23-06-2007, 01:36 AM
|
#8
|
-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+-
|
رد: .¸¸❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝¸¸.
ما قلت لـ سلمى أنا ايش رح أسوي ، لو عرفت ، كانت رح تصرخ بوجهي و تحاول تمنعني ... و اعرف أن معها الحق ... لكن ...
سلطان قلبي ... و ما اقدر أعصيه ....
كانت الشمس ترسل خواتم أشعتها قبل ما تودع السماء ....
و تبعثرت الأشعة الباهتة صوب الغرب ... و لونت الأفق بألوان نارية متدرجة ...
كان منظر جميل ... الشمس تودع ... لكن لنا معها بكرة لقاء جديد ....
و صلنا المكتب ، أنا و شوق ...
معظم الموظفين غادروا ... و الباقين ، يلموا أشياءهم و يرتبوها استعدادا للرحيل ...
أما سلطان العسل ... فكان واقف عند نافذة الشرفة المفتوحة ... يتأمل الشمس .... و يمسك مسباحه الفضي يحركه بين أصابعه ....
- السلام عليكم ، كيفك أخوي ؟
كانت شوق أول من تكلم ، ابتسم سلطان و رد التحية ، و لف تجاهي ، و قال :
- مساء الخير ، قمره ...
ارتبكت بشكل ما توقعته ... هذا هو سلطان قدّامي الحين ... يفصل بيني و بينه خطوات ... تلعثم صوتي و أنا أرد ..
- مساء ..... النور ....
- تفضلوا ...
رفعت ايدي و فيها الكتب ، و حطيتها على الطاولة ، و قلت أحاول أخفي توتري :
- هذه آخر الكتب ، شكرا ...
- العفو ، إن شاء الله بس عجبتك ؟
- نعم ، عجبني اللي قريته منها ...
جا صوت شوق ، و هي تحاول تلطف الجو شوي ، و قالت بمزحة :
- كم عمود حجزت لها بالمجلة ؟ ترى جايبة معها قصيدة طويــــــــلة ! و هالمرة مو ببلاش ! و الدفع مقدما !
- احنا حاضرين ... !
و داهمت الجو أصوات سرب من العصافير ، كان قوي ... و التفتنا كلنا صوب الشرفة ... و فتح سلطان البوابة الزجاجية للشرفة ، و طلع يتفرج عليها ، و مسكت شوق إيدي و أخذتني معها للشرفة ...
كان عدد العصافير كثير كثير .... و منظرها يشرح الصدر ... و الشمس اختفت ، و ما بقت إلا أطراف أشعتها تتراقص على أغنية السرب المهاجر ....
ظلينا فترة نراقب جمال المنظر دون كلام ... و لما تلاشت الطيور ... انتبهت على صوت سلطان يقول :
- يا ليت لي جناحين مثلها !
لفيت صوبه ، كان ما زال يناظر في السماء ... و نقل أنظاره تجاهي لما حس بحركتي ... و التقت نظراتنا التايهة ...
كأني حسيت بصدمة ، و باعدت أنظاري عنه ، و لفيت تجاه شوق ... و ما لقيتها ...
درت بأنظاري بالمكتب و حوالي ، و شفتها واقفة بعيد ، عند المكتبة ، تتفرج على الكتب و تتصفحها ، أو بالأحرى ... تتظاهر بتصفحها ...
كانت الشرفة واسعة ، و وقفنا عند أحد أطرافها ... و خيم علينا صمت رهيب ....
انتظرته يبدأ الكلام ... و بدا و كأني رح أنتظر لآخر العمر ....
الشمس الحين سحبت أذيالها ، و ما عاد فيه إلا لهيب الشفق الأحمر ... ينذر بالظلام القادم ...
- إش بغيت ... سلطان ؟
سبقته أنا بالكلام ... و أنا عيني على الشفق ...
- قمره ... أنا آسف ...
ما زالت عيني على الشفق ... مصرة تودعه لآخر لحظة ...
- على ايش ؟
قلتها و أنا أتظاهر بالبرود ، و داخلي نار تحترق ...
- على كل شي يا قمر ... أبيك ... تسامحيني .
- هذا كل شي ؟
كأن كلمتي أصابت منه موضع ألم ، تأوه ... و تنهد بمرارة ...
تنهيدته ذي ، قطعت قلبي ، حبيبي يتنهد يعني ضايق ٍ صدره ، و أنا ما اقدر أشوفه ضايق الصدر ...
وجهت انظاري صوبه ، و قلت ...
- سلامتك من الـ آه ...
- قمر ... قمر ... ما أدري إش أقل لك ...
- اللي بخاطرك ، اسمع ... خير ؟
و بعد تردد قصير ، قال ...
- قمر ، أنت ِ مقتنعة بـ بسـّـام ؟
وصلنا للنقطة الحساسة ... رغم أني كنت أتوقع يكلمني عن موضوع ارتباطي ببسام ، لكني مع ذلك اضطربت ...
- اش فيه بسام ؟ ما اقتنع به ؟ مو هو اللي رجال أخلاقه طيبة و ما ينعاب ... مو هذا رأيك به ؟
- صحيح ، بس مهم أنك ... تكوني مقتنعة به ....
- مهم ؟ مهم عشان مين ؟ عشان إيش ؟؟؟
- ... عشانك ... عشانكم انتم الاثنين ... عشان ... عشان حياتكم المشتركة المستقبلية ... قمر ... لازم تعطي نفسك فرصة أكبر للتفكير .... لسا ما فات الأوان ...
- الأوان فات ، خلاص .... أنا وافقت ، و الخطوبة بعد أيام ...
عض على أسنانه ، يعبر عن استنكاره ... و رفعت عيني عنه ، و طالعت بالسماء أدور الشفق ... اختفى و ما لحقت أودع النظرة الأخيره منه ....
رجعت بانظاري خائبة الأمل ... و حنيت راسي للأرض ...
- قمره ... ما أبي أكون سبب من أسباب تعاستك ...
- أنت ... سبب تعاستي كلها ... السبب الوحيد ...
ما ادري كيف طلعت مني الجملة ، غصبا علي قلتها ....
تضايق هو ، و قال بحزن ...
- أرجوك يا قمر ، لا تخليني أتعذب و أنا أحس بالذنب ... قمر أنت ِ عارفة أن ظروفنا ما سمحت لنا نرتبط ... عارفة أن بينا عقبات مستحيلة ... ما نقدر نتجاوزها ...
- نعم ، صحيح ...
قلتها بأسلوب ساخر ، الأمر اللي أثاره بزيادة ، و علا صوته و هو يكرر :
- ما هو بإيدنا يا قمر ... صدقيني ، كل واحد منا له طريقه ، ما فيه بينا تقاطع طرق
افهميني يا قمر ... أنا خلاص تزوجت و اللي صار صار ... و أنت ِ بعد رح تتزوجي، بس لازم يكون اختيارك عن اقتناع تام ...
- ما يهمني ، بسّام من غيره ...
- لا يا قمر ... لا ...
هذه حياة و مستقبل ...و عمر ... لازم تختاري اللي يناسبك ... اللي تقتنعي فيه ...
- ما غيرك قلبي يختار ... ما غيرك يملي عيني ... ما غيرك اقتنع فيه ...
بلاش اتزوج يعني ... ؟
لها الحد و ما قدرت أمسك نفسي ، انهرت في نوبة من البكاء الشجي ، وعطيته ظهري ، و ظليت أبكي و ابكي ... و هو صامت ، ما ادري كيف كانت تعابير وجهه ... بعد ما هدأت شوي ... سمعته يقول :
- تقبلي تتزوجيني و أنا متزوج ؟
*
* *
*
|
|
|
|