عرض مشاركة واحدة
قديم 17-12-2004, 05:02 PM   #32
$$ كن كن $$
(حلا نشِـط )
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Oct 2004
رقم العضوية: 2278
المشاركات: 122
عدد المواضيع: 19
عدد الردود: 103


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
$$ كن كن $$ is on a distinguished road

$$ كن كن $$ غير متصل
افتراضي

الحلقة الثالثة عشر

ذهبنا أنا و دانة لرفع الأطباق عن المائدة


كان الضيف مع أبي و سامر ، و وليد في غرفة الضيوف ، فيما تعد والدتي الشاي في المطبخ .



لأن سامر يجلس عادة إلى يسار والدي ، فلا بد أن الضيف قد جلس إلى يمنه ، و لابد أن الكرسي المجاور له كان كرسي وليد ...



" من كان يجلس هنا ؟ "



سألت ، بشيء من البلاهة المفتعلة ، فأجابتني دانة بسحرية و هي ترفع الأطباق :



" ما أدراني ؟ أتصدقين ... لم أكن معهم !
أقصد كنت أجلس على الكرسي المقابل لكنني لم أنتبه لمن كان يجلس أمامي ! "



قلت :



" و ما دمت قد كنت جالسة معهم ، فلماذا لا أرى أطباقا أمام مقعدك ؟؟ "




رفعت دانة نظرها عن السكاكين و الملاعق و الأشواك التي كانت تجمعها ، و هتفت بغضب و حدة :



" رغد ! "


و هي تحرك يدها مهددة برميي بالسكاكين !


قلت بسرعة :


" حسنا حسنا لن أسأل المزيد "



و صمتنا للحظة


ثم عدت أقول :


" الشخص الذي كان يجلس هنا ... لم يأكل شيئا ! ربما لم يعجب الضيف طعامنا ! "


كنت أريد منها فقط أن تقول شيئا يرجح استنتاجي بأن وليد كان هو من يجلس على هذا المقعد ...



جلست على ذلك المقعد ، و أخذت إحدى الفطائر من الطبق الموضوع أمامي و بدأت بقضمها



التفتت إلى دانة ناظرة باستهجان :


" ماذا تفعلين ؟؟ !"



مضغت ما في فمي ببطء شديد ثم ابتلعته ، ثم قلت :



" أرى ما إذا كانت الفطائر في هذا الطبق غير مستساغة ! لكنها لذيذة ! لم لم تعجبه ؟؟ "




طبعا كنت أتعمد إثارة غيظها ! فأنا أريدها أن تأمرني بالمغادرة فورا لأنجو من غسل عشرات الأطباق ... فقد تعبت !




دانة كانت على وشك الصراخ بوجهي ، ألا أن والدتنا أقبلت داخلة الغرفة لتساعدنا في رفع الأطباق و تنظيفها ، فأسرعت بالنهوض و عملت بهمة و نشاط خجلا منها !




بعد أن انتهيت من درس الغسيل هذا ذهبت إلى غرفتي و أنا متعبة و أتذمر

كنت قلقة بشأن بشرة يدي التي لا تتحمل الصابون و المنظفات

أخذت أتلمسها و شعرت بجفافها ، فأسرعت إلى المرطبات و المراهم ، و دفنت جلدي تحت طبقة بعد طبقة بعد طبقة منها !



قلت في نفسي :


" رباه ! إنني لا أصلح لشيء كهذا ! كيف سأصبح ربة منزل ذات يوم ؟ لا أريد أن أفقد نضارتي ! "



و تذكرت حينها موضوع زواجنا الذي كدت أنساه !


لا أعلم ما إذا كان سامر قد تحدث مع والدي بشأن الزواج أم لا ... فقد شغلنا جميعا حضور وليد عن التفكير بأي شيء آخر ...



اضطجعت على سريري بعد فترة ، و أنا متوقعة أن أنام بسرعة من شدة الإرهاق ...


ألا أن أفكارا كثيرة اتخذت من رأسي ملعبا ليلتها و حرمتني من النوم ... !




حتى هذه اللحظة لا زلت أشعر بشيء يحرق داخل عيني ...

إنها نظرة وليد المرعبة الحادة التي أحرقتني ...

تقلبت على سريري كما تُقلّب السمكة أثناء شويها !

كنت أشعر بالحرارة في جسدي و فراشي ...

فنظرت من حولي أتأكد من عدم انبعاث الدخان !





لماذا حدّق بي وليد بهذا الشكل ؟؟


تحسست يدي اليمنى باليسرى ، و كأنني لا أزال أشعر بالألم فيها بل و توهمت توهجها و احمرارها ... و حرارتها ...




إنه طويل جدا ! لا يزال علي ّ رفع رأسي كثيرا لأبلغ عينيه ...


و رفعت رأسي نحو السقف ، أعتقد أنني رأيت عينيه هناك ! معلقتين فوق رأسي تماما ...



بسرعة سحبت البطانية و غطيت رأسي كاملا ... و بقيت هكذا حتى نفذت آخر جزيئات الأوكسجين من تحت البطانية فأزحتها جانبا ، و انتقل الهواء البارد المنعش إلى صدري مختالا ، ألا أن حرارتي أحرقته ، فخرج حارا مخذولا !




عدت أنظر إلى السقف ، و أتخيل عيني وليد ... و أنفه المعقوف !


و أتخيله يضع نظارة سامر السوداء التي تلازمه كلما خرج من المنزل ، كم ستبدو مناسبة له !





لا أعرف كم من الوقت مضى و أنا أتفرج على الأفكار السخيفة و هي تلعب بحماس داخل رأسي !




كنت أريد أن أنام و لكن ...




نظرت إلى ساعة الجدار و رأيت عقربيها الوامضين يشيران إلى الساعة الواحدة ليلا ...



ليس من عادتي أو عادة أفراد عائلتي السهر ... لابد أن الجميع يغط الآن في نوم عميق فيما أنا مشغولة بعيني وليد !




لدى رؤيتي للساعة تذكرت شيئا فجأة ، فجلست بسرعة :



" الساعة ! "



و بسرعة خاطفة ، نهضت عن سريري و خرجت من الغرفة و ركضت نحو غرفة الضيوف ...




لقد وجدت الباب مغلقا ، فوقفت حائرة ...


ترى هل يوجد أحد بالداخل ؟؟


و خصوصا من النوع الذي تتعلق عيناه في الأسقف ؟؟



قربت رأسي و تحديدا أذني من الباب ، قاصدة الإصغاء إلى أي صوت قد يدل على وجود شخص ما ، مع أنني واثقة من أن أذني ليستا خارقتين ما يكفي لسماع صوت تنفس بشر ما يفصلني عنه باب و عدة خطوات !



لكني على الأقل ، لم أسمع صوت المكيف !



لمست مقبض الباب الحديدي ، و لأنه لم يكن باردا اعتمدت على هذا كدليل قاطع يثبت أن المكيف غير مشغل ، و بالتالي فإن أحدا ليس بالداخل !




أعرف !

أنا أكثر ذكاءا من ذلك ، لكن هذه اللحظة سأعتمد على غبائي !

فتحت الباب ببطء و حذر ... و تأكدت حينها أنه لم يكن هناك أحد...



أشعلت المصباح و توجهت فورا إلى المكان الذي وقعت فيه الساعة بعد ارتطامها بالحائط ... خلف المعقد الكبير ...



كانت هناك مسافة لا تتجاوز البوصتين تفصل المقعد الكبير عن الجدار ...


حاولت النظر من خلال هذا المجال الضيق ألا أنني لم أستطع رؤية شيء


صحيح أن حجمي صغير ألا أن يدي أكبر من أن تنحشر في هذه المساحة الضيقة محاولة استخراج الساعة !




" تبا ! ماذا أفعل الآن ؟؟ "




شمّرت عن ذراعي ، و تأهبت ... ثم أمسكت بالمقعد الكبير و حاولت تحريكه للأمام محاولة مستميتة

لكن مفاصلي كادت تنخلع دون أن يتزحزح هذا الجبل عن مكانه قدر أنملة !






" أرجوك أيتها الساعة أخرجي من هناك ! "




ليتها كانت تسمعني ! لماذا لم يصنع الإنسان ساعة تمشي على أرجل حتى يومنا هذا ؟؟



شعرت بإعياء في عضلاتي فارتميت على ذلك المقعد ...





رباه !

ستضطر غاليتي للمبيت بعيدة عني ... مجروحة و حزينة و لا تجد من يواسيها !

وضعت وسادة المقعد على صدري و أرخيت عضلاتي ...





لم أشعر بنفسي ...

و لا حتى بالحر الذي يكوي داخلي قبل خارجي

و استسلمت للنوم !




~ ~ ~ ~ ~ ~