[لطفي]

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

تنتشر بعض المفاهيم الخاطئة حول بعض الأمراض أو أساليب العلاج أو حتى التعامل مع نوعية معينة ما .. أو فهم مصطلحات طبية على عكس ما هو واجب و صحيح .. لذا من واجبنا نحن كمسلمين و لله الحمد و الفضل و المنة أن نحاول جاهدين بمعونة من رب العباد أن نصحح و لو جزءا يسيرا مما إعتدناه من عادات متوارثة لا أساس لها من الصحة و من هذا المنطلق فإني أفتح هذا الباب ــ تصحيح المفاهيم الطبية ــ
حتى يتسنى للجميع تصحيح هذه المفاهيم ..

الحمد لله على جزيل عطائه و كرمه .. سبحانه يعطينا دون أن نسأله فإن سألناه أعطانا و أفاض علينا من نعمه و إن شكرناه زادنا من فضله قال تعالى : " لإن شكرتم لأزيدنكم " صدق الله العظيم
و من فضله سبحانه على خلقه أن أنعم علينا بنعمة الصحة و العافية .. فله الحمد و الفضل و المنة .
و أستسمحكم إخواني أن نقف لحظة مع إحدى الأقوال الشائعة في مجتمعاتنا العربية .. يقال : الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى .. الصحة تاج .. نعم الصحة نعمة و ما أعظم ان نُتوج بها نعمة إذا استُخدمت في طاعة الله عز وجل .. لكن هل فعلا لا يراها إلا المرضى ؟!! سؤال بحث في جوانبه على الإجابة لأخرج باختصار بما يلي :
من شيمة المؤمن أن يدرك قيمة النعمة و هي بين يديه لا عند زوالها .. و هذا هو الفرق بين المؤمن الصادق القوي الإيمان و المسلم الضعيف الإيمان ..
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ " و قال صلى الله عليه و سلم : " إغتنم خمسا قبل خمس و ذكر في الحديث صحتك قبل سقمك " أو كما قال عليه الصلاة و السلام .
إذا فمن واجب كل مسلم أن يقدر هذه النعمة و يسخرها في مراد الله و بذلك يتم الشكر .
و دعوني إخواني الكرام أروي لكم هذه القصة من واقع الحياة ..
نعيمة .. أُدخلت المستشفى سنة 2003 قصد الولادة و أجريت لها عملية قيصرية ، بعدها بنصف ساعة شُلت تماماً بعد تعرضها لارتفاع في الضغط مما أدى إلى توقف القلب و التنفس و كانت النتيجة خلل في الدماغ .. على حسب أقوال الأطباء .. و نحن الآن و بعد سنتين ما زالت الأخت نعيمة شفاها الله في غرفة الإنعاش بنبض و تنفس اصطناعيين غير واعية بما يجري حولها ..
لم أروي لكم هذه الحقيقة من باب الألم و لكن لنحس بمدى ما نحن فيه من نعمة .. نعمة الصحة .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من أصبح منكم آمنا في سربه معافىً في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " رواه الترمذي و قال حديث حسن .
ألا يجعلنا هذا نقدر حقيقة هذه النعمة الغالية و نصحح بذلك المقولة الشائعة لتصبح :
* الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يدرك قدرها إلا المؤمن الصادق الإيمان *

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..


منقول