟؟



تدخلت أم حسام قائلة :


" بنيتي رغد ، غدا سيحضرك وليد إلى هنا من جديد . و كل يوم إذا أردت اللعب مع نهلة فتعالي و أحضري ألعابك أيضا "



" لا أريد "


ثم بدأت بالبكاء ...





ربما تظن خالتها أننا نسيء إليها بشكل ما !




ماذا جرى لهذه الصغيرة ؟ لماذا أصبحت لا تريد الاقتراب مني ؟ أكل هذا لأنني
أخرجتها من غرفتي بقسوة تلك الليلة ؟



أم حسام أخذت تمسح على رأس الصغيرة و تهدئها و تكرر


" غدا سيحضرك وليد إلى هنا عزيزتي "




قلت ، محاولا إغراءها بالحضور بأي طريقة :


" سنمر بمحل البوضا و نشتري لك النوع الذي تحبين ! "



يبدو أن الفكرة أعجبتها ، فتوقفت عن البكاء و آخذت تنظر إلي ...


قالت خالتها مشجعة :

" هيا بنيتي ، و عندما تأتين غدا سنشتري لك و لنهلة و حسام المزيد من البوضا و الألعاب "


و أخذت تقربها نحوي حتى صارت أمامي مباشرة



رفعت رغد رأسها الصغير و نظرت إلي



إنها نظرة لا أستطيع نسيانها ما حييت ...

كأنها تعاتبني على قسوتي معها ... و تقول ... خذلتني !





مددت يدي و رفعت الصغيرة عن الأرض و ضممتها إلى صدري و قبلت جبينها


كيف لي أن أعتذر ؟


إنها اليتيمة التي و لو بذلت الدنيا كلها لأجلها ، ما عوضتها عن لحظة واحدة تقضيها في حضن أمها أو أبيها ...


قلت :

" ماذا تودين بعد ؟ لعبة جديدة أم دفتر تلوين جديد ؟ "

قالت :

" أريد لعبة و أريد دفترا "

قلت :

" يا لك من سيدة طماعة ! حاضر ! كما تأمرين سيدتي ! "

فابتسمت لي أخيرا ...







شعرت بشيء ما يحرك بنطالي ...

نظرت إلى الأسفل فإذا بها نهلة تمسك ببنطالي و تهزه ، ثم تقول :


" احملني ! "


نظرت إليها بدهشة و استغراب !


" رغد تقول أنك قوي جدا و كنت تحملها مع دانة سوية "











ربّاه !!










~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~