عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-2004, 06:36 PM   #37
$$ كن كن $$
(حلا نشِـط )
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Oct 2004
رقم العضوية: 2278
المشاركات: 122
عدد المواضيع: 19
عدد الردود: 103


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
$$ كن كن $$ is on a distinguished road

$$ كن كن $$ غير متصل
افتراضي

تــــــــــــــــابع


خرجت من المكان بسرعة ... دون أن آخذ حاجياتي ، و ركبت سيارتي و انطلقت مسرعا تشيعني أنظار الجميع ...



لقد أصبحت ذا سمعة سيئة تشير إلي أصابع الناس بلقب مجرم ...



توقفت عند أحد الهواتف العامة ، و اتصلت بمنزل عائلتي في المدينة الأخرى ...




كانت الساعة حينئذ الحادية عشر ... و رن الهاتف عدة مرات و لم يجب أحد ...



و أنا واقف في مكاني أراقب بعض المارة ، تخيلتهم ينظرون إلي و يتحدثون سرا ...


ربما كانوا يقولون : إنه وليد المجرم !


و مرت مني سيارة شرطة تسير ببطء ...


شعرت برعشة شديدة تسري في جسدي لدى رؤيتها ، كانت النافذة مفتوحة و أطل منها الشرطي و أخذ ينظر باتجاهي


كدت أموت فزعا ... و تخيلته مقبلا نحوي ليقبض علي و يزج بي في السجن من جديد ...


شعور مرعب مفزع ...


ظلت يدي تضغط على أزرار عشوائية ، تتصل ربما بالمريخ أو المشتري ، دون أن أملك القدرة على التحكم بها ... حتى ابتعدت السيارة شيئا فشيئا و استعدت بعض الأمان ...


أعدت الاتصال بمنزل عائلتي و بعد ثلاث رنات أو أربع ، أجاب الطرف الآخر ...


" نعم ؟ "



لم أميز الصوت في البداية ، لكنه عندما كرر الكلمة أدركت أنها كانت رغد ...


" نعم ؟ من المتحدث ؟؟ "



كان فكي الأسفل لا يزال يرتجف أثر رؤية سيارة الشرطة ... و ربما سمعت رغد صوت اصطكاك أسناني بعضها ببعض ...


قربت السماعة من فمي أكثر ، و بيدي الأخرى أمسكت بفكي و طرف السماعة كمن يخشى تسرب صوته للخارج ...

ربما سمع رجال الشرطة صوتي و عادوا إلي !


قلت :


" أنا وليد "


لم أسمع أي صوت فظننت أن الطرف الآخر قد أقفل السماعة ، قلت :



" رغد ألا زلت معي ؟؟ "

" نعم "


ارتحت كثيرا لسماع صوتها


أو ربما ... تعذبت كثيرا ...




" وليد كيف حالك ؟ "

" أنا بخير ، ماذا عنكم ؟ "

" بخير . كنت أنتظرك ، أقصد كنا ننتظر اتصالك "


قلت بقلق :



" ما الأمر ؟؟ "


رغد قالت :


" لقد نام الجميع ، والدي يريد التحدث معك ، يجب أن تحضر "


أقلقني حديثها أكثر ، سألت :


" ما الخطب ؟؟ "

" إنه موضوع زواج دانه ! لن أخبرك بالتفاصيل و إلا وبختني ! يجب أن تحضر قبل مساء الأربعاء المقبل "





كان أمرا فاجأني ، و هو أكبر من أن أناقشه مع رغد و رغد بالذات على الهاتف في مثل هذا الوقت ... و المكان ...



لذا اختصرت المكالمة بنية الاتصال نهار اليوم التالي لمعرفة التفاصيل ...





" حسنا ، سأتصل غدا ... إلى اللقاء "

" وليد ... "





حينما سمعت اسمي على لسانها ارتجف فكي أكثر مما كان عند رؤية سيارة الشرطة ....


خرجت الكلمة التالية مبعثرة الحروف ...


" نـ ... ـعم ... صـ ... ـغيـ ... ـرتي ؟؟ "

" عد بسرعة ! "




و التي عادت بسرعة هي ذكريات الماضي ...

و الذي طردها بسرعة هو أنا

لم أكن أريد لشيء قد مات أن يعود للحياة ...


قلت :


" سأرى ، وداعا "



و بسرعة أيضا أغلقت السماعة ...


كم شعرت بقربها ... و بعدها ...






حينما عدت إلى المنزل ، وقفت مطولا أمام غرفة رغد أحدق ببابها ... حتى هذه اللحظة لم أجرؤ على فتحها هي بالذات من بين جميع غرف المنزل الموحش ...





دخلت إلى غرفتي الغارقة في الظلام ، و تمددت على سريري بهدوء ...


( عد بسرعة ... عد بسرعة ... عد بسرعة ... )



ظلت تدور برأسي حتى حفرت فيه خندقا عميقا !







سمعت طرقا على الباب ... طرقا خفيفا ... جلست بسرعة و ركزت نظري ناحية الباب ... كان الظلام شديدا ...


شيئا فشيئا بدأ الباب ينفتح ... و تتسلل خيوط الضوء للداخل

و عند الفتحة المتزايدة الحجم ، ظهرت رغد !

رغد وقفت تنظر إلي و وجهها عابس ... و الدموع منحدرة على خديها الناعمين ...


هتفت ...


" رغد ! "


بدأت تسير نحوي بخطى صغيرة حزينة ... مددت ذراعي و ناديتها :


" رغد تعالي ... "

لكنها توقفت ... و قالت :

" وليد ... عد بسرعة "



ثم استدارت عائدة من حيث أتت


جن جنوني و أنا أراها تغادر


قفزت عن سريري و ركضت باتجاهها و أنا أهتف :


" رغد انتظري ...

رغد لقد عدت ...

رغد لا تذهبي "




لكنني عندما وصلت إلى الباب كانت قد اختفت ...

أسرعت إلى غرفتها أطرق بابها بعنف ...

كدت أكسره ، أو أكسر عظامي ... لكنه ظل موصدا ...

كما هي أبواب الدنيا كلها أمام وجهي ...





أفقت من النوم مذعورا ، فوجدت الغرفة تسبح في الظلام و الباب مغلق ...

لم يكن غير كابوس من الكوابيس التي تطاردني منذ سنين ...



و رغم انها تعذبني ، ألا أنها تمنحني الفرصة لرؤية صغيرتي التي حرمت منها منذ سنين ... و لم يعد لها وجدود ...





في اليوم التالي ، اتصلت بوالدي و عرفت منه تفاصيل الموضوع ... و لكم أن تتصوروا اللهفة التي كان هو و أمي و دانة أيضا ... يخاطبوني بها




أختي الصغيرة ... التي كبرت بعيدا عن أنظاري و رعايتي و اهتمامي ، أصبحت عروسا



" وليد يجب أن تحضر و تجلب لي هدية أيضا ! "




و الآن ... و بعد مرور شهر واحد من هروبي منهم ، و عزلتي في المنزل، صار علي أن أعود إليهم من جديد ... أجر أذيال الخيبة و الفشل ...







في المساء ، ذهبت لسيف و أخبرته بما جد من أمري ، و أخبرني بأنه استطاع تدبير وظيفة لي في الشركة التي يعمل فيها و يملك جزءا منها



و بدأ أول أبواب الدنيا ينفتح أمامي أخيرا ...




" يجب أن تعود بأسرع ما يمكن لتباشر العمل "

~~~~~~~~~~~~~~