عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2007, 05:25 PM   #2
لطفي

¨¤¨نائب الإدارة¨¤¨

 
الصورة الرمزية لطفي
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Nov 2005
رقم العضوية: 16277
المشاركات: 8,515
عدد المواضيع: 493
عدد الردود: 8022
الجنس: ذكر


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
لطفي is on a distinguished road

لطفي غير متصل
افتراضي رد: خطبة الجمعه ليوم 25 شعبان 1428 بعنوان ( اربعون وسيله لإستغلال رمضان )

دعوة أهل الحي للاعتكاف في المسجد

الوسيلة الحادية والعشرون: دعوة أهل الحي أو جماعة المسجد للاعتكاف ولو ليوم واحد؛ لإحياء هذه السنة، وللألفة والترابط بين جماعة المسجد الواحد، فيحدد يوم في بداية العشر ويقال لجماعة المسجد: من أراد أن يشارك في الاعتكاف فإننا -إن شاء الله- ننوي أن نعتكف في مسجدنا ليلة كذا، فإن هذا فيه خير عظيم.

دعوة أهل الحي للإفطار في المسجد

الوسيلة الثانية والعشرون: دعوة أهل الحي وجماعة المسجد للإفطار في المسجد، ولو ليوم أيضاً واحد خلال الشهر، فإن هذا يزيد الألفة والمحبة والترابط بين جماعة المسجد.

دعوة المتهاونين في صلاة الجماعة في غير رمضان

الوسيلة الثالثة والعشرون: اغتنام فرصة وجود المتأخرين عن صلاة الجماعة، أي: المتأخرين في غير رمضان، لأنهم يحافظون على الصلاة في رمضان، وبئس رجل لا يعرف الله إلا في رمضان. فأقول: إن اغتنام فرصة وجود هؤلاء والذين لا نراهم إلا في رمضان، وذلك بكثرة السلام عليهم، والتودد لهم بزيارتهم وبإهدائهم بعض الهدايا، لإبعاد الوحشة والنفرة التي يظنونها، أو التي يوقعها الشيطان في قلوبهم.

إقامة حفل مصغر بمناسبة العيد لأهل الحي

الوسيلة الرابعة والعشرون: إقامة حفل مصغر بمناسبة العيد لأهل الحي، ليكن مثلاً في ليلة العيد، أو في أي وقت يراه جماعة المسجد، وذلك لأهل الحي، وتوزع فيه جوائز المسابقات المعلنة والتي ذكرنا منها شيئاً، وسنذكر بعد قليل شيئاً منها، والهدايا على الصغار والكبار، ولا شك أن إقامة مثل هذا الأمر ستجد فيه إحياءً لأهل الحي وترابطاً عجيباً، وألفةً ومحبةً بين جماعة المسجد الواحد. وسائل وأفكار وتوجيهات في الاهتمام بالقرآن، وهي تقريباً أربع وسائل:

وسائل ومقترحات للاهتمام بالقرآن

إقامة حلقات لتصحيح قراءة القرآن

الوسيلة الخامسة والعشرون: نسمع كثيراً ممن يقرءون القرآن في المساجد من العامة، بل ومن الموظفين وغيرهم، وهم كحاطب ليل في القراءة، وقد يسمعه من بجواره يخطئ ويلحن، ومع ذلك يخجل من تقويمه والرد عليه، فيظل كثير من الناس على حالهم مع كتاب الله في لحنهم وأخطائهم. فأقول: لماذا لا تقوم جماعات المساجد وأئمة المساجد بإحياء حلقات للكبار لتحسين التلاوة، لا نقول للحفظ وإنما لتحسين التلاوة، ويكون ذلك بعد صلاة الفجر أو الظهر أو العصر، أو غيرها من الأوقات المناسبة التي يتفقون عليها، وإعلان ذلك لجماعة المسجد وحثهم على المشاركة خلال شهر رمضان، وستكون هذه بداية خير لكثير ممن يشارك في مثل هذه الحلقات.. فهل نرى ونسمع هذه الإعلانات من أئمة المساجد لتطبيق هذه الفكرة؟ فلا شك أن في ذلك خيراً كثيراً لو وجدنا مثل هذه الأمور منتشرة في مساجد أحيائنا.

