عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2007, 11:01 AM   #7
كنافهcinema
مراقب الضحك والفرفشة
 
الصورة الرمزية كنافهcinema
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Nov 2006
رقم العضوية: 29920
الدولة: شرم الشيخ
المشاركات: 4,337
عدد المواضيع: 553
عدد الردود: 3784


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
كنافهcinema is on a distinguished road

كنافهcinema غير متصل
افتراضي رد: خطبة الجمعه ليوم 27 رجب 1428 بعنوان ( تحقيق العبودية )

الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقد ندب الله عباده إلى التوحيد بحقه، والدعوة إلى سبيله، وأرسل الرسل لذلك، وأوجب على الأمة التعلم والتفقه في الدين، قال جل وعلا: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات:55]، وقال سبحانه: فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ [الغاشية:21]، فالرسل عليهم الصلاة والسلام بعثهم الله مبشرين ومنذرين ومذكرين بحقه، والدعوة إليه، والتحذير مما يغضبه سبحانه وتعالى، والعلماء خلفاؤهم في الدعوة إليه والتبصير بحقه، والإرشاد إلى أسباب النجاة، والتحذير من أسباب الهلاك. والله عز وجل خلق الخلق ليعبدوه، وأرسل الرسل لبيان العبادة، وإيضاح أنواعها وأحكامها والدعوة إلى ذلك، كما قال الله عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، فقد خلقهم الله ليعبدوه، وأرسل الرسل لهذا الأمر.. للدعوة إلى العبادة، وتفسيرها وإيضاحها، والأمر بالتزامها، كما قال الله عز وجل: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36]. وكلمتي الآن في بيان العبادة وأثرها في الفرد والمجتمع، فالعبادة هي حق الله على عباده من أولهم إلى آخرهم، ولها خلقوا وبها أمروا، يقول عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات:56-58]، ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:21]، وهناك آيات كثيرات، منها قوله سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً [النساء:36]، ومنها قوله عز وجل: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة:5]، ومنها قوله سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء:23]، ومنها قوله عز وجل: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر:2-3].



تعريف العبادة في الشرع



العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. وبعبارة أخرى: هي ما أمر الله به ورسوله من قول وعمل وعقيدة، كل ذلك يسمى عبادة.. فحب الله، والإخلاص له، والإيمان به، وخوفه ورجاؤه، كله عبادة، وذلك من أعمال القلوب، وكذلك ذكره، وتسبيحه، وتحميده، وتهليله، والدعوة إليه، كله عبادة، وهكذا الأعمال، من الصلاة، والصوم، والصدقات، والحج، وسائر ما أمر الله به من الأعمال كله عبادة.






مراتب العبادة



هذه العبادات منها المستحب ومنها الواجب، فعبادة الله بالإخلاص له، وصرف العبادة لوجهه الكريم، وأداء ما فرض، وترك ما حرم، هذا كله فرض لازم لا بد منه، والاستكثار من النوافل، والتسبيح والتهليل والتكبير والاستغفار، كل ذلك من نوافل العبادات، وهكذا الصدقات غير الواجبة كلها من التطوعات، وهكذا الصوم غير الواجب، والحج غير الواجب، كله من التطوعات ومن النوافل التي يحبها الله، وهي جبر للفرائض وتكميل لها. فجدير بالمؤمن وجدير بالمؤمنة العناية بالعبادة والتفقه فيها، وذلك بالتفقه في الدين عن طريق كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وعن طريق أهل العلم، بسؤالهم واستفسارهم، والتفقه عليهم؛ حتى يرشدوك إلى ما قاله الله ورسوله، وحتى يعلموك ما جهلت مما أوجب الله ومما حرم الله، وحتى يوضحوا لك أنواع العبادة، لتكون على بينة وبصيرة، وحتى تعبد الله كما أمر سبحانه وتعالى. وعلى حسب استمساك العبد بعبادة ربه، وأدائه حقه، والمسابقة إلى مراضيه، تكون منزلته عند الله، فمن استكمل الفرائض، واجتنب المحارم؛ فهو من عباد الله الأبرار، ومن عباد الله المتقين، ومن خيرة عباد الله، وممن وعدهم الله بالجنة، والنجاة من النار، وإذا أضاف إلى ذلك المسابقة إلى الطاعات، والاستكثار من الحسنات، والحذر من المكروهات، وما قد يعوقه عما شرع الله له؛ كان بذلك من السابقين ومن المقربين، من الطبقة العليا من عباد الله، فإن الطبقات ثلاث: الطبقة الأولى: الظالم لنفسه، وهو المؤمن العاصي. الطبقة الثانية: المقتصد الذي استقام على أداء الفرائض وترك المحارم، وهو من المقتصدين ومن الأبرار، ولكنه لم يتوسع في الطاعات المستحبة، ولم يستكثر منها، بل اقتصر على الواجبات وترك المحارم، ولم يكن له نشاط في المسابقة إلى أنواع الفضائل، فهذا من الطبقات الوسطى ومن الأبرار، وله الجنة والنجاة من النار. الطبقة الثالثة: طبقة السابقين المقربين، المسابقين في الخيرات، والمنافسين في الطاعات، بكل ما يستطيعون من الطاعات القولية والعملية، من طاعات القلوب وطاعات الجوارح، ومن الطاعات البدنية والقولية والمالية، فهم مسابقون إلى كل خير، ومنافسون في كل طاعة، فهؤلاء هم السابقون المقربون، جعلنا الله وإياكم منهم
.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مصير المفرطين والمقصرين في العبادة



بخلاف أهل النار -والعياذ بالله- الذين عصوا ربهم وتابعوا الهوى، وأطاعوا الشيطان، فلهم النار يوم القيامة، في دار الهوان.. في دار الأغلال والأنكال.. في دار الجحيم والزقوم.. في دارٍ كلها بلاء وكلها شقاء، هم في عذاب دائم.. كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً [الإسراء:97].. فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً [النبأ:30].. كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ [النساء:56]، فهم في بلاء وعذاب ونكال إلى ما لا نهاية له، أبد الآبدين، ودهر الداهرين؛ بأسباب كفرهم بالله، وارتكابهم محارمه، وتركهم توحيده والإيمان به سبحانه وتعالى، لما تركوا توحيده والإيمان به، وارتكبوا محارمه وكفروا به، جازاهم بعذابه وغضبه ونكاله سبحانه وتعالى. أما العصاة من المسلمين فهم بين ذلك، لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء في الجملة، ولكن نهايتهم ومصيرهم إلى دار النعيم مع إخوانهم المتقين، لكن قد يصيبهم عذاب قبل ذلك، فقد يدخلون النار قبل ذلك بمعاصيهم، فيعذبون قبل دخول الجنة بمعاصيهم التي ماتوا عليها، إلا أن يعفو الله سبحانه وتعالى عمن شاء منهم، كالذي مات على الزنا، أو مات على عقوق الوالدين، أو مات على شرب الخمر، أو مات على أكل الربا، أو مات على غير ذلك من المعاصي التي حرمها الله عليه، فهم تحت مشيئة الله، إن شاء عفا عنهم وأدخلهم الجنة بتوحيدهم وإيمانهم وأعمالهم الصالحة التي معهم، وإن شاء سبحانه عذبهم على قدر المعاصي التي ماتوا عليها، ثم بعد التطهير والتمحيص في النار يخرجهم الله من النار إلى الجنة بعد ذلك، كما قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، فما دون الشرك من المعاصي لمن يشاء. وتواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كثيراً من العصاة يعذبون في النار، يعذبون على معاصيهم، ثم يشفع فيهم الشفعاء.. يشفع فيهم النبي صلى الله عليه وسلم، ويشفع فيهم الشفعاء من الملائكة والمؤمنين والأفراط، فيخرجون من النار بعد امتحاشهم واحتراقهم فيها، بعد تعذيبهم فيها على قدر معاصيهم، يخرجهم الله من النار إلى نهر يقال له: نهر الحياة، فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل، فإذا تم خلقهم أدخلهم الله الجنة بعد ذلك بإسلامهم الذي ماتوا عليه، وتوحيدهم الذي ماتوا عليه، بعد أن طهروا في النار من معاصيهم وأرجاسهم التي ماتوا عليها ولم يتوبوا منها.

المحاضرة للشيخ عبد العزيز ابن باز ( اسال الله له الجنه)


لطفي

بارك الله فيك وجعله في موزين حسناتك

اخوك في الله
/
/
/
كنافه