عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2005, 12:04 PM   #74
$$ كن كن $$
(حلا نشِـط )
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Oct 2004
رقم العضوية: 2278
المشاركات: 122
عدد المواضيع: 19
عدد الردود: 103


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
$$ كن كن $$ is on a distinguished road

$$ كن كن $$ غير متصل
افتراضي

تــــــــــــابع

كل هذا و عيناه محدقتين في الصحيفة !

حملت الصينية و سرت نحو الباب ...

" رغد "

نطق باسمي بغتة كدت معها أترنح و أسقط الصينية من يدي بما حوت !

التفت إليه فرأيته ينظر إلي ...

قلت :

" نعم ؟؟ "

فجاء صوتي أشبه بصوت تلميذة نسيت حل الواجب و تقف بذعر أمام معلمتها !

قال :

" هل أجلب لكما طعاما للعشاء من أحد المطاعم ؟؟ "

قلت بسرعة :

" ماذا ؟؟؟ لا ! "

قال :

" و لكن هل ستتركين ضيفتك دون عشاء ؟ "

" لا تهتم ، إنها نهلة لا غير ! ... "

" و لكن ... حسنا ... كما تشائين "

و عاد يطالع الصحيفة...

هممت أنا بالإنصراف ، ثم توقف و قلت :

" لا تخرج وليد "

فرأيت عينيه تنظران إلي من فوق الصحيفة ... بحدّه !

أسرعت خطاي نحو غرفتي حيث نهلة ، دفعت إليها بالصينية فأمسكت بها و أنا تهالكت على السرير !

" حمدا لله على السلامة ! "

ضحكت من تعليق نهلة رغم أنني لا أجد الوقت مناسبا للضحك !

قلت :

" مرعب يا نهلة ! اليوم يبدو مخيفا جدا ! كالفهد الأسود ! "

" صحيح ؟؟ دعيني أرى ! "

" أوه نهلة ! توقفي عن ذلك ! "

ضحكت نهلة و وضعت الصينية على المنضدة و أحضرت لي العصير و هي تقول :

" خذي اشربي ، فأنت ِ تبدين كاللبؤة الحمراء ! "

أخذت منها الكأس و رشفت رشفة صغيرة ...

" بارد جدا ! "

قالت نهلة :

" أنت حارة جدا ! هيا اشربيه ! "

بعدما فرغنا من شرب العصير ... قلت :

" اليوم ... بدا مستاء ً من شيء ما ... عندما يكون مغتاظا فإنه يصبح ... يصبح ... جذابا جدا ! "

نهلة كتفت يديها و قالت :

" رغد ! عدنا للجنون ؟؟ ! "

كلمتها هذه أيقظتني من غفوتي القصيرة في عالم الوهم ...

و حين رأت نهلة تعبيرات الأسى تعود للظهور على وجهي قالت بعطف :

" عزيزتي ... أنا قلقة بشأنك و أخشى ... أن تحطمي نفسك بهذا الشكل "

وقفت كشخص يخرج من البحر ... و يرفع رأسه للأعلى محاولا الفرار من الأمواج التي لا شك مهلكة إياه ... و قلت :

" إن كان علي أن أعيش مع شخص لا أحبه طوال عمري ، فهل كثير علي أن أسعد نفسي بأوهام عابرة قبل الغرق في بحر الواقع ؟؟ "

وقفت نهلة ازائي و قالت :

" لم يفت الأوان بعد ... إن أردت أن تتشبثي بطوق النجاة ... "

طردت الأفكار السخيفة التي غزت رأسي لحظتها ، و هززت رأسي لأتأكد من نثرها خارجا ...

ثم قلت :

" دعينا من ذلك ، ما رأيك بالخروج معي إلى السوق غدا سأشتري ملابس للعيد !؟؟ "

نهلة استجابت لرغبتي في محي الألم ، و قالت مشجعة :

" فكرة رائعة ! "

بعدما انصرفت نهلة ، و كان ذلك قرابة العاشرة مساءا ، بحثت عن وليد فوجدته يشاهد التلفاز في غرفة الضيوف ...

" وليد "

لم يجب ، فقط نظر إلي ...

" أنا آسفة لكنني أخشى البقاء في البيت مع ابنة خالتي وحدنا "

لم يعلّق !

قلت :

" دانة لم تعد "

" أعرف "

" أأ ... أردت أن أطلب منك شيئا ... إن سمحت "

" تفضلي ؟؟ "

" غدا أود الذهاب إلى بيت خالتي لأصطحب نهلة إلى السوق ... ممكن ؟؟ "

" حسنا "

و أبعد نظره عني ، إلى التلفاز !

قلت :

" أترافقنا إلى السوق ؟ "

قال بنفاذ صبر و ضيق :

" ألم أقل حسنا ؟؟ إذن حسنا "

لم تعجبني الطريقة التي تحدث بها ... و لكني أردت أن أوضح الأمر أكثر :

" أعني أن تلازمنا أثناء التسوق ... أيمكنك ذلك ؟؟ "

قال بنبرة ضايقتني كثيرا جدا :

" نعم ، كما تأمرين يا ابنة عمي ... ألست هنا لحراستك ؟ سأنفذ وصايا خطيبك و والديه بدقة ، ماذا بعد ؟؟ "

وقفت مذهولة من جملته هذه ... فهل يظن هو أن وجوده يعني فقط مهمة حراسة و خدمة موكلة إليه سينتهي منها و يختفي من جديد ؟؟
هل أعني أنا له فقط مهمة مؤقتة مجبور على تنفيذها كارها ؟؟

قلت بانفعال :

" انس الأمر ، لن أذهب معك لأي مكان "

و خرجت من الغرفة بسرعة ، و إلى غرفتي ... و إلى دموعي !

دقائق و إذا به يقف عند الباب ...

" أنا آسف رغد ! أرجوك لا تبكي بسببي "

مسحت دموعي و قلت بعصبية:

" أنا الآسفة لأنني حملتك ما لا ترغب في تحمله ! و لكن من كان ليرافقني و أبي و سامر غائبان ؟؟ من كان سيهتم لأمري و أنا لا أهل لي سواكم ؟؟ "

قال :

" لم أقصد ... أرجوك لا تسيئي فهمي "

قلت :

" حسام لا يوافق أبدا على مرافقتنا إلى السوق و إلا لكنا ذهبنا معه ... إن هي إلا أيام و تتخلص من هذا العبء الثقيل و مني "

وليد قال بعصبية :

" قلت لك لم أقصد هذا .. سأرافقكما إلى حيث تشاءان توقفي عن البكاء الآن "

وليد كان مستاءا جدا كما ظهر من تعبيرات وجهه و انفعاله

كتمت دموعي رغما عنها ، و أنهيت المشادة بسلام ...

في اليوم التالي رافقنا إلى السوق و اشتريت الكثير من الحاجيات .. و الأسواق كانت مزدحمة جدا بالناس ! فغدا هو عيد الحجاج !

و كان من بين ما اشتريت هدية لدانة و أخرى لوليد ! طبعا لم أدعه يلحظهما ...

كان يسير إلى جانبنا و يساعدنا في حمل الأكياس ! و نهلة بين حين و آخر تلقي بتعليقاتها المداعبة حوله !

اعتقد أنني بالغت كثيرا في تسوقي ! و بالتأكيد شعر وليد بالضجر ... ألا أن وجوم وجهه منعني من تقديم أي اعتذار !

عندما أوصلنا نهلة إلى بيتها دخلت معها لبعض الوقت لألقي تحياتي على العائلة ، و خرج حسام و تحدث مع وليد ...

اخترت هدية لدانة هذه المرة علبة أنيقة لحفظ المجوهرات ، أما لوليد ـ و لأنني لا أفهم في هدايا الرجال و قلما أهدي أبي أ و سامر شيئا ـ فقد اشتريت له ميدالية مفاتيح أكثر جمالا و أناقة من ميداليته الحالية !

كنت سعيدة بما اشتريت ! هل ستعجبه هديتي ؟؟

عندما عدنا للبيت وجدنا دانة و قد دعت خطيبها لقضاء أمسية معها في المنزل ...

ما أن علم وليد بوجود نوار حتى سأل دانة :

" متى سيغادر ؟؟ "

قالت :

" منتصف الليل ! لم ؟؟ "

قال :

" مادام موجودا هنا إذن أستطيع الخروج قليلا ! "

و نظر باتجاهي ...

لم يكن باستطاعتي منعه ... لكنني اغتظت من إثباته مرة بعد أخرى بأنه يفتش عن أقل فرصة ليغادر المنزل ... و يبتعد عني ...
هذا أثار جنوني و سخطي الشديد !

و مرت الساعات و أنا وحيدة في غرفة المعيشة ... دانة تستمتع بوقتها مع خطيبها المغرور في ليلة العيد و وليد يتجول في مكان ما ... و أنا مرغمة على مشاهدة التلفاز وحيدة !

أوف ... متى يعود هذا ؟؟

و اقتربت الساعة من الثانية عشر منتصف الليل ... أنا أشعر بالنعاس و لكنني لا أستطيع النوم قبل أن يعود !

لماذا لم يعد حتى الآن ؟؟

هل فعلها و رحل ؟؟

طبعا مستحيل ...

كنت على وشك الاتصال به حين سمعت صوت الباب ينفتح ، فأسرعت نحو المدخل و رأيت وليد يدخل و يغلق الباب خلفه

حين رآني قال :

" ألا زلت ِ مستيقظة !؟ "

قلت بتوتر :

" لماذا تأخرت ؟؟ "

قال :

" هل حدث شيء ؟ "

قلت :

" و هل كنت تنتظر أن يحدث شيء حتى تعود ؟؟ لا تدعني وحيدة هكذا ثانية "

و زادني حنقا البرود الذي قابلتني به نظراته !

و ببساطة قال :

" حسنا "

ثم سار ذاهبا إلى غرفة سامر !

لماذا يعاملني بهذا البرود ؟؟ أكاد أجن ... لم لا يدع لي فرصة لأعطيه هديته ؟؟

بعد نصف ساعة غادر نوّار ، و تعجبت دانة لدى رؤيتي ساهرة لهذا الوقت أمام التلفاز !

" متى ستنامين ؟؟ "

" متى ما شعرت بالنعاس ! "

و تركتني هي و أوت إلى فراشها ... ففكرت في إهدائها الهدية غدا ...

الساعة الثانية عشر و النصف ، رأيت جاء وليد إلى غرفة المعيشة ...

كان شعره مبللا ... لابد أنه كان يستحم !

قال :

" ألم تنامي بعد ؟؟ "

قلت :

" لا أشعر بالنعاس ... أصابني الأرق و الإجهاد ! "

لم يكترث لي ، بل ذهب إلى المطبخ ، ثم عاد و مر بي قبل ذهابه للنوم ... قال :

" تصبحين على خير "

و أولاني ظهره ...

سيطر علي الغضب من إهماله لي ! قبل أن ينصرف ناديته بسرعة :

" وليد "

استدار إلي و لم يتكلم بل انتظر سماع ما سأقوله ...

أنا فقدت شجاعتي التي كنت أتوهم امتلاكي لها ... و وقفت بخجل و ارتباك و أنا اخفي العلبة خلف ظهري !

وليد راقبني بحيرة و ضجر !

اقتربت منه شيئا فشيئا و أنا مطأطئة الرأس خجلا و بالتأكيد وجنتاي متوهجتان احمرارا !

رفعت بصري بحياء و قلت :

" كل عام و أنت بخير "

ثم أظهرت الهدية و قدّمتها إليه :

" هذه لك "

لقد كانت يداي ترتجفان و أنا أقدمها نحوه ، و بالتأكيد لحظ هو ذلك ...

نظراتنا الآن متشابكة ... كنت أبحث عن أي كلمة شكر أو إشارة سرور ...
و أخيرا ابتسم وليد ابتسامة جميلة مذهلة و قال بارتباك ...

" و ... أنت ِ بخير ! ... أأ ... شكرا ! "

وليد مدّ يده و أمسك بالهدية ...

قال :

" هل أفتحها ؟؟ "

غضضت بصري حياء ً و قلت :

" كما تشاء "

و هم هو بفتحها ، بينما قلبي أنا يخفق بشدة !

لكن الصوت الذي سمعته ليس صوت انفتاح العلبة ، بل صوت انفتاح باب ...

رفعت نظري إليه و حدقنا ببعضنا برهة ، و نحن نسمع صوت باب المدخل ينفتح ...

شعرت بذعر ...

قلت :

" ما هذا ؟؟ "

وليد سار ببطء و حذر ذاهبا ناحية الباب و تبعته أنا بخوف ...

قال وليد قبل أن يصل إلى المدخل :

" من هناك ؟؟ "

أنا أردت أن أمسك بيد وليد من الذعر ... ربما يكون أحد اللصوص ...

وليد أشار إلي أن ألزم مكاني ، و تقدم هو نحو المدخل ...

أوشك قلبي على الوقوع أرضا ...

و للمفاجأة المذهلة رأينا سامر يظهر أمامنا !

وقفنا متسمرين في مكانينا في ذهول !

قال وليد :

" سامر !! "

سامر نظر إلينا بدهشة هو الآخر ، و قال :

" آه ! أنتم مستيقظون ؟ "

قال وليد :

" هل هناك شيء ؟؟ "

قال سامر :

" أردت أن أفاجئكم بظهوري غدا ! لكن أُفسِدت المفاجأة ! "

الآن سامر نظر إلي و ابتسم ، و قال :

" لم أشأ أن يمر العيد و أنا بعيد جئت أشارككم ! "

و أقبل نحوي ، و أمسك بيدي و قال :

" عروسي ... كل عام و أنت ِ بخير ! "

~~~~~~~~~~~~