رحل الشاعر المقدام، وشاعر الثورة والحرية، رحل العظيم فرحمة الله عليك يا محمود درويش، تركتنا دون انذار، فلم ننس بعدْ اخر بسمة على شفاهنا باخر لقاء لك فودعتنا بلا وداع وتركتنا وسط الضياع.
لو انذرتنا لدفعنا ارواحنا لك، لو انذرتنا لدفعنا عجلة الزمان الى الخلف واعدناك امام اعيننا، فلم تركت شعبا يتيما وحيدا، لتترجل عن عرش الثورة شهيدا شاعرا قائدا ومناضلا.
حملت هم امة وشعب على اكتافك، نتمنى ان تتقبل اعتذارنا فلقد اتعبك الحِمل كثيرا وهرمت باكرا من ثقل القضية، تقبل منا كل اعتذار.
رحلت عنا ولن ترحل منا، فانت هناك وهنا وهنا دوما في قلوبنا وعقولنا كفلسطينيين.
تركت لنا الكثير كي لا ننساك، وتركت لنا كلماتك وشعرك وحبك وسعيك للحرية، فكم سيسعدنا وجودنا بين كلماتك دوما.
كم سنشتاق لك يا درويش، رحمك الله.
ومن اجمل اشعار الشاعر الراحل محمود درويش
الموت مجانا
كان الخريف يمرّ في لحمي جنازة برتقال..
قمرا نحاسيا تفتته الحجارة و الرمال
و تساقط الأطفال في قلبي على مهج الرجال
كل الوجوم نصيب عيني ..كل شيء لا يقال..
و من الدم المسفوك أذرعة تناديني: تعال!
فلترفعي جيدا إلى شمس تحنّت بالدماء
لا تدفني موتاك!.. خليهم كأعمدة الضياء
خلي دمي المسفوك.. لافته الطغاة إلى المساء
خليه ندا للجبال الخضر في صدر الفضاء!
لا تسألي الشعراء أن يرثوا زغاليل الخميله
شرف الطفولة أنها
خطر على أمن القبيلة
إني أباركهم بمجد يرضع الدم و الرذيلة
و أهنيء الجلاد منتصرا على عين كحيلة
كي يستعير كساءه الشتوي من شعر الجديلة
مرحى لفاتح قرية!.. مرحى لسفاح الطفوله !..
يا كفر قاسم!.. إن أنصاب القبور يد تشدّ
و تشد للأعماق أغراسي و أغراس اليتامى إذ تمد
باقون.. يا يدك النبيلة، علمينا كيف نشدو
باقون مثل الضوء، و الكلمات، لا يلويهما ألم و قيد
يا كفر قاس!
إن أنصاب القبور يد تشد..!