عرض مشاركة واحدة
قديم 23-04-2011, 09:23 PM   #1
شمس القوايل

نائبة الإدارة

 
الصورة الرمزية شمس القوايل
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: May 2007
رقم العضوية: 35230
المشاركات: 42,377
عدد المواضيع: 1355
عدد الردود: 41022


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
شمس القوايل is on a distinguished road

شمس القوايل غير متصل
افتراضي :: :: رَحَلَ، وَرَحَلَ الأَمَانُ معه :: ::

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

قصة حقيقة

(رَحَلَ، وَرَحَلَ الأَمَانُ معه)


حرقة في القلب تزداد اضطراما ودموع من عيون تتهامى

وحنين وأنين واشتياق والتياع يلجم القلب لجاما

آآآآآآه .. هكذا زفرها إبراهيم من صدره محرقة مؤلمة ، كتلك الآلام التي تكوي فؤاده.

الدنيا مبتهجة والكل سعيد يتبادل تهاني العيد، والأطفال فرحون بالعيدية، إلا أن إبراهيم ضائق الصدر

ويشعر بأن الجو خانق يكاد يكتم أنفاسه.

ما الذي سلب إبراهيم فرحته ؟

وأطفأ شمعة بهجتك؟

يعود بذاكرته للوراء قبل سنة تحديدا ثاني أيام عيد الأضحى، ووسط تلك الفرحة الرائعة،

ورائحة اللحم المقلي تُزكم الأنوف، وأصوات الألعاب النارية ترج المكان، بهجة الصغار

وثرثرة النساء وانشغال الرجال بإعداد اللحم ، للعيد نكهة خاصة لا تكون في سواه ،

يجتمع الجيران في منزل أبي لتناول الغداء ولحم "المقلاي" سيد الموقف يأتي كل

بلحمه ويتناوله الجيران جماعة ...

لم يفسد جمال تلك الأجواء شيء حتى جاء (يوسف) ابن أخي !!

- عمي عمي نحن بنرووووح الشرقية اليوم بتروح معنا؟

- لا حبيبي ما بروح معكم لكن تراني أبا من العيدية ، اللي يعيديك قوله بعد أريد حق عمي عيدية .

(يوسف لم يدخل عامه الثالث بعد جميل وكأنه فلقة قمر أو ملك بهي الطلعة شعره طويل منسدل

على كتفه، أعشق تلك اللكنة الطفولية التي يتكلم بها)

الأزهر والزهراء إخوان يوسف يستعدان للرحلة وأرى الفرحة في أعينهما سيذهبون لرؤية جدهم

لأمهم أنهكه المرض وسائق الرحلة خالهم إبراهيم .

خرجنا جميعا لتوديعهم عند شجرة "الشريشة" والكل مبتهج ويتبادلون التعليقات والنكات والضحكات.

أمي رقيقة القلب لابد أن تبكي حين تودع أي شخص كانت تضم يوسف والأزهر والزهراء ودموعها

تترقرق وبدعابة تطلب منهم أن لا يذهبوا – وليتهم فعلوا –

نزل يوسف بغتة من السيارة قبل انطلاق الرحلة

- عموووة فطووووم هذا دبدوبي ضميه حقي يوم برجع بخذه ولا تعطيه عمي عيسى.

وما علم يوسف أنه لن يعود !!



يتبع
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس