عرض مشاركة واحدة
قديم 23-11-2006, 11:03 PM   #54
احساس رسامه
مراقبة الأسرة والطفل
 
الصورة الرمزية احساس رسامه
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2006
رقم العضوية: 26541
المشاركات: 1,264
عدد المواضيع: 42
عدد الردود: 1222


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
احساس رسامه is on a distinguished road

احساس رسامه غير متصل
افتراضي مشاركة: اليكم اروع قصه ..بنات الرياض ..( ارجوا التثبيت )


(30)

: قمرة التي لم تتغير وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهوة الغفور الرحيم سورة يونس :107 تردني رسائل كثيرة تحوي قدحاً في أم نوير ، وتذم أهالي صديقاتي الذين سمحوا لبناتهم بالتردد على منزل امرأة مطلقة وحيدة . هل الطلاق كبيرة من الكبائر ترتكبها المرأة دون الرجل ؟ لم لا يُضطهد الرجل المُطلق في مجتمعنا كاضطهاد المرأة المُطلقة ؟ أعرف أنكم تستنكرون أسلتي الساذجة ولكنها أسئلة منطقية جديرة بإجابات عادلة تحمي أم نوير وقمرة وغيرهن من المطلقات من هذه النظرة الفوقية التي يتصدق بها المجتمع عليهن ، فيما الرجال المطلقين يعيشون حياتهم دون معاناة أو رقابة . لم تتغير حياة قمرة بعد ولادة طفلها كثيراً ، فأعباء العناية به كانت ملقاة على عاتق المربية الفلبينية التي استقدمتها أم قمرة خصيصاً لهذا الشأن ، لمعرفتها بكسل ابنتها وإهمالها حتى لنفسها فكيف بطفل حديث الولادة ؟ بقيت قمرة على حالها ، بل عادت إلى حالها قبل الزواج . كان يكفيها الاكتئاب الحاد الذي أصابها بعد انقطاعها عن التشات . ظلت تفكر بسلطان لمدة ليست بالقصيرة . كانت كثيراً ما تشعر برغبة عارمة في محادثته لكنها كانت تعدل عن ذلك بعد أن تتذكر وضعه ووضعها اللذين يصعب اجتماعهما بسهولة. تأخذها الأفكار بعيداً كل ليلة . تلاحق صديقاتها الثلاث وتقارن حياتها بحياة كل واحدة منهن ، فهذه سديم غارقة في حب سياسي ناجح وشخصية معروفة ، قد يتقدم لخطبتها في أية لحظة بناءً على ما تخربه إياها سديم عن حبهما الرائع وتفاهمها حول كل شيء ... والله وبتطيحين واقفة يا سديم ! أحسن من هالشباب الصغار اللي ما يعرفون وش يبغون من الدنيا ؟! لميس في سنتها الجامعية الثالثة وستصبح عما قريب دكتورة قد الدنيا ! لا باس إن تأخر زواجها ، فتأخر سن الزواج شائع في أوساط الطبيبات وقد اعتاد المجتمع على ذلك حتى صار من المستهجن والمستغرب أن تتزوج طالبة الطب صغيرة ! إن أرادت الفتاة أن تعنّس دون أن تنال لقب (عانس) فما عليها إلا أن تدرس الطب ، فالأبصار مغضوضة عن هؤلاء ! أما طالبات الكليات الأدبية والدبلوم ومن لا تلتحق بأية جامعة ، فأصابع الاتهام بالعنوسة تبدأ في الاتجاه نحوهن بمجرد بلوغهن العشرين . بس لميس محظوظة بأمها ما شاء الله . أمها فاهمة ومثقفة ودايم تقعد وتتكلم معها ومع تماضر ، ومتعودين يسولفون لها عن كل شي بدون مِستحى . الله يخلف على أميمتي اللي على قدها وما تعرف لهالخرابيط وكل ما قلنا لها شي قالت لا ، وما كنا نسوى تسذا وما كنا نقول تسذا وكل شي تنقد عليه ! ذاك اليوم لما اشترت شهلاء شوية قمصان نون وبيجامات حرير تقول كل صديقاتها عندهن مثلها هاوشتها وأخذت منها كل الحاجات ورمتهن بالزبالةوهي تصارخ : بعد ما بقى إلا ذا ! تبين تلبسين (قلة حيا) وانت ما بعد أعرس !؟من بكرة راحت شرت لها درزن ملابس داخلية من طيبة وعويس وجابتهن لها بزعمها تراضيها !عطتها الأغراض وقالت لها : الحين ما لك إلا ذولي ، والخرابيط ذيك لاحقن عليها لين أعرست !. حتى ميشيل التي تخلى عنها فيصل كانت أوفر حظ منها ، فأهلها قد سمحوا لها بالدراسة في أميركا بينما هي لا يُسمح لها حتى بالخروج من المنزل وحدها ، وفي زياراتها القليلة لبيت سديم ، كانت أمها تجبر أحداً من إخوتها على إيصالها بنفسه والعودة بها رغم وجود السواق ! ( يا حظك يا ميشيل ) بتاخذين راحتك وتعيشين حياتك مثل ما تبين ! ما وراك أحد يسأل وين رايحة ومنين جاية !بتكونين حرة نفسك وما عليتس من أحد ولا عليتس من كلام الناس اللي ما ينخلص منه . كانت إذا اجتمعت بصديقاتها الثلاث شعرت بالفرق الشاسع الذي طرأ عليهن بعد دخولهن الجامعة . لميس صارت تفضل الاجتماع بصديقاتها من كلية الطب على الاجتماع بهن ، ثم أنها لا تدري ما الذي جرى لعقل هذه الفتاة حتى تلتحق بدورات في الدفاع عن النفس وفي اليوغا ! أصبحت لميس بعيدة عنهن في تفكيرها منذ التحاقها بالكلية الغبراء ، كلية الطب . ميشيل أصبحت ترعبها أحياناً بحديثها عن الحرية وحقوق المرأة ، وقيود الدين والأوضاع الاجتماعية وفلسفتها للعلاقة بين الجنسين ونصائحها لها بأن تكون أقوى وأشرس في الدفاع عن حقوقها وعدم تقديم تنازلات في حق الذات ! سديم الأقرب إليها هي الأخرى بدت أنضج بكثير بعد العطلة الصيفية التي قضتها في بريطانيا ، لعل سفرها وحدها والعمل الصيفي والقراءة قد أفادوها ، أو لعل تلك الثقة بالنفس مصدرها حب رجل بمكانة فراس لها . أياً كانت الأسباب ، فقد شعرت قمرة أنها الوحيدة التي لم تتغير منذ أيام المرحلة الثانوية ، اهتماماتها لم تتغير وأفكارها لم تتطور وأولوياتها لم تتبدل . ما زال حلمها الوحيد هو الزواج من رجل ينتشلها من وحدتها ، ويعوضها عن أيام الشقاء التي عاشتها . كم ودت لو استمدت من ميشيل بعض صلابتها ومن سديم بعض ثقافتها ومن لميس بعض جرأتها ! كم أرادت أن تصنع من نفسها شخصية تحاكي شخصيات صديقاتها وتستطيع الدخول معهن في نقاش عميق ، لكنها ظلت عاجزة عن مجاراتهن . يبدو أنها خلقت بهذه الشخصية الضعيفة التي تحتقرها لتظل سائرة وراء الركب طوال حياتها . ذهبت لتلقي نظرة على صالح قبل أن تنام . دخلت الغرفة التي وضع فيها فراشه الصغير المزركش إلى جانب سرير المربية . اقتربت من فراشه بهدوء حتى لا توقظه أو توقظها ، وإذا بعيني الطفل تلمعان لها وسط ظلام الغرفة وهو يتلفت نحو مصدر الصوت ببراءة ودعة . مدت إليه يديها فتعلق بهما لتلتقطه بحنان وتحمله . حالما حملته شعرت بملابسه المبللة وفخذيه الرطبين وشمت الرائحة النفاذة المنبعثة من حفاظته الصغيرة . حملته إلى الحمام لتجد مؤخرته الغارقة في البلل مغطاة ببقع حمراء صغيرة . لم تعرف قمرة كيف تتصرف في ظرف مثل هذا ، هل توقظ أمها أم توقظ شهلاء ؟؟ ما أدرى شهلاء بالأطفال ! إذا كانت هي نفسها لا تعرف ما تفعل ! هول توقظ المربية ؟ الله يقطعها! كله بسببها!! نايمة ومخلية ولدي غرقان بالبول ! كان الولد أمامها يلعب ببطته الصفراء المطاطية التي ناولته إياها دون أن تبدو عليه معالم الألم أو الضيق ، لكن الأمر كان أقسى على قمرة من مجرد طفح جلدي! كل شيء كان قاسياً عليها ، راشد ، ونظرة المجتمع ، وأمها وحصة ، وزوج حصة ، وموضي ، وصديقاتها ! الكل يستضعفها ويعيب تفاهتها وتخلفها ، حتى المربية الفلبينية أهملت العناية بطفلها بعد أن لاحظت عدم حرصها هي عليه !يا لها من حياة قاسية أخذت منها كل شيء ولم تمنحها شيئاً في المقابل ! أخذت منها شبابها ومرحها لتستبدلهما بلقب بشع وطفل ليس له من سند في هذه الحياة سواها ، هي الأمس منه حاجة للسند ! سقطت البطة من كف صالح الصغيرة عندما احتضنته قمرة بكل ما فيها من قهر وندم وعذاب ، وهي تبكي .

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة