23-06-2007, 01:54 AM
|
#36
|
-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+-
|
رد: .¸¸❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝¸¸.
سلطان قفز للماء في اللحظة الأخيرة ...
شفته و هو يبتلعه البحر ... ، و شفته و هو يطلع مرة ثانية على سطحه ، بعد ما ارتطم القاربين و جلجلوا
الأجواء بضجة قوية ....
و يرد يختفي ...
الشمس تخلت عني في أحوج ألأوقات لها ... النور كانت خافت ... دورت على سلطان ما لقيته ...
سبحت تجاه المكان اللي شفته به قبل شوي ، أدور عليه و انادي ... و أصرخ ....
طلع سلطان من قلب البحر ، يصارع الموج ، يصارع الموت ، سلطان ما يعرف يسبح ....
سبحت بكل قوتي ، بأكثر من كل قوتي ، ما خليت فيني غضلة وحدة الا و حركتها بالقوة ... بالجبروت ...
بالغصب ...
أطالع بسلطان ، و هو مرة يطفو و مرة يغرق ... عيونه مفتوحة لحدها ، شهقاته قوية و مقطوعة ، و إيده تحاول
تمسك الماء ... و روحه تهدد بالنزع ......
- تماسك سلطان تماسك ... تماسك أرجــــــــــــــــــــوك ....
أمواج البحر كانت تعاندني ، اخترقتها غصبا عنها ... سبحت و سبحت ... استرجعت كل دروسي و خبرتي
بالسباحة ، و أخيرا ... وصلت لسلطان ....
مسكت سلطان ، و رفعته فوق ... فوق ... و هو تشبث بي مثل ما يتشبث أي غريق بأي طوق نجاه ....
- تنفس سلطان تنفس ... تنفس ...
تنفس سلطان بنهم ... بشراهه ... و هو يضغط بيده علي ، خايف ينفلت و يبلعه البحر مرة ثانية ....
رفعت ذراعه على كتفي ، و صرت أدوّر ... وين الساحل ...
آخر بصيص للشمس كان من ناحية ، يعني الساحل من الناحية الثانية ... و سبحت بسلطان ، بكل قوتي و بأسرع
ما سمحت لي به الأمواج ....
فجأة ، فلت سلطان من إيدي و سحبه عمق البحر ...
لااااااااااا
غطست وراه و مسكته ، كنت أشوف بقايا فقاعات الهواء اللي كان بصده ، تتخلى عنه و تطلع من صدره ، من
فمه و أنفه بكل غدر ...
شديته لي و رفعته فوق ، صرخت ...
- سلطان تنفس ... تماسك سلطان ...أجوك تماسك ... تماسك الحين نوصل ...
تعبت ، خارت قواي كلها ، و احنا بعد ما وصلنا ... ما ادري كم من الزمن مر ... يمكن شهر ؟ يمكن سنة ؟؟؟
البحر كان متعطش للفتك ، للغدر ... أمواجه تلاعبت بنا ... فوق و تحت ... يمين و شمال ... قدام و ورا ...
ما بدا لي أن البر موجود ....
ما لازم استسلم ، لازم أوصل ... تمسك يا سلطان ... باقي قليل ...
سحبته معي ، و أنا أسمع أنفاسه مرة ، و مرة لا ... و أشوف عينه مفتوحة مرة ، و مرة لا ... و أحس بإيده
تمسكني مرة ، و مرة لا ...
أخيرا قربنا من البر ... شوي ... و حسيت رجلي تلامس القاع ... وصلنا بر الأمان يا سلطان ... تمسك ...
ارتميت على الرمل ، بين البر و البحر ، عند مضرب الأمواج ... التقط أنفاسي ... ارخي عضلاتي المنهكة ...
و أحس بالألم في كل جسمي ...
التفت لسلطان اللي جنبي .... كان ملقى على بطنه ، و راسه على الرمل المبلل ، و أمواج البحر توصل طرف
أنفه ...
قمت و سحبته ، ابعدته عن الماء ... و قلبته على ظهره ... و رفعته على رجلي و ذراعي ...
كان مغمض ... و فاقد الوعي ...
صرخت ،
- سلطان ... سلطان تسمعني ؟
سلطان رد علي ؟؟؟
و صرت أضرب بوجهه و صدره ، و اهز أكتافه بعنف ....
- رد علي يا سلطان ... رد علي ... تكلم ... أرجوك ...
قلبته بسرعة على بطنه مرة ثانية ، و ضربته على ظهره ..
طلع ماء كثير ... كثير ... من صدره .... يا بعد عمري يا سلطان ...
صار يكح ... و يطلع ماء من صدره ... من أنفه و من فمه ... و تالي توقف ...
- سلطان لا تموت ... سلطان حبيبي لا تموت أرجوك لا ... لا ... لا ...
رديت عدلته على ظهره ، و صرت أنعشه بأنفاسي ، ما توقعت أني رح استخدم الانعاش اللي تعلمناه بالجامعة
يوم من الأيام ، و استخدمه ، لسلطان ...
صار يكح ، رفعته على رجلي و سويته جالس ، و أحنيته لقدام شوي .... و أنا أضرب ظهره .... و هو يكح ،
بين الواعي و المغمى عليه ...
- سلطان لا تموت ...
أرجوك لا تموت حبيبي لا ...إلا أنت أرجوك لا ... أرجوك ...
فتح سلطان عينه ، و أخذت راسه بين يديني ...
الماء يقطر من شعره الناعم مثل ما تقطر الدموع من عيوني الحمراء ...
عيونه هو بعد كانت حمراء من ملوحة الماء ...
- سلطان حبيبي أنت حي ؟ رد علي أرجوك ؟؟
كان يتنفس ، و عينه كانت تطالعني ...
- رد علي يا سلطان ؟ أنت حي ؟؟ كلمني جاوبني سلطاااان ...
- آه ...
طلعت آهة من حنجرته ... سلطان بعده حي ... ما مات ....
سلطان حي ... حي ... حي ...
أخذته بحضني ، و لفيته بذاعيني ، و ضميته بقوة ، بقوة ، بقوة ....
ما أدري من وين جبت ها القوة بعد ذاك التعب ...
ضغطت عليه ضغطة ، يمكن بغت تكتم نفسه من جديد ...
قولوا عني اللي تبون ...
سلطان بيموت بين يدي ...
لا احد يلومني ...
-لا تموت حبيبي أرجوك ... لا تموت ... يا بعد عمري ...
لا تمو ت و تتركني ، لا ... لا سلطان ... لا ... لا ... لا ...
يا رب لا ... خذني و لا تاخذه يا رب لا ....
رفعت راسي شوي ، و بعدته عني ، أبي أشوف وجهه و أتاكد أنه حي ...
كانت عينه مفتوحة ، و الهواء أحس به يطلع من أنفه ...
- أنت حي سلطان مو صح ؟
- ... قمره ...
- يا بعدي ...
رديت ضميته لصدري ، بلا شعور ، بلا وعي ، بلا إرادة ، بلا إدراك ...
و أنا أبكي بشدة ، مفزوعة مفجوعة ... ماسكتنه بقوة ... بقوة ... بقوة ... ، خايفة البحر يسحبه مني ...
لا ... لا ... لا ...
إلا سلطان ...
مرة ثانية باعدته عني شوي ، أتاكد أنه صحيح حي ...
- سلطان ... أنت حي مو صح ؟ أنت حي ؟
حرك سلطان راسه و صار يدور بعينه ، طالع صوب البحر و قال :
- نواف ... منال ... شوق ...
عند ذي اللحظة ، انهارت عضلاتي ...
فقد ت كل احساس ... فقدت كل وجود ...
تركت سلطان من بين يديني ...
رفعت روحي ، لين وقفت ، كأني معلقة بخيوط نازله من السماء ....
طالعت البحر ...
أسود ... غضبان ... خسر فريسته
لفيت ببصري حوالي ....
شفت ناس تجي و ناس تروح ...
شفت نور كشاف يتولع فجأة ، من ناحية البر ...
سمعت أصوات ... ما قدرت أميزها ...
البحر كان يرقص ، و أمواجه بعدها تتأرجح ...
حتى الأرض كانت تتأرجح ....
و السماء كانت تدور ...
وين اختفى النور ؟ من طفى الكشاف ؟
ليه الأرض تهتز ؟ أنا بعدني في البحر ...؟
ما عاد أشوف
ما عاد أحس
ما عاد ادري بنفسي ....
سلطان حي ...
الحلم كذاب ....
*
* *
*
|
|
|
|