قتلهم بدم " بارد ".. شاب في الـ 15 من عمره يقتل خمسة أشخاص من عائلته بينهم والدته وشقيقيه الصغيرين
الاربعاء - 4 شباط - 2009 -
أقدم شاب في الـ 15 من عمره على قتل خمسة أشخاص من عائلته بينهم والدته وشقيقيه الصغيرين مساء أول أمس ( الاثنين ) في قرية " خربة شران " التابعة لـ عفرين شمالي مدينة حلب .
وبدأت الجريمة عندما قام الشاب " شيار حسن " بإطلاق النار على والدته ، ليتبعها بقتل جدته ( أم أبيه ) قبل أن يقوم بإطلاق النار على زوج عمته المسن الذي قدم لزيارتهم .
ولم يتوقف القاتل عند جريمه ، حيث توجه بمسدسه نحو شقيقه الصغير " جودي " البالغ من العمر 8 سنوات ، حيث قام بإطلاق النار عليه فور خروجه من الحمام ، قبل أن تنفد ذخيرة المسدس الحربي الذي استخدمه في الجريمة .
وفور نفاد الذخيرة توجه " شيار " إلى غرفته حيث قام بحشو المسدس مرة أخرى ليتوجه إلى شقيقه الصغير " صبري " ابن الست سنوات الذي كان نائما حيث أطلق عيار ناري برأسه .
وعلم مراسلنا ان " شيار " قام بإفراغ مخزنين كاملين في ضحاياه ، حيث قام بتصفيتهم مرة أخرى ، وذلك بإطلاق النار عليهم جميعاً في منطقة الرأس ليتأكد من موتهم جميعا .
وبعد ارتكاب الجريمة قام بفتح خزنة والده الحديدة حيث قام بسرقة مبلغ 550 دولار إضافة إلى مصاغ والدته الذهبي ، وفر هاربا .
وتجمع أهالي القرية حول المنزل إثر سماع صوت إطلاق النار ، حيث اقتحم بعضهم المنزل ليفاجأوا بوجود خمس جثث مرمية على الأرض تسبح في " بحر من الدماء ".
وقال أحد سكان القرية لـ مراسلنا " كان المنظر مروعا خمس جثث بينهم طفلان ، كانوا يغرقون في الدماء ، ولا أثر للفاعل ".
وقام سكان القرية بنقل المصابين إلى مشفى " اعزاز الوطني " حيث تبين انهم قد فارقوا الحياة .
مدير المشفى " الجريمة مروعة ..القتل تم بدم بارد "
وقال مدير مشفى اعزاز الوطني الدكتور " بسام بي " في اتصال هاتفي معنا "وصل المصابون إلى المشفى بعد أن فارقوا الحياة ، كانوا جميعهم مصابين برصاصات في الرأس ".
وتابع الدكتور " بي " : " كما ان بعضهم تعرض لأكثر من رصاصة في مناطق مختلفة من الجسم ، إضافة إلى وجود آثار حروق مكان اختراق الرصاصة للجسم الأمر الذي يدل على قرب فوهة المسدس من الضحية أثناء ارتكاب الجريمة ".
وأضاف " أشيع في بداية الأمر ان عصابة اقتحمت المنزل ارتكبت الجريمة ، وأكدت هذه الإشاعة بفقد بلغ مالي من الخزنة ، إلا ان التحقيقات انتهت بأن القاتل هو شيار ابن العائلة ".
وختم الدكتور " بي " بقوله :" كانت الجريمة مروعة وخصوصا انها تمت بدم بارد من شاب صغير ".
ونفى مصدر مطلع لـ مراسلنا ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن ان سبب الجريمة يعود لـ " ضغوط الدراسة " ، وقال " أشيع في البداية ان ضغوط الدراسة هي السبب ، ولكن التحقيقات بينت ان الدراسة لا دخل لها بالموضوع وانه ليس طالبا بالأصل ".
واستطاع عناصر الأمن الجنائي القبض على " شيار " الذي اعترف بارتكاب الجريمة ، حيث علم ان القاتل خطط لجريمته قبل شهرين من ارتكابها ، وان دوافع الجريمة تعود لـ " سوء معاملة والدته و جدته له " وذلك بحسب اعترافاته.
أخصائية نفسية " الشاب يعاني من مرض نفسي "
وعلم ان " شيار " أقدم قبل حوالي 3 أشهر من ارتكاب الجريمة على سرقة مبلغ 1300 دولار كندي ، وان والدته و جدته علمتا بقصة السرقة ،حيث " فكر بجريمته بعد انكشاف السرقة " ، بحسب اعترافاته .
و نفى " شيار " أثناء التحقيق ان يكون قد ارتكب الجريمة تحت تأثير المخدر ، كما أكدت الفحوصات الطبية عدم تعاطيه لأي نوع من أنواع المخدرات ، و قال انه يشرب الخمر في بعض الأحيان ".
وأفاد أحد ابناء القرية انه شاهد " شيار " مخمورا قبل فترة من ارتكاب الجريمة ، وأكد قوله بان " شيار سقط على الأرض وقام بالتعاون مع بعض أبناء القرية بنقله إلى منزله ".
وقالت الأخصائية بعلم النفس " هديل قباني " هذه الجريمة مفجعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وتشكل صدمة كبيرة ، خصوصا ان مرتكبها صغير العمر ".
وتابعت " قباني " : " إن الشاب يعاني من مرض نفسي من المرجح ان يكون " فصام " ، كما ان تفاصيل ارتكابه للجريمة تؤكد انه يعيش في أسرة مفككة ، الأمر الذي شكل مضاعفات لمرضه النفسي ".
واستطردت " ومن المرجح ان الشاب تعرض للعنف في صغره أو انه شهد جريمة قتل في صغره ، لأن ارتكاب جريمة بدم بارد أمر ليس بالسهل ".
وأكد الأخصائية ان ان الشاب يعاني بشكل قطعي من " مرض نفسي معقد بحاجة لدراسة دقيقة ، وعلاج قد يطول ، خصوصا انه يشرب الخمر ".
خبير قانوني " القتل العمد عقوبته الإعدام لكن عمر القاتل يخفف الحكم "
وقال المحامي " علاء السيد إن القتل العمد بتخطيط مسبق عقوبته الإعدام ، كما ان القانون السوري يعاقب بالإعدام في حال قتل الأصول ( أب ، أم ، ابن ، ابنة )".
وتابع " السيد " : " إلا انه وعلى اعتبار القاتل حدث ( عمره أقل من 18 عاما )تأخذ المحكمة بالأسباب المخففة التقديرية ، حيث يعاقب بالحبس في حال تجاوز عمره الـ 15 عاما ، أو يحول إلى الإصلاحية في حال كان عمره أقل من 15 عاما ".
وأضاف " وتختلف عقوبة الحبس حيث يعود تقدير المدة للمحكمة المختصة ( محكمة الجنايات )وبحسب ظروف الجرم ، إلا انها لا تقل عادة عن 6 سنوات حبس ".
يذكر ان الشاب " شيار " من قرية " خربة شران " التابعة إداريا لعفرين ، وتبعد حوالي 3 كم غرب " كفر جنة " ويعمل سكان القرية في الزراعة ، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 2500 نسمة .
ويعمل والد القاتل " سامي حسن " في دكان صغير في القرية ، وكان في دكانه ساعة ارتكاب الجريمة .
وعلم ان المسدس الذي استعمله القاتل في جريمته هو مسدس حربي (6 مم )، وان القاتل أفاد في التحقيق انه "غير نادم على فعلته أبدا " .