توجيه الآباء لعقد حلقات قرآنية مع أهلهم

الوسيلة السادسة والعشرون: نحن نرى أيضاً كثيراً من الآباء يجلسون بعد صلاة العصر لتلاوة القرآن، وهذا لا شك أنه أمر محمود، نسأل الله عز وجل ألا يحرمهم الأجر، ولكن لو سألته وقلت له: أين أولادك الآن ؟ ماذا تفعل بناتك الآن في البيت؟ ربما لا يعلم، وربما أنهم نيام، وربما أنهم أمام التلفاز، وربما في الشارع، أو في غيرها، فنقول: لم لا يتوجه الأب بعد صلاة العصر مباشرةً إلى بيته، فيعقد حلقةً لتلاوة القرآن مع أولاده وبناته، ويرصد للاستمرار فيها - أي: الاستمرار في هذه الحلقات الخاصة مع أولاده وبناته- يرصد لأولاده ومن يرى منهم حرصاً عليها وعلى الاستمرار فيها جوائز وهدايا تشجيعاً لهم. وبهذا العمل تحصل مكاسب عظيمة، من هذه المكاسب: أولاً: حفظ الأولاد من البرامج المسمومة الموجهة لهم، وقتل أعظم أيامهم وأفضلها. ثانياً: مشاركة البنات اللاتي يذهبن ضحية الغفلة عن تربيتهن والمحافظة على أوقاتهن. ثالثاً: إحياء البيت بذكر الله، وملؤه بالجو الإيماني الروحاني، بدل إماتته وملئه بالأغاني وبرامج التلفاز ومسلسلاته. رابعاً: الارتباط الأسري الوثيق بين الأب وأولاده وبناته. خامساً: محاولة ختم القرآن لأهل البيت جميعاً، واستغلال رمضان من جميع أهل البيت، وغيره.

قراءة القرآن بتدبر مع الرجوع إلى التفسير

يمر علينا رمضان تلو رمضان، وربما ختمنا القرآن كثيراً بالقراءة، وربما كان هم أحدنا متى يصل لنهاية السورة، ومتى يصل إلى نهاية القرآن، فأقول: لماذا لا أضع خطةً خلال هذا الشهر أن أقرأ القرآن بتدبر ونظر، والوقوف مع آياته بالرجوع إلى كتب التفسير، وتقييد الخواطر والفوائد منها، فنتمنى أن نرى شبابنا في المساجد يقرءون القرآن و بجوارهم كتب التفاسير، ينظر لهذا تارةً ولهذا تارة. ونغفل أيضاً عن الأحاديث الرمضانية والنظر فيها، وفي شروحها، وتقييد الشوارد والفوائد منها، فإنه يفتح على الإنسان في الشهر ومناسبة الزمان ما لا يفتح عليه في غيره.

استخدام برامج ووسائل دعوية في أماكن تجمعات الشباب
الوسيلة الثامنة والعشرون: وهي مقدمة للتجمعات والشلل الشبابية، سواءً على الأرصفة، أو في الاستراحات، أو في الخيام أو في غيرها، والتي تقضى ساعات الليل في لعب الورق تارةً، وفي لعب الكرة تارةً أخرى، وفي الاسترخاء ومشاهدة التلفاز تارة، وفي الأحاديث والثرثرة تارةً، وهكذا تقتل ليالي رمضان بدون أي استشعار لعظمة هذه الأيام وفضلها. فأقول لهؤلاء الشباب: لماذا لا يفكر هؤلاء الشباب ولو في ليالي رمضان من إدخال بعض البرامج النافعة؟ نتمنى أن يغير البرنامج كاملاً، ولكن لن يستجاب لنا بهذا الطلب؛ فأقول: لماذا إذاً لا يفكر بإدخال بعض البرامج النافعة؟ ولا ينكر على هؤلاء الشباب أيضاً بإدخال بعض هذه البرامج. مثلاً: لماذا لا يكون من البرنامج الليلي الذي سمعتوه قبل قليل؛ ما بين لعب كرة، ولعب ورقة، وثرثرة، ومشاهدة تلفاز أو غيره، لماذا لا يكون على الأقل ولو لمدة نصف ساعة قراءة القرآن، وضع من ضمن البرنامج قراءة قرآن لمدة نصف ساعة؟ أم أننا نقول كما يقول بعض الشباب: إن قراءة القرآن لا تصلح إلا للمطاوعة!! أذكر أنني طرحت هذه الفكرة على طلابي في الكلية، وقلت: لماذا لا يتجرأ أحدكم على زملائه ويقول: لنحرص يا شباب على أن نجلس نصف ساعة مع كتاب الله سبحانه وتعالى نقرأ؟ القرآن ليس حكراً على الصالحين، القرآن دستور الله جل وعلا، وكتاب الله سبحانه وتعالى، وهو لنا جميعاً، وإن عصينا وأذنبنا، وإن وقعنا في كبائر الذنوب، فإن من يقع في ذلك أيضاً يقرأ القرآن وينظر فيه، فإذا كنا نريد أن نضع في برنامجنا ولو شيئاً قليلاً من الفائدة، فلماذا لا نقترح على هؤلاء الشباب، أو يقترح بعضهم على بعض أن يكون من البرنامج ولو لنصف ساعة قراءة القرآن، أو استماع شريط، أو غيرها من البرامج الجادة النافعة، فإنه -كما ذكرنا- حب القرآن و قراءته والإقبال عليه ليس حكراً على الصالحين فقط، فهل نرى ذلك -إن شاء الله- بين شبابنا قريباً؟

وسائل وتوجيهات للجادين

من التوجيهات أيضاً ومن الوسائل وهي الآن توجيهات ووسائل للجادين فقط، من هذه التوجيهات لهؤلاء الجادين نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا وإياهم ما يأتي:......

الالتزام والجدية في تصحيح الخطأ


نقول: لو نظرنا لأنفسنا وحرصنا على الصلاة والتبكير إليها، لوجدنا التقصير الواضح بل أقول المخجل والله، خاصةً منا نحن ممن يدعي الجدية والالتزام، فلم لا يكون رمضان فرصةً عظيمةً للمحاولة في تصحيح هذا الخطأ، وذلك بمعاهدة النفس ألا تفوتني تكبيرة الإحرام أبداً خلال هذا الشهر، ثم حاول أن تحسب -إن فاتتك- كم من المرات فاتتك تكبيرة الإحرام في شهر رمضان، ولعلك أن تنجح -إن شاء الله- في تصحيح هذا الخطأ. ثم أيضاً: لماذا لا نحرص على تطبيق اليوم الإسلامي الكامل خلال رمضان؟ وذلك بالحرص على النوافل، والطاعات، وإحياء السنن، فلا تفوت عليك السنن الرواتب خلال هذه الثلاثين يوماً أبداً، احرص على ألا تفوت عليك سنة من السنن الرواتب خلال هذا الشهر كاملاً. ولا تغفل عن لسانك وحبسه من الغيبة والنجوى وغيرها، وأيضاً لا تغفل عن صلاة الليل وقيامه، وقراءة جزء واحد من القرآن على الأقل، أو الحرص على الصدقة، وصلة الرحم، وقضاء حاجات الناس؛ خاصةً الفقراء والمساكين، وزيارة المرضى والمقابر، والاستغفار والدعاء في كل لحظة، بل أقول: في كل ساعة، فإن هذه غنيمة باردة، وهذا الشهر فرص ومواسم تذهب ولا ترجع. وباختصار أقول لك يا أخي الحبيب! احرص على كل عمل صالح، وإن كنت تفعل ذلك في غير رمضان فإنه يتأكد في شهر رمضان لمضاعفة الحسنات ولمناسبة الزمان، وفقنا الله وإياك للعمل الصالح.

الدعوة بين الطلاب والزملاء

الوسيلة الثلاثون هي للجادين فقط: أقول: لماذا لا يستغل تصفيد الشياطين، وفتح أبواب الجنان، وإغلاق أبواب النيران، وانكسار النفوس، ورقة القلوب في هذا الشهر في توجيه طلابنا وزملائنا في الفصول والقاعات الدراسية، وذلك بعد صلاة الظهر مثلاً، أو في أماكن العمل والدراسة؟ فأين الكلمة الصادقة الناصحة في نهار رمضان من المدرس لطلابه، أو من الطالب أو الموظف لزملائه؟ أين الجلسات الانفرادية بالزملاء الغافلين، والتحدث معهم ونصحهم باستغلال شهر رمضان هذه الأيام، وإهداؤهم الشريط أو الكتاب، أو غير ذلك من الهدايا النافعة؟ فإن النفوس -كما ذكرنا- مهيأة، ورغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك رمضان فلم يغفر له!

الصدقة في رمضان

الوسيلة الحادية والثلاثون وما زلنا للجادين فقط: الصدقة في رمضان لها مذاق خاص عند المسلمين، وهي من دواعي القبول للأعمال والعبادات، وأنت يا أخي الحبيب! بحاجة ماسة شديدة لنفعها وأجرها وظلها يوم القيامة، فلم لا تجعل لك مقداراً من الصدقة تعاهد نفسك على إخراجها كل ليلة، وتداوم عليها، ثم أيضاً تنوعها؛ فتارةً مالاً، وتارةً أخرى طعاماً، وليلةً ثالثةً لباساً، وليلةً رابعةً فاكهةً أو حلوى،وتتحسس بيوت المساكين والفقراء بنفسك لتوصلها إليهم. وأنصحك -أيضاً- بألا يعلم بهذا العمل أحد غيرك، فإنك بحاجة إلى عمل السر بينك وبين الله، فكم من الأجر العظيم سينالك بهذا الفعل، وقد ورد مثل هذا عن كثير من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم، بتحسس بيوت الفقراء والمساكين، وهذا العمل السري بينهم وبين الله جل وعلا، فهل تفعل ذلك وتحرص على هذه العبادة العظيمة في السر بينك وبين الله؟

استغلال وقت السحر في العبادة

الوسيلة الثانية والثلاثون: السحر من أجمل الأوقات، وفيه نزول المولى جل وعلا، وفي رمضان لا شك نستيقظ في السحر للسحور، فأين أنت من ركعتين تركعهما في ظلمة الليل تناجي فيهما ربك؟ فكثير من الناس عن هذا غافلون أو متهاونون، وبعض الناس يتصور أنه إذا صلى التراويح مع الناس وأوتر في أول الليل انتهت صلاة الليل واكتفى بذلك، وحرم نفسه من هذه الأوقات الثمينة والدقائق الغالية. فالله الله في استغلال السحر مادمت فيه مستيقظاً، فإن من صفات أهل الجنة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران:(( الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ )) [آل عمران:17]. ثم ذكر سبحانه وتعالى في الذاريات صفات المتقين أصحاب الجنات والعيون فقال: (( وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) [الذاريات:18] فهذه من صفات المتقين. ثم هل تستغل هذه الأوقات بكثرة الاستغفار؟ فإن قلت: نعم. فأقول: إذن عليك بسيد الاستغفار، وعليك أيضاً بكثرة التكرار للمائة والسبعين كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل ليلة وقت من أوقات السحر خلال هذا الشهر المبارك. وأخيراً لا تنس أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه. فاحرص يا أخي الحبيب! على هذا الوقت الثمين، واحرصي يا أختي المسلمة! على هذا الوقت العظيم؛ ألا يفوت علينا، خاصةً وأننا في شهر رمضان، وخاصة وأننا ممن قام للسحور، فجميعنا يقظان في هذه اللحظات، فلنستغل هذه الدقائق بمثل هذه العبادة.

وسائل وتوجيهات للمرأة

الوسيلة الثالثة والثلاثون، وهي وسائل وتوجيهات وأفكار موجهة للمرأة في رمضان: فالمرأة في رمضان تصرف الكثير من وقتها في هذا الشهر المبارك في مطبخها، خاصةً في الساعات المباركة، كساعة الغروب مثلاً في أوقات الاستجابة، وكذلك ساعة السحر في وقت السحور . وأنا قلت: -ولله الحمد- (تصرف) ولم أقل (تضيع) كما يتهمها الكثير بمثل هذا، لكن وحتى لا تعتبر هذه الساعات الطويلة ضياعاً عليها أن تنتبه لهذه الأمور، على المرأة أن تنتبه لهذه الأمور، وعلينا نحن أن ننبه زوجاتنا وبناتنا ونساءنا على مثل هذا الأمور؛ حتى يكتب لها وقتها ولا يضيع عليها، ومن هذه الأمور: ......

استحضار المرأة للنية والإخلاص في إعداد السحور والإفطار
فعن أنس رضي الله تعالى عنه قال: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر، قال: فنزلنا منزلاً في يوم حار، وأكثرنا ظلاً صاحب الكساء، ومنا من يتقي الشمس بيده، فسقط الصوَّم وقام المفطرون فضربوا الأبنية -وهذا هو الشاهد- وسقوا الركاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذهب المفطرون اليوم بالأجر) الحديث أخرجه البخاري و مسلم . فيا أيتها المسلمة! إن عملك لن يضيع أبداً، بل هل تصدقين إن قلت لك أن هذا العمل حرم منه كثير من الرجال؟ لأن القائم على الصائم له أجر عظيم، فما بالك وأنت صائمة، ثم أنت أيضاً تعدين هذا الطعام وتقضين كثيراً من وقتك في إعداده، والمهم استحضار النية في هذا العمل، ولن يضيع -إن شاء الله- عليك لحظة من اللحظات باستحضار هذه النية. ثم أمر آخر: يمكنها استغلال هذه الساعات في الغنيمة الباردة، وهي كثرة الذكر والتسبيح والاستغفار والدعاء، وهي تعمل لا بأس أن تستغفر مائة مرة في اليوم، لا بأس أن تذكر وتهلل وتسبح بدل أن يضيع عليها وقتها أو كثير من أوقاتها في رمضان بدون فائدة. أيضاً أمر ثالث هو الاستماع إلى القرآن والمحاضرات عبر جهاز التسجيل الخاص بالمطبخ، وأقول الخاص بالمطبخ لأحث الرجال والإخوان على الحرص على توفير جهاز التسجيل الخاص بالمطبخ، لماذا؟ لأنه كما ذكرت أن المرأة تقضي كثيراً من وقتها في مطبخها فلعلها أن تستغل وقتها بمثل هذه الأمور، تارةً باستماع شريط، وتارةً بالتسبيح والاستغفار والتهليل والتكبير، وأيضاً بالاحتساب واستحضار النية الخالصة في إطعامها وعملها وتعبها لأهلها وأولادها وزوجها.

قضاء حاجيات العيد قبل العشر الأواخر للتفرغ للعبادة
الوسيلة الرابعة والثلاثون من الوسائل والأفكار: شراء وتفصيل حاجيات العيد من الآن، وفي ذلك مكاسب، من هذه المكاسب: استغلال أيام وليالي رمضان وخاصةً في العشر الأواخر، ما الذي يحدث؟ يضيع وقت كثير من النساء، بل وأقول من أولياء النساء.. اذهب للخياط.. اذهب للمعارض.. ادخل إلى السوق.. إلخ. ثم أيضاً الاختيار الحسن وقلة التكاليف، الآن -والحمد لله- الأسواق شبه فارغة، فلماذا إلا في أوقات الازدحام وغلاء البضاعة؟ أيضاً أمر آخر وهو تفريغ الزوج وعدم إشغاله في أعظم الأيام وأفضلها العشر الأواخر. وأيضاً لماذا أفتن ولدي أو زوجي أو غيره بمخالطة النساء المتبرجات في مثل هذه الأيام الفاضلة، خاصةً وأننا نعلم أنه كما أن الحسنات تضاعف في شهر رمضان أيضاً السيئات تضاعف في شهر رمضان؟ فلعلنا من خلال هذه الأسباب نقترح ونقول: لماذا لا يبكر بشراء وتفصيل الملابس وحاجيات العيد من الآن؟

خروج المرأة لصلاة التراويح

الوسيلة الخامسة والثلاثون، وهي الثالثة الخاصة بالمرأة: صلاة التراويح من السنن الجميلة، ومن الآثار النبيلة، التي تعطي هذا الشهر ولياليه روحانيةً متميزةً، فتجد صفوف المسلمين والمصلين متراصةً، وتسمع التسبيح والتكبير والبكاء والنشيج، إلا أن هذا الخير قد تحرمه بعض نسائنا؛ لا إهمالاً وإنما انشغالاً بالأولاد والجلوس معهم، وهي بهذا بين أمرين كلاهما ثقيل: إما الذهاب إلى المسجد وأخذ صغارها، وقد يؤذون المصلين وتنشغل بهم، أو بين الجلوس في البيت وحرمان النفس من المشاركة مع المسلمين، وربما حاولت الصلاة في بيتها وبمفردها، لكنها تشكو من ضعف النفس، وقلة الخشوع، وكثرة الأفكار والهواجس والشوارد، فماذا تفعل إذن؟ أسوق هذا الاقتراح، فأقول: لم لا تتفق مع أخواتها -شقيقاتها- أو رفيقاتها وصاحباتها بالاجتماع في أحد البيوت للصلاة جماعةً مع اهتمام إحداهن بالصغار، أو تجلس إحداهن مع الصغار والأخريات يذهبن لحضور الصلاة بالمسجد؟ وهكذا إذا اتفقت الأخوات على أن تقوم واحدة منهن كل ليلة بالاهتمام بالصغار؛ فإنها على الأقل ستكسب كثيراً من ليالي وأيام رمضان والصلاة مع المسلمين، أما أن تخسرها بهذه السهولة فلا، ولا نؤيد ذلك؛ بل وأقول: على الأزواج والآباء الحرص والحث لأزواجهم وأخواتهم وبناتهم بأخذهم معهم إلى المساجد. فإلى متى ونحن نترك المرأة أيها الأخيار! لوحدها في البيت، ونحرمها من الدروس والتوجيه والروحانية في الصلاة مع المسلمين وسماع الخير الكثير؟ فإن في ذهابها خيراتٍ حساناً، فمن المسئول عنها أمام الله سبحانه وتعالى؟ ولا تنسوا أنه بصلاح النساء صلاح للمجتمع؛ فلذلك نحث الآباء والإخوة على الحرص على أخذ أزواجهم وأخواتهم وبناتهم إلى المساجد، وألا يتركوا في البيت؛ لأنها بلا شك ستكون أمام التلفاز، أو أمام غيره في ضياع الأوقات.

تنويع الطعام مع عدم الإسراف

وهي الرابعة الخاصة بالمرأة: إذا رأينا كثرة المأكولات والمشروبات، وتنوع أصنافها عند سفرة الإفطار، فإنك تضطر إلى أن تقول: لماذا يا أيتها المرأة المسلمة! لا تجعلين جدولاً غذائياً منتظماً في تقسيم هذه الأصناف على أيام الأسبوع؟ فهل يشترط أن نرى جميع أنواع المقليات -مثلاً- من السنبوسة، أو اللقيمات، أو البطاطس أو غيرها في كل يوم؟ لا يشترط هذا. وهل يشترط أن نرى -مثلاً- جميع أنواع العصيرات والمشروبات في كل يوم؟ أيضاً هذا لا يشترط. فأقول للأخوات: لماذا لا تضع جدولاً غذائياً منتظماً تقسم فيه هذه الأصناف على مدار الأسبوع؟ ولا شك أننا بهذا العمل نكسب أموراً كثيرة منها: أولاً: عدم الإسراف في الطعام والشراب. ثانياً: قلة المصاريف المالية وترشيد الاستهلاك. ثالثاً: التجديد في أصناف المأكولات والمشروبات، وإبعاد الروتين والملل الموجود بوجود الأصناف في كل يوم. رابعاً: حفظ وقت المرأة وطلب راحتها، واستغلال وقتها بما ينفع، خاصةً في هذا الشهر المبارك. فهذا شيء من الثمار والفوائد في تطبيق هذا الاقتراح. فيا ليت المرأة أو بعض الأخوات يفعلن ذلك الجدول، ولعلهن أن ينفعن بعض أخواتهن في توزيعه في مدارسهن وأماكن اجتماعهن، فإن فعل ذلك -كما ذكرنا- فيه فوائد جمةً. ثم أختم هذا الاقتراح بتذكير المرأة أنها المسئولة أمام الله سبحانه وتعالى عن الإسراف في بيتها، هي المسئولة الأولى عن الإسراف في بيتها؛ في الطعام والشراب، وتعداد الأنواع وغيرها، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته -ثم قال- والمرأة راعية ومسئولة في بيت زوجها).

حرص المرأة على أداء الصلاة في وقتها

الوسيلة: السابعة والثلاثون: الصلاة في وقتها من أعظم الوسائل لاستغلال رمضان، والملاحظ خاصةً عند المرأة ولعدم ارتباطها بالجماعة، تأخير الصلاة عن وقتها، والتكاسل عنها، ثم نقرها كنقر الغراب؛ وذلك إما بحجة العمل في المطبخ، أو التعب في الدراسة، أو التعب من الصوم، أو غيرها من الأعذار، فعلى المرأة أن تحرص على المحافظة على الفرائض الخمس في وقتها، وفي أول وقتها وبخشوع؛ خاصةً في هذا الشهر المبارك الذي -كما ذكرنا- تتضاعف فيه الحسنات وتتنوع فيه العبادات. وأيضاً بعض النساء إذا حاضت أو نفست تركت الأعمال الصالحة، وأصابها الفتور؛ مما يجعلها تحرم نفسها من فضائل هذا الشهر العظيم ومن خيراته، فنقول لهذه الأخت: وإن تركت الصلاة والصيام فهناك -ولله الحمد- خير كثير، مثل الدعاء، والتسبيح، والاستغفار، والذكر بأنواعه، والصدقة، والقيام على الصائمين وتفطيرهم، وغيرها من الأعمال الصالحة الكثيرة، ثم أبشرك أنه يكتب لك مثل ما كنت تعملين وأنت صحيحة شحيحة. كيف ذلك؟ في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال فيه: (إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له من الأجر مثلما كان يعمل صحيحاً مقيماً) أخرجه البخاري و مسلم . إذاً: فأبشري، المهم هو استحضار النية الصادقة والخالصة، والحرص على كثير من الخير والعبادات التي تستطيعينها. ثم أيضاً قراءة القرآن للحائض والنفساء على خلاف مشهور بين العلماء، لكن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يرى جواز قراءة القرآن للحائض والنفساء بدون شرط أو قيد.

وسائل وتوجيهات للصغار

أخيراً من الوسائل والأفكار للصغار والخاصة في رمضان ثلاث وسائل: ......

تشجيع الصغار وتعويدهم على الصلاة وغيرها

الأولى: وهي الثامنة والثلاثون بالعدد العام: اقتراح لأئمة المساجد للاهتمام بالصغار، وتشجيعهم على المحافظة على الصلوات، والتبكير للمسجد، وتعويدهم على صلاة التراويح، كيف ذلك؟ يكون ذلك بأن يعلن إمام المسجد لأهل الحي من أول يوم في رمضان أن هناك عشر جوائز -تقل أو تكثر- لأحسن وأفضل عشرة صغار يحافظون على صلاة الجماعة ويبكرون لها، ويحرصون على صلاة التراويح. ولا بأس بمشاركة بعض جماعة المسجد بالتشجيع، كبعض التجار بالجوائز القيمة، ولا بأس أيضاً بمشاركة بعض الآباء بطرح بعض المبالغ المالية لشراء جوائز قيِّمةٍ لتشجيع هؤلاء، ولا بأس بالتعاون من الشباب مع إمام المسجد؛ بمتابعة هؤلاء الصغار، أو تكوين لجنة خاصة تتابعهم لتفرز في نهاية الشهر عن هؤلاء العشرة أو العدد الذي يحدد. ثم في نهاية الشهر -أي: في ليلة العيد- توزع الجوائز على هؤلاء الصغار، ولك أن ترى أثر ذلك على الصغار؛ بل وأقول الكبار؛ بل الحي كله، ولو كان في المسجد لوحة للمثاليين كل شهر، لرأيت عجباً من الأبناء بل ومن الآباء.

وضع مسابقة رمضانية للصغار

الوسيلة التاسعة والثلاثون: وهي أيضاً اقتراح للصغار: وذلك بطرح مسابقات رمضانية لهم، إما بحفظ بعض الأحاديث، أو الأجزاء من القرآن، أو بمعرفة سيرة أحد من الصحابة معرفةً شاملةً، أو غيرها من المسابقات، وأيضاً تعلن في بداية رمضان، وتوزع الجوائز في الليلة الأخيرة من رمضان، ولك أيضاً أن ترى أثر ذلك على الصغار واستغلال أوقاتهم، وحفظهم من الشوارع، ومن أجهزة التلفاز، وانشغالهم بالبحث والقراءة والنظر والحفظ من خلال هذه المسابقات المطروحة. ولعلك تسمع كثرة توزيع الجوائز من خلال هذه المسابقات في ليلة العيد، فأصبحت ليلة عيد حقاً، ففي ليلة العيد وفي ختام شهر رمضان -نسأل الله أن يبلغنا ذلك- تجد أن المسجد الذي قامت فيه هذه الأنشطة أصبح مسجداً نشيطاً وحياً، ترى أثر ذلك كاملاً على أهل الحي جميعاً، لا أقول على الصغار فقط، ولا أقول على الآباء؛ بل حتى والله على النساء في البيوت. وإننا لنسمع تشجيع كثير من الأمهات ومن الأخوات لكثير من الصغار في مثل هذه الأمور إذا طرحت من جماعة المسجد، فهل نرى أيضاً ذلك قريباً إن شاء الله؟

تعويد الصغار على الصيام والقيام

الوسيلة الأربعون والأخيرة: تعويد الصغار على الصيام والقيام، وتشجيع الأب بصحبته لهم للمسجد، بالثناء تارة بالكلمة الطيبة، وبالجوائز، بل وتعويدهم على الصدقة، وبذل الطعام وتوزيعه على الفقراء والمساكين، مثل المجاورين، عندما تعطي الطفل الصغير أن يوزع هو بنفسه للجيران، وللفقراء والمساكين، وتذكره بالأجر وفضل هذه الأعمال، فإن ذلك ينشئه تنشئةً صالحةً. تقول إحدى الأمهات لصغيرها بعد أن وزع بعض الأشياء على بيوت بعض جيرانهم، قالت له -وكان في وجبة الغداء- تغديت؟ قال: نعم تغديت أجراً. فنتمنى حقيقةً أن يعيش صغارنا في مثل هذه المعاني الجميلة التي تربيهم وتنشئهم تنشئةً صالحةً. وتقول الربيع بنت معوذ عن رمضان: (فكنا نصومه بعد ونُصَوِّم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن -أي:من القطن- فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك -أي: اللعبة التي من العهن- حتى يكون عند الإفطار) أخرجه البخاري في صحيحه. تقول رضي الله عنها: حتى يتم صومه ذلك اليوم نشغله بهذه اللعبة. وفي ذلك -كما ذكرنا- تمرين لهم، وقد أقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الفعل؛ لأنه فعل في حضرته، فهو أيضاً من السنن التقريرية عنه صلى الله عليه وآله وسلم . هذه أربعون وسيلة لاستغلال شهر رمضان، وكما ذكرت أن هذه الوسائل منها ما هو معلوم، ومنها ما هو جديد، وما بقي -أيها الأحبة- إلا أن نستغل هذه الوسائل، وننشرها بين الناس عموماً، ومحاولة الوقوف مع أئمة المساجد، ومع الشباب الصالحين لإحياء مساجدنا وأحيائنا بمثل هذه الأفكار وهذه الاقتراحات.

تضاعف الحسنات والسيئات في رمضان


السؤال: ذكرت أن السيئات تضاعف في رمضان، والله سبحانه وتعالى يقول: (( و جزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا))الشورى:40] فما معنى تضاعف السيئات في رمضان؟ الجواب: ذكر كثير من أهل العلم أنه كما أن الزمان له شرف في الأعمال الصالحة، فأيضاً له شرف في الخطأ والمعصية فيه، فإنه تتضاعف السيئة فيه كما تتضاعف الحسنة، كما أنه إذا قلنا أن الحسنة تتضاعف في الحرم فإن السيئة أيضاً تتضاعف في الحرم، فإن مناسبة الزمان أو مناسبة المكان لها حرمتها، وقد نص كثير من أهل العلم على هذا الأمر. نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا وإياكم بما قيل، وأن يوفقنا للعمل الصالح النافع، ونسأله جل وعلا أن يبلغنا شهر رمضان، اللهم بلغنا رمضان، واجعلنا من الصائمين القائمين فيه يا أرحم الراحمين . اللهم اجعلنا من الصالحين المصلحين، اللهم انفعنا وانفع بنا، أنت ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. وسبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.




الخطبه للشيخ ابراهيم الدويش



دمتم في حفظ الرحمن
اخوكم ومحبكم في الله
لطفي
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة