عرض مشاركة واحدة
قديم 13-05-2011, 10:47 PM   #1
شمس القوايل

نائبة الإدارة

 
الصورة الرمزية شمس القوايل
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: May 2007
رقم العضوية: 35230
المشاركات: 42,377
عدد المواضيع: 1355
عدد الردود: 41022


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
شمس القوايل is on a distinguished road

شمس القوايل غير متصل
افتراضي :::: فاتته صلاة الفجر فأنظر كيف أدب نفسه ::::

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





فاتته صلاة الفجر فأنظر كيف أدب نفسه




يقول كاتب القصة




أي شخص كان قد رآني متسلقاً سور المقبرة في هذه الساعة من الليل، كان سيقول: أكيد مجنون، ‏

أو أن لديه مصيبة. والحق أن لديَّ مصيبة، كانت البداية عندما قرأت عن سفيان الثوري - رحمه الله:

أنه كان لديه قبراً في منـزله يرقد فيه وإذا ما رقد فيه نادى ( ‏رب ارجعون .. رب ارجعون )


ثم يقوم منتفضاً ويقول : ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل ؟

حدث أن فاتتني صلاة الفجر، وهي صلاة من كان يحافظ عليها، ثم فاتـته فسيحس

بضيقة شديدة طوال اليوم عند ذلك .


تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني، ‏فقلت لابد وأن في الأمر شيء، ‏ثم تكررت للمرة الثالثة

على التوالي؛ ‏هنا كان لابد من الوقوف مع النفس وقفة حازمة لتأديبها حتى لا تركن لمثل هذه

الأمور فتروح بي إلى النار قررت أن أدخل القبر حتى أؤدبها



‏ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منـزلها ومسكنها إلى ما يشاء الله. ‏وكل يوم أقول لنفسي

دع هذا الأمر غداً وجلست أسوف في هذا الأمر حتى فاتـتني صلاة الفجر مرة أخرى .


‏حينها قلت: كفى . وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة .


ذهبت بعد منتصف الليل، حتى لا يراني أحد، وتفكرت: ‏هل أدخل من الباب ؟ حينها سأوقظ

حارس المقبرة! ‏أو لعله غير موجود! ‏أم أتسور السور ؟


‏إن أوقظته لعله يقول لي تعال في الغد، ‏أو حتى يمنعني ، وحينها يضيع قسمي، ‏فقررت أن أتسور السور .. ‏


رفعت ثوبي وتلثمت بشماغي واستعنت بالله وصعدت، برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيراً كمشيع،

إلا أنني أحسست أنني أراها لأول مرة .


‏ورغم أنها كانت ليلة مقمرة، ‏إلا أنني أكاد أقسم أنني ما رأيت أشد منها سواداً ‏تلك الليلة،

‏كانت ظلمة حالكة، ‏سكون رهيب .


‏هذا هو صمت القبور بحق، تأملتها كثيراً من أعلى السور، ‏واستـنشقت هوائها، ‏نعم إنها رائحة القبور ،

‏أميزها عن ألف رائحة، رائحة الحنوط ،‏ رائحة بها طعم الموت ‏الصافي .


وجلست أتفكر للحظات مرت كالسنين .. ‏


إيه أيتها القبور، ‏ما أشد صمتك وما أشد ما تخفينه، ‏ ضحك ونعيم، وصراخ وعذاب أليم،‏

ماذا سيقول لي أهلك لو حدثتهم ؟ لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليه وسلم )

‏الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم )



قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحالة، فلو رآني أحد فإما سيقول أنني مجنون

وإما أن يقول لديه مصيبة، وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات .


هبطت داخل المقبرة، وأحسست حينها برجفة في القلب، ‏والتصقت بالجدار ولا أدري لأحتمي من ماذا؟



‏عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها، أنا لست جباناً، ‏لكنني شعرت بالخوف حقا !‏


نظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحة والتي تنتظر ساكنيها. ‏إنها أشد بقع المقبرة سواداً ،

وكأنها تناديني، ‏ مشتاقة إليَّ : متى ستكون فيَّ ؟


أمشي محاذراً بين القبور،‏ وكلما تجاوزت قبراً تساءلت ‏أشقي أم سعيد ؟ ‏شقي بسبب ماذا؟ ‏

أضيّع الصلاة ؟ أم كان من أهل الغناء والطرب؟ ‏أم كان من أهل الزنى؟


‏ لعل من تجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض قوة، وأن شبابه لن يفنى؟

وأنه لن يموت كمن مات قبله؟ : أم أنه كان يقول ما زال في العمر بقية،


‏سبحان من قهر الخلق بالموت
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس