عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2005, 12:33 AM   #2
مــ الحزن ــلاك

-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+-

 
الصورة الرمزية مــ الحزن ــلاك
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2005
رقم العضوية: 8011
المشاركات: 30,871
عدد المواضيع: 871
عدد الردود: 30000
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
مــ الحزن ــلاك is on a distinguished road

مــ الحزن ــلاك غير متصل
افتراضي

وإذا انتقلنا الى باب آخر من أبواب العقيدة والإيمان :

ننتقل إلى باب القدر : الذي ضلت فيه العقول والافهام التي ابتعدت عن كتاب الله وسنة رسوله ، وفق الله تبارك وتعالى أهل السنة والجماعة فكانوا على الجادة والصراط المستقيم .
فان القدرية - أي الذين نفوا القدر ولم يثبتوه - غلوا في تحميل العبد للمسؤولية عند فعل المعصية ، فقالوا : العبد مسؤول عما يفعل من المعاصي ، وغلوا في ذلك حتى قالوا : إن الله تعالى لم يقدر عليه هذه المعاصي ولم يخلقها ، ثم غلوا حتى جعلوا جميع أفعال العبد هو الذي يستأنفها من عند نفسه والله تبارك وتعالى لم يكتبها عليه ، ولم يقدرها عليه ، وغلا بعضهم فقال لا يعلم الله بها إلا بعد وقوعها ! - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا -
كل ذلك غلو وجموح وجنوح عن الصراط القويم .
فقابلتهم الجبرية وقالوا لا حيلة للعبد ولا إرادة له ولا اختيار ، وغلوا في إثبات القدر ، حتى آل بهم الأمر إلى أن جعلوا الإنسان كالريشة في مهب الريح لا إرادة له ولا اختيار ، فكل الأمور بالقدر وكل شيء قدره الله ، حتى إذا فعلوا المعاصي وانتهكوا حرمات قالوا : هذا بقدر الله ، وليس لنا بذلك أي ذنب !
وهؤلاء وهؤلاء في ضلال مبين ، ووفق الله تبارك وتعالى أهل السنة والجماعة فمشوا وتمشوا بصريح القرآن والسنة ، فاثبتوا أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق لأفعال العباد كما هو الخالق لكل شيء { وخلقكم وما تعملون } وفي نفس الوقت اثبتوا أن العبد هو الفاعل ، فالعبد هو الذي يفعل أفعاله -كما هو في كتاب الله سبحانه وتعالى : { فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره } - فالعبد هو الفاعل ، والله تعالى هو الخالق ، وفعل العبد بناء وبمقتضى مشيئة وإرادة خلقها الله تعالى فيه ، وأعطاه إياها ، ولكن كما قال : { وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين } فالمشيئة التي تنفذ وتتحقق ولا يردها شيء هي مشيئة الله تبارك وتعالى ، والعبد مع إن له مشيئة يتصرف بها ويكون مسؤولا عما تمليه عليه من الأعمال، إلا أن هذه المشيئة لا تكون إلا بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى ، وكل ذلك في علمه تبارك وتعالى ، فهو كما صرح في القران وفي الحديث :
{ وكل شيء أحصيناه في إمام مبين } وكتب مقادير كل شيء عنده قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسون الف سنة - كما في الحديث الصحيح - فأهل السنة والجماعة لا يردون أي آية ولا حديث في القدر بحجة انه يؤدي إلى الجبر أو يؤدي إلى نفي مسؤولية العبد ، ويؤمنون بالجميع .
وأما أولئك ، فانهم لا بد يردوا : فالقدرية النفاة ، يردون كل حديث أو آية تدل على إثبات القدر - في بدعتهم تدل على الجبر - كقوله تعالى : { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى } وكالحديث الصحيح المتفق عليه في محاجة آدم وموسى عليهما السلام ، عندما تحاجا فقال موسى لآدم : ( أنت أبونا الذي خيبتنا وأخرجتنا من الجنة ) فقال آدم عليه السلام : ( أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه تلومني بأمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني بأربعين عاما ) يقول : ( فحج آدم موسى ) ، وكذلك حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه ، وهو المسمى حديث الصادق المصدوق الذي يقول في أوله : حدثني رسول الله  وهو الصادق المصدوق : أن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم مضغة مثل ذلك ثم يرسل الله تعالى الملك فيأمره بنفث الروح ويأمر بكتب أربع كلمات رزقه واجله وعمله وشقي أم سعيد ، والله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وان أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) فأيضا أنكروا هذا الحديث وأنكروا كثيرا من الأحاديث رغم ثبوتها وصحتها لأنها بزعمهم تفضي إلى الجبر.
كما أن أولئك أنكروا كل ما يدل على استقلال العبد بفعله وانه هو الذي يفعل ، وبذلك أنكروا كل ظواهر القرآن وصريحه في أن العبد هو الذي يعمل ، كقوله تعالى : { فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى } فأنكروا أن العبد هو الذي يعطي أو يصدق أو يكذب أو يبخل وجعلوا الفعل كله له تبارك وتعالى.
المقصود أن الله تعالى وفق أهل السنة والجماعة فآمنوا بكل الآيات وبكل الأحاديث وكانوا وسطا بين القدرية والجبرية .

إذا انتقلنا الى موضوع آخر نجد أيضا هذه الوسطية :

وهو موضوع الصحابة الكرام أصحاب النبي  : فالرافضة يلعنون أصحاب النبي  بل يكفرونهم إلا نفر يسير معدودين - يقولون انهم علي وأصحابه الذين والوه - والخوارج بالمقابل يكفرون علي بن أبى طالب وعثمان رضي الله تعالى عنهما ويكفرون من والاهما .
فوفق الله تبارك وتعالى أهل السنة والجماعة - أهل الدليل والاتباع والأثر - فهم يوالون أصحاب رسول الله  جميعا ويترضون عنهم جميعا ولا يكفرون أحدا منهم ، وانما يؤمنون ويقرون بما أثبته الله تبارك وتعالى من فضلهم ومن الكرامة لهم ومن السابقة ومن الإحسان، ويؤمنون بان ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة ، فلا يذموهم -كما فعلت الرافضة- ولا يكفرونهم أو يكفرون بعض منهم -كما فعلت الخوارج - وأيضا لا يغلون في حب أحد منهم ، حتى أبا بكر الصديق - وهو أجلهم جميعا- لا يبالغون فيه ولا يرفعونه فوق درجته الحقيقية - كما فعلت الرافضة حين رفعت أمير المؤمنين علي بن أبى طالب رضي الله عنه إلى درجة الألوهية فجعلوه إلها من دون الله وبعضهم جعله في منزلة النبوة نسأل الله العفو والعافية -
الله سبحانه وتعالى وفق أهل السنة والجماعة ، فكانوا على الطريق القويم والوسط ، لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء
وكذلك أهل بيت النبي  يحبونهم ويوالونهم ولا يعظمونهم ويخرجوهم من منزلتهم التي هم عليها حقا، ولا يرضون لما نالهم من الأذى ، ولا يؤذونهم بل يحبونهم المحبة الشرعية التي جعلها الله تبارك وتعالى لسائر المؤمنين وزيادة لقرابتهم من النبي  .
ومن خصائص أهل السنة والجماعة ، التي لا يشاركهم فيها غيرهم :

انهم موعودون بالنجاة من عذاب الله تبارك وتعالى يوم القيامة:
وذلك مبني على انهم هم الطائفة المهتدية التي ثبتت على الصراط المستقيم في هذه الحياة الدنيا ، وان غيرهم متوعد بالهلاك وبالعقوبة في الآخرة .

وعندما نقول أن أهل السنة موعودون بالنجاة وان غيرهم متوعد بالهلاك ، لا يعني ذلك أن كل فرد من أهل السنة والجماعة هو ممن يدخل الجنة ابتداء، كما لا يعني ذلك أن كل فرد من غير أهل السنة والجماعة لا يدخل الجنة انتهاء أو لا يدخلها ابتداء ، ولكن من حيث الجملة أهل السنة موعودون بالنجاة وأهل البدع متوعدون بالهلاك . . . ثم أهل البدع طوائف ، فمن خرج عن الملة فهذا حكمه حكم المشركين والمنافقين في النار خالدا فيها مخلدا - نسأل الله السلامة والعافية- وغيرهم ، فان الله سبحانه وتعالى ينصب الميزان يوم القيامة وتوضع حسناتهم وسيئاتهم في كفتي الميزان فما رجح منها فان الله تعالى لا يظلم أحدا ، فهم يدخلون في أهل الكبائر الذين تنالهم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ابتداء وقد تنالهم بعد دخول النار فيخرجون منها .
آما أهل السنة والجماعة فمن كان منهم تام الاهتداء في الدنيا ، فهو تام النجاة في الآخرة ، كما قال تبارك وتعالى : { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون } فمن كان تام الاهتداء منهم تاركا للظلم - الذي هو الشرك بطبيعة الحال ، وليس في أهل السنة والجماعة مشرك - وتاركا للظلم الأصغر- وهو المعاصي والذنوب - مجتنبا للكبائر فهذا يكون ناجيا النجاة الكاملة يوم القيامة .
وأما من كان من أهل السنة والجماعة ولكنه على معصية من المعاصي -كالزنى والسرقة أو شرب الخمر أو ما شابه ذلك - فانه يدخل في الوعيد الذي توعد الله سبحانه وتعالى به من فعل ذلك ، ولكنه مع دخوله في الوعيد ، الشفاعة له أرجى بلا شك ممن كان من أهل الكبائر من غير أهل السنة والجماعة ، فمن كان من أهل السنة والجماعة فهو أرجى واقرب الى رحمة الله تبارك وتعالى من غيره .

وقد قال رسول الله  : ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) قيل: ومن هم يا رسول الله ؟ قال : ( الجماعة ) وفي رواية : ( من كان على ما أنا عليه وأصحابي ) . فهذا الوعيد لأهل الفرق الذين { فرقوا دينهم وكانوا شيعا } الذين خالفوا وصية الله سبحانه وتعالى العاشرة : { وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتضل بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون } هؤلاء الذين خالفوا هذه الأوامر وأمثالها يشملهم الوعيد فهم من الاثنتين والسبعين المتوعدة بالنار " كلها في النار إلا واحدة " هذه الواحدة هي الجماعة هي أهل السنة ، هي من كان على مثل ما كان عليه النبي  وأصحابه ، فبذلك يتبين لنا معنى هذا الحديث .

وهذا ينقلنا إلى قضية المفاضلة بين أهل السنة والجماعة وغيرهم :

المفاضلة بين أهل السنة وأهل البدع :
وهو أن يقال : أن في غير أهل السنة والجماعة من أهل البدع التي لا تخرج عن الملة أهل الشبهات - ولا سيما الشبهات العلمية التي قد تخفى على بعض الناس كالإرجاء غير الغالي وما شابهها - هؤلاء فيهم من العبادة والزهد والجهاد والخير الشيء الكثير - وهذا واقع -
ولكن نقول انه - من حيث الجملة - ما من خير ولا خصلة عند غير أهل السنة والجماعة إلا ولأهل السنة والجماعة من ذلك النصيب الأوفر والكمال في هذه الصفة وفي هذه الخصلة ، فأهل السنة والجماعة منهم المجاهدون ومنهم القراء ومنهم العلماء ومنهم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ومنهم الحافظون لحدود الله ومنهم الزهاد ومنهم كل أهل المناقب والفضل في هذه الأمة ، فخيريتهم مطلقة ، وأما غيرهم وان شاركهم في شيء من هذه الخيرية فان ما شاركهم فيه عند أهل السنة والجماعة اكثر وأوفر ونصيب اكبر.
وأيضا سيئات بعض أفراد أهل السنة والجماعة ، يوجد عند أهل البدع مثلها واكبر منها .

وأهل السنة والجماعة وسط حتى في حياتهم العملية:
فمن أهل السنة والجماعة من كان يلي القضاء ، ومن كان يلي بعض المناصب ، ومن كان ذا مال وسعة وفضل
وفي أصحاب رسول الله  الأسوة الكاملة فقد كان فيهم أهل الثراء والغنى ، كما كان في أصحاب النبي  أيضا أهل الفاقة والفقر ، وأهل الصبر والزهد ، وكان في أصحاب النبي  أهل العبادة والذكر ، كما كان فيهم أهل الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